كيف تخرج الروح من جسد الإنسان
الروح هي سر الله في خلقه ولا أحد يعلم ما هي الروح إلا الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.
فكل معرفة البشر عن الروح مستخلصة من كتاب الله وسنة رسول الله، فالروح هي سر الحياة للإنسان عندما تنبعث فيه الروح يحيا وعندما تنتزع منه يفارق الحياة، وفي هذا المقال سنذكر كيف تخرج الروح من جسد الإنسان.
محتويات المقال
كيف تخرج الروح من جسد الإنسان
- تخرج الروح من جسد الإنسان عندما ينتهي أجله، فبمجرد انفصال الروح عن الجسد يصبح الجسد عبارة عن جثة هامدة لا روح ولا حياة فيها.
- تفنى مع مرور الوقت، ولكن الأمر مختلف بالنسبة للروح لأنها لا تفنى أبدا.
- فبمجرد خروج الروح من جسد الإنسان تبدأ رحلتها مع الغيبيات في حياة البرزخ ثم بعد ذلك حياة الآخرة يوم القيامة فإما نعيم مقيم فاللهم أرزقنا وإياكم أو عذاب مقيم فاللهم عافنا وإياكم.
- فخروج الروح من الجسد يمر بعدة مراحل ويتم توضيحها كالآتي بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
بداية خروج الروح
- في خروج الروح من الجسد تبدأ عندما يأمر الله سبحانه وتعالى ملائكته بقبض روح العبد، فيكون يوم موت الإنسان الذي لا يعلمه إلا الله.
- فلا يعلم الإنسان متى يموت وأين سيموت فهذه غيبيات لا يعلمها إلا الله لقوله تعالى في سورة لقمان {وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}
- ولا يدري أحد من الأحياء شعور هذا الذي تقبض روحه وتخرج من جسده إلا أنه ورد في بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة شرح حال المتوفى في هذه اللحظة حيث أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (من مات فقد قامت قيامته).
- مما يدل على أن الإنسان بمجرد خروج روحه من جسده بل وقبل أن تخرج الروح من الجسد يبدأ يرى أشياء غيبية لا أحد يراها غيره لقوله تعالى { فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد}.
- ولكن ما يراه المؤمن في سكرات الموت وهي اللحظات قبل خروج الروح يختلف تماما عن الذي يراه الكافر أو العاصي، فكل إنسان يرى أعماله في الدنيا.
- والتي تحدد مصيره في الآخرة لقوله تعالى في سورة البقرة {اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}
- فيرى المؤمن في سكرات موته ملائكة الرحمة بينما يرى الكافر ملائكة العذاب، ويعرف كل منهم مقعده من الجنة أو مقعده من النار والعياذ بالله.
- تبدأ الملائكة بخروج روح الإنسان والتي تبدأ من القدم ثم من الساقين ثم من الركبتين وما فوقها ثم البطن والصدر.
- ثم بعد ذلك تصل الروح إلى منطقة التراقي لقوله تعالى {كلا إذا بلغت التراقي* وقيل من راق* وظن أنه الفراق* والتفت الساق بالساق* إلى ربك يومئذ المساق}.
- فيفقد الإنسان قواه الجسمانية ولا يستطيع حتى الوقوف على قدميه ولا يقوى على الحركة، والتراقي هي عظمتين تمتد من الحلق إلى الكتفين.
- حينما تصل الروح إلى التراقي يظن الإنسان أنه سيموت ولكنه غير متأكد فهو مجرد ظن ولكن يظل لديه أمل أن يرجع إلى الحياة، ولكنه لا يستطيع حتى تحريك قدميه.
- ثم بعد ذلك تصل الروح إلى الحلقوم وهي آخر وأصعب مرحلة من مراحل الموت فيرى فيها الملائكة من حوله ويحجب عن الحياة الدنيا وتبدأ روحه رحلتها مع الآخرة ففي هذا الوقت ينظر أهل الميت إليه.
- وهو معهم في نفس الغرفة ولكنهم لا يرون ما يرى ولا يشعرون بما يشعر لأنه معهم بجسده فقط.
- ولكن روحه ترى أشياء أخرى غيبية غير التي يراها أهل الأرض.
- ويتعرض في هذه اللحظة لفتنة الشيطان التي أخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم، فيتدخل الشيطان لفتنة الإنسان ليشككه في دينه ويشككه في أنه ليس على الدين الحق.
- فيتمثل في صورة أبوه أو أمه أو أحد أقاربه المتوفين ويخبره بأنه على الدين الباطل ويشككه في القرآن وفي الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ولكن إذا كان الإنسان مؤمنا لا يستطيع الشيطان أن يفتنه ويقيه الله شر هذه الفتنة.
- هذا وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم دعاء علينا الالتزام به دائما (اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المحيا والممات).
- ويقصد بالفتنة هي فتنة الشيطان للإنسان عند الموت وفتنة القبر، فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:
- {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} أي أن الله سبحانه وتعالى يثبت المؤمنين المتقين الخالصين بالقول الثابت أي قول الحق ويقيم شر فتنة المحيا والممات.
- بعد ذلك يدخل ملك الموت على الإنسان لقبض روحه، وفي هذه اللحظة يدرك تماما الإنسان إذا كان من أهل الجنة أم من أهل النار.
- لأنه رأى أعماله في الدنيا ورأى مقعده في الآخرة، إذا كان مؤمن كان من أهل الجنة فقال الله تعالى {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}.
- وأما إن كان الإنسان من أهل النار فسيجد صعوبة في خروج روحه من جسده لقوله تعالى {فكيف إذ توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم}
كما يمكنكم الاطلاع على: كم يستغرق خروج الروح من الجسد
الروح
- الروح هي الجانب الروحي الذي يميز الإنسان عن الكائنات الأخرى.
- الله يمنح كل إنسان روحًا عند الولادة، وتعتبر الروح جزءًا من اللهو المقدس، وهي المصدر الحقيقي للحياة والوعي.
- الروح تعيش في الجسم البشري خلال الحياة، وعندما يحين موعد الموت، تعود الروح إلى الله.
- الروح تعكس الهدف الروحي والروحاني للإنسان، وتمثل الروح الجزء الذي يبحث عن القرب من الله والتواصل معه.
- وقد حدثنا الله تعالى في القرآن الكريم عن الروح حيث قال: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً).
الروح والنفس
- في العديد من الأديان، بما في ذلك الإسلام، يُفهم الروح عادةً ككيان مستقل عن الجسم، وهي محمولة على الإنسان من قبل الله وهي جزء من الأبدية والروحانية.
- يُعتقد أن الروح هي المصدر الحقيقي للحياة والوعي، وأنها تفصل الإنسان عن الكائنات غير الحية.
- النفس عادةً ما تُفهم كجزء من الإنسان الذي يرتبط بالجسم والعقل والعواطف، وهي تعبر عن الجوانب النفسية والنفسانية للإنسان.
- يمكن أن تتأثر النفس بالعوامل الخارجية مثل الظروف والتجارب والمحيط الاجتماعي.
كما أدعوك للتعرف على: هل تبقى الروح بعد الموت في البيت
سبب خروج الروح من القدم أولًا
عندما تدخل الروح إلى الجسد فإنها تدخل عن طريق القدم، وعدما تخرج فإنها تخرج من القدم أيضا، ولعل الحكمة من ذلك هو أنها عندما تخرج من القدم فإنه الإنسان يُجبر على عدم الحركة، لكن إذا خرجت من الرأس مثلًا فإنه قد يتحرك من ألم خروج الروح فيُصاب بأذى ما، والله أعلم.
خروج الروح عند النوم يختلف عن خروجها عند الموت
- ثبت خروج الروح من الجسد خلال نوم الإنسان، حيث قال الله تعالى في سورة الزمر آية 42: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.
- لكن يجب العلم أن الروح عندما تخرج أثناء النوم مختلفة في حالة الوفاة، فالخروج عند الوفاة يكون خروج كامل دون رجعة، أما الخروج عند النوم يكون خروج غير كامل برجعة لأن الإنسان وهو نائم يفقد إدراكه فقط.