كيف أتجنب المعاصي
المعصية في اللغة هي الخروج عن الطاعة، ومخالفة الأوامر والنواهي، وفي الشرع تعرف بأنها مخالفة لأوامر الله عز وجل، والرسول صلِىّ الله عليه وسلم، فدائما ابن آدم يقع في المعاصي والأخطاء.
ورد حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول فيه: (كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطائينَ التوابونَ)، ومع ذلك لابد أن يبادر المسلم في التوبة، ويحاول مجتهدا تجنب المعاصي، وهو ما سنتحدث عنه فيما يلي عبر موقع مقال maqall.net، حيث سنذكر كيف أتجنب المعاصي.
محتويات المقال
معاني المعصية في كتاب الله عز وجل
- وردت كلمة معصية في كتاب الله عز وجل بعدة ألفاظ منها: الخطيئة، والفساد، والذنب، والفسوق، والعتو، والعصيان، والحوب، والإثم والغي، والسيئة.
اقرأ أيضا: دعاء الابتعاد عن المعاصي
كيف أتجنب المعاصي
ترك المعاصي ليس بالأمر السهل، ولكن يحتاج أن تجاهد نفسك على ذلك، والآن سنذكر بعض الأمور المعينة على تجنب المعاصي:
- اللجوء إلى القرآن الكريم والمداومة على حفظه وتلاوته وفهمه، لأن القرآن الكريم هو الدافع لك عن الشهوات التي تحرمك الاستقامة.
- وأيضا هو حبل الله سبحانه وتعالى المتين، فمن لجأ إليه عصمه الله سبحانه وتعالى من الذنوب ونجاه منها.
- الابتعاد عن رفقة السوء لأن المرء على دين خليله، والصديق الصالح سيكون عونا لك في الطاعة.
- الحرص على حضور مجالس العلم، فالإنسان يلتقي بالصالح في هذه المجالس، كما إنك أيضا تتعلم الحلال والحرام، وينزل الله عليك سكينته.
- إياك أن تحتقر معصيتك وعظم ذنوبك، فلا تنظر لحجم المعصية وتقول أنها ليست كبيرة ولكن انظر إلى عظمة الله جل جلاله
كيف أتجنب المعاصي والتوبة إلى الله
الحياء من الله سبحانه وتعالى
- يتوارى عن أعين الناس جميعا من أراد أن يفعل معصية ما، وقد نسي أن الله سبحانه وتعالى خلقه ورزقه الشراب والطعام والملبس والمأكل.
- وجعله يمشي في ملكه وعلى أرضه، وهو الحي القيوم الذي لا ينام، ولا يسهو، ويعلم سكينة الإنسان، ويعلم كل حركته، فكيف للإنسان أن يعصي الله سبحانه وتعالى؟ إذا علم بهذا كله.
تجنب أسباب المعاصي
- في كثير من الأحيان يضعف الإنسان أمام شهواته، ووسوسة الشيطان، حيث إن هذه الوسوسة والشهوة تختلف في حدتها؛ فينظر إلى المحرمات وبعدها توسوس له نفسه أكثر، ولهذا أمر الله سبحانه وتعالى بغض البصر.
- وتكون وسوسة النفس أكبر إذا كان الإنسان في جلسة مقامرة وشرب خمر، ولهذا حرم الله سبحانه وتعالى مجالسة المقامر وشارب الخمر.
- وهذا قبل تحريم الخمر ذاته، فعلى الإنسان أن يتجنب الأسباب التي تؤدي إلى المعاصي، وهذا أهون بكثير من تجنب المعاصي ذاتها.
الرفقة الصالحة
- من كان خليله عاصيا لله تعالى فسيجره لمعصيته، فالمرء على دين خليله، على العكس من كان خليله شخصا صالحا فسيجره معه ليفعل ما يرضي الله -سبحانه وتعالى- ورسوله.
- أيضا سيمنعه من الاقتراب من المعاصي، واقترافها في حال ضعفه أمامها، فكانت الرفقة الصالحة هي من أهم وأكثر الأمور التي يهتم بها الصالحون والعلماء.
تذكر الموت
- فيأتي الموت بغتة للإنسان، فمن أراد محبة الله سبحانه وتعالى وأن ينال رضاه، حرص كل الحرص على أن يلقى الله سبحانه وتعالى وهو يفعل ما يرضيه ويتجنبه ويبتعد عن كل ما يعصيه.
- وحتى لو لم يأت الموت للإنسان فعليه أن يتذكر عقوبة الظالمين الذين اتبعوا شهواتهم، والذين بين الله سبحانه وتعالى ورسوله صل الله عليه وسلم بعض قصصهم لتكون عبرة للناس.
- فعاقبتهم جميعا كانت عبرة للناس وهي الندامة والخسران المبين.
التوبة النصوح
- اعتراف المسلم والمؤمن بمعصيته وذنوبه وتوبته الصادقة لله سبحانه وتعالى، من أهم الطرق لتجتب المعاصي، وتكون هذه التوبة سببا في حب الله سبحانه وتعالى ورسوله صل الله عليه وسلم وبها يمحو الله بها السيئات.
- فهذا يجعل لدى المسلم دافعا كبيرا للتجنب والبعد عن المعاصي، والثبات على الطاعات، فقد قال الله سبحانه وتعالى عن التائبين: (والَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ الله فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ الله وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
معرفة عواقب المعاصي
المعصية تكون سببا في منع الإنسان من الرزق والعلم والطاعة، وهي وأيضا تمحق البركة في عمره وأهله وماله، والعاصي الذي يفعلها، فقد تكون سببا في دفعه إلى معاص أخرى، وكلما كان الإنسان متذكرا للعواقب السيئة التي تحصل معه بسبب فعله للمعاصي كان أبعد عنها، وكان حريصا على تركها.
وإذا لم يرب الإنسان نفسه على تجنب المعاصي وطال الوقوع في الآثام، ظهرت أثار معاصيه في حياته، وهنا بيان ببعض الأضرار التي يمكث فيها العاصي:
- ضيق القلب وظلمته، وموته بعد ذلك
- ويعقب المعصية اضطراب وقلق، وطول الحزن والألم.
- تبدل الأمن لخوف وزواله أيضا، فأخوف الناس أكثرهم معصية وإساءة.
- أن يستبدل الرضا بالسخط.
- الفقر بعد الغنى ويقصد به فقر الإيمان.
- عدم الشعور بحلاوة الإيمان والطاعة.
- تزداد معاصي الإنسان عندما يفعل ذنبا تلو الآخر، فيصبح على قلبه الرين، وقلبه يطبع عليه بالمعاصي والآثام، فتنكت المعصية في قلبه.
- فإن تاب منها محيت، وإن أدامها طبع على قلبه، فقد قال أحد الصالحين: (إنّ من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها).
كما أدعوك للتعرف على: كيفية التقرب الى الله والبعد عن المعاصي والذنوب
ما يعين على تجنب المعاصي؟
أسباب كثيرة تعين المرء على تجنب المعاصي صنفها ابن القيم -رحمه الله- حتى يتركها، نذكر البعض منها:
- معرفة الإنسان بقبح المعصية، وأن تحريمها جاء لشناعتها، ويصون المرء نفسه بالابتعاد عنها.
- لابد أن نتذكر نعم الله علينا وفضله، وأن أعظم النعم التي وهبها الله لنا هي نعمة الإيمان، وعندما نقابل النعم بالمعاصي والأعمال المحرمة وقتها تسلب منا هذه النعم.
- فقال بعض السلف: (أذنبتُ ذنباً فحُرِمْتُ قيام الليل سنة، فكانت معصيته سبباً في زوال نعمة القيام، والتمتّع بحلاوته لعامٍ كاملٍ، وذلك مّما قدّمت يداه).
- أن نخاف من الله سبحانه وتعالى، ومن عقابه، فكلما ازداد علم الإنسان وإيمانه، زادت خشيته من الله تعالى.
- تزكية النفس وتشريفها، فإن زكت النفس ترفعت عن السقوط في الخطايا.
- والجامع الشامل لكل ما ذكر هو ثبات الإيمان في القلب، فكلما قوى إيمان الإنسان، كان صبره على المعاصي أعظم.
كما يمكنكم الاطلاع على: كيف أزيد من حسناتي
كيفية تجنب تكرار المعاصي والأخطاء
- داوم على العمل الصالح لأن الله يقول في كتابه الكريم: “إن الحسنات يذهبن السيئات”.
- استشعر قبح الذنوب ومدى تضررك منه في الدنيا والآخرة.
- ابتعد عن كل ما يدعوا إلى المعاصي سواء كان شخص أو مكان.
- اذكر الله كثيرًا.
- ادعوا الله بالثبات.
- حاول البحث عن بديل نافع.
- حاول أن تُشغل وقت فراغك.
أسئلة شائعة حول تجنب المعاصي
س: لماذا يحث الإسلام على تجنب المعاصي؟
ج: يحث الإسلام على تجنب المعاصي لأنها تؤثر سلبًا على الفرد والمجتمع، وتعرقل الطريق نحو التقدم والسعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.
س: ما هي الخطوات الأساسية لتجنب المعاصي؟
ج: الخطوات الأساسية تشمل الاستعانة بالله والتوبة الصادقة وتقوية الإيمان والابتعاد عن المواقف المغرية والبحث عن الشركاء المؤثرين في الخير.
س: هل يمكن أن يساعد الإيمان في تجنب المعاصي؟
ج: نعم، فالإيمان القوي والثابت يمكن أن يُحفز الشخص على اتباع الأوامر الإلهية وتجنب المحرمات، ويمنحه القوة والثبات في مواجهة التحديات.
س: ماذا يمكن للفرد فعله إذا وقع في معصية؟
ج: يجب على الفرد أن يتوب إلى الله بصدق ويعاهد نفسه على عدم العودة إلى المعصية، وأن يبذل الجهد لتعويض الخطأ وإصلاح العلاقة مع الله والناس.
س: هل يمكن أن يؤثر تجنب المعاصي على الحياة الاجتماعية والعاطفية؟
ج: نعم، تجنب المعاصي يساهم في بناء علاقات صحية وإيجابية مع الآخرين، ويعزز السلام الداخلي والرضا النفسي، ويؤدي إلى حياة أكثر استقرارًا وسعادة.