كيف كانت أخلاق الرسول
أمرنا الله عز وجل أن نتخذ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة نحتذي بها في حياتنا، مما يجعل الكثير من الناس يبحثون عن أخلاقه الكريمة لنتعلمها ونعلمها لأبنائنا.
ومن ثم سوف نتناول في هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net الحديث عن أخلاق الرسول وصفاته.
محتويات المقال
الكرم
- ومن أخلاق النبي أيضاً، خلق الكرم والجود، فكان عليه السلام كثير العطاء للآخرين ليؤلف قلوبهم إلى الإسلام.
- وخير دليل على ذلك فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع صفوان بن أمية رضي الله عنه، فيقول إنه صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، كان كثير العطايا، وقد ورد ذلك في الحديث المأثورة.
- وَأَعْطَى رَسول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَئذٍ صَفْوَانَ بنَ أُمَيَّةَ مِئَةً مِنَ النَّعَمِ، ثمَّ مِئَةً، ثُمَّ مِئَةً.
- قالَ ابنُ شِهَابٍ: حدَّثَني سَعِيدُ بن المُسَيِّبِ، أنَّ صَفْوَانَ قالَ: وَاللهِ لقَدْ أَعْطَانِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أَعْطَانِي، وإنَّه لأَبْغَضُ النَّاسِ إلَيَّ، فَما بَرِحَ يُعْطِينِي حتَّى إنَّه لأَحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ”.
- وبالفعل بعد تلك الواقعة قد دخل صفوان بن أمية إلى الإسلام بفضل تلك الصفة العظيمة.
كما يمكنك التعرف على: صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الأخلاقية
العدل
- وقد اتصف رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالعدل، وخير دليل على ذلك موقفه الشهير مع الصحابي سواد بن غزية.
- وذلك عندما كان يساوي الصف يوم بدر، وعندما خرج سواد عن الصف، فوكزه النبي في بطنه، فقال له سواد قد أوجعتني يا رسول الله فأقدني.
- وبالفعل رفع صلى الله عليه وسلم قميصه وقال له أستقد فأخذ سواد يقلب في بطنه ويقبلها.
- فسأله صلى الله عليه وسلم، “ما حملكَ على هذا يا سوادُ”؟ قال يا رسولَ اللهِ حضَر ما ترى فأردتُ أن يكون آخرُ العهدِ بك أن يمَسَّ جلدي جلدَك فدعا له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بخيرٍ وقال له: “استوِ يا سوادُ”.
- وهكذا كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يطبق العدل على نفسه أولا قبل الآخرين.
الرحمة
- كان يتصف الحبيب صلى الله عليه وسلم بالرحمة مع كافة الخلق، ويظهر ذلك عندما ترك دعوته المستجابة ليوم القيامة، بعكس ما فعل جميع الأنبياء والمرسلين.
- بينما جعل دعوته شفاعة لكافة المسلمين يوم القيامة، عند الله عز وجل قائلا أمتي، أمتي
- وكما روي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-وهو يروي أحداث يوم القيامة وكيف يبكي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ليتشفع بأمته فيقول الله: “يا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إنَّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ، ولا نَسُوءُكَ”،[٧] صلى الله عليه وسلم.
كما يمكنك الاطلاع على: موضوع تعبير عن أخلاق الرسول بالعناصر والأفكار
الحلم
- لا شك أن مهمة الدعوة إلى الله عز وجل من أصعب وأشق المهام التي يوكلها الله تعالى لأحد من عباده.
- وهي بالطبع تحتاج إلى حلم وصبر كبير، وكان صلى الله عليه وسلم حليما صبوراً، وخير مثال على حلمه، الحديث الشريف.
- جاء الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنَّ دَوْسًا قد عصَتْ وأبَتْ، فادْعُ اللهَ عليهم، فاستقْبَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القِبلةَ، ورفَعَ يَدَيْه، فقال النَّاسُ: هلَكوا، فقال: اللَّهمَّ اهْدِ دَوْسًا وائْتِ بهم، اللَّهمَّ اهْدِ دَوْسًا وائْتِ بهم”[10] عليه الصلاة والسلام.
العفو
- وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أشد الناس عفوا وأكثرهم مع مقدرته في أخذ حقه، كما أنه أيضاً كان حليما مع أعدائه كما ورد إلينا في اليهودية التي أرادت قتله.
- فإنَّه ورد يهود خيبر ذات مرَّة، فقدمت له امرأة شاةً مشويةً، فأكل منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-مع بضعٍ من أصحابه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- “ارفعوا أيديَكُم فإنَّها أخبرتني أنَّها مسمومةٌ”، ولما سألها النبي عن فعلها ذلك فقالت له إن كنت نبيًّا فسيعصمك الله، وإن لم تكن كذلك فنستريح منك، فعفا عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ولم يعاقبها.
- وأما عن عفوه في موقفا آخر، فقد ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قد خرج في غزوةٍ مع أصحابه ثم أدركتهم القيلولة وهم عائدون في وادٍ ذي شجرٍ كثيف، فتفرقوا يستظلون بالشجر، فاستظلَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-تحت سمرة فعلّق سيفه بها، ثم دعا صحابته فإذا بأعرابيّ يجلس، فقال عليه الصلاة والسلام:
- “إنَّ هذا اخترَط سيفي وأنا نائمٌ فاستيقَظْتُ وهو في يدِه فقال لي: مَن يمنَعُك منِّي؟ فقُلْتُ له: اللهُ، قال: مَن يمنَعُك منِّي؟ قُلْتُ: اللهُ، فشام السَّيفَ وجلَس فهو هذا جالسٌ ثمَّ لمْ يُعاقِبْه”
أخلاقه الكريمة في الحديث
- وقد أوصى عليه الصلاة والسلام في كثير من الأحاديث باتباع آداب الحديث فكان عليه السلام، إذا تحدث أوجز دون إسهاب.
- كان أيضاً كلامه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ واضحا وألفاظه فصيحة.
- كان يكرر كلامه ثلاث مرات حتى يحفظ عنه الجالسون.
- لا يرفض طعاماً مقدما إليه، ولا يذمه أبدا.
- وكان صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يبدأ وينهي حديثه بذكر الله تعالى.
أخلاقه مع زوجاته وأبنائه
- كان صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته خير معاملة، بل كان كثيرا ما يوصي الأزواج بحسن معاملة زوجاتهم، وكان صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قدوة لهم في ذلك.
- وقد ورد في ذلك عن عائشة -رضي الله عنها-حين سُئلَت: “ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَعْمَلُ في بَيتِه؟ قالتْ: كان بَشَرًا مِنَ البَشَرِ؛ يَفْلِي ثَوْبَهُ ويَحْلُبُ شَاتَهُ”
- وكان أيضاً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يحسن الاستماع إلى زوجاته، وكان يعطي الحب والاهتمام لكل واحدة منهن وكأنها الوحيدة.
- وأما عن أبنائه، فكان صلى الله عليه وسلم شديد الحب لهم، فقد حزن حزنا شديدا على وفاة ابنه إبراهيم.
- وأيضا كان رقيقا مع جميع بناته، فيذكر أنه عندما أخذ زوج ابنته زينب أسيرا، وعندما رأى الحزن في عينها، قال.
- إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها”،[29] فكان له ذلك وأطلقوا سراحه.
اقرأ أيضا: تعبير عن الرسول وأخلاقه
الصدق والأمانة
- يُعدُّ الصدق والأمانة من أسمى وأبرز أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد تجسّدت هذه القيم في شخصيته وسلوكه اليومي، مما جعله مثالاً يُحتذى به في الأمانة والصدق في القول والفعل.
- كان الصدق من السمات البارزة في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد لُقِّب بالصادق الأمين قبل البعثة وبعدها. لم يكن معروفًا بالكذب أو الخداع قط، بل كانت كلماته دائمًا تعبر عن الحقيقة والواقع.
- وورد في الحديث الشريف عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقًا” (رواه البخاري ومسلم).
- لم يكن الصدق مقتصرًا على قول الحقيقة فقط، بل كان شاملًا لكل جوانب حياته. في تعامله مع أعدائه وأصحابه، في تجارته ومعاملاته اليومية، كان الصدق هو الأساس الذي يبني عليه كل علاقاته.
- إلى جانب الصدق، تميز الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمانة في كل أفعاله. فقد كانت الأمانة سمةً بارزةً في تعامله مع الآخرين، مما جعله موثوقًا من الجميع. قَبْلَ البعثة، كانت قريش تسلمه أماناتها وأموالها لحفظها، وكانت هذه الثقة متجذرة في سمعته الطيبة كأمين.
- تجلّت الأمانة أيضًا في تعاليمه ومواقفه بعد البعثة. فقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على ضرورة الأمانة في أداء الأعمال والوظائف المختلفة، وفي الحفاظ على العهود والوعود.
- في حديثه الشريف قال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان” (رواه البخاري ومسلم). وهنا يوضح النبي أن الأمانة هي من أهم الصفات التي تميز المؤمن الصادق عن المنافق.
الصبر
- يُعد الصبر من الأخلاق الحميدة التي تميز بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وجعلته نموذجًا يُحتذى به في التحمل والثبات أمام الصعوبات والتحديات.
- كان الصبر جزءًا لا يتجزأ من حياة الرسول وسيرته، وقد تجلّى في مواقفه المختلفة وتعاملاته مع الآخرين، سواء كانوا من أصحابه أو من أعدائه.
- بدأت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، حيث واجه معارضة شديدة من قريش، التي كانت ترى في دعوته تهديدًا لعاداتها وتقاليدها. لم يكن الطريق سهلًا، فقد تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للعديد من المضايقات والتعذيب النفسي والجسدي.
- ومع ذلك، كان يتحلى بالصبر والإصرار على تبليغ رسالة الإسلام. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ” (الروم: 60)، وكان النبي يأخذ بهذا التوجيه الإلهي، موقنًا أن الله معه وأن النصر قريب.
- تحمل الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من الأذى من قريش، سواء كان ذلك عبر السخرية والاستهزاء أو الإيذاء البدني.
- ومن أبرز المواقف التي تظهر صبره ما حدث في الطائف، عندما ذهب لدعوتهم إلى الإسلام، فقوبل بالرفض والإهانة والاعتداء.
- ورغم ذلك، لم يرد على الإساءات بالمثل، بل دعا الله قائلاً: “اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون”، وهذا يعكس مدى صبره ورحمته حتى في أصعب المواقف.
- في غزواته، أظهر النبي صلى الله عليه وسلم صبرًا وشجاعة فريدة. في غزوة أُحد، عندما كانت الهزيمة تبدو قريبة، صبر الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه بالثبات.
- ورغم الجراح التي أُصيب بها في المعركة، لم يتزعزع إيمانه أو عزيمته. كان صبره يُلهم الصحابة ويعزز من قوتهم المعنوية، مما ساهم في تحقيق النصر في الكثير من المعارك.
- لم يكن صبر الرسول صلى الله عليه وسلم مقتصرًا على المواقف الخارجية فقط، بل تجلى أيضًا في حياته الشخصية. فقد فقد أولاده وزوجته خديجة رضي الله عنها، وكانت مصائب الفقد من أصعب الابتلاءات التي يمكن أن يمر بها الإنسان.
- ومع ذلك، كان يستقبل هذه الابتلاءات بالصبر والتسليم لقضاء الله وقدره، مما كان يُعزز من إيمان أصحابه ويُعلِّمهم كيفية التعامل مع المصائب.
- في تعامله مع أصحابه، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُظهر صبرًا وحلمًا كبيرين. كان يستمع لمشاكلهم ويحلها بالحكمة والرفق، ولم يكن يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله.
- كان صبره في تعليم الناس ودعوتهم للإسلام يظهر في مواقفه اليومية، حيث لم يكن يتعجل النتائج، بل كان يزرع بذور الإيمان في قلوب الناس وينتظر نموها بالصبر.
الشجاعة
- الشجاعة تُعد من أسمى الأخلاق التي تحلى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد تجلت في مختلف جوانب حياته، سواء في السلم أو في الحرب، في المواقف الفردية أو الجماعية.
- كانت شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم مصدر إلهام لأصحابه وللأجيال التي تبعته، حيث أظهرت هذه الشجاعة في أبهى صورها.
- عندما بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم دعوته في مكة، واجه معارضة شديدة من قريش.
- على الرغم من التهديدات والتعذيب الذي تعرض له ولأصحابه، لم يتراجع عن نشر رسالة الإسلام.
- كان يعلم أن ما يواجهه من تحديات وأخطار هو جزء من سبيل الله، وكان يتحلى بالشجاعة في مواجهة تلك التحديات.
- لقد أظهر شجاعة كبيرة في إعلان الحق والدفاع عن المبادئ التي يؤمن بها، دون خوف من العواقب.
- في المعارك، كانت شجاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تظهر بوضوح. في غزوة بدر، أولى المعارك الكبرى بين المسلمين وقريش، وقف النبي صلى الله عليه وسلم في الصفوف الأمامية يقود الجيش بروح الشجاعة والإيمان.
- وفي غزوة أُحد، رغم الانتصار الجزئي لقريش وإصابة النبي صلى الله عليه وسلم بجروح بالغة، لم يتراجع أو يفر، بل ظل ثابتًا يقاتل إلى جانب أصحابه.
- وفي غزوة حنين، عندما تفرق المسلمون بفعل كمين من الأعداء، ثبت النبي صلى الله عليه وسلم في الميدان ونادى أصحابه للثبات والعودة إلى القتال، مما أظهر شجاعته الاستثنائية وقدرته على قيادة الجيش حتى في أصعب الظروف.
التواضع
- التواضع يُعدّ من أسمى وأرقى الأخلاق التي تحلى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد تجلى هذا الخلق العظيم في كل جوانب حياته.
- كان التواضع جزءًا لا يتجزأ من شخصيته وسلوكه، وأصبح نموذجًا يحتذى به للمسلمين في كيفية التعامل مع الناس، بغض النظر عن مكانتهم أو مناصبهم.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع جميع الناس بتواضع واحترام، سواء كانوا من أصحابه أو من عامة الناس.
- لم يكن يميز بين غني وفقير، أو كبير وصغير، بل كان يعتبر الجميع سواسية. كان يجلس مع الفقراء، ويأكل معهم، ويشاركهم في أحاديثهم.
- وفي الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت” (رواه البخاري).
- يظهر هذا الحديث مدى تواضع النبي صلى الله عليه وسلم واستعداده للاستماع للجميع ومساعدتهم دون تردد.
- رغم مكانته العالية كقائد للأمة الإسلامية، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتكبر أو يتعالى على أصحابه.
- في غزوة الخندق، كان النبي يشارك أصحابه في حفر الخندق، يعمل بيديه ويتحمل التعب مثلهم. وعندما دخل مكة فاتحًا، دخلها برأسه منحنيًا تواضعًا لله، رغم النصر الكبير الذي حققه.
- هذه المواقف تظهر أن التواضع كان نهجًا راسخًا في قيادته، مما جعل أصحابه يزدادون حبًا واحترامًا له.
- في عبادته، كان النبي صلى الله عليه وسلم يظهر تواضعًا وخشوعًا كبيرين. كان يقوم الليل في الصلاة حتى تتورم قدماه، وعندما سُئل عن ذلك قال: “أفلا أكون عبدًا شكورًا” (رواه البخاري ومسلم).
- ورغم مكانته العظيمة عند الله، كان يدعو الله بتواضع ويطلب منه العون والمغفرة. هذا التواضع في العبادة يعكس مدى إدراكه لعظمة الله وتواضعه كعبد له.
الحياء
- يعتبر الحياء من أسمى الصفات التي تحلى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يُعتبر من أبرز أخلاقه النبيلة التي تجسدت في تعامله مع الله ومع الناس.
- إنَّ الحياء في الإسلام ليس مجرد خجل من الآخرين، بل هو طريقة للتعبير عن التقدير والاحترام للآخرين، واحترام الذات.
- كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتمتع بالحياء في تعامله مع الله، فكانت عبادته مليئة بالخشوع والخجل من الله.
- كان يخاف على نفسه أن يقع في معصية الله، وكان يتقرب إليه بالطاعة والتقوى.
- كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدوة في الحياء في التعامل مع الناس. كان يتحلى بالود واللين في تعامله مع الآخرين، وكان يُظهر الحياء حتى في حديثه ومظهره. كان يتجنب التطاول في الكلام والتصريحات الجارحة، وكان يُظهر التواضع والاحترام لكل الناس بغض النظر عن أصولهم أو مكانتهم الاجتماعية.
- في حياته اليومية، كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحلى بالحياء في أدق تفاصيل حياته.
- كان يُظهر الحياء في مظهره الخارجي، وكان يتجنب التفاخر بالملابس الفاخرة أو السلوكيات البذيئة. كما كان يحث أصحابه على اتباع نهج الحياء في حياتهم اليومية، فقد قال: “الحياء لا يأتي إلا بخير” (متفق عليه).
الزهد
- الزهد، أو الاعتزاز بالقليل والتخلي عن الدنيا الزائلة، كانت من أبرز الأخلاق التي تحلى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- كانت هذه الصفة النبيلة تجلت في حياته وسلوكه، وأصبحت قدوة للمسلمين في كيفية التعامل مع الأمور الدنيوية والتركيز على الآخرة.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى التخلي عن الدنيا والاعتزاز بالقليل، وكان يتجنب التمسك بالمال والثروة الزائلة.
- كان يعلم أن الحقيقية الحقيقية تكمن في التقوى والإيمان، وليس في تكدس الثروات المادية.
- وقد قال صلى الله عليه وسلم: “الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما” (رواه الترمذي).
- يُظهر هذا الحديث أن الدنيا ومفاتنها ليست هي الهدف النهائي، بل الهدف الحقيقي هو ذكر الله والاقتراب منه.
- كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يُشجع على تقدير نعم الله والاقتصاد في استهلاك الطعام والشراب، وكان يتجنب البذل الزائد والترف في الطعام والشراب.
- كان يعلم أن الإفراط في الأكل والشرب يُورث البخل والطمع، ويُحول دون تحقيق الروحانية والقرب من الله.
- وقد قال صلى الله عليه وسلم: “ما ملأ آدم وعاءً شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه” (رواه الترمذي).
- يُظهر هذا الحديث توجيه النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين للحفاظ على الاعتدال في الطعام والشراب.
أسئلة شائعة حول أخلاق الرسول
ما هي أهمية أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعتبر مصدر إلهام وقدوة للمسلمين في حياتهم اليومية. تُعتبر هذه الأخلاق نموذجًا للتقدير والاحترام والتواضع والصدق وغيرها، وتساعد في بناء مجتمع إسلامي متماسك ومزدهر.
ما هي أبرز صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
بعض الصفات البارزة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم تشمل الصدق، والتواضع، والشجاعة، والحكمة، والعدل، والرحمة، والصبر، والتسامح، والعفو، والإخلاص، وغيرها.
كيف تجسدت صفة الرحمة في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
تجسدت صفة الرحمة في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال تعامله مع الناس باللطف والرأفة، ورعايته للفقراء والمحتاجين، ورفقه بالحيوانات، وتسامحه وعفوه حتى على أعدائه.
كيف كانت صفة التواضع متجسدة في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتحلى بالتواضع في تعامله مع الناس، وكان يتجنب التفاخر والتكبر، وكان يُظهر التواضع في مواقفه اليومية وحياته العامة.
كيف كانت صفة الصبر تتجلى في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتحلى بالصبر في مواجهة التحديات والمحن، وكان يتحمل الصعاب بثبات وثقة بالله، وكان يُظهر الصبر في جميع جوانب حياته.