معلومات عن قارون
قارون هو رجل من بني إسرائيل، وهو من قوم موسى، واسمه قارون ابن يصهر، بن قاهر، بن لاوي، ابن يعقوب، وهو من أحد أقرباء موسى، وعشيرته، والجدير بالذكر أنه كان في بادئ أمره شديد العبادة، إلا أن إبليس لعنة الله عليه قد أغواه، فوصل به الحال إلى ما نعلمه من سورة القصص، وذلك ما سوف نتناوله على Mqall.org فهيا بنا لنتعرف على معلومات عن قارون.
محتويات المقال
قارون قبل غيه
- كان قارون من أتباع موسى عليه السلام وكان شديد العبادة، يعتزل بني إسرائيل، ويعتكف لله سبحانه وتعالى متعبداً.
- وقيل إنه قد اعتزل في أحد الجبال أربعين سنة يعبد ربه، وقد حاول إبليس لعنة الله عليه أن يغويه ويفتنه.
- فأرسل له الشياطين تغويه بكل الطرق، ولكنهم فشلوا في إغواءه، فتمثل له إبليس بنفسه في صورة رجل صالح.
- وأخذ يتعبد الله معه حتى يغويه فإبليس لعنة الله عليه له طرقه الشيطانية الخبيثة في الإغواء.
- وهذا ما حدث مع قارون، فأخذ إبليس لعنة الله عليه يعبد الله معه ويتظاهر بالعبادة حتى فاق قارون في العبادة.
- فأحس قارون أنه يعبد الله خيراً منه، وإنه أقرب إلى الله منه، فتودد إليه، وأعطاه مكاناً كبيراً عنده.
- فبدأ إبليس لعنة الله عليه في استدراج قارون، حيث إنه قد بدأ في جعل بنو إسرائيل يحملون الطعام إليه تودداً إليه.
- وكذلك إلى قارون؛ لكونهما عابدين كبيرين فأصبح بني إسرائيل يتلمسون منهما البركة بأن يرسلوا الطعام لهم.
- فقال له إبليس إننا قد أصبحنا عالة على الناس، فالرأي الأرجح أن نخرج لنتكسب رزقنا يوم وباقي الأسبوع نعبد الله فيه.
- ثم زاد، فوافق، ثم قال يجب علينا أن نعمل يوماً، ونتعبد يوماً حتى نستطيع أن نأكل ونشرب، وأن نزكي، ونتصدق.
- فوافق، وعندما انغمس قارون في العمل وذاق الكسب، وذاق الربح، تركه إبليس في هذا الحال، حتى يخلي بينه وبين مطامعه.
للتعرف على المزيد: قصة قارون
انهيار قارون
- بعد أن تركه إبليس، هوى قارون في الطمع في الدنيا، وحب المال فانصرف عن العبادة رويداً رويداً حتى تركها بالكلية.
- وفُتحت لقارون الدنيا، فنسى ما كان عليه من الزهد، والعبادة، بل إنه أصبح يتفانى في العمل، والكسب حتى يزيد ماله.
- وكان قارون ذو علم أعطاه الله إياه، فكان ذو علم بالتجارة، وأصولها، وعلم بالزراعة، وأساسها.
- فعمل، وكان يوصل الليل بالنهار حتى يكثر ماله وتزيد ثرواته.
قارون بعد الغنى والمال الكثير
- فتح الله لقارون أبواب الرزق العظيمة حتى إنه سميت أمواله كنوزاً، لأنه أكتنزها، ولم يخرج منها شيئاً في سبيل الله.
- حتى إن مفاتيح كنوزه كان يصعب حملها على العصبة أولوا القوة، أي المجموعة من الرجال الأشداء الأقوياء.
- وصنعت هذه المفاتيح من جلود الإبل، وكان كل مفتاح من المفاتيح لكنز مختلف عن باقي الكنوز.
- والجدير بالذكر أن قارون كان يحمل هذه المفاتيح أينما ذهب.
- فكانوا يضعون هذه المفاتيح على سبعين بغلاً من البغال الشديدة القوية.
- وكان يخرج على قومه متكبراً، متعالياً في زينته، ومعه الخدم والحشم، وهو يسير بين الناس في خيلاء وغرور.
- يعرض ويستعرض ما عنده من الأموال، والجواري، والخدم حتى أن بعض الناس تمنوا أنهم لو كانوا مثله.
- فقالوا: (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون).
- يعرض ويستعرض ما عنده من الأموال، والجواري، والخدم حتى أن بعض الناس تمنوا أنهم لو كانوا مثله.
اخترنا لك أيضا: أين كان يعيش قارون
نصيحة نبي الله موسى والمؤمنين لقارون
- لما طغى، وبغى قارون، وتفاخر بماله، وخرج على قومه في زينته ومفاتيح كنوزه تُحمل على البغال الشديدة القوية.
- قال له الصالحون من بني إسرائيل لا تفخر بأنعم الله عليك الذي أتاك سبحانه وتعالى.
- فإن الرزق هو من الله، فلا تتكبر بما أعطاك الله سبحانه، فإن الله لا يحب المتكبرين.
- وقال له نبي الله موسى نفس الأمر، ونبهه من عاقبة ما يفعل؛ وهو الخسران الشديد.
- وأمره موسى بإخراج زكاة هذه الأموال وأن يؤتي منها إلى الفقراء، فإن الله هو صاحب المال.
- ولكن كان رده كفراً، فقال إنما أتيته على علم لدي.
- ونسب الفضل إلى نفسه، ولم ينسبه إلى صاحب الفضل، الله الواحد الأحد.
فعل قارون بعد نصيحة موسى والصالحين
- ما كان من قارون بعد أن نصحه الصالحون من بني إسرائيل وموسى عليه السلام إلا إن زاد تجبراً.
- ونسب الفضل لنفسه في كل شيء، أي إنه نسب الرزق إلى نفسه كما ذكرنا.
- أما العلم الذي يقصده قارون هو إنه كان على علم كما ذكرنا بأصول التجارة والزراعة.
- وقيل إنه كان لديه علماً بالكيمياء، وتحويل المعادن؛ الذي من الله عليه به، وتعلمه موسى.
- وعلمه من بعده للصالحين من بني إسرائيل منهم يوشع، وكالب، الذين أوتي كلاً منهم ثلث العلم.
- وقد تعلمه منهم قارون، ونسبه إلى نفسه، ولم ينسبه إلى ربنا العالم العليم.
- فرفض قارون الزكاة عندما أمره الله بها، وذلك عندما نزل حكم الزكاة على موسى.
- والتي أمر الله بها بني إسرائيل، فقال لسيدنا موسى عليه السلام أنه سيعطيه ديناراً عن كل ألف دينار.
- ودرهمً عن كل ألف درهم، وشاة عن كل ألف شاة، فوافقه موسى عليه السلام.
نهاية قارون
- قَبل سيدنا موسى ما أقترحه عليه قارون في أمر الزكاة.
- ولما رجع قارون إلى بيته وتفكر في الأمر استعظم ما سيدفعه إلى موسى.
- فتراجع عن ذلك، وكان لقارون بطانة وصحبة يسهرون معه، ويتسامرون معه كل ليلة.
- فلما أتوه قال لهم قارون ماذا ستفعلون مع موسى الذي يريد أن يأخذ منا أموالنا؟
- فقالوا أفعل، وأمرنا بما تريد، فأنت كبيرنا، فما كان من قارون إلا أن أتاه شيطانه بفكرة خبيثة.
- وهي أن يأتيه بامرأة بغي، ويطلب منها أن تَدعي على موسى أنه قد فجر بها.
- وفي اليوم التالي عندما أتى موسى قومه ليعظهم، قال موسى:
- إن الله قد أنزل حد الزنى للرجل الغير محصن بالجلد، والمحصن بالرجم.
- فقال له قارون: فما هو الحال إذا كنت أنت من فجرت بالنساء؟
- قال: أنا لم أفعل، قال: فإن هناك امرأة تدعي إنك قد فجرت بها.
- قال: فأتني بها فلما أتوها وقبل أن تتكلم، سجد موسى وقال:
- يا الله، يا فالق البحر، ويا منزل التوراة، أنطق هذه المرأة بالحق.
- فما كان من ربه سبحانه إلا أن استجاب له، وفتح التوبة في قلبها، فتابت إلى ربها، فنطقت بالحق.
- وقالت: قارون فعل كذا وكذا، ثم غضب موسى غضباً شديداً، وطلب من ربه وتوسل إليه أن يغضب إليه.
- فقال ربنا: يا موسى إنا نمكنك من الأرض فأمر بما تشاء.
- فذهب موسى إلى قومه وقال:
- يا قومي إن الله قد مكني من قارون وإني قد أُرسلت إلى قارون، كما أُرسلت إلى فرعون.
- فمن يبغي قارون فليلزمه، ومن يريدني فليلزمني، فلزم القوم كلهم موسى إلا رجلين ذهبا إلى قارون.
- فدعا موسى ربه أن يخسف بهم الأرض، فخسف به وبماله وداره الأرض.
فقال ربنا: (فخسفنا به وبداره الأرض).
نرشح لك أيضا: قصة قارون وكنوزه والعبرة منها