كيف أكون تقي
فوائد تقوى الله تعالى عديدة، فهي سبب في فلاح المسلم في الدنيا والآخرة، ولكي يكون الإنسان تقيًا يرضى عنه الله سبحانه وتعالى عليه أن يلتزم ببعض الصفات الحميدة وعليه الألتزام بأداء النوافل التي تقربه من الله سبحانه وتعالى والتي نوضحها عبر موقع maqall.net، وفي هذا الموضوع سنذكر كيف تكون تقيَا.
محتويات المقال
كيف أكون تقي
من الأمور التي يجب أن يحرص المسلم على أدائها لكي يكون تقيًا هي:
- أداء جميع الفرائض التي فرضها الله عليه من صلاة وصيام وزكاة وحج إن استطاع، وأن يكون ذلك نابعًا من قلبه.
- قراءة القرآن الكريم باستمرار وتدبر معانيه.
- أن يطهر العبد نفسه من كل المشاعر السيئة مثل الحقد والكره وأن يجعل قلبه مليئًا بالتسامح وحب الخير للغير.
- الصبر من أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها العبد، فيقول الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
- البعد عن النميمة والكذب والفتنة والنفاق والرياء وما إلى ذلك من الصفات السيئة التي نهانا عنها الله ورسوله.
- أن يتقرب المسلم من الله عز وجل ويكون ذلك عن طريق أداء النوافل مثل الصلاة التي تزيد عن الفرائض، وإخراج الصدقات، والصيام.
- في السطور التالية سنذكر نقاط تساعدك على اكتساب تقوى الله تعالى:
مراقبة الله في السر والعلن
يجب أن يكون الشخص متقيًا في كل الأوقات، سواء كان في السر أو العلن، ويحرص على الاستمرار في ذكر الله والابتعاد عن المعاصي في كل المواقف.
ترك الذنوب
يجب على المؤمن أن يتجنب الذنوب قدر الإمكان، وإذا وقع فيها فعليه التوبة الصادقة والعزم على عدم العودة إليها.
كثرة العبادة
ينبغي على المؤمن أن يكثر من العبادة والطاعات، مثل الصلاة والصيام والذكر والصدقة، فهذه الأعمال تعزز الروحانية وتقرب الإنسان من الله.
ذكر الله
ينبغي على المؤمن أن يكثر من ذكر الله في كل الأوقات، سواء باللسان أو بالقلب، وذلك لتعزيز الوعي الروحي والتواصل مع الله.
تدبر القرآن الكريم
ينبغي على المؤمن أن يتدبر آيات القرآن الكريم ويستفيد من العبر والدروس المستفادة منها، فالقرآن هو مصدر الهداية والضوء الذي يهدي الإنسان إلى الطريق الصواب.
محاسبة النفس
يجب على المؤمن أن يحاسب نفسه بانتظام، ويقيم حسابًا دقيقًا لأفعاله وأقواله وأفكاره، ويسعى جاهدًا لتصحيح ما يجده من عيوب ونقائص.
معرفة فضل التقوى
ينبغي على المؤمن أن يعرف فضل التقوى وأهميتها في الدنيا والآخرة، ويتحلى بالإرادة القوية والعزيمة الصلبة لتحقيقها، ومن فضائل تقوى الله ما يلي:
- معية الله للتقي لأن الله تعالى يقول: واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين.
- تسهيل التعليم والاستفادة به، لان الله يقول: واتقوا الله ويُعلمكم الله والله بكل شيء عليم.
- اكتساب الثواب والجزاء العظيم لأن الله تعالى يقول: ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين.
شاهد أيضا: مقدمة عن الوفاء والإخلاص
مفهوم التقوى
بما أننا نجيب عن سؤال كيف أكون تقي علينا أن نوضح مفهوم التقوى اللغوي والديني كما أوضحه علماء الدين وهو:
- المعنى اللغوي: هو الحفظ والوقاية والحذر من الوقوع في الخطأ.
- المعنى الديني: هو أن يكثر المسلم من فعل الخير والابتعاد عن كل ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى ومحاولة التقرب إلى الله ابتغاء لوجه الكريم.
النوافل مفتاح التقوى
أن النوافل تعد من أعظم الأعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى بعد الإيمان والجهاد في سبيل الله، وهي من أفعال الأتقياء، ومن النوافل التي تتقرب بها إلى الله ما يلي:
نوافل الصلاة
المقصود بها الصلاة التي تزيد عن الفرائض الأساسية مثل:
- ركعتي سنة الوضوء.
- ركعتي تحية المسجد.
- صلاة الحاجة.
- قيام الليل.
- صلاة الاستسقاء.
- صلاة الضحى.
إخراج الصدقة
الصدقة من أفضل الأعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى، فقد قال الله عنها في كتابه العزيز:
- (من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
- قال عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “ما تصدقَ أحد بصدقَة من طَيب، ولا يقْبَل اللَّه إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل”.
لا يشترط أن تكون الصدقة من المال فهناك الكثير من أفعال الخير التي يمكن أن يتصدق بها المسلم، فعن أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه- قال:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “تبسمك في وجه أخيك صدقة لك، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلالة لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكةَ والعظم عن الطريق لك صدقه، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة”.
اقرأ أيضا: مقالة عن قيمة الوفاء
الصيام
من النوافل التي يحب الله سبحانه وتعالى صيام بعض الأيام غير شهر رمضان مثل:
- صيام 6 أيام من شهر شوال.
- صيام ثلاث أيام من كل شهر.
- صيام يوم عرفة.
- صيام عاشوراء.
- جاء في الحديث القدسي فيما يرويه النَّبي -عليه الصلاة والسلام- عن الله سبحانه وتعالى-:
- “من عاد لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إلي ما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أُحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الَّذي يسمع به، وبصره الَّذي يبصِر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه”.
الآيات القرآنية التي تحدثت عن المتقين
إن الله سبحانه وتعالى يحب عبده التقي الذي يتقرب منه، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى المتقين في أكثر من آية في كتابه العزيز ومن تلك الآيات ما يلي:
- (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ*وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
- (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ).
كما أن الله سبحانه وتعالى أوضح جزاء المتقين في الدنيا والآخرة فقال تعالى:
- (إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ).
- (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ۚ تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا ۖ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ).
- (قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۚ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا).
- (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُم).
شاهد من هنا: حكم وامثال عالمية عن الوفاء والاخلاص في العمل
أهمية التقوى
تقوى الله هي مفهوم أساسي في الإسلام، ولها أهمية كبيرة في حياة المسلمين. إليك بعض الجوانب التي تبرز أهمية التقوى:
- القرب من الله: التقوى تساعد المؤمن على الاقتراب من الله والتواصل معه بشكل أعمق، مما يعزز العلاقة الروحية بين العبد وخالقه.
- الوقاية من الذنوب والمعاصي: التقوى تعمل كدرع وحامي للإنسان من الوقوع في الذنوب والمعاصي، فهي توجهه إلى اتباع الأوامر اللهية وتجنب المحرمات.
- السلام الداخلي: من خلال الالتزام بتقوى الله، يحظى المؤمن بالسلام الداخلي والرضا النفسي، حيث يكون قلبه مطمئنًا وهادئًا بالرضا عند الله.
- التحكم في النفس: التقوى تعزز القدرة على السيطرة على النفس والمحافظة على الأخلاق الحميدة، مما يسهم في تحسين السلوك والتصرفات.
- الإصلاح الاجتماعي والمعنوي: التقوى تسهم في بناء مجتمع أفضل من خلال تعزيز القيم والأخلاق الإسلامية، وبناء علاقات تكافلية وتعاونية بين أفراد المجتمع.
- النجاح في الدنيا والآخرة: التقوى هي المفتاح للنجاح في الدنيا والآخرة، حيث يؤمن المؤمن بأن الله ينظر إلى قلوب الناس وأعمالهم، ويجازي كل شخص حسب تقواه.