كيف أتوب من ذنب متكرر

كيف أتوب من ذنب متكرر؟ وكيف تكون التوبة التي يقبلها الله؟ وهل الله يغفر الذنوب جميعًا؟ كل هذه الأسئلة تدور في نفوس جميع الأشخاص وخاصةً ضعفاء النفس، ومن خلال مقال اليوم سوف نقوم بالإجابة على هذه الأسئلة وسنوضح بعض الأمور التي تخص التوبة من الذنوب المتكررة.

التوبة من الذنب المتكرر

• جميعنا نخاف الله ونخشاه ونجاهد لتنفيذ أوامره.
• ولكن هناك فئة من ضعفاء النفوس الذين يرتكبون بعض الذنوب ويتوبون إلى الله، ولكن من ضعف الإيمان يكررون ارتكاب الذنوب مرة أخرى.
• ومن كثرة خوفهم يتساءلون كيف أتوب من ذنب متكرر، وتوضيح إجابة سؤالهم من خلال الآتي:

الإخلاص في التوبة

• لابد من الرجوع إلى الله وطلب التوبة منه، وحتى إن كان الذنب متكرر.
• ولكن لابد أن تكون التوبة تامة لوجه الله ولا رجعة فيها وأن يكون الشخص تاركًا للذنب وهو يشعر بالندم الشديد بداخله على العودة مجددًا لارتكابه.
• وينبغي أن يكون الندم شديدًا للغاية وصادقًا، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى يحاسب العبد على نيته فإن الله ينظر إلى قلوب عباده ومطلع عليها.
• فلابد من صفاء قلبك ونيتك عند التوبة من الذنب ولا يكون هناك نية للرجوع مرة أخرى لارتكاب نفس الذنب مجددًا.

شاهد أيضا: دعاء الاستغفار والتوبة

الاستغفار والرجوع إلى الله

• الاستغفار هو مفتاح التوبة فلابد من الترديد الدائم للاستغفار وطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى.
• فكما ذكر الله في كتابه العزيز إن الاستغفار وطلب المغفرة من ضروريات التوبة وذلك في قوله تعالى:
  • “ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا”.
• كما أن الله يغفر الذنوب حتى لو تكررت ويغفر الذنوب مهما كثرت ما دام العبد توجه ورجع إلى الله رجوعًا كاملًا لا لبس فيه.
• وليس المقصود بذلك فقط تأدية الفروض، ولكن يقصد التقرب إلى الله بنية طلب المغفرة.
  • وترديد الأدعية النبوية التي ذكرها لنا رسولنا الشريف.
• حيث يؤدي ذلك إلى محو الذنوب جميعها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
  • “من قال حين يصبح وحين يمسى، سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”.

ما هو الذنب الذي يتطلب مغفرة وتوبة؟

بعد عرض الإجابة على سؤال كيف أتوب من ذنب متكرر؟ لابد من معرفة ما هي الأفعال التي تعد من الذنوب والتي تتطلب التوبة وطلب المغفرة، ويمكن تلخيص الإجابة فيما يلي:

• الذنب هو ارتكاب الإنسان لفعل نهانا الله عنه هو ورسوله الكريم بشكل واضح في القرآن والسنة النبوية.
  • وجاء حكم النهي من الله بتلك الأفعال قطعي لا يقبل إباحة إطلاقًا كالسرقة، والزنا، وغيرها من الأفعال التي حرمها الله ومن ارتكبها يعد آثمًا ومذنبًا.
• وأيضًا هناك أفعال تركها يعد ذنبًا وهي الفروض كالصلاة والصيام، وجميع الفروض التي أمرنا الله بها يعد الإنسان المقصر فيها أو تاركها مذنب.
  • وعليه بالتوبة والاستغفار والرجوع إلى الله، ويتقبل الله توبته مرارًا وتكرارًا حتى يتوب توبة صادقة ويلتزم بتأدية فروضه.
• وهناك أفعال يستهين بها بعض الأشخاص ولا يدركوا أنها من الذنوب التي تغضب الله كالنميمة، الكذب وخيانة الأمانة.
  • فهناك أشخاص تتوب منها ولكنها ترجع للنميمة مجددًا أو نفسها ضعيفة أمام الكذب، فلابد من توبتها إلى الله ويعلموا أن الله يغفر الذنوب جميعًا ما دام العبد يتقرب إلى الله ونيته طاعة الله ورضاه.

هل هناك ذنوب وأشخاص لا يقبل الله لهم التوبة؟

• بعدما قدمنا بالإجابة المفيدة والواضحة لسؤال كيف أتوب من ذنب متكرر؟ وبعد توضيح الأفعال التي تندرج تحت الذنوب ولابد من التوبة منها وعدم تكرارها.
• يجب أن نعلم أن هناك أفعال لا يقبل الله فيها التوبة من العبد الذي أرتكبها، ويمكن توضيح ذلك من خلال النقاط الآتية:

الشرك بالله

• بالرغم من أن الله يقبل التوبة حتى وإن تكررت، وأن أبواب التوبة دائمًا مفتوحة لعباده التوابين والله يتقبلها رغم تكرار الأخطاء والذنوب.
  • وذلك كما قال رسولنا الكريم في حديثه “كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”.
• إلا أن هناك ذنب لا يقبل الله فيه توبة أو مغفرة وهو الشرك بالله سبحانه وتعالى.
• فيعد الشرك من كبائر الذنوب التي لا يغفرها الله كما ورد في كتابه العزيز “أن الله لا يغفر أن يشرك به.
  • ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثمًا عظيمًا”.
• فلا يجوز أن تعبد غير الله وحده لا شريك له.

قد يهمك: بحث عن التوبة وشروطها مع المراجع

قتل النفس

• يعد أيضًا من الكبائر هي قتل النفس فيكون الإنسان قابل ربه مرتكبًا ذنبًا كبيرًا لا يُغفر.
• ومهما كانت الأسباب أو الظروف التي تمر على العبد فلا يجوز أن يقتل نفسه فإن الله لا يقبل مبررات لهذا الفعل.
• فالله هو الخالق وهو وحده بيده حكم النفس، كما ذكر في كتابه العزيز “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا”.
• ويندرج تحت بند قتل النفس أيضًا قتل الغير، حيث حرم الله قتل النفس جميعًا إلا بالحق.
  • وهو ما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى “ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق”.

السحر

• يعد أيضًا من كبائر الذنوب هو السحر سواء كان القيام به أو تعليمه لأحد فيعتبر السحر نوعًا من الشرك بالله.
• أيضا نهى رسولنا الكريم عنه واعتبره من السبع الموبقات التي تعد من كبائر الذنوب كما ذكر في قوله تعالى:
  • “ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون”.

كيفية التكفير عن الذنب لقبول التوبة

• بعد أن أجبنا على سؤال المقال كيف أتوب من ذنب متكرر، وتعرفنا على الذنوب التي لا يقبل الله فيها توبة.
• يجب أن نعلم أن هناك أعمال تعد تكفيرًا عن الذنب، وعلى العبد التائب القيام بها لقبول توبته، وهي تتمثل فيما يلي:

الأعمال الصالحة

• ينبغي على العبد التائب أن يكثر من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها إلى الله مثل قيامه بالصدقات، مساعدة الغير والإحساس والعطف على الأيتام.
  • كل هذه الأعمال تجعله أقرب إلى الله، كما أنها تساعده في عدم الرجوع إلى فعل الذنب مرة أخرى.
• حيث أن كل عمل صالح يقوم به العبد يبدل الله ذنوبه وسيئاته إلى حسنات كما في قوله تعالى:
  • “إلا من تاب وآمن وعملًا صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا”.

الوضوء وأداء صلاة لقبول التوبة

• على العبد أن يثبت نيته في التوبة.
• وقد أجمع الكثير من رجال الدين على أهمية وضرورة الوضوء لأداء صلاة بنية التكفير عن الذنب وطلب التوبة من الله.
• وعلى العبد أن يتوسل إلى الله فيبدأ بتطهير الجسد بالوضوء، ثم يتبعه تطهير النفس بالصلاة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
  • “ما من عبد يذنب ذنبًا فيتوضأ، فيحسن الطهور ثم  يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله بذلك الذنب إلا غفر له”.

اخترنا لك: دعاء التوبة والاستغفار من الذنوب والمعاصي

فضل التوبة النصوحة على العبد التائب

من خلال موضوع كيف أتوب من ذنب متكرر، يجب أن نوضح أن التوبة لها فضل كبير وعظيم على العبد، ومن فضلها ما يلي:

• تجعل العبد أقرب إلى الله ويحبه الله ويرضى عنه كما في قوله تعالى “إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين”.
• لها فضل كبير في الفلاح والتوفيق في حياة العبد كما في قوله تعالى “وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون”.
• سبب أكيد في دخول العبد الجنة في حالة توبته النصوحة وتأكيد توبته بالعمل الصالح كما في قوله تعالى:
  • “إلا من تاب وآمن وعمل صالحًا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئًا”.
• لها فضل عظيم في صلاح العبد كما يجعل الملائكة تذكره في دعائها وتطلب من الله أن يغفر له ويرحمه من عذاب جهنم كما في قوله تعالى:
  • “الذين يحملون العرش ومن حوله ويسبون بحمد ربهم ويتمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلمًا فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم”.