كيف أتعلم اصول الفقه

أصول الفقه هو أحد العلوم الشرعية المستقلة، ومن خلال هذا العلم يمكن أن نستنتج الأحكام الشرعية من خلال بعض الاستدلالات.

وقد يسأل شخص ما فيقول كيف أتعلم أصول الفقه، فمقالنا اليوم عبر موقع مقال maqall.net سيحاول أن يجيب عن هذا السؤال بالتفصيل.

كيف أتعلم أصول الفقه

العلم بالقرآن الكريم

  • يمكن تعلم أصول الفقه من خلال فهم الآيات القرآنية التي تحتوي على الأحكام الشرعية.
    • وهذا يقتضي معرفة جيدة باللغة العربية وفروعها من نحو وصرف ومعاني، حتى يتمكن الدارس من فهم الآيات فهما صحيحا.
  • ليس بالضرورة أن يكون الدارس فقيها لغويا، وإنما يكفيه أن يكون على دراية بالمعاني المؤثرة في الحكم الشرعي.
    • وعليه كذلك أن يكون على دراية بالأحاديث النبوية المتعلقة بالآيات ليستنتج الحكم الشرعي بدقة.

العلم بالسنة النبوية المرتبطة بالأحكام الشرعية

  • يمكن لمن يرغب في تعلم أصول الفقه الاستعانة بالأحاديث النبوية لاستنباط الأحكام الشرعية منها، وهذا يتطلب معرفة جيدة بمرادفات الأحاديث ودرجة صحة سند ومتن كل حديث.
  • حتى يسهل على دارسي الفقه أن يستنبطوا الأحكام الشرعية باستخدام الأحاديث النبوية، يمكنهم اللجوء للكتب التي ضمت أحاديث صحيحة مثل صحيح البخاري ومسلم وصحيح ابن حبان وصحيح ابن خزيمة.

العلم بالناسخ والمنسوخ

  • يتعين على دارس أصول الفقه أن يكون على علم تام بالناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فالنسخ يقصد به رفع حكم شرعي متقدم بخطاب متأخر، بحيث يقوم الخطاب المتأخر بإلغاء الحكم الشرعي السابق.

التعرف على المسائل المجمع عليها بواسطة المجتهدين

  • هناك بعض المسائل والقضايا الفقهية التي لاقت إجماعا من جمهور العلماء، الأمر الذي يجعلها مؤكدة بدون شك.
    • لذلك يجب على من يدرس الفقه أن يكون ملما بالمسائل المجمع عليها لكي لا يأتي رأيه مخالفا للإجماع.

علم باللغة العربية

  • تتوقف الأحكام الشرعية على المعرفة الجيدة باللغة العربية، فهي لغة القرآن الكريم والسنة النبوية، فيجب على المجتهد أن يملك العلم الكافي بالمرادفات، وأن يستطيع التمييز بين الحقيقة والمجاز.

أمور أخرى لتعلم اصول الفقه

  • لتعلم أصول الفقه سيتطلب الأمر جهدا كبيرا في البحث والتقصي، لكن ما يهم الدارس هنا أن يكون اجتهاده مرتكزا على أساس قوي، حتى يصل لاستنباطات صائبة.
  • قد يتعرض الدارس لقضية فقهية معينة، ويتسرع في الاجتهاد وإصدار الأحكام بشأنها، ولكن ينصح الدارس بأن يكون على معرفة بجميع الأحداث المتعلقة بالقضية الفقهية التي يجتهد فيها.
  • يعد المجتهد ناقلا عن الله، فما يقوم بنقله والاجتهاد فيه يعد أمانة في عنقه، لذلك عليه دائما أن يتحرى الصدق والأمانة في آرائه وألا يخشى في الله لومة لائم.

كما يمكنك التعرف على: الفرق بين الفقه وأصول الفقه

علاقة الفقه بالأصول

  • الفقه وأصول الفقه مكملان لبعضهما البعض، فلا فقه بدون أصول، والفقه القويم يقتضي معرفة كبيرة بالأصول حتى يهتدي دارس الفقه إلى استنباطات صائبة بعيدة عن أي انحراف.
  • علم أصول الفقه من العلوم الشرعية الهامة، التي من خلالها تعرف مقاصد الشرع، ويتم الاهتداء إلى الأحكام الشرعية الأقرب إلى الصواب والتي لاقت إجماع جمهور العلماء.

مصادر علم أصول الفقه

القرآن والسنة النبوية

  • القرآن الكريم والسنة النبوية هما أهم مصدرين يمكن الاستناد إليهم عند تعلم أصول الفقه، وذلك باعتبارهم المرجعية الأساسية التي يستدل منها على الحكم الشرعي.

علم أصول الدين

  • يعتبر علم أصول الدين من المصادر الهامة لتعلم أصول الفقه، فمن خلال علم الأصول يتم استخدام الأدلة العقلية للدفاع عن العقائد الإسلامية، ومن هنا يتبدى حرص الإسلام على إعمال العقل.

اللغة العربية

القرآن الكريم نزل مكتوبًا باللغة العربية الفصحى، وأيضا السنة النبوية الشريفة، وعند قول أي آية من القرآن أو حديث نبوي يجب الاستدلال بالطريقة التي يفهمها العرب.

الفقه الإسلامي

الفقه مستمد من الدلائل التفصيلية ويعرف أيضا باسم أحكام الشرع، فالمراد من الفقه التعرف على أحكام الشرع.

كما يمكنك الاطلاع على: القواعد الفقهية الكبرى

فوائد وأهمية علم أصول الفقه

  • علم أصول الفقه يوضح القواعد التي إن سار عليها الفقيه سوف يتمكن من استنباط الأحكام التي تخص الأحداث المستجدة التي نشهدها في عصرنا الحالي.
  • معرفة المسلم للأحكام الشرعية والأدلة عليها تجعله عند الله أفضل من المسلم الذي يعرف الحكم الشرعي فحسب، ولا يعرف أدلته.
  • يمكن لدارسي علم أصول الفقه أن يكونوا دعاة مميزين، فأصول الفقه تجعلهم يتبعون منهجا قائما على تقديم الأدلة المنطقية التي تجعل المتلقي يقتنع ويستجيب للدعوة.
  • يقدم دارسو علم الأصول خيرا كبيرا لعلماء التفسير والحديث، فعلم أصول الفقه يبحث في الدلالات اللفظية المختلفة للكلمات، وقد يصل إلى استنتاجات لم يصل إليها المفسرون وعلماء الحديث.

مؤلفات يمكن الاستعانة بها في دراسة أصول الفقه

  • يمكن للطلاب المبتدئين أن يستعينوا بكتاب الواضح في أصول الفقه لمحمـد سليمان الأشقر، وكتاب تيسير علم أصول الفقه لعبد الله بن يوسف الجديع.
  • أما الطلاب المتوسطين ففي مقدورهم أن يلجؤوا إلى كتاب أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف، وكذلك كتاب إرشاد الفحول للشوكاني.
  • الطلاب أصحاب المستوي المتقدم يتعين عليهم دراسة كتاب البحر المحيط للزركشي، وكتاب المستصفى في أصول الفقه للغزالي.

اقرأ أيضا: القواعد الفقهية الصغرى

حكم تعلم أصول الفقه

فرض عين

إذا كان المتعلم يرغب في أن يصل لمرحلة الاجتهاد والتعرف على أحكام الشرع، لأن الطريق للوصول لما يرغب هو السبيل الذي يمكن بواسته معرفة أوامر الله عز وجل وأحكامه المفروضة على المكلفين.

فرض كفاية

إذا كان المتعلم يرغب في التعليم عمومًا بدون التخصص في الاجتهاد، ويكون هذا العلم غير مفروض عليه، لكن السؤال بحقه مفروض والدليل على ذلك قول الله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.

يقدم تعلم أصول الفقه على الفقه

التعلم أصول الفقه يقدم على تعلم الفقه بشكل عام. إليك بعض الأسباب التي توضح ذلك:

  • فهم القواعد العامة:
    • يساعد تعلم أصول الفقه على فهم القواعد والمبادئ العامة التي تحكم عملية الاستنباط الفقهي، وهذا يجعل الفهم للفقه أكثر اتساقًا وتماسكًا.
  • تحليل الأدلة:
    • يتيح تعلم أصول الفقه للطلاب فهم كيفية تحليل الأدلة الشرعية والنصوص الدينية، وذلك يساعدهم في فهم الفقه بشكل أعمق وأكثر تأملًا.
  • فقه الأحكام:
    • يعتبر فهم الأصول الفقهية أساسًا لفهم وتحليل الأحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات والمعاملات وغيرها، وهذا يعزز فهم الفقه الفردي بشكل شامل.
  • تطوير المنهجية:
    • يساعد تعلم أصول الفقه على تطوير المنهجية الفقهية للطلاب، ويمكنهم بناء أراء فقهية مستقلة ومنطقية بناءً على الأسس القويمة.
  • التأصيل والتجديد:
    • يمكن لفهم أصول الفقه أن يساعد في التأصيل والتجديد في الفقه الإسلامي، حيث يمكن للعلماء الاستناد إلى المناهج الأصولية لتطوير فهمهم للقضايا الشرعية الحديثة.

نشأة المذاهب الفقهية

نشأة المذاهب الفقهية تعود إلى الفترة الزمنية التي تلت وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث بدأ الصحابة والتابعون في تطبيق الشريعة الإسلامية واستنباط الأحكام الشرعية من القرآن والسنة وفقاً للظروف والمحيط الاجتماعي والثقافي الذين كانوا يعيشون فيه.

تعود جذور المذاهب الفقهية الأربعة الرئيسية في الإسلام (الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنبلية) إلى العلماء الكبار الذين تلقوا العلم مباشرة من الصحابة أو من تلاميذهم. وقد قام هؤلاء العلماء بجمع الأحكام الشرعية والأدلة الشرعية وتأطيرها ضمن منهج فقهي معين يناسب الظروف الزمنية والمكانية التي كانوا يعيشون فيها.

هناك عوامل عدة أدت إلى تشكل المذاهب الفقهية الرئيسية:

  • الظروف الاجتماعية والثقافية: تأثرت المذاهب الفقهية بالظروف الاجتماعية والثقافية للمناطق التي نشأت فيها، مما أدى إلى اختلافات في التأويل والتطبيق.
  • المصالح الشرعية: اعتمدت المذاهب الفقهية على مفهوم المصالح الشرعية في استنباط الأحكام الشرعية وتطبيقها، وهذا أدى إلى بعض التباين في الاجتهاد الفقهي.
  • المدارس الفكرية: تطوّرت المدارس الفكرية داخل الإسلام وتأثرت بها المذاهب الفقهية، مما أدى إلى تباين في المناهج والأساليب الفقهية.
  • التحولات التاريخية: شهدت المجتمعات الإسلامية تحولات تاريخية مختلفة، مما أثر على المذاهب الفقهية وأسلوب تطبيقها وتفسيرها.

أسئلة شائعة حول تعلم أصول الفقه

ما هي أصول الفقه؟

أصول الفقه هي دراسة القواعد والمناهج التي تستخدم لاستنباط الأحكام الشرعية من المصادر الإسلامية الأساسية، مثل القرآن والسنة والإجماع والقياس.

ما هي أهمية تعلم أصول الفقه؟

تعلم أصول الفقه يساعد على فهم كيفية استنباط الأحكام الشرعية، ويمكنه من تطبيق الفقه الإسلامي بشكل صحيح ومنطقي.

ما هي المصادر الرئيسية لأصول الفقه؟

المصادر الرئيسية لأصول الفقه تتضمن القرآن الكريم والسنة النبوية، بالإضافة إلى الإجماع والقياس والمصالح الشرعية.

ما هو الفرق بين الفقه وأصول الفقه؟

الفقه هو دراسة الأحكام الشرعية وتطبيقها، بينما أصول الفقه هي دراسة القواعد والمناهج التي تستخدم لاستنباط هذه الأحكام.

ما هو دور القياس في أصول الفقه؟

القياس يعتبر آلية لاستنباط الأحكام الشرعية من خلال تطبيق أحكام معينة على حالات مماثلة، عند عدم وجود نصوص شرعية مباشرة.

مقالات ذات صلة