كيف تكون طاعة الله ورسوله
من أهم الأمور في الكون على الإطلاق هي الطاعة وتحديدا إذا كانت هذه الطاعة لله سبحانه وتعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فبهذه الطاعة تستقيم أمور حياتنا ونرشد ونسلك الطريق الصحيح، وفي هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net سنعرف كيف تكون طاعة الله ورسوله.
محتويات المقال
كيف تكون طاعة الله ورسوله؟
- طاعة الله عز وجل هي شكل من أشكال العبودية لله، وهي الالتزام بأوامره وتجنب نواهيه، ولا تقتصر طاعة الله عز وجل على الظهير السلوكي فقط بل تتنوع وتتعدد ولها أشكال كثيرة.
- تتضمن الطاعة لله عز وجل كل أشكال السلوك الإنساني الإيجابي، وجميع الأنشطة البناءة المفيدة المختلفة والمتعددة.
- عرف ابن تيمية العبادة على إنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ونصل به إلى رضاه، سواء كان من الأقوال الباطنة أو الظاهرة، ولها مفهومان يصفان العبودية منها ما هو عام ومنها ما هو خاص.
- ومن العبادات التي تقربك من الله عز وجل ما يلي:
الصلاة
- تعتبر الصلاة واجبًا فرضيًا على كل مسلم ومسلمة، وهي أحد أهم أركان الإسلام. يجب على المسلمين أداء الصلاة خمس مرات في اليوم، وهي وسيلة للتواصل مع الله وتعبد له.
- ويقول الله تعالى عن واجب أداء الصلاة: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
الصيام
- صيام شهر رمضان من الشعائر الإسلامية البارزة التي تمكن المسلمين من تقوية العلاقة بالله، وتعزيز الإيمان والصبر والتقوى. إلى جانب ذلك، يوجد صيام تطوعي في أيام معينة من السنة الهجرية.
- ويقول الله تعالى عن فرض الصيام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
طاعة الوالدين
- تعتبر طاعة الوالدين واجبًا عظيمًا في الإسلام، ويُعتبر الإحسان إليهما من أعظم الأعمال الصالحة. يأمر الله في القرآن الكريم ببر الوالدين وعدم معصيتهما حتى لو دعوا الإنسان إلى معصية الله.
- وقد تحدث الله تعالى على طاعة الوالدين في قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).
اللباس الشرعي
يشتمل ذلك على ارتداء الملابس التي تتوافق مع تعاليم الشريعة الإسلامية، وتتجنب الملابس التي تثير الفتنة أو تخالف الأخلاق الإسلامية.
اقرأ أيضا: ما هو حق الله على العباد
المفهوم العام والخاص لطاعة الله عز وجل
- المفهوم الخاص لعبادة الله عز وجل: هي قيام المسلم بجميع الشعائر التعبدية والعبادات من الصلاة والزكاة والصيام والحج والتلاوة للقرآن الكريم والذكر والتسبيح وما دون ذلك.
- المفهوم العام لعبادة الله عز وجل: هي كل سلوك يقوم به الإنسان، ويشمل السلوك طاعة الله، والبعد عن أي أمور تغضب الله، والسعي في طلب الرزق هو من طاعة الله، وإماطة الأذى عن الطريق.
- من أكثر الأشياء التي يقوم بها المسلم لطاعة الله هي طلب العلم، حيث ورد في ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ”.
- من الأفعال العظيمة في طاعة الله أيضا هي الكلمة الطيبة، والتي ورد فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة”، حيث الكلمة الطيبة تعد طاعة لله من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- أيضا صلة الرحم من الأفعال الهامة في طاعة الله وتبادل الزيارات، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه”.
- والمعيار الأهم والأدق في نفس الوقت هو استشعار النية وأن تكون خالصة لوجه الله تعالى مهما كانت الأعمال التي تهدف إلى طاعة الله صغيرة، فإذا كان المسلم موجه النية لله خالصة فإنه ينال طاعة الله.
- المساعدة وعون الآخرين وتقديم المساعدة للآخرين من الأمور الهامة لطاعة الله عز وجل، والتي تزيد الرزق أيضا، وورد فيها حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: “الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.
الاجتهاد في طاعة الله عز وجل
- على الإنسان الاجتهاد في طاعة الله عز وجل بمختلف الطرق والوسائل والأشكال، فتعود ثمار هذه الطاعة والاجتهاد فيها بالنفع والفوائد على صاحبها.
- الإسراع والإقدام على الأعمال الطيبة الخيرة الصالحة وعدم التكاسل والتأخر عنها، ومن يرى المنكر يحاول أن يغيره، والتفوه بالكلام الخير الطيب.
- الاستغفار الدائم والحفاظ عليه، والإكثار من التضرع لله والدعاء له، وشكر الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
- أن يكون الإنسان على دراية تامة بأنه مهما كثرت طاعته لله فيأتي يوم القيامة يتمنى لو أنه أكثر من هذه الطاعات، وأن يجتهد الإنسان في أن يتبع المعروف وينهى عن المنكر بل ويجتنبه أيضا.
- الاجتهاد في حماية الدين الإسلامي والدفاع عنه بكل الوسائل وبقدر الاستطاعة، والسبق في الوصول إلى مكان ومرتبة أحسن في الخُلق الطيب.
كما يمكنكم التعرف على: معنى الطاعة في التشريع الإسلامي
طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
- طاعة رسول الله من الأفعال الواجبة والهامة في الدين الإسلامي، ومنها بعض الأمور الدنيوية، مثل كيفية تخطيط الخطط الحربية، وكيفية إدارة أمور القتال وما إلى ذلك، فيمكن اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة حسنة في هذه الأمور.
- يجب على المسلم اتخاذ النبي قدوة والاستفادة من مواقفه النبوية، وكيف كان يتصرف والتصرف مثله وفقا لما يوافق الحال والظروف اليوم.
- طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي من طاعة الله، وقد أمرنا الله أن نطيع الرسول ونسير على نهجه وسنته، حيث قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20)”.
ثمرات طاعة رسول الله
- طاعة رسول الله في حد ذاتها هي طاعة لله سبحانه وتعالى، حيث قال الله عز وجل: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ “.
- طاعة الرسول هي ركن من أركان الإيمان، حيث قال الله تعالى: “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)”.
- طاعة النبي صلى الله عليه وسلم هي سبب رئيسي في الهداية، حيث قال الله تعالى: “وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا”، وطاعته سبب أيضا في الرحمة، حيث قال الله تعالى: “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)”.
- طاعة الرسول تجمع المطيع مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، حيث قال الله تعالى:
- “وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)”.
- طاعة النبي هي سبب من أسباب دخول الجنة والفوز بها، حيث قال الله تعالى: “تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13)”.
- طاعة الرسول واتباعه واتباع خطواته تلك علامة من علامات حب العبد لربه وتكون سببا أيضا في حب الله لعباده ويغفر الله لهم، حيث قال الله تعالى:
- “يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)”.
- لقد كثرت الأحاديث في طاعة رسول الله واتباعه والاقتداء به، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى”.
- وقال أيضا رسول الله: “إنَّ مَثَلِي ومَثَلَ ما بَعَثَنِيَ اللَّهُ به كَمَثَلِ رَجُلٍ أتَى قَوْمَهُ، فقالَ: يا قَوْمِ إنِّي رَأَيْتُ الجَيْشَ بعَيْنَيَّ، وإنِّي أنا النَّذِيرُ العُرْيانُ، فالنَّجاءَ، فأطاعَهُ طائِفَةٌ مِن قَوْمِهِ، فأدْلَجُوا فانْطَلَقُوا علَى مُهْلَتِهِمْ، وكَذَّبَتْ طائِفَةٌ منهمْ فأصْبَحُوا مَكانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمُ الجَيْشُ فأهْلَكَهُمْ واجْتاحَهُمْ، فَذلكَ مَثَلُ مَن أطاعَنِي واتَّبَعَ ما جِئْتُ به، ومَثَلُ مَن عَصانِي وكَذَّبَ ما جِئْتُ به مِنَ الحَقِّ”.
الاستقامة على الطاعة
- من الأمور الواجبة على كل مسلم أن يحرص على الاستقامة على طاعة الله ورسوله والثبات على ذلك، فالطاعة والاستقامة هما الطريق الوحيد الذي يؤدي في النهاية إلى الجنة والصلاح في الدنيا ودار الحق.
- ويبين الله عز وجل لنا ما ينتظر المستقيمون الذي يحاولون جاهدين الثبات على الاستقامة على طاعة الله، حيث يقول عز وجل:
- “إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون”
- وللاستقامة صور عدة منها: الثبات على الدين ويكون ذلك من خلال الاستعانة بالله دوما والتضرع لله واللجوء إليه.
- العمل بكتاب الله وما أنزل به القرآن الكريم واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ومرافقة أهل الخير والصالحين، وذلك لأن في صحبتهم لا يشقى الإنسان بل يتذكر الله دوما ويحافظ على طاعة الله وطاعة رسوله.
- حيث قال الرسول: “عن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي”.
كما يمكنكم الاطلاع على: كلمات عن الرضا بقضاء الله