متى كان صلح الحديبية وشروطه
متى كان صلح الحديبية وشروطه؟، يتساءل العديد من المسلمين سؤال متى كان صلح الحديبية وشروطه وما هي التفاصيل الخاصة بهذا الصلح، حيث يعتبر صلح الحديبية من الأحداث الرائعة التي مرت بالمسلمين ولكنها كانت تحمل في طياتها الحزن والأسى في بداية الأمر لدى عدد كبير من المسلمين.
محتويات المقال
ماذا يعني صلح الحديبية ؟
- يعتبر صلح الحديبية صلح قام به الرسول صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش، وهو يعتبر صلح لاقى غضب الكثير من الصحابة.
- وعلى الرغم من هذا الغضب إلا أنه كان بداية خير لعموم المسلمين والأمة الإسلامية بشكل عام.
- وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بعقد هذا الصلح رغبة في توقف الدماء السائلة نتيجة الحرب بين المسلمين والكفار.
- وقد كان هذا الصلح من أجل حفظ دماء المسلمين ورجوعهم إلى المدينة دون أن يرفعوا أسلحتهم.
- بالإضافة إلى كون هذا الصلح أعطى لقريش مكانة، حيث لم يدخل أحد مكة دون رضاهم.
شاهد أيضًا: بحث عن المعركة التي قادها سعد بن أبي وقاص
نبذة عن صلح الحديبية
- يعد صلح الحديبية أحد العقود التي تمت بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش.
- حيث تم هذا العقد بين رسول الله وبين سهيل بن عمرو سفير قريش، وتم توقيع الإتفاقية في أحد الأماكن التي توجد بالقرب من الحديبية.
- ونتيجة لها المكان، قد تم تسمية هذا الصلح باسم صلح الحديبية.
- وتم توقيع هذا الإتفاق أثناء ذهاب الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه المسلمون لتأدية مناسك العمرة.
- وقد تهلل وجه الصحابة عندما أخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم أنه رأى طواف المسلمين بالكعبة.
- وقد أسر هذا الأمر الصحابة، وبدأوا في الإستعداد للذهاب إلى بيت الله للطواف به.
- ولكن لم يكتمل الأمر على المسلمين في ذلك العام، فكان صلح الحديبية، وعليه رجع المسلمون مرة أخرى إلى ديارهم.
متى كان صلح الحديبية وشروطه ؟
- هناك العديد من الأسئلة عن غزوات الرسول وحروبه ضد المشركين، وكيفية تفكير الرسول أثناء التعامل مع قريش، لذلك كان سؤال متى كان صلح الحديبية وشروطه هو السؤال الأكثر تداولًا.
- وقد ورد أن صلح الحديبية كان في عام 627 م، وكان ذلك يوافق شهر ذي القعدة في العام السادس من الهجرة.
- وصلح الحديبية احتوى على الكثير من الشروط التي رفض معظمها المسلمين، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قبلها جميعًا.
أهم الشروط التي نص عليها صلح الحديبية
تم الاتفاق على بنود صلح الحديبية والتي كانت ظالمة للمسلمين وقد رفضها الصحابة، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وافق عليه وهي:
- اشترط الكفار على المسلمين أن يعودوا مرة ثانية إلى المدينة في هذا العام دون أن يقوموا بتأدية مناسك العمرة.
- وقد اتفق سهيل بن عمرو مفوض من المشركين أن هذا الشرط من الشروط الأساسية، وذلك حتى لا يقال أن محمد قد دخل مكة دون رضا من قريش.
- وأضاف أن المسلمين سوف يعودون مرة أخرى في العام المقبل إلى مكة لتتم مناسك عمرتهم، وسيخرج منها المشركين في ذلك الوقت.
- كما وجد شرط خاص بدخول المسلمون مكة دون أن يكون معهم سلاح، وذلك لمدة 3 أيام.
- أما الشرط الثاني فهو بخصوص الداخلين في دين محمد والداخلين في دين قريش، فإذا جاء أحد من المشركين إلى رسول الله للدخول في الدين الإسلامي، لا يقبله.
- أما إذا جاء أحد المسلمين إلى الكفر مرتدين عن دينهم، لقريش الحق في قبوله في الحال دون الرجوع إلى الرسول.
- وقد غضب المسلمين غضبًا جمًا بشأن ها الشرط ولكن كان للرسول رؤية ناضجة، حيث رأى أن المسلم لا يرتد عن دينه أبداً وإذا ارتد، فإنه لا يكون على يقين من الأساس.
- أما من أراد الدخول في الإيمان ومنعته قريش، فهو ابتلاء له وعليه الصبر، وسيفرج الله عليه.
- والشرط الثالث يدعو إلى إقامة هدنة بين الرسول وبين قريش ولك لمدة 10 أعوام، على ألا يكن هناك حرب بينهم.
- والشرط الرابع ألا يكون هناك حروب نفسية على أحدهما من الآخر.
- والشرط الخامس ينص على أن من أراد من قبائل العرب أن يدخل في حلف الرسول صلى الله عليه وسلم دخل.
- ومن أراد الدخول في تحالف قريش من قبائل العرب دخل، وتيسير عليهم نفس الشروط السابقة.
أسباب توقيع اتفاقية الحديبية
تم توقيع الاتفاقية الخاصة بصلح الحديبية بسبب وقوع عدد من الأحداث وهي:
- خروج الرسول صلى الله عليه وسلم متجهًا إلى مكة لتأدية مناسك العمرة، ولم يكن الرسول راغبًا في أي قتال أو عداوة مع الكفار.
- ولكنه كان ذاهبًا لتأدية مناسك العمرة ثم العودة إلى المدينة مرة أخرى.
- وعلى الرغم من ذلك أبدى الرسول قلقه من قريش، فأمر اصحابه أن يأخذوا حذرهم وأن يحملوا أسلحتهم.
- قام الرسول بإرسال بن سفيان حتى يبلغ المسلمين عن أمر قريش وما رأيهم حيال دخول الرسول مكة.
- فأخبر الرسول بأن قريش ترغب في منع المسلمين من الدخول إلى الكعبة والطواف بالبيت مهما بلغ الأمر.
- فقام الرسول بأخذ رأي الصحابة الكرام، فكان رأي أبو بكر الصديق الذهاب إلى قضاء العمرة والطواف.
- صلى الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بالمسلمين، وقام باتخاذ طريق صعب للغاية، حتى لا يقابل خالد بن الوليد، وقد كان مشركًا في ذلك الوقت.
- قام الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسال الصحابي عثمان بن عفان لكي يتحدث مع الكفار، ويخبرهم بأن المسلمين لا يريدون حربًا.
- منعت قريش عثمان بن عفان من الذهاب للمسلمين، فأشيع في المسلمين بأن عثمان قد قتل.
- وعلى هذا تمت بيعة الرضوان، حيث بايع الصحابة الرسول على ألا يهربوا من الحرب بعد أن أمرهم الرسول بالمبايعة.
- وقد وصلت الأخبار لقريش تفيد بأن الرسول راغب في دخول مكة والطواف بها، فتم إرسال سهيل بن عمرو.
- وهذا الرجل يعرف عنه الفصاحة والفطنة، وتهلل وجه الرسول عندما رآه قادم إليهم، وتم الاتفاق على الشروط السابقة.
شاهد أيضًا: بحث كامل عن أحداث وشروط صلح الحديبية
موقف الصحابة من صلح الحديبية
بعد أن ذكرنا متى كان صلح الحديبية وشروطه وأهم التفاصيل عنه، لابد من التطرق إلى موقف الصحابة من هذا الصلح، وما هو رد فعلهم، حيث جاء أنه:
- أثار هذا الصلح غضب الصحابة بشكل كبير، حيث رأى الصحابة أن هذه الشروط التي تم وضعها في صلح الحديبية شروط ظالمة على المسلمين.
- وأكثر الصحابة غضبًا كان عمر بن الخطاب، حيث ذهب إلى رسول الله، ووجه إليه كلامه حيث قال ألست رسول الله حقًا، وأن الله ناصرك ومؤيدك، فرد عليه الرسول بلى، فقال عمر فلما نرضى الدنية في ديننا، وأن الله ناصرك، ثم قال فما نرضى الدنية في ديننا.
فأمره الرسول بالصبر، وأكد له أنه على حق، وأن الله ناصره ومؤيده، وأكد عليه النبي أنه سيعود مرة أخرى إلى مكة ويطوف به، ثم ذهب إلى ابو بكر مرة أخرى، وكرر نفس الكلام الذي قاله للرسول صلى الله عليه وسلم، فكرر أبو بكر نفس كلام الرسول.
النتائج المترتبة على صلح الحديبية
نتج على صلح الحديبية عدد من النتائج التي غيرت وضع الدولة الإسلامية في ذلك الوقت وكانت النتائج الأولى محزنة للرسول وهي:
- غضب الصحابة غضب شديد من الرسول، ولم يأتمرون بأمره للمرة الأولى، عندما أمرهم أن يحلقوا رؤوسهم ويذبحوا، فلم يجيبوا أمره بسبب حزنهم.
- فرجع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيته حزينًا، وعندما علمت أم سلمة أشارت عليه أن يقوم يحلق ويذبح دون أن يتحدث مع أحد.
- فعندما رأوه المسلمين أسرعوا إلى فعل الأمر.
- ومن الناحية الأخرى، فقد ترتب على هذا الصلح فتح عظيم وكبير للمسلمين، فقد دخل عدد كبير من الكفار في الدين الإسلامي ومنهم الوليد بن الوليد بن المغيرة، وأبا جندل بن سهيل بن عمرو.
- لم يقبل المسلمون دخول المسلمين الجدد في نطاق المسلمين، مما أدى إلى جعل هؤلاء خطرًا داهماً على تجارة قريش، حيث اتخذوا من الجبال مسكنًا لهم، وظلوا يغيرون على تجارة قريش، مما جعل قريش يتكبدوا الكثير من الخسائر.
آثار صلح الحديبية
- كما رغب الكفار نتيجة لهذه الخسائر تعديل هذا الشرط.
- نتيجة لهذا الصلح لم يعد المسلمون يخافون من هجوم قريش وأمنوا جانبهم، وتفرغوا لدعوة الإسلام، فدخل أعداد كبيرة في الإسلام.
- دخلت العديد من قبائل العرب في كنف النبي صلى الله عليه وسلم، مما جعل المسلمون قوة كبيرة ترهبها العرب.
- أتاح هذا الصلح الفرصة للمسلمين في تكوين الجيوش وإعداد السلاح ليكون على إستعداد لأي حرب أو هجوم من الأعداء.
- الفتح الذي أنزله الله على رسوله من خلال آيات القرآن الكريم، والذي فرح به الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب الذي كان استشاط غضباً من الصلح.
- كما أعطى هذا الصلح الوقت الكافي لكي يقوم المسلمون بتجهيز جيوشهم واسلحتهم، حتى يكون على استعداد لرد أي عدوان وفتح أي مكان.
- كان الصلح فتحًا كبيرًا للمسلمين، وجاء ذلك في القرآن الكريم الذي خفف على المسلمين وأدخل السرور إلى قلوبهم حيث قال الله تعالى:
- “إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا.
- فتح الله على رسوله الكريم بعد ذلك مكة.
- تم نقض هذا العهد نتيجة لإغارة أحد القبائل الموالية لقريش على قبيلة خزاعة الموالية لرسول الله.
شاهد أيضًا: نتائج صلح الحديبية
وفي نهاية مقالنا حول متى كان صلح الحديبية وشروطه نكون قدمنا المعلومات عن صلح الحديبية كاملة، ونتمنى أن ينال الموضوع إعجابكم.