كيف يكون الابتلاء في النفس

كيف يكون الابتلاء في النفس، بسبب تكرار العديد من الأشخاص ذلك السؤال ورغبتهم في معرفة كل ما يخص الابتلاء والحكمة التي تكمن من تعرضنا الدائم للابتلاءات اليومية وعلى مدار الحياة.

قررنا أن يكون مضمون مقال اليوم عن الكثير من الأمور حول كل ما يتعلق بابتلاء النفس.

كيف يكون الابتلاء في النفس

للإجابة على سؤال كيف يكون الابتلاء في النفس، يمكننا القول أن الابتلاء الذي يرسله الله عز وجل للإنسان يكون بأشكال عديدة تتلخص في الآتي:

  • الأمراض التي تصيب الإنسان نوع من أنواع ابتلاء الله لعبده سواء كان ابتلاه الله بمرض بسيط أو بمرض من الأمراض الكبيرة.
    • ففي الحالتين يجب على الإنسان حمد ربه دائمًا وكثيرًا حتى يرفع الله عنه ابتلاءه.
  • الخوف الدائم من المستقبل وعدم التوكل على الله، حيث يبتلي الله الإنسان البعيد عنه والبائس.
    • وذلك بسبب كثرة خوفه وعدم يقينه بقدرة تدابير الله لكي يقوي ويعزز من يقينه.
  • قد يكون الابتلاء في نقص الأموال مثلما ذكر الله عز وجل في القرآن.
    • وذلك بأن يأتي عليك وقت من بعد سعة الرزق فيه؛ لتجد بأن أموالك لم تعد تكفي أو لم تعد تأتي بنفس قدر النفع السابق.
  • ومن ضمن صور الابتلاء في النفس ابتلاء الله لك في أولادك وهو أكثر أنواع الابتلاءات صعوبة على الإنسان.
    • لذلك ينبغي أن تكون درجة إيمانه بالله قوية وعلاقته مع الله وطيدة كي يجتاز هذا الابتلاء.
  • وممكن أن يكون في صورة تعرضك لمواقف عديدة من وجهة نظرك بكونها شرًا مثل اتهام أحد الأشخاص عليك دون وجه حق.
    • وذلك الابتلاء يتطلب منك صبرًا كافيًا حتى يبرئك الله مما ابتلاك.
  • وقد يكون في فقدانك للأشخاص الغاليين في حياتك وهو من الابتلاءات التي ينبغي عليها تقوية عزيمتك وإيمانك.

شاهد أيضا: الفرق بين الابتلاء والعقوبة

الحكمة والعِظة الإلهية من ابتلاءات النفس

  • بعد أن أوضحنا كيف يكون الابتلاء في النفس، يجب أن نوضح أن هناك حكمة وعظة الآهية من هذه الابتلاءات.
  • حيث إن هناك البعض يعتقد بأن الله غير راضي عنه أو الذي يحدث له شرًا.

ويمكننا توضيح تلك الحكمة من خلال السطور التالية:

  • هو اختبار يضع الله فيه الإنسان من أجل تقوية الإيمان وتقوية العلاقة بين العبد ودينه وعلاقته بالله.
    • تلك الابتلاءات التي تجعل الإنسان لا يجد مفر للهروب أو اللجوء إليه سوى الله سبحانه وتعالى.
  • تقوية النفس على أكثر درجات الصبر، فالصبر درجات متفاوتة.
    • وتعرض الإنسان لكثير من الابتلاءات سواء كانت ابتلاء النفس أو غيرها من الابتلاءات الكثيرة يجعل نفسه قوية وصبورة.
  • حب الله للعبد المبتلي وإرادة الله في تقرب هذا العبد منه، حيث إن في أوقات كثيرة قد يبتليك الله في ضيق رزقك ليس كرهًا لك أو شرًا ولكن من محبة الله لك كي تتودد وتعود إليه.
  • كثير من الأحيان يكون الابتلاء مقياس لدرجة الإيمان لدى الإنسان وهذا ما ذكره الله في الكثير من الآيات القرآنية.
    • والتي فسرت بأن كلما كان استيعابك وتقبلك للابتلاء قويًا كان إيمانك قويًا أيضًا، فمن لديه إيمانًا قويًا هو من يتلقى الابتلاءات بحمد الله عليها.
  • وتأتي دائمًا كي تمكنا من التكفير عن ذنبًا، حيث إن كل إنسان له منزلة عند الله.
    • ولكن قد يكون عملك في الدنيا غير كافي لاستحقاق تلك المنزلة، فيبتليك الله كي يكفر لك عن بعض الذنوب حتى تستحق تلك المنزلة.
  • تكمن الحكمة منها في اختلاف نظرتك وأولوياتك للحياة لكي تدرك بأنها في يد الله سبحانه وتعالى.
    • وبأنك لابد من البحث الدائم عن ما يرضي الله وذلك هو هدف وجودك بها.

قد يهمك: أسباب كثرة الابتلاءات في الإسلام

كيفية التعامل مع الابتلاء في النفس

  • بعد عرضنا لما يخص سؤال كيف يكون الابتلاء في النفس والعِظة العظيمة التي يريدها الله من وراء تلك الابتلاءات.
  • ينبغي معرفة ما عليك فعله لحظات ابتلاء الله لك حتى تستحق الحكمة التي يريدها الله لك.

ويتم ذلك من خلال الآتي:

  • ينبغي على الإنسان أن يرضى تمام الرضا بذلك الابتلاء وأن يتيقن بأن الله سوف يكفر عنه مهما كانت درجة البلاء.
    • وذلك وفقًا للحديث الشريف عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها”.
  • عليك أن ترغم نفسك على الصبر فأجره عند الله عظيمًا، كما أن الله يبتلي لتصبر فيُعظم أجرك.
    • كما هو مذكور في القرآن الكريم في قوله تعالى: “فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لها”.
  • الإكثار من العبادات الدينية والصلاة ولا تقتصر الصلاة على الفروض فقط.
    • ولكن عليك بالصلاة بنية التقرب لله كما هو مذكور في قوله تعالى: “ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم”.
  • بالقول الحسن وعدم الاعتراض على قضاء الله لك وقدره المكتوب عليك.
    • لأن في اعتراضك سخط وقلة إيمان بالله سبحانه وتعالى وعدم تقبلك لأوامر الله لذلك فعليك استقبال أي ابتلاء بقول الحمد لله.
  • ندرك صغر قيمة الدنيا وأن يكون مطلبنا وسعينا الدائم الآخرة كما هو موضح في قوله تعالى: “الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”.
  • كثرة الدعاء لله بأن يخفف ويرفع عنك الابتلاء فهو القادر الذي لا يعجز عنه شيئًا وهو الذي يعطي الابتلاء لحكمة هو يعلمها ويراها.
    • ولكن يمكن للإنسان بتغيير قدره المكتوب له بكثرة الدعاء كما في قوله تعالى: “إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم”.

اخترنا لك: دعاء الكرب والابتلاء من القرآن والسنة

كيف يكون الجزاء والانتفاع من الابتلاء في النفس

  • يدور التساؤل دائمًا حول الجزاء والمنفعة العائدة من وراء الابتلاء الذي يحدث ويصيب الإنسان في يومه وعلى مدار حياته.
  • فبعد معرفة كيف يكون الابتلاء في النفس، وتعرفنا على الحكمة منه وكيفية التعامل معه وكيفية استقباله.
  • يرغب البعض في معرفة الجزاء الذي يعود عليه من وراء الابتلاء، لذلك سوف نشرح قدر استطاعتنا عن جزاءه والصبر عليه.

ويمكن تلخيص جزاء الابتلاء والصبر عليه في السطور التالية:

  • يكون الجزاء عظيمًا لكل من صبر على ابتلاءه ودعا الله وهو كامل اليقين بأن الله لن يرد دعائه وبأن الله سيكون عند ظنه، فالله يحب عبده حسن الظن وحسن اليقين.
  • كسب محبة الله له فالله لا يبتلي سوى العبد الأحب له لذلك ينبغي عليك الصبر والتوكل على الله في كل ما تمر به.
    • ولك عظيم البشارة والثواب من الله كما قال الله في كتابه العزيز: “وبشر الصابرين”.
  • سوف تكسب الصبر وهو من أصعب الصفات وأقواها، فأن تكون إنسانًا صبورًا على كل أمور حياتك أمرًا صعبًا لا يقدر الكثير على تحمله.
    • ولكن صبرك هذا لن يكون دون جدوى ولكن الله يجازيك بحسن الأجر منه على مدى صبرك وتحملك، فقد قال الله سبحانه وتعالى: “واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين”.
  • يعود عليك بالمنفعة وذلك من خلال التكفير والتخلص من حجم الذنوب المثقلة عليك.
    • فأي ابتلاء يصيبك ولو بقدر شكة دبوس تأجر عليه من ثواب وتكفر عنه من ذنب فوراء كل ابتلاء حكمة ومنفعة أكثر من عظيمة.

مظاهر الابتلاء

الابتلاء هو اختبار من الله للإنسان ليمتحن صبره وإيمانه واستقامته. الابتلاء يمكن أن يأتي بأشكال مختلفة، وفيما يلي بعض مظاهر الابتلاء التي قد يواجهها الإنسان:

  • الأمراض والأسقام:
    • الإصابة بأمراض جسدية أو نفسية يمكن أن تكون ابتلاءً لاختبار صبر الإنسان وتحمله.
  • المصائب والكوارث:
    • تعرض الإنسان لحوادث أو كوارث طبيعية مثل الزلازل أو الفيضانات، والتي قد تؤدي إلى فقدان ممتلكاته أو أحبائه.
  • الفقر والحاجة:
    • الوقوع في ضيق مالي وعدم القدرة على توفير الحاجات الأساسية، مما يختبر قدرة الإنسان على الصبر والقناعة.
  • الظلم والاضطهاد:
    • التعرض للظلم من قبل الآخرين، سواء كان ذلك في العمل أو الحياة الاجتماعية، واختبار قدرة الإنسان على التسامح والثبات.
  • فقدان الأحبة:
    • فقدان أحد الأقارب أو الأصدقاء المقربين يعتبر من أصعب الابتلاءات، ويختبر قوة إيمان الإنسان وصبره على الفراق.
  • الفشل والإحباط:
    • مواجهة الفشل في تحقيق أهداف معينة، سواء كانت مهنية أو شخصية، مما يختبر عزم الإنسان وقدرته على المحاولة من جديد.
  • الإغراءات والفتن:
    • التعرض للإغراءات الدنيوية والفتن التي قد تضل الإنسان عن الطريق المستقيم، مما يختبر تقواه وورعه.
  • الابتلاء بالدين:
    • تعرض الإنسان للاضطهاد بسبب دينه أو ممارساته الدينية، مما يختبر إيمانه وثباته على الحق.
  • الصراعات النفسية:
    • مواجهة التحديات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق، واختبار مدى قدرة الإنسان على التغلب عليها من خلال الإيمان والتوكل على الله.
  • الخلافات الأسرية والاجتماعية:
    • تعرض الإنسان لمشاكل وخلافات مع أفراد أسرته أو مجتمعه، مما يختبر قدرته على حل النزاعات والتعايش بسلام.

هل يوجد بلاءٌ بالفكر كبلاء النفس؟

نعم، يمكن أن يكون هناك ابتلاء بالفكر يشبه ابتلاء النفس. هذا النوع من الابتلاء يتعلق بالصراعات والتحديات التي يواجهها الإنسان على مستوى التفكير والعقل. إليك بعض مظاهر الابتلاء بالفكر وكيفية التعامل معه:

المظاهر هي:

  • الشك والوساوس:
    • يعاني بعض الأشخاص من وساوس الشك في أمور دينية أو حياتية، مما يؤدي إلى قلق نفسي وتوتر.
  • الأفكار السلبية:
    • الابتلاء بالأفكار السلبية المستمرة حول الذات أو المستقبل، مما يمكن أن يسبب الاكتئاب أو القلق.
  • التشتت الذهني:
    • عدم القدرة على التركيز أو تنظيم الأفكار بشكل صحيح، مما يؤثر على الأداء في الحياة اليومية أو العمل.
  • الصراع الفكري:
    • مواجهة صراعات داخلية حول القيم أو المبادئ أو القرارات المهمة في الحياة، مما يسبب توتراً واضطراباً نفسياً.
  • الإلحاد أو الشكوك العقائدية:
    • ابتلاء الشخص بأفكار وشكوك حول وجود الله أو العقائد الدينية، مما يمكن أن يسبب ضياعاً روحياً ومعاناة نفسية.
  • التفكير الزائد:
    • الانغماس في التفكير الزائد حول أمور معينة مما يؤدي إلى استنزاف الطاقة العقلية والنفسية.

التعامل مع الابتلاء بالفكر يكون بالخطوات التالية:

  • الاستعانة بالله والدعاء:
    • اللجوء إلى الله بالدعاء والاستغفار وطلب العون منه في التغلب على الأفكار السلبية والشكوك.
  • التفكر والتدبر:
    • ممارسة التفكر والتدبر في آيات الله الكونية والقرآنية، مما يعزز الإيمان ويطمئن القلب.
  • الاستعاذة من الشيطان:
    • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم الذي يوسوس في الصدور ويزرع الشكوك والوساوس.
  • الصحبة الصالحة:
    • مصاحبة الأشخاص الذين يتمتعون بإيمان قوي وفكر إيجابي، مما يساعد على التغلب على الأفكار السلبية.
  • البحث عن العلم:
    • طلب العلم الشرعي والمعرفة الصحيحة حول الأمور التي تسبب الشكوك والوساوس، مما يعزز الفهم ويزيل الشك.
  • الابتعاد عن مصادر الشك:
    • تجنب المصادر التي تثير الشكوك والوساوس مثل بعض الكتب أو المواقع الإلكترونية غير الموثوقة.
  • الاستشارة:
    • اللجوء إلى المستشارين النفسيين أو العلماء الثقات عند مواجهة صعوبات فكرية ونفسية.
  • ممارسة الرياضة والهوايات:
    • الانخراط في أنشطة بدنية وهوايات مفيدة تساهم في تصفية الذهن وتجديد الطاقة النفسية والعقلية.

متى يعرف العبد أن هذا الابتلاء امتحان أو عذاب؟

العبد يمكن أن يعرف إذا كان الابتلاء امتحانًا أم عذابًا من خلال عدة علامات:

  • الصبر والاحتساب: إذا صبر العبد على الابتلاء وتحمله برضا واحتساب للأجر، فهو علامة على أن الابتلاء هو امتحان وفتنة.
  • التوبة والعودة إلى الله: إذا كانت الابتلاءات تدفع العبد إلى التوبة والاستغفار والعودة إلى الله، فهذا إشارة إلى أنها ابتلاءات تعالج وتطهر وليست عذابًا.
  • التأمل في النتائج الإيجابية: إذا كان للابتلاءات تأثيرات إيجابية على العبد، مثل تقوية إيمانه، وزيادة قربه من الله، وتحسين سلوكه، فهذا دليل على أنها امتحانات تهدف لرفعة وتطوير النفس.
  • التوجه إلى العمل الصالح: إذا استجاب العبد للابتلاء بالعمل الصالح ومساعدة الآخرين، فهذا يشير إلى أنه يفهم الابتلاء كفرصة للنمو الروحي والتقرب من الله.

أسئلة شائعة حول الابتلاء في النفس

ما هو الابتلاء في النفس؟

الابتلاء في النفس هو تجربة الشخص لاختبارات وتحديات تؤثر على حالته النفسية أو العاطفية. يمكن أن يكون الابتلاء في النفس نتيجة لظروف خارجية مثل الصعوبات المالية أو الصحية، أو نتيجة لتحديات داخلية مثل الشكوك أو الضغوط العاطفية.

لماذا يختبرنا الله بالابتلاءات في النفس؟

الله يختبرنا بالابتلاءات في النفس ليمنحنا فرصة للنمو والتقدم الروحي. من خلال مواجهة الابتلاءات والتغلب عليها، يمكن أن نتعلم الصبر، ونزيد من إيماننا، ونقوي علاقتنا بالله.

كيف يمكن للإنسان التعامل مع الابتلاءات في النفس؟

يمكن للإنسان التعامل مع الابتلاءات في النفس من خلال الاستماع إلى القرآن الكريم والأذكار، والبحث عن الدعم الروحي والنفسي من الأصدقاء والعائلة، والتفكر في قدرة الله وحكمته في توجيه الابتلاءات.

هل يمكن أن تكون الابتلاءات في النفس نوعًا من الرحمة؟

نعم، قد تكون الابتلاءات في النفس نوعًا من الرحمة، إذا كان الشخص يستفيد منها ليتقرب إلى الله ويزيد من صبره وإيمانه.

مقالات ذات صلة