أحاديث قدسية عن رحمة الله
إن الله سبحانه وتعالى جاء بالكثير من الأحاديث القدسية التي بين فيها عظيم قدرته، وجلال سلطانه، وبين قدرته على كل شيء وأنه إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون، فسبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، وبين الله رحمته بعباده من خلال الأحاديث القدسية؛ لذا سنوضح لك أحاديث قدسية عن رحمة الله.
محتويات المقال
أحاديث قدسية عن رحمة الله
حديث قدسي عن رحمة الله ونعيمه في الجنة
جاء حديث قدسي عن رب العزة، عن رحمة الله وما أنعم علينا من نعم، فما أجمل الجنة وما فيها من نعم الله -تعالى- لعباده المؤمنين وأنه وعدنا بالنعيم الدائم في الجنة، قال -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربّه -عز وجل-: (لقد أعد الله لعباده الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر).
حديث قدسي عن رحمة الله وحبه لعباده
- (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي.
أحاديث قدسية عن رحمة الله ومغفرته
- قال النبي عليه الصلاة والسلام فِيما يرويه عَنِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: (يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ
- يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ).
- قالَ النبي عليه الصلاة والسلام: قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: (إذا تَحَدَّثَ عَبْدِي بأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فأنا أكْتُبُها له حَسَنَةً ما لَمْ يَعْمَلْ، فإذا عَمِلَها، فأنا أكْتُبُها بعَشْرِ أمْثالِها، وإذا تَحَدَّثَ بأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فأنا أغْفِرُها له ما لَمْ يَعْمَلْها، فإذا عَمِلَها، فأنا أكْتُبُها له بمِثْلِها).
- قال النبي عليه الصلاة والسلام فِيما يرويه عَنِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: (قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ، إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرةً).
حديث قدسي عن رحمة الله وإجابته الدعاء
قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث يرويه عن الله تعالى: (إنَّ اللهَ يقولُ: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني).
شاهد من هنا: الأحاديث الصحيحة في فضل سورة الإخلاص
فضل الأحاديث القدسية
الأحاديث القدسية هي أحاديث هادفه نتعلم منها
- مدى كرم ورحمه الله سبحانه وتعالى بعباده.
- وإن الله يستر عباده، فمهما قصرنا في عبادة الله، ففي النهاية لم نجد عونا غير الله.
- (فاللهم اجعلنا من الحامدين الشاكرين).
ماذا نتعلم من الأحاديث القدسية؟
نتعلم من الأحاديث القدسية الكثير والكثير لذا، نورد لكم بعضها في النقاط التالية:
- أن الله سبحانه وتعالى أقرب إلينا من حبل الوريد.
- وأنه إذا أراد شيء يقول له كن فيكون.
- يوضح لنا رحمة الله في الدعاء تصديق الله -سبحانه- لعبده ما يظنّه به، واستجابته لدعائه.
- وهذه هي رحمة الله علينا، قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: (إنَّ اللهَ يقولُ أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني).[٦]
آيات قرآنية كريمة عن رحمة الله
وردت العديد من الآيات القرآنية الكريمة التي تدلّ على رحمة الله -عز وجل-، ومنها ما يأتي قال الله تعالى:
- (وَرَحمَتي وَسِعَت كلَّ شَيءٍ).[٧]
- قال الله -تعالى-: (قلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).
- قال -تعالى-: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيب مِّنَ الْمحْسِنِينَ).[٩]. قال -تعالى-:
- (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِم مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَك حَسَنَةً يضَاعِفْهَا وَيؤْتِ مِن لَّدنْه أَجْرًا عَظِيمًا).
- قال -تعالى-: (وَأَطِيعوا اللَّهَ وَالرَّسولَ لَعَلَّكمْ ترْحَمونَ).
- قال -تعالى-: (وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكم اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكنوا فِيهِ وَلِتَبْتَغوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكمْ تَشْكرونَ)،
- وقال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكمْ نِعَمَه ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يجَادِل فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هدًى وَلَا كِتَابٍ منِيرٍ).
- قال -تعالى- في كتابه العزيز عن القرآن الكريم: (هـذا بَصائر مِن رَبِّكم وَهدًى وَرَحمَة لِقَومٍ يؤمِنونَ).
- جعل الله التشريعات رحمة للعباد، فهي تنفعهم في الدنيا والآخرة، ومنها الصلاة والزكاة.
- قال -تعالى-: (وَأَقِيموا الصَّلَاةَ وَآتوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعوا الرَّسولَ لَعَلَّكمْ ترْحَمونَ).
- أباح الله -تعالى- في القرآن الكريم أكل الميتة عند الاضطرار لدفع الهلاك عن النفس؛ قال -تعالى-: (فَمَنِ اضطرَّ غَيرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفور رَحيم).[١٦]
- فَتَح الله -تعالى- باب التوبة للعباد، ليغفر لهم ذنوبهم وتقصيرهم إذا تابوا إليه -سبحانه-.
- أيضا قال -تعالى-: (وَتوبوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيهَ الْمؤْمِنونَ لَعَلَّكمْ تفْلِحونَ).
- قال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها).
- كذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّاحمون يرحمهم الرَّحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السَّماء، الرَّحمُ شجْنة من الرَّحمن فمن وصلها وصله اللَّه ومن قطعها قطعه اللَّهُ).
اقرأ أيضا: أحاديث فتن آخر الزمان الصحيحة
حب الله لعباده
أكد الله سبحانه وتعالى حبه لعباده الصالحين، وأنه سوف ينعم عليهم بالجنة وما فيها، يحب عباده الذين يدعونه بإلحاح.
ويهيئ الله سبحانه وتعالى الخير لعباده حيثما كانوا، وأينما كانوا، حيث أنه سخر لنا السموات والأرض، وكل ما فيهم، فاللهم اجعلنا من الحامدين الشاكرين.
أحاديث نبويّة شريفة عن رحمة الله
وردت في السنّة النبويّة الكثير من الأحاديث الشريفة التي تدلّ على رحمة الله -سبحانه- وآثارها العظيمة، وفيما يأتي نورد لكم بعضها:
- (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتابًا قَبْلَ أنْ يَخْلقَ الخَلْقَ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي، فَهو مَكْتوب عِنْدَه فَوْقَ العَرْشِ).
- قال رسُولُ عليه الصّلاة والسّلام: (لما خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ في كِتَابٍ فَهُوَ عِنْدَه فَوْقَ العَرْشِ: إِنَّ رَحْمتي تَغْلِب غَضَبِي).
- شبّه النبي -صلى الله عليه وسلم- رحمة الله -تعالى- بقصةٍ حقيقيّةٍ حصلت أمام الصحابة الكرام، حيث فقدت أم ولدها الرضيع أثناء الحرب، ثم أخذت تبحث عنه بلهفةٍ بين الجرحى والقتلى بعد انتهاء الحرب، وعندما وجدته أخذته لحضنها وضمّته.
- فسأل النبيّ أصحابه: (أَتَرَوْنَ هذِه المَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا في النَّارِ؟ قُلْنَا: لَا، وَاللَّهِ وَهي تَقْدِرُ علَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لَلَّهُ أَرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه بوَلَدِهَا).
- يدخل المؤمنون الجنّة يوم القيامة بفضل الله -تعالى- ورحمته لا بأعمالهم قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-:
- (لَنْ يدْخِلَ أحَدًا عَمَله الجَنَّةَ قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّه بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ).
- يخرج الله -تعالى- من النار يوم القيامة كلّ من كان في قلبه ذرّةً من الإيمان، حيث يأمر الله ملائكته: (فيقول اذهبوا فلا تدَعوا في النَّارِ أحدًا في قلبِه مثقال ذرَّةٍ إيمان إلَّا أخرجتموه، قال: فلا يبقى إلَّا من لا خيرَ فيهِ).
- يرحم الله -تعالى- عباده يوم القيامة، فيخرج من النار أناساً لم يفعلوا الخير قطّ في دنياهم.
- قال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (فيقول الله عز وجل، شفعت الملائكة، وشفع النبيون.
- وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين.
- فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا حمماً).
- قال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (لو يعلَم الكافر ما عندَ اللهِ مِن الرَّحمةِ ما قنَط مِن جنَّتِه أحَد).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى إذَا أحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّ فُلَانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ في السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ويُوضَعُ له القَبُولُ في أهْلِ الأرْضِ).
- قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ حييٌّ كريمٌ يستحيي إذا رفع الرَّجلُ إليه يدَيْه أن يرُدَّهما صِفْراً خائبتَيْن).
شاهد أيضا: آيات قرآنية وأحاديث عن بر الأبناء
أسئلة شائعة حول أحاديث عن رحمة الله
ما هي رحمة الله؟
رحمة الله هي صفة من صفاته سبحانه وتعالى، وهي تشمل كل ما فيه من لطف وعطف وحنان وكرم وجود وإحسان، ووسعت رحمته كل شيء، كما قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ (الأعراف: 156).
ما هي مظاهر رحمة الله؟
تتجلى رحمة الله في كل ما خلقه، من النجوم والكواكب والبحار والجبال، إلى الحيوانات والنباتات، وإلى الإنسان الذي خصه بنعم لا حصر لها، ظاهرة وباطنة.
كيف ننال رحمة الله؟
ننال رحمة الله بالإيمان به سبحانه وتعالى، واتباع أوامره واجتناب نواهيه، والإكثار من الطاعات والعبادات، والتوبة من المعاصي، والدعاء والابتهال، والتواضع والرحمة بالناس والحيوانات، والإنفاق في سبيل الله، وغير ذلك من الأعمال الصالحة.
ما هي جزاء من ينال رحمة الله؟
جزاء من ينال رحمة الله هو الفوز بالجنة، وله فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كما قال تعالى: وَأَعْتَدَّ لِلْمُتَّقِينَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ كَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَرَقِيبًا (سورة التوبة: 100).
ما هي بعض الأدعية التي يمكننا الدعاء بها لننال رحمة الله؟
اللهم يا رحمان يا رحيم، ارحمني رحمةً واسعةً. اللهم يا غافر الذنوب، اغفر لي ذنوبي. اللهم يا كريم، ارزقني من رحمتك ما تقيني به بؤس الدنيا وعذاب الآخرة. اللهم لا تكلني إلى نفسي، ولا تتركني عُرضةً لِمعاصيك، ولا تُفارقني رحمتك يا أرحم الراحمين.