رحلة الإمام البخاري في طلب العلم
اهتم علماء الدين الإسلامي بجمع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يستند المسلمون للقرآن الكريم والحديث الشريف في تعليم أمور دينهم وشعائر عقيدتهم، ويعتبر الإمام البخاري أشهر جامعي الحديث النبوي.
وعرف عنه تحمله للمشقة والسفر، والبحث الدائم عن الأحاديث الصحيحة في كل مكان وبين مجالس العلماء، لذلك سنتعرف في هذا المقال على الإمام البخاري ورحلته في طلب العلم، وسنتعرف أيضا على كتابه الجامع الصحيح الذي يعد أشهر كتب الحديث.
محتويات المقال
رحلة الإمام البخاري في طلب العلم
- الإمام البخاري هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، وكنايته أبي عبد الله، ولد في مدينة بخاري عام 194 هجريًا، وسمي البخاري نسبة إلى هذه المدينة، وكان والده مجوسيًا لكنه أسلم على يد والي المدينة اليمان الجعفي.
- وقد ذكر الإمام البخاري أن والده التقى بالتابعي عبد الله بن المبارك، وحماد بن زيد، وسمع العلم من الإمام مالك بن أنس، ويعتبر الإمام البخاري أشهر علماء الحديث.
- وصاحب أهم وأصح كتاب في الحديث الشريف؛ وهو كتاب الجامع الصحيح المشهور باسم صحيح البخاري، ولقب بشيخ الإسلام، وإمام المحدثين والحفاظ، وفي السطور التالية سنوضح رحلة الإمام البخاري في طلب العلم:
نشأة الإمام البخاري
- ولد الإمام البخاري في 4 أغسطس 810 ميلاديًا، كان الإمام البخاري محبًا للعلم والعلماء منذ صغره، وكانت أمه ترعاه لأن والده توفى وهو صغير، وبدأ الإمام البخاري في طلب العلم وهو في سن صغيرة، وقد اشتهر بنبوغه وذكائه وتميزه في حفظ الحديث الشريف وهو لم يكمل 10 سنوات.
- وقد حفظ أشهر المؤلفات في ذلك الوقت وهو لم يتجاوز السادسة عشرة، واستمر في طلب العلم وحفظ الأحاديث، وقد تعلم الإمام البخاري على يد العديد من كبار الشيوخ والعلماء مثل:
- محمد بن سلام البيكندي، ومحمد بن يوسف البيكندي، وعبد الله بن المسندي، وابن الأشعث وغيرهم من علماء الإسلام، وقد ذكر أن الإمام مالك حفظ 70 ألف حديثًا وهو مازال صبيًا.
شاهد أيضا: بحث عن الإمام البخاري
سفر الإمام البخاري إلى الحجاز
- سافر الإمام البخاري إلى الحجاز قاصدًا الحج مع أمه وأخيه، لكنهم رجعوا إلى بخاري بعد انتهاء موسم الحج وظل هو بمكة المكرمة، لأنه أراد أن يستزيد من العلم فيها
- وسمع الحديث في مكة على يد الحميدي وغيره، ثم تركها وغادر إلى المدينة المنورة فتعلم الحديث على يد مطرف بن عبد الله، وعبد العزيز الأويسي وغيرهم.
قد يهمك: ما هو صحيح البخاري
انتقال الإمام البخاري من بلد لآخر
- ظل الإمام البخاري ينتقل من بلد لآخر باحثًا عن العلم، متكبدًا مشقة السفر، قاصدًا العلماء خاصةً علماء الحديث، فقد كان شغوفاً بعلم الحديث، وكان لا يسمع بأحد من أهل الحديث إلا سافر إليه وسمع منه، وذكر أنه سافر إلى مصر، والشام، وبغداد، وخراسان، وقيسارية، وعسقلان، ونيسابور، وغيرها من البلاد.
- وقابل الكثير من المحدثين وسمع منهم الحديث مثل: عبد الله بن عثمان، يحيى بن يحيى، وإبراهيم بن موسى، ومكي بن إبراهيم، وعلي بن الحسين، وغيرهم، وكان الإمام البخاري ذو قدر كبير بين الناس، ومكانة كبيرة بين العلماء.
- فكان إذا سافر لبلد استقبله النس كاستقبال الملوك، ويجتمعون حوله ليسمعوا علمه ويستفيدوا من أحاديثه.
- كتب الإمام البخاري الحديث عن أكتر من 1000 شيخ، وروى آلاف الناس الحديث عن البخاري، وذكر أن حوالي 90 ألف شخص سمعوا منه كتابه الجامع الصحيح.
- وقال الإمام البخاري عن تنقله بين البلاد: دخلت إلى الشام ومصر والجزيرة مرتين، وإلى البصرة أربع مرات، وأقمت بالحجاز ستة أعوام، ولا أحصي كم دخلت إلى الكوفة وبغداد.
- ويشمل كتاب البخاري الجامع الصحيح المسند أكثر من 727 حديثا، اختارها من بين 600 ألف حديث، مما يدل على تحريه أقصى مراتب الدقة أثناء جمع الحديث، ورحل الإمام البخاري في 1 سبتمبر عام 869 ميلاديًا.
اخترنا لك: من هو البخاري؟