كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين، تولى الخلافة بعد وفاة الخليفة الأول “أبو بكر الصديق”، وعُرف عنه العدل والإنصاف والزهد، ولُقب بالفاروق، والسبب أنه كان يفرق بين الحق والباطل.
فقد كان أفضل مثال للحاكم الحق، سوف تعرف من خلال هذا المقال كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونتعرف كذلك على أشهر أقواله.
محتويات المقال
كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
- قد يتساءل البعض متى وكيف توفي عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ لقد توفاه الله في عام ثلاثة وعشرين من الهجرة، في وقت صلاة الفجر.
- عندما كان إمامًا وبدأ بالتكبير وبدأ الصلاة، قُتل خليفة المسلمين عمر على يد شخص غير معروف عنه شيءٌ سوى أنّه خادمٌ المغيرة بن شعبة أحد زعماء الثّقيف بمنطقة الطائف، وكان اسمه فيروز أبي لؤلؤة المجوسي، وهو فارسيّ من سبي نهاوند.
- عندما خرج عمر بن الخطاب من بيته كي يؤمّ الناس لصلاة الفجر، انتظم جميع المصلين، فبدأ ينوي للصلاة ويكبّر، وفي هذه الأثناء دخل فيروز ووقف إلى جانبه، ثمّ أخذ بطعنه باستخدام خنجر له نصلان حادّان من ثلاث إلى ست طعنات.
- حيث كانت واحدة منهم تحت منطقة السرّة، وبعد ذلك التفت الخليفة إلى المصلّين ثم قال: (أدركوا الكلب فقد قتلني)، وقد حاول القاتل الفرار والهرب.
- ولكنّ المصلّين تصدّوا له، فبدأ يطعنهم حتّى أصاب منهم 13 مصلّيًا، ثمّ أتى عبد الله بن عوف ألقى ردائه على فيروز من وراءه، فتمكّن من طرحه أرضًا، ثم انتحر فيروز بطعن نفسه بخنجره عندما أيقن أنّه مقتول لا محالة.
شاهد أيضا: قصة إسلام الفاروق عمر بن الخطاب
توعد أبو لؤلؤة المجوسي لعمر رضي الله
- كان عمر رضي الله عنه قد أخذ قرارًا بأن لا يسمح لأي سبي بلغ الحلم بالدخول إلى المدينة، فاستأذنه في مرة المغيرة بن شعبة وكان هو الوالي على الكوفة في أن يقوم بإرسال صبي له صنعة وحرفة، ووصف له مهارته في النجارة والحدادة لعل المسلمين يستفيدون منه، وقرر عمر الموافقة على ذلك.
- فأرسل إلى المدينة وضرب عليه بمائة درهم بمثابة خراج، فأتى هذا الصبي إلى عمر وكان اسمه أبو لؤلؤة المجوسي ذات يوم، وكان يشكو له من شدة خراجه، فوضح له عمر أن خراجه ليس بكثير، فخرج أبو لؤلؤة عابس الوجه.
- ثمّ قام عمر باستدعائه مرة أخرى، ثم قال له ألم تقل لي أنك تستطيع صنع رحى تطحن بالريح، فالتفت أبو لؤلؤة متجهمًا ثم قال له: لأصنعن لك رحى يتحدث الناس بها، فعلم أنّ الغلام يتوعده وأخبر أصحابه بهذا.
ما بعد واقعة الاغتيال
- قام عمر بن الخطاب بأخذ يد عبد الرّحمن بن عوف، وقدّمه في الناس للصلاة.
- ثم صلّى بهم، وبعد ذلك حملوا عمر رضي الله عنه إلى منزله، حيث كانت تنزف دماؤه الشريفة فأغمى عليه، وعندما استيقظ في الصباح سأل: (أصلّى الناس؟) فكان الرد نعم.
- ثمّ قال: (لا إسلام لمن ترك الصلاة)، ثمّ توضأ وصلّى وهو ينزف.
- وكانت الطّعنة التي أصابته تحت سرَّته قاتلةً، حتى أنّه لم يتمكن من الوقوف بسببها وسقط طريحًا.
- وعندما علم بأنّ أبا قاتله مشركًا، حمد الله بأنّه لن يحاجّه عند الله بسجدة سجدها له.
- قام الصحابة “رضي الله عنهم” وحملوا أمير المؤمنين ونقلوه إلى بيته والحزن يعتصر قلوبهم، وكأنهم لم يصابوا بمصيبةٍ من قبل.
- ثم أرسل عمر “رضي الله عنه” عبد الله ابنه ليستأذن من أم المؤمنين عائشة “رضي الله عنها” بأن يتم دفنه بجوار رسول الله “صلى الله عليه وسلم” وأبو بكر الصديق رضي الله عنه.
- فأذنت له بذلك، وبعد مرور ثلاث ليال على هذه الواقعة توفي عمر بن الخطاب.
- ثمّ دُفن في الحجرة النبوية بجوار خليفة المسلمين الأول أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه.
صفات عمر بن الخطاب
- كان يتصف بأنه طويل القامة، بشرته لونها بيضاء وتعلوها حمرة، أيسر أعسر، خفّة في عارضيه، وصَفه سماك بن حرب.
- حيث قال: “كان عمر أروح، كأنه راكب والناس يمشون.
- وبالرغم من غلظة عمر وشدته على المسلمين في بداية الدعوة الإسلامية، إلا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الله “سبحانه وتعالى” أن يعزّ الإسلام بعمر.
- وبعد ذلك هدى الله قلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأعلن عن إسلامه في شهر ذي الحجة من العام السادس للبعثة.
- وقد كان يبلغ يومها من العمر ستة وعشرين أو سبعة وعشرين عامًا.
- فكان إسلامه بمثابة فتح للمسلمين، ونكبةً على المشركين والشرك.
شاهد أيضًا: أقوال وأدعية عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فضائل عمر بن الخطاب
كان لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-الكثير من المناقب والفضائل، نذكر منها ما يلي:
- العدل: اشتُهر رضي الله عنه بالعدل، وضُربت به الأمثال في هذا الأمر كثيرًا.
- فكان نتيجة عدله هذا هو نجاح في ضمّ الأمم المختلفة والشعوب إلى بوتقة الإسلام.
- والجدير الذكر أنّ عدله “رضي الله عنه” حظي به الجميع خلال فترة خلافته.
- وكان يسهر على الرعيّة ويتابع الولاة في كل الأمصار، ولذلك عُرف بمنظّم الدولة الإسلاميّة الأولى.
- جرأته في الحقّ: وهذا ما كان يدفعه دائمًا للانصياع للحقّ والوقوف في وجه الظلم والباطل، وترتيب العطايا وفقًا للأسبقيّات.
- البطولة والشجاعة: في أثناء فترة الإمارة والخلافة الخاصة به قام بفتح الكثير من المدن.
- بما في ذلك القدس، والعراق، والشام، ومصر، والجزيرة، والمدائن، وغيرها من المدن.
- وقد كان أول من قام بوضع الدواوين، وهو أول من أرّخ بالتاريخ الهجريّ أيضًا.
- كنّاه الرسول “صلّى الله عليه وسلّم” بأبي حفص، ولُقِّب بالفاروق: حيث كان يفرّق به بين الحق والباطل.
- وقد أسلم عمر في مكّة المكرمة بعد إسلام واحدٍ وخمسين رجلاً وامرأةً.
- وقد شهِدَ بيعة الرضوان، وهو أحد العشرة الذين بشّرهم النبي “صلّى الله عليه وسلّم” بالجنّة، وكان من أوائل المهاجرين إلى المدينة المنورة.
- دعوة النبي “عليه الصلاة والسلام” له: لقد روى عبد الله بن عمر أنّ رسول الله “صلّى الله عليه وسلّم” دعا قبل أن يدخل عمر “رضي الله عنه” الإسلام وقال: (اللَّهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذينِ الرَّجُلَيْنِ إليكَ بأبي جَهْلٍ، أو بعُمرَ بنِ الخطَّابِ).
- بشارة النبي “عليه الصلاة والسلام” لعمر بن الخطاب “رضي الله عنه” بالجنة.
- حيث قال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: (ائذن له وبشره بالجنة).
- فقام بفتح الباب فإذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
شاهد أيضًا: معلومات عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه
الأقوال المشهورة للفاروق عمر بن الخطاب
- تعلَّموا العلم، وعلِّموه للنَّاس، وتعلَّموا له السَّكينة والوَقَار، وتواضعوا لمن يعلِّمكم عند العلم، وتواضعوا لمن تعلِّموه العلم، ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم.
- إذا كان الشُّغلُ مَجهدةً، فإنَّ الفراغَ مَفسَدةٌ.
- غمِضْ عينَكَ عن الدُّنيا، وولِّ قَلبَكَ عنها، وإيَّاكَ أن تُهلككَ كمَا أهلكَت الذين كانوا قَبلكَ.
- فقد رأيتُ مصَارعَها، وعاينتُ سوءَ آثارِهَا على أهلها، وكيف عَريَ مَن كَسَت، وجَاعَ مَن أطعمت، ومات مَن أحيت.
- من عرّض نفسه للتهم، فلا يلومنّ من أساء الظن به.
- ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر، ولكنه الذي يعرف خير الشرّين.
- لا تعتمد على خلق رجل حتى تجربه في وقت الغضب.
- إنني لا أحمل هم الإجابة ولكنني أحمل هم الدعاء.
- أعرف عدوك واحذر من صديقك إلا الأمين.
- أصابت امرأة وأخطأ عمر.
- لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يحبوا الناصحين.
- لكل صارم نبوة، ولكل جوادٍ كبوة، ولكل عالمٍ هفوة.
- اتقوا من تبغضه قلوبكم.
كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ هذا ما قد تعرفنا عليه في المقال، وعرفنا كذلك أنه أكثر الرجال الذين امتازوا بالشجاعة والبسالة في نشر الدعوة الإسلامية، وكان له قلبًا مليئًا بالإيمان والعقيدة الإسلامية.