كيف تجدد إيمانك
كيف تجدد إيمانك، ذلك السؤال العميق الذي يطرحه من أراد السير على منهاج الصالحين ودروب المتقين، وسط كم هائل من الشهوات التي باتت تماثل الأنفاس التي ننفسها.
فتجديد الإيمان حاجة ماسة لعدم الوقوع في الشبهات التي تفضي للسقوط في غياهب الحرام، فلابد من منهجية مدروسة تخضع لها الأفئدة، ليس مجرد كلمات تقال.
محتويات المقال
كيفية تجديد الإيمان
هناك عدة وسائل ترتبط كلية بنظرية تجديد للإيمان، تلك الطرق التي يجب أن يتلمس خطاها كل مسلم من أجل الحفاظ على قلبه سليما في خضم تلك الموبقات التي تتكاثر علينا، تلك الوسائل التي يمكن أن نعددها بالنقاط التالية:
التوبة مفتاح صحيح الإيمان
- هي مراجعة النفس على ما اقترفته من آثام والعزم على عدم العودة إليها من جديد، فهي صفحة بيضاء تجب ما قبلها من سيئات.
- ومن فضل التوبة أنها تصقل القلب بنور الطاعة فتغلق بابه في وجه المعاصي، فتعود إليه فطرته السليمة كيوم ولدته أمه يرغب في الإحسان ويبغض النواهي.
- التوبة تعمل على تزويد حافز الجهاد ضد ما يعصي الله ويحيد عن وصايا النبوة، مما تجعل صاحبها يسلك المسارات الصحية والشرعية، والتي تكسبه قلبا جديدا صافيا لا يحمل كدر ولا حقد ولا حسدا.
- يجب أن يحرص الإنسان المسلم على تلك التوبة في كل يوم بمداومة طقوسها، وذلك عن طريق تصحيح أخطائه وعدم مداهنة وساوسه ونفسه الأمارة بالسوء، فالتوبة هي ترمومتر النقاء النفسي في حقيقة الأمر.
اقرأ أيضا: الذنوب التي لا تغفر بالتوبة
التواضع أحد طرق تجديد الإيمان
- عندما يمسي الإنسان متواضعا فهو يقوم بخلع رداء القداسة التي يصبغ بها أفعاله، فيحدق ضميره نحو رؤية عادلة لشرور نفسه فيستدعي تقويمها.
- كذلك التواضع يجلب تجديد الإيمان في القلوب بواسطة الإقرار بالضعف أمام قدرة الخالق، فيورث الهيبة والمخافة من المولى التي تعد صلب الإيمان.
- ومن سمات التواضع أنه يخلق حالة من الرضا بالعبودية فلا تنخرط النفس عن الشغل المخول لها، فتعكف عليه دون غيره، فتتحقق بذلك مفهوم الربوبية والإيمانية.
علاقة الخفاء بين العبد وربه
فهم المسلم لعلاقته بربه تدعم زيادة الإيمان بقلبه، حيث يعتزل الناس ويلجأ إليه في جوف الليل متبتلا باكيا، ويستيقظ مملوء الإيمان، يسطر نوره على وجهه:
- تلك العلاقة الخفية التي تدفع المسلم نحو ترميم قصوره ونقاط ضعفه، فلا يطلع أحدا سوى الله على سريرته فينقيها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
- في ظل ذلك القرب يستفيض قلبه بهاجس يستصعب على اللسان النطق به فيشعر بالدونية، وبصورة مغايرة أطلق النبي على هذا الموقف الذي يحدث مع بعض الناس بأنه محض الإيمان، فتهمس النفس للمسلم وتكدر ذهنه ولكن لا يعتمد هذا الشعور بأي سلوك.
المداومة على الأعمال الصالحة
- طالما الإنسان على مقربة من الله فهو بعيد عن الشيطان والعكس صحيح، فالأعمال الصالحة هي وقود القلب ومناعته ضد ما ترفضه الفطرة السوية.
- ومن بين تلك الأعمال التي يتجدد الإيمان على عتبتها الذكر وقراءة القرآن والتأمل ومصاحبة الأخيار، وغيرها من الأعمال التي حث عليها المصطفي -صلى الله عليه وسلم-.
كما يمكنكم التعرف على: علامات قبول التوبة من الكبائر
حاجة الإيمان للتجديد
فالإيمان مثل الثوب يبلى بمرور الوقت فلابد من ترقيعه بجزء جديد يقويه ويطيل من عمره، وعمل الحديث النبوي معنا يتقارب مع هذا الوصف، ولهذا فتجديد القلب ضرورة ملحة لعدة أسباب:
- يتعرض الإنسان المسلم لحالة من الفتور في أداء طاعته تحت وطأة الضغوط الحياتية والملهيات التي تصرف نظره عن حقيقة وجوده، ولهذا يبقى تجديد الإيمان شيئا إلزاميا خوفا من مغبة الفتور الذي قد يقود إلى الإفراط في المعاصي والتفريط في العبادات.
- الدنيا في حقيقتها دار ابتلاء مما قد تجعل المسلم منشغلا بالتفكير في مصائبها فيصاب بالإحباط واليأس، ولهذا لزاما عليه معرفة حقيقتها والرضا بقسمة الله له، وهذا من الإيمان أيضا.
- يجب النظر إلى الإيمان بأنه ليس فقط إخضاع الجوارح للعبادات، بل هو أيضا خضوع القلب الطاعات في السر والعلن، فالنية الصادقة والأفعال الخيرة يجب أن تكون لله وليس لمراءة الناس، فإن تحقق ذلك صغرت الدنيا في نظر المسلم وعظم أمر الآخرة.
- من أسباب شعور المسلم بحلاوة الإيمان غض طرفه، لأنه من أصعب العبادات في هذا الوقت المليء بالفتن، فعندما يجاهد الإنسان بجوارحه يئن مثقلا بمسئولية هذا الفعل، بينما عندما يكون القلب هو المنوط بالأمر سوف يتذوق طعم نتيجة ذلك.
- ومن ثم برحلة حتمية تحقيق قضية الإيمان يجب أن يتلازما كلا من الجوارح والقلب معا بهذا الشأن.
كما يمكنكم الاطلاع على: بحث عن الإيمان بالملائكة والرسل