كيفية حساب الثمن في الميراث وطرق توزيعها
كيفية حساب الثمن في الميراث وطرق توزيعها، يختلف توزيع الميراث علي حسب اختلاف التركة من أموال أو أطيان أو إبل، وغيرها من أنواع التركات، وفي هذا المقال تفاصيل عن كيفية حساب الثمن في الميراث وطرق توزيعها.
محتويات المقال
علم الميراث وحكمة مشروعيته
- عرف جمهور العلماء الميراث أنه تلك القواعد والضوابط التي يعرف بها كل مستحق للميراث حقه في التركة، ويطلق علي علم الميراث علم الفرائض، ذلك لأن الفرض هو السهم أو نصيب كل مستحق في التركة.
- يتضح موضوع علم الميراث وهدفه من مسماه، فموضوعه تقسيم تركة الميت على كل وارث تبعا لما حدده الشرع، ولقد وضع الشرع ضوابط محكمة تبين طريقة تقسيم تركة الميت بالعدل على كل الورثة.
- لم يهمل الدين الإسلامي الحنيف جانبا في حياة المسلمين قد يؤدي إلى التشاحن أو الخصومة بينهم إلا وقد ضبطه بضوابط شرعية قويمة، تعيد للمجتمع الإسلامي استقامته.
- ومن ضمن هذه الجوانب التي قد تؤدي إلى خصومة تقسيم تركة الميت ومعرفة مستحقي الميراث، وهنا تتجلى حكمة مشروعية علم الميراث إذ أنه حدد الوارثين وشروط الإرث ونصيب كل وارث وكيفية توزيع التركة.
- ومن مظاهر العدل الإلهي أن جعل الميت مطمئنًا على من يعولهم من بعده، حيث أن الشارع حدد نصيب كل وارث ومن هم الورثة، مما يحفظ أموال المسلمين من الضياع بين من لا يستحقونها.
- حدد الله نصيب المرأة في الإرث حفظًا لحقوقها وضمانًا لكرامتها، كما جعل للزوجة حقًا واضحًا في تركة زوجها رغم أنها غير ذات صلة بالدم للزوج ولكن ذلك إظهارا للوفاء ومعونة على العيش.
- يتم توزيع الميراث على الورثة بشرط تحقق أمرين، التأكد من موت المورث مطلقًا، بأن تتم مشاهدته من أفراد أسرته، أو حكم القاضي بموته لانقطاع أية أخبار عنه لمدة طويلة من الزمن، تحقق حياة جميع مستحقي التركه.
- أما موانع الإرث فتتلخص في عدم اتحاد دين المورث والوارث، أن يقوم الوارث بقتل مورثه طمعًا منه في التركة، لأنه بذلك يكون قد استعجل حقًا له بارتكاب جريمة فيكون عقابه أن يحرم من هذا الحق فلا يرث.
يمكنكم التعرف على: جدول تقسيم الميراث في الإسلام
مقدار الثمن في الميراث ومستحقيها
- مقدار الثمن في الميراث لا يكون لأي وارث إلا الزوجة شريطة ألا يكون للزوج فرع وارث سواء كان الفرع الوارث ذكرا أم أنثى.
- لقوله تعالى “ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين”.
- يتضح من الآية الكريمة أن مقدار الثمن يكون من نصيب الزوجة الميت عنها زوجها وكان للزوج فرع وارث، وتعريف الفرع الوارث مطلقا هو كل من كان فرعا من الميت وموجود بسببه سواء كان ذكرا أم أنثى.
- فالابن والبنت من الفروع الوارثة ومثلهم مثل ابن الابن وابن البنت وإن سفلا، هؤلاء هم الفروع الوارثة في علم الميراث عامة ليس في حالة الزوجة المتوفى عنها زوجها فقط.
كيفية حساب الثمن في الميراث وطرق توزيعها
- تبدأ عملية حساب الثمن في الميراث بمعرفة كل وارث وتوزيع الأسهم على الورثة كل بحسب حقه، فمن كان حقه الربع مثلا يكتب له الربع تحت اسمه في ورقة توزيع مسألة الميراث وهكذا.
- بعد توزيع الأسهم نجد المضاعف البسيط لمقامات كل الأسهم، والمضاعف البسيط هو أصغر رقم قابل للضرب في البسط.
- ثم يقسم ناتج ضرب كل من المضاعف البسيط للمقام في البسط على المقام، وبذلك نجد أن المضاعف البسيط هو أصل المسألة.
- ويكون بذلك عدد الأسهم لكل مستحق في التركة هو حاصل ضرب الأصل في كل مسألة وقسمة الناتج بعد ذلك على المقام، أما عن قيمة كل سهم فيحدد من خلال قسمة مجموع التركة الكلي على أصل المسألة.
- ثم بعد ذلك يتم ضرب قيمة كل سهم في عدد أسهم كل وارث لمعرفة النصيب الكلي لكل وارث طبقا للشرع.
- تقتصر أصول جميع المسائل على سبعة أرقام فقط وهي (٢، ٣، ٤، ٦، ٨، ١٢، ٢٤)، وتتبع هذه الطريقة في توزيع وتقسيم التركة على كل الفروض ليس فقط الثمن.
- إلا في بعض المسائل التي لها قواعد خاصة مثل مسائل الرد والعول.
اقرأ أيضًا من هنا: معلومات عن كيفية تقسيم الميراث حسب الشريعة الإسلامية
مثال يوضح كيفية حساب الثمن في الميراث
لقد تم توضيح كيفية حساب الثمن في الميراث وطرق توزيعها نظريا، وفيما يلي مثال توضيحي لكيفية حساب الثمن في الميراث وطرق توزيعها بطريقة عملية:
- تقول المسألة مات رجل وترك أبا وزوجه وبنتا وولدا، وتركته قدرت ب ٤٨ فدانًا فكيف يحسب ميراث الثمن في هذه المسألة وهو حق الزوجة، الحل يكون كالآتي:
- السدس للأب والثمن للزوجة ويعطي باقي التركة تعصيبا للولد وللبنت ويقسم بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين، ويتضح من ذلك أن هذه المسألة ليس فيها عول أو رد حيث أن المضاعف البسيط لمقامات كل الأسهم هو ٢٤.
- وذلك لأن ٢٤هو أصغر رقم قابل للقسمة على مقام كل الأسهم ويصبح ناتج القسمة رقما صحيحا فلا ترد المسألة ولا تعول، بعد ذلك يتم تحديد عدد أسهم كل وارث في المسألة.
- يتم تحديد عدد أسهم كل وارث عن طريق ضرب أصل المسألة في البسط ثم قسمة الناتج على المقام، ويكون في هذه المسألة كالآتي:
- كيفية حساب الثمن في الميراث وهو نصيب الزوجة تكون بضرب ٢٤(أصل المسألة) في ١(البسط) ثم قسمة حاصل الضرب على ٨(المقام)، فيكون الناتج ٣ أسهم.
- ويتم حساب نصيب الأب بنفس الطريقة وهي ضرب أصل المسألة في البسط ثم بعد ذلك قسمة حاصل الضرب على المقام ليصبح الناتج ٤أسهم.
- وباقي التركة يقسم بعد توزيع نصيب الزوجة والأب علي الولد والبنت للذكر مثل حظ الأنثيين.
- بعد ذلك يتم حساب أسهم كل فرد من الورثة فتكون العملية الحسابية كالآتي، قيمة سهم كل وارث هو ناتج قسمة ٢٤ (أصل المسألة) على ٤٨ (مجموع التركة الكلي) فيكون الناتج فدانين من التركة.
- نصل في النهاية إلى معرفة نصيب كل وارث وهو من خلال ضرب عدد أسهم كل وارث في قيمة السهم، مثلا في هذه المسألة يحسب الثمن عن طريق ضرب ٢في ٣ فينتج ٦، فيكون نصيب الزوجة ٦فدانين.
- من خلال ما سبق تبين نظريا وعمليا كيفية حساب الثمن في الميراث، وليس فقط كيفية حساب الثمن في الميراث وإنما طريقة حساب كل مسائل المواريث ماعدا المسائل التي لها أحوال خاصة بها.
أحوال مستحقة الثمن في الميراث
مثلما تم التوضيح في هذا المقال لا يستحق مقدار الثمن في الميراث إلا الزوجة، ولكن للزوجة أحوال أخري في الميراث غير الثمن ومنها:
- إذا مات الزوج وترك الزوجة ولم يترك فرعا وارثا يكون نصيب الزوجة هو الربع، وذلك لقوله تعالى “ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد”.
- إذا كان للرجل أكثر من زوجة فإنهن يشتركن جميعا في الميراث، وتوزع عليهم التركة بالتساوي، طبقا لحالة الزوج إما أن يشتركن في الثمن إن كان للزوج فرع وارث وفي الربع إن لم يكن له فرع وارث.
في نهاية هذا المقال نكون قد ألقينا الضوء على نقطة صغيرة من بحر علم الميراث العريض، وهي كيفية حساب الثمن في الميراث وطرق توزيعها، ولابد لمن يهتم بعلم الميراث أن يرجع لكتاب الوجيز فينهل منه هذا العلم العظيم.