كيف أصبر أهل الميت

فاجعة الموت ليس كمثلها فاجعة في مقدار الألم والحزن والحنين للفقيد، حيث يشعر أهل الميت بأن روحهم تُخلع من بين صدورهم من شدة ما أصابهم فهو ابتلاء عظيم.

وكلما رضي الإنسان أرضاه الله وألهمه الصبر والسلوان، وما يخفف من شدة الحزن هو وجود المحيطين به للتخفيف عنهم فيما أصابهم، وفي هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net سنتحدث فيه عن كيف أصبر أهل الميت.

كيف أصبر أهل الميت

• الابتلاءات جميعها ليست على أناس بعينهم دون أناس آخرين بل يصاب بها أي مسلم على وجه الأرض بإذن الله فهي سنة الكون.
• يأتي كدرس واختبار شديد الصعوبة للأهل من أجل رحمة الميت أو رفع درجة أهل الفقيد سواء كان والد أو ابن أو ابنة أو زوجة إلى آخره.
• فتكون المواساة لأهل الميت تذكيرهم بأن مستقر الإنسان الحقيقي هو الآخرة وليست الدنيا حيث الرخاء والنعيم ورضا الله حيث الجنة وما فيها إن شاء الله.
• تذكيرهم أيضا بمدى حسن خلق فقيدهم وسيرته الطيبة بين الناس وحب الكبير والصغير له.
• كما يلزم تذكيرهم أن الموت بيد الله يحيي من يشاء ويأخذ من يشاء، فعليه الرضا بما قد كتبه الله وبقضاء الله وقدره خيره وشره حتى ينال محبة الله والأجر العظيم على الصبر.
• بالإضافة إلى ذلك أن يعرفوا بأن الحزن والألم ليس عيبا ولكن لابد من الحمد والرضا والاقتناع بوفاة فقيدهم وعمل صدقات له بدلا من كثرة البكاء والنحيب الذي يؤذي صاحبه وفقيده أكثر من نفعه المعدوم.
• تذكيرهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ورفعة في الدرجات وعِظم الأجر لمن أصابه ابتلاء شديد حيث قال صلى الله عليه وسلم (إن عِظم الجزاء مع عِظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضا فله الرضا ومن سخط فله السخط).
• مواساتهم بأن قضاء الله كله خير وإن كان مؤلما وإن كرهه عبده.
• مواساتهم بأن ملتقاهم الجنة بعون الله حيث النعيم المطلق لا هم ولا كدر ولا حزن والتأكيد على ركن الإيمان بيوم القيامة يوم يوفي الله الصابرين أجرهم ويجمعهم بأحبابهم الذين فقدوهم في الدنيا.

الرضا

• يجب على المسلم الي يؤمن بالله أن يكون راضيًا بالقضاء والقدر الذي يأتي من الله عز وجل، ويعلم على الموت من الحقائق الحتمية على المرء.
• فعن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فيه الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ، أَوْ سَعِيدٌ،).
• ومنافع الرضا على أهل المتوفي عديدة، فالقضاء الذي يرسله للمسلم لا يكون فيه شر، فالابتلاء يكون في ظاهره الشر لكن في بطانه الرحمة من الله عز وجل، كما ان الرضا بالقضاء والقدر يورث الخلاص من الهموم ويجلب الفرحة والخيرات.

الاحتساب

• يجب احتساب المسلم الذي يؤمن بالله ما يصيبه من ابتلاء كابتلاء الموت عند الله عز وجل حتى يحصل على ثواب الاحتساب والصبر، فعندما يحتسب المؤمن يكتسب الراحة والطمأنينة.
• وعلى المسلم أيضا أن يدعو للمتوفي ويستغفر له ويتصدق على روحيه بعد الموت، فقال ابن القيم: “قيل الأفضل ما كان أنفع في أنفسه، فالعتق عنه، والصدقة أفضل من الصيام عنه، وأفضل الصدقة ما صادفت حاجة من المتصدق عليه وكانت دائمة مستمرة”.

الصبر على البلاء

• حتى يكون المسلم مؤمنًا بالله فيجب عليه أن يصبر على البلاء، فالبلاء ما هو إلا اختبار من الله عز وجل للمسلم كي يعرف من سيصبر ويحتسب ومن سيقنط، ومن سيصبر سوف ينال الثواب العظيم الذي جهزه الله تعالى لعباده الصابرين.
• ويقول الله في حديث قدسي: (إذا مات ولدُ العبدِ قال الله لملائكته: قبضتُم ولدَ عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرةَ فؤاده فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول اللهُ: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنةِ وسموه: بيتَ الحمدِ).

اقرأ أيضا: تعزية أهل الميت في السنة

ما يقال للتخفيف عن أهل الميت؟

• تذكيرهم بأنه إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث علم ينتفع به، صدقة جارية، ابن صالح يدعو له، فينبغي عليهم أن يتكاتفوا من أجل إيصال الحسنات والصدقات له وأن يهتموا بهذا الجانب حتى تنصرف عنهم وسوسة الشيطان والحزن.
• الامتثال والاقتداء بما فعله نبينا صلى الله عليه وسلم في تعزيته لإحدى بناته عند وفاة ابنا لها (إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب).
• وأن الدار الآخرة أعظم مكانة ومنزلة من هذا الدنيا التي لا تخلو من الصراعات والمشاكل وغضب الله.
• مواساتهم “بأننا لله وإنا إليه راجعون” فكلنا أمانات ويسترد الخالق أمانته في وقت معلوم عنده، مجهول لدينا لحكمة هو وحده الأعلم بها والتي تكون دائما خير لعبده.
• لابد من ذكر فضل الدعاء للميت والاستمرار عليه.
• الكلام بعاطفة وحب مع أهل الفقيد وترك مساحة للبكاء والحزن دون الضغط عليهم والحديث معهم عن فناء الدنيا فلا أحد يخلد فكلنا زائلون باختلاف مواعيدنا.
• تشجيعهم بالنهوض والنجاح في حياتهم حتى يحققوا ما كان يتمنى فقيدهم أو فقيدتهم رؤيتهم عليه.
• تذكيرهم بأنه لا يوجد أحن وأرحم من الله على عباده، حيث أن الميت بين يدي الله عز وجل.
• ذكر الصفات الحسنة الجميلة التي كان يتمتع بها الميت وعن مدى حب واحترام الناس له حتى يهدئ ذلك نفوسهم ويخفف حزنهم.
• المكوث معهم بعد إقامة مراسم الدفن مدة جيدة وعدم تركهم بمفردهم للشد من أزرهم ومساعدتهم في النهوض والعودة للحياة سريعا حتى لا يصاب أهل الفقيد باليأس من كل شيء.
• حبذا مساعدتهم في تحضير الطعام أو تحضيره بدلا منهم فإن ذلك يشعرهم بوجود مساحة لأنفسهم دون الإجبار على عمل شيء وهم غير قادرين.
• على الضيف أن يلتزم بتعاليم الدين في العزاء والمواساة فلا يشق الجيوب أو يلطم الخدود أو يبكي بنحيب أو صوت عالي لأن ذلك يزيد من سوء الوضع لدى أهل الميت.
• مراعاة المعزي للظرف الموجود فيه، فلا يتحدث عن أحوال الدنيا وما فيها أو الناس ويراعي ما بالناس من جرح وحزن.

كما أدعوك للتعرف على: طريقة تعزية أهل الميت

أجر الصبر على بلاء الموت

• من رضي بما كتبه الله، زال همه وغمه واستطاع استكمال مسيرة حياته.
• إذا احتسب المؤمن ما أصابه عند الله تعالى نال أجر عظيم عند الله عز وجل (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وشعر بالراحة والسكينة التي يبعثها التي في قلبه.
• تذكر نعم الله العديدة على المؤمن فكم من مرة أكرمه ورزقه فلا يجزع المؤمن من مصابه فالله ربه باق وهو كفيل به وبقلبه.
• من صبر على بلاء الموت وحمد فإن له بيتا في الجنة استدلالاً بقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال في الحديث (إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه: بيت الحمد).

كما يمكنكم الاطلاع على: هل يرى الميت أهله بعد موته

أقوى دعاء لتصبير أهل الميت

تصبير أهل الميت هو عملية تقاليدية تقوم بها العائلة والأصدقاء والمجتمع المحيط بالميت بعد وفاته، وتتضمن تجهيز الجثمان للدفن وتقديم العزاء لأسرة المتوفى. يُعتبر التصبير جزءًا مهمًا من العادات والتقاليد في العديد من الثقافات حول العالم، وتختلف طقوسه وتفاصيله باختلاف الثقافات والتقاليد الدينية، وفيما يلي سنقدم أقوى دعاء لمواساة أهل الميت:

• (عظم الله أجركم وجبر مصابكم وغفر لميتكم، اللهم ارحمه ووسع نزله، وأكرم مدخله، واجمعنا به في مستقر رحمته اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه ولا حول ولا قوة إلا بالله).
•  (اللهم (أَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ، أَوْ مِن عَذَابِ النَّارِ)،برحمتك يا أرحم الراحمين).
• (اللَّهُمَّ اغفِر لحيِّنا وميِّتِنا وصغيرِنا وَكبيرِنا وذَكَرِنا وأنثانا وشاهدِنا وغائبِنا اللَّهُمَّ مَن أحييتَه منَّا فأحيِهِ علَى الإيمانِ ومَن تَوفَّيتَه مِنَّا فتوفَّهُ على الإسلامِ اللَّهُمَّ لا تحرِمنا أجرَه ولا تُضِلَّنا بعدَه) (لِلَّهِ ما أخَذَ وله ما أعْطَى، وكُلُّ شيءٍ عِنْدَهُ بأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ ولْتَحْتَسِبْ).

أسئلة شائعة حول كيف أصبر أهل الميت