بحث عن كيف نستقبل رمضان
بحث عن كيف نستقبل رمضان، شهر رمضان هو شهر العتق من النار، شهر الرحمات والغفران، شهر ميّزه الله عن باقي الشهور وبه ليلة هي خير من ألف شهر كما قال الله -عز وجل- في كتابه العزيز “ليلة القدر خير من ألف شهر”.
فكيف نستقبل هذا الشهر الكريم، الذي أعطى الله فيه أمته العديد من الخصال التي لم يعطها لأمة غيرها.
محتويات المقال
كيفية استقبال شهر رمضان
التوبة
- أول ما يجب على العبد أن يفعله استعداداً لهذا الشهر الكريم أن ينوي التوبة لله عز وجل.
- ويعلم أن الله رحيم بعباده يغفر الذنوب، وأن شهر رمضان فرصة له للتخلص من أي ذنب لحق به.
- والله عز وجل برحمته يفرح بالعبد أن تاب، فهو سبحانه أرحم للعبد من الأم بولدها.
للتعرف على المزيد: كيف نستقبل شهر رمضان؟
استشعار فضل وأجر هذا الشهر الفضيل
- إن كل عمل صالح يقوم به العبد لابد وأن يسبقه النية، وبعض الناس قد تكون تعودت على الصيام ولم تستشعر الأجر العظيم والثواب من هذا الصيام.
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم- “من صام رمضان إيماناً واحتساباً- غفر الله له- ما تقدّم من ذنبه”.
- والمقصود بإيماننا هنا هو الاعتقاد بفرضية صوم هذا الشهر كما قال الحافظ بن حجر في فتح الباري.
- ويقصد بِاحْتِسَاب أي طلب الأجر والثواب من الله عز وجل.
- ولا يقتصر استشعار الأجر في الصيام فقط، بل في كل الطاعات والعبادات في هذا الشهر الكريم من قيام وإطعام مساكين وقراءة للقرآن.
الاستعداد المُسبق لقدوم شهر رمضان
- يكون ذلك من خلال تعويد النفس على أداء الطاعات، مثل الحرص على قيام الليل، وقراءة القرآن والصيام.
- ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصوم أغلب أيام شهر شعبان، استعدادا منه لشهر رمضان.
- روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت “ولم أره صائماً من شهر قط، أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان إلا قليلاً كان يصوم شعبان كله”.
تعلم أحكام الصيام
- أكد أهل العلم على ضرورة تعلم أحكام الصيام لكل من كلّفه الله عز وجل بالصيام.
- ذلك لأن عدم العلم بآداب الصيام وشروطه وأحكامه قد يحرم العبد من الثواب والأجر لأنه غير ملتزم بأحكامه.
- فلا ينال من صومه إلا الجوع والعطش.
نرشح لك أيضا: كيف نستقبل شهر رمضان باختصار
الاقتداء بالصحابة والسلف في استقبال رمضان
- كانت الصحابة رضوان الله عليهم، والسلف الصالح رحمهم الله يستعدون لرمضان عن طريق قضاء ما عليهم من صيام قبل دخول رمضان.
- ويكثرون من الدعاء وكان من دعائهم” اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً “.
شُكر نعمة بلوغ رمضان
- على المسلم أن يشكر الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة التي أعطاها إليه وهي بلوغه شهر رمضان.
- لكي يستفيد من هذا الشهر من خلال القيام بالطاعات والعبادات المختلفة.
- كمْ من قلوب اشتاقت لرمضان وطاعاته، ولكنها الآن تحت التراب، وكم من مريض لا يقوى على الصيام أو القيام.
- لذلك يجب على العبد أن يحمد الله عز وجل على نعمة الصحة والعافية وبلوغه هذا الشهر المبارك.
- يقول أحد السلف” قيّدوا نعم الله بشكر الله “فإن أدرك العبد هذه النعمة وشكر الله عليها، حفظها الله وأدامها له.
المحافظة على الوقت
- هذا الشهر لا يأتي في العام إلا مرة واحدة، فأي عقل هذا الذي لا يستغل أيامه؟
- فلا يضيّع العبد وقته كله في النوم نهاراً، فإن كان هذا الحال فلن يستفيد من شهره أبداً.
العفو
- على العبد أن يعمل على فض جميع المشاحنات مع كل من حوله عند قدوم الشهر الكريم، فيعفو عن الناس ويسامحهم.
- يترك العنف ويعدّل من حديثه فيجعله ليّن، لأن هذا الشهر فرصة لتعديل الذات وفض المشاحنات بين الناس.
رمضان فرصة للتغيير
إن كلا ما سبق ذكره هو استعداداً بالنية ثم الفعل قبل رمضان، وهناك أعمال عديدة وأجرها متزايد في شهر رمضان لتكن فرصة للتغير، فعليك فعل الآتي:
- حرص المسلم على أن يصل رحمه، كأن يهنئهم بقدوم هذا الشهر الكريم، ويتبادلون الزيارات.
- بر الوالدين وتقديم الطاعة لهم ما دامت في غير معصية الخالق.
- والإحسان إليهم مع طلب العفو منهم إن كان قد بدر منه أي تقصر تجاههم.
- رد الأمانات إلى أصحابها، وإن كان لأحد مظلمة عنده فعلى العبد أن يتحرر منها.
- إن كان هناك صيام من رمضان السابق، على العبد أن يقوم بقضائه قبل رمضان المقبل.
- علي العبد أن يتحرى رؤية الهلال.
- المسلم النشيط، والذي يدرك أن رمضان فرصة عظيمة له لن يتكرر في السنة إلا مرة واحدة، يقوم بعمل جدول أو خطة للعبادات التي يقوم بها في هذا الشهر الكريم، وذلك ليحسن استغلال هذا الشهر.
- البعد أو التقليل من الأمور المكروهة خلال هذا الشهر، مثل مشاهدة الأفلام والمسلسلات، لأن كل هذا يلهي العبد عن العبادات.
- رمضان شهر فرحة وبركة، لذلك يجب استقباله بالفرح والاستبشار.
- عدم التذمر أو العصبية، وخاصة إن غالبا يكون رمضان في فصل الصيف.
- كثرة الدعاء وتجهيز العديد من الأدعية التي وردت في القرآن الكريم.
- كان الصحابة لشدة حرصهم على استقبال شهر رمضان، يقومون بجمع الكثير من الأدعية التي وردت في القرآن الكريم وترديدها والدعاء بها في شهر رمضان، فلا يأتي رمضان آخر إلا وقد استجيبت دعواتهم.
- الحرص على القيام بين يدي الله في ليالي رمضان، وخاصة الليالي العشر الأخيرة، لأن بها ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر.
- الاهتمام بتوزيع الكتب النافعة، والمساعدة في تنظيف المساجد إن لزم الأمر.
- على المسلم أن يُحسن تجارته مع الله، وأن يكثر من عباداته في هذا الشهر وتكون التوبة من الذنوب جميعاً.
يجب أيضًا
- أن يحرص المسلم على آداب الصيام، وإن كان لا يعلمها عليه أن يعرفها، كتأخير السحور في الجزء الأخير من الليل، والتعجيل بالإفطار، والزيادة في أعمال الخير والابتعاد عن المعاصي.
- على المسلم أن يعرف أن الصيام ليس فقط الامتناع عن الأكل والشرب، بل الصيام يشمل جميع جوارحه كاليد والعين واللسان.
- فلا ينطق لسانه إلا بالكلام الطيب، وإن أساء أحد إليه بالكلام يكون رده اللهم إني صائم.
- وكذلك اليد والعين فلا تأخذه يداه شيء لا تملكه، ولا يبطش بيده على ضعيف، وحفظ العين عن رؤية كل ما حرّم الله.
- على المسلم أن يجعل كل هذه العبادات والطاعات خالصة لوجه الله تعالى، وهذا ما يسمى الإخلاص في العبادة.
- الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في كل شيء قام به في شهر رمضان، من صيام وقيام وقراءة للقرآن.
- ولأن للوقت أهمية كبيرة وسوف يُسأل عنها أمام الله، يجب على المسلم تنظيم وقته بين عباداته.
- الإلحاح في الدعاء والتضرع لله -عز وجل- في الأوقات المستحب فيها الدعاء مثل وقت الإفطار، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- “ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ”.
شاهد أيضا: موضوع عن قدوم شهر رمضان
الاستعداد لرمضان في رجب وشعبان
كان السلف الصالح يتجهزون لرمضان قبل قدومه بشهور فمنهم من كان يقول: “رجب شهر الغرس، وشعبان شهر السقي، ورمضان شهر جني الثمار، فإذا أردت جني المار برمضان؛ فيجب أن تغرس في رجب وتسقي غرسك في شعبان، ويمكن الاستعداد باتباع النصائح التالية:
- صيام أيام من شعبان، فقد رُوي عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كانَ يصومُ حتَّى نَقولَ: قد صامَ. ويفطرُ حتَّى نقولَ قد أفطرَ، ولم يَكُن يصومُ شَهْرًا، أَكْثرَ من شعبانَ كانَ يصومُ شعبانَ إلَّا قليلًا، كانَ يصومُ شعبانَ كُلَّهُ).
- وقد رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال عن شعبان: (ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ).
- زيادة الطاعات خاصة في أوقات الغفلة.
- مجاهدة النفس بالطاعات، فيقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-: (وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ
- فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ).
- تلاوة القرآن في كل وقت وحين.
- كثرة الاستغفار.
- أداء صلاة التهجد باليل قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أقربُ ما يكونُ الربُّ من العبدِ في جوفِ الليلِ الآخرِ ، فإنِ استطعتَ أن تكونَ ممَّن يذكرُ اللهَ في تلكَ الساعةِ فكنْ).