كيف تكون التوبة من الكبائر
التوبة هي العودة إلى الله والإقرار بالذنوب والكبائر، وقد حث الله عباده على التوبة مهما عظم الذنب.
فيجب على المؤمن ألا يقنط من رحمة الله وألا يستسلم لنزغات الشيطان، وسنعرف خلال مقال اليوم عبر موقع مقال maqall.net كيف تكون التوبة من الكبائر.
محتويات المقال
تعريف الكبائر
- يمكن تعريف الكبيرة على أنها الفعل الذي ورد ذكره مقترنا بعذاب شديد من الله، وقد اختلف العلماء في تحديد عدد الكبائر في الإسلام.
- ذهب بعض العلماء إلى أنهم 7 كبائر، وذلك لما ورد في حديث النبي صل الله عليه وسلم عن الموبقات السبع.
- وهم (الشرك بالله والسحر وقتل النفس وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقصف المحصنات).
- يرى البعض الآخر من العلماء أن المعنى الأشمل للكبائر أنها الذنوب الجسيمة التي جاءت في النص القرآني مقترنة بوعيد من الله، وإنذار بهلاك القوم.
كما يمكنك التعرف على: علامات قبول التوبة من الكبائر
كيف تكون التوبة من الكبائر
- أول شروط التوبة النصوح أن يستشعر العبد الندم على ما اقترفه.
- فعندما يتذكر الكبيرة التي ارتكبها عليه أن يجد الندم محله في قلبه، والشرط الثاني هو اتخاذ العبد قراره بترك هذا الذنب وعدم ارتكابه مجددا.
- قد تكون الكبيرة التي ارتكبها العبد مقترنة ببعض حقوق العباد، ومن شروط التوبة النصوح أن يقوم التائب بأداء تلك الحقوق إلى أصحابها، وإلا ستصبح التوبة غير مكتملة الأركان.
- على التائب أن يحرص على التقرب إلى الله بالعمل الصالح سواء الفروض أو النوافل، فكل عمل صالح يقوم به قد يقربه من رضوان الله، ويزيد من فرص قبول توبته.
صلاة التوبة
- يغفل الكثير من المسلمين أهمية صلاة التوبة، والتي تعرف أيضا باسم صلاة الاستغفار، وهي عبارة عن ركعتين يقوم بأدائها العبد منفردا إذا ما أراد أن يتوب إلى الله ويستغفره عن ذنب معين كبيرا كان أو صغيرا.
- وقد ورد عن الأئمة الأربعة أن صلاة التوبة صلاة مستحبة، وهي من النوافل أي أنها ليست فرضا.
- إلا أنها إقرار من العبد بما اقترفه من ذنب، وهي إنابة إلى الله ورجوع إلى طريق الحق بعد التخبط في طرقات الباطل.
كما يمكنك الاطلاع على: دعاء التوبة من الكبائر إلى الله مكتوب
متى يكون باب التوبة مفتوحا؟
- يبقى باب التوبة مفتوحا مادام العبد على قيد الحياة، وما لم تطلع الشمس من المغرب.
- فرب العباد يعطينا فرصا عظيمة للرجوع إليه، ولكن أتى القرآن الكريم والسنة النبوية لتحثنا على ضرورة الإسراع في التوبة.
- على العبد المؤمن ألا يقنط من رحمة الله، فبعد ارتكاب الكبائر يسيطر على العبد القنوط واليأس من رحمة الله، ويأتي الشيطان ليدفعه إلى اليأس من رحمة الله عز وجل.
- وذلك حتى يعود العبد للذنب مرة أخرى، فعلى العبد أن يتفطن لهذا الأمر وألا يقنط من رحمة الله فرحمة الله وسعت كل شيء.
تكفير الكبائر
- بعد أن عرفنا كيف تكون التوبة من الكبائر سنتطرق إلى تكفير الكبائر، حيث أنها لا تغفر إلا من خلال التوبة النصوح.
- وهذا عكس الصغائر، فالصغائر لها مكفرات كأداء الصلوات الخمس، وأداء صلاة الجمعة.
- معظم النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تحدثت عن تكفير الذنوب من خلال القيام ببعض الأعمال الصالحة كانت تختص بالصغائر دون الكبائر، فالعمل الصالح لا يكفر عن الكبائر والتي تستلزم التوبة.
كيف يستدل العبد على قبول توبته؟
- يمكن للعبد أن يستشعر مدى قبول توبته، فمن علامات قبول التوبة أن يجد العبد أحواله بعد التوبة قد تبدلت لحال أفضل مما كان عليه قبل التوبة، وتلازم العبد حالة من الخوف من معاودة الذنب.
- العبد الذي قبلت توبته يجد نفسه نادما أيما ندم على ما ارتكب من كبائر، كما يشعر بأن كبرياء نفسه قد زال عنه فيصبح منكسرا خاضعا لله.
- التوبة في أصلها عمل قلبي، فإن استشعر العبد السكينة وبدأت الطمأنينة تثوب إليه، فحينها يمكنه أن يستدل على قبول توبته.
أمور تساعد في التوبة
- يجد العبد نفسه مقبلا على التوبة إذا ما استشعر عظمة ووقار الله في قلبه، فالله واهب النعم واستخدام تلك النعم في ارتكاب الكبائر يعد جحودا بنعم الله.
- على العبد أن يدرك العواقب التي تنتظره إذا لم يبادر بالتوبة، فقد ينتهي أجله قبل أن يتوب عن الكبيرة التي ارتكبها فيخلد في النار ولا يخفف عنه العذاب.
- الصحبة الصالحة وجهاد النفس من أهم العوامل التي تعين العبد على التوبة وعدم ارتكاب الذنب مرة أخرى.
اقرأ أيضا: كيفية التعامل مع من وقع في الكبائر والتوبة منها
أقسام الذنوب
الكبائر
- هي الذنوب التي حُرِّمت بشدة في الشريعة الإسلامية، وتُعتبر من الجرائم الكبرى.
- تتضمن الذنوب الكبيرة مثل القتل، والزنا، والسرقة الكبرى، والشرك بالله، وقطع الأرحام، وعدم الصلاة، والكذب الشديد، والغش في التجارة، وعقوق الوالدين.
- يجب على المسلم أن يتجنب الذنوب الكبيرة، وإذا ارتكبها يجب عليه التوبة والاستغفار، وقد تتطلب بعضها تكفيرًا خاصًا.
- وقد اختلف أهل العلم في تحديد عددهم، فيما أجمل البعض على انها سبعة، واستدلوا بذلك على حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ)
الصغائر
- هي الذنوب التي ليست بالقدر الكبير من الجرم، وتكون أقل خطورةً عند الله.
- تشمل الذنوب الصغيرة مثل الكلمات البذيئة، والكذب الخفيف، والظلم البسيط، والتأخير في الصلاة، والتفكير في الحرام، وغيرها من الأعمال التي تخالف تعاليم الدين.
- ينبغي للمؤمن أن يحرص على تجنب الذنوب الصغيرة أيضًا، ويُحث على التوبة والاستغفار منها، ويُفضل الحرص على القيام بالأعمال الصالحة لتكفيرها.
شروط التوبة في حق من ارتكب الكبائر
- لا يخبر أحد بذنبه الذي اقترفه.
- يتوب ويندم بشدة على الذنب.
- العزم بصدق على عدم الرجوع إلى الذنب.
- الاكثار من الاستغفار.
- قراءة القرآن.
- العمل الصالح لأن الله يقول في القرآن الكريم: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.