معلومات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول رب العالمين، الرحمة المهداة والنعمة المسداة، وصفه رب العزة  سبحانه وتعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم  نوراً مبيناً) النساء 17، قال رسول الله أدبني ربي فأحسن تأديبي وفي هذا المقال سنذكر معلومات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء.

مولده صلى الله عليه وسلم

ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم، بمكة يوم الإثنين، التاسع من شهر ربيع الأول.

وهو عام الفيل، ويوافق ذلك 20 أو 22 من شهر إبريل سنه 571 ميلادياً.

كما روى ابن سعد أن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لما ولدته:

(خرج منى نوراً أضاءت له قصور الشام) .

كذلك يحكى أنه وقعت عند الميلاد حوادث في أماكن ستة من الدنيا، فسقطت 14 شرفة من إيوان كسرى.

وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيره ساوة، بعد أن غاضت وراء ذلك.

رواه الطبراني والبيهقي وغيرهما

تابع أيضا: اللهم صلى على سيدنا محمد

رضاعة الرسول صلى الله عليه وسلم

ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيماً.

فقد مات والده عبد الله بن عبد المطلب وأمه حامل فيه صلى الله عليه وسلم.

ولما ولدته أمه أرسلت إلى جده تبشره بحفيده، فأتاها مهرولاً مستبشراً، أيضا حمله، ودخل به إلى الكعبة.

ثم حمد الله وشكره، واختار له أسم محمد، وهو أسم لم يكن معروفاً في العرب.

وأول من أرضعته من المراضع وذلك بعد أمه بأسبوع، هي ثويبه مولاة أبي جهل، بلبن ابن لها.

وهذا الابن يقال له مسروح، وكانت قد أرضعت قبله حمزه بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبي سلمه ابن عبد الله الأسد المخزومي.

وكان من عادة العرب أن يتلمسوا المراضع لأولادهم.

ويحاولوا إبعادهم عن الحواضر، وذلك لتقوى أجسادهم، ويشتد عودهم وأعصابهم، ويتقنوا اللسان العربي من مهدهم.

فألتمس عبد المطلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم المراضع، وكان من عادة المرضعات أن يأتين إلى مكة.

ليحظين بأبناء الأغنياء، حتى يتولوا رضاعهم ويحوزوا من ورائهم حوزاً عظيماً.

فالتمس عبد المطلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم إمراة من بني سعد تدعي حليمة.

وهي بنت أبي ذؤيب بن عبد الله بن الحارث، وزوجها أيضا الحارث ابن عبد العزة، المكنى بأبي كبشه من نفس القبيلة.

وأخواته في الرضاعة صلى الله عليه وسلم هم؛ عبد الله بن الحارث، وانيسه بنت الحارث، وحذافة أو جذامة بنت الحارث، وهي الشيماء.

كما كانت حضن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب أبن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان عمه حمزة ابن عبد المطلب مسترضعاً في بني سعد.

فأرضعت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، وهو عند أمه حليمة.

فكان حمزة رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين من جهة ثويبه، ومن جهة حليمة السعدية.

وفاة أم الرسول وإيواء جده عبد المطلب له

وخشيت عليه حليمة بعد واقعة شق صدره.

إذ أن الله أرسل لسيدنا محمد ملكين ليغسلا قلبه من العلقة السوداء التي هي حظ الشيطان من بني آدم.

فردته إلى أمه، فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنوات.

ورأت أمه آمنة أنه وفاءً لذكرى زوجها الراحل؛ كذلك عليها أن تزور قبره بيثرب.

فخرجت من مكة في رحلة تبلغ 500 كيلومتر، ومعها ولدها اليتيم أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم.

وكذلك خادمتها أم أيمن، وقيمها عبد المطلب، فمكثت شهراً.

وبينما هي عائدة لحقها المرض في أوائل الطريق، ثم أشتد عليها حتى ماتت بالأبواء بين مكة والمدينة.

فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، ويتيم الأم أيضا، وهو في عمر الست سنوات.

عناية جد الرسول به صلى الله عليه وسلم

وعاد به جده عبد المطلب إلى مكة، وقلبه ممتلئ مشاعر حنو وشفقه على حفيده اليتيم، الذي أصيب بالمصاب.

فجدد ذلك الجروح القديمة، وكان يؤثره على جميع أولاده.

كما قال ابن هشام: (كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة.

فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج لهم، ولا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له.

إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يأتي وهو غلام، يجلس عليه، فيأخذه أعمامه عنه، ويؤخرونه).

فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك: (دعوا ابني هذا والله إن له لشأناً).

ثم يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده، ويسره ما يراه يصنع.

وعند ثماني سنوات، وشهرين، وعشرة أيام من عمره صلى الله عليه وسلم؛ توفي جده عبد المطلب بمكة.

وقد رأى جده قبل وفاته؛ أن يعهد بكفالته صلى الله عليه وسلم؛ إلى عمه الشفيق أبي طالب شقيق أبيه.

عناية عم الرسول به

قام عمه أبو طالب بحق ابن اخيه على أكمل وجه وضمه إلى ولده، بل وقدمه عليهم.

وأختصه باحترام وتقدير، وظل فوق أربعون سنة بجانبه، يبسط عليه من حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله.

الرسول وبحيره الراهب

ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم 12 سنة، ارتحل به أبو طالب متاجراً إلى الشام.

حتى وصلوا إلى الشام، وكان هناك راهب عرف باسم بحيرى، وأسمه فيما يقال جرجس.

فلما نزل الركب خرج إليهم، وكان لا يخرج إليهم قبل ذلك.

فجعل يتخللهم حتى جاء؛ فأخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:

(هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين).

فقال له أبو طالب: (واشياخ قريش، وما أعلمك بذلك؟).

فقال: (إنكم حين أشرفتم من العقبة، لم يبقى حجراً ولا شجرة، إلا خر ساجداً، ولا يسجدان إلا لنبي.

وأني أعرفه بخاتم النبوة على يمين غضروفه، فكأنه  مثل التفاحة، وإنه موجود في كِتاَبِنا).

ثم أكرمهم بالضيافة، وسئل أبو طالب؛ أن يرده، ولا يقدم به الشام خوفاً عليه من الروم، واليهود.

فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة.

الرسول وبناء الكعبة وقضية التحكيم

وعندما بلغ رسول الله 35 سنة قامت قريش ببناء الكعبة.

وذلك لأن الكعبة كانت رضماً أي عظاماً من صخور، فوق القامة، ارتفاعها تسعة أزرع، من عهد إسماعيل عليه السلام.

وكذلك لم يكن لها سقف، فسرق نفر من اللصوص كنزها الذي كان في جوفها.

بالإضافة إلى تعرضها باعتبارها أثر قديماً للعوامل التي أدهشت الدنيا لها.

ولكن تصدعت جدرانها، وكان ذلك قبل بعثه صلى الله عليه وسلم بخمس سنين.

حين حدث السيل العرم، وحضر إلى البيت الحرام، فأوشكت الكعبة منه على الانهيار.

فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها؛ حرصاً على مكانتها، واتفقوا على ألا يدخل في بنيانها إلا طيبا.

فلا يدخلون فيها مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا ما دخل في ظلم أحد من الناس.

وكانوا يهابون هدمها، فبدأ بها الوليد المغيرة المخزومي، فأخذ المعول (ما يشبه المطرقة).

وقال: (اللهم لا نريد إلا الخير فيما هذا ناحية الركنين).

ولما لم يصبه شيء تبعه الناس في الهدم في اليوم الثاني.

ولم يزالوا في الهدم، حتى وصلوا إلى قواعد إبراهيم، ثم أرادوا الأخذ في البناء.

فقاموا بتجزئة الكعبة وخصص لكل قبيلة جزء فيها، فجمعت كل قبيلة حجارة على حلي.

وأخذوا في بنائها، وتولى البناء بناء أسمه ياقوم.

بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم

ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم 40 سنة، وهي سن الكمال، وفيها تبعث الرسل، بدأت طلائع النبوة تروح وتلمع.

فقد كان يرى الرؤيا الصادقة، فكان فلا يراها إلا جاءت مثل فلق الصبح، حتى مضت ستة أشهر.

فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلته بغار حراء.

إذ أكرمه الله بالنبوة، وأنزل عليه جبريل بآيات من القرآن الكريم في غار حراء.

فجاءه الملك فقال:

(أقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني، (أي احتضنني بقوة) حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني.

فقال: أقرأ قلت: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: أقرأ، فقلت:

ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، فلما أرسلني، فقال:

{أقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، أقرأ وربك الاكرم} سورة العلق.

قد يهمك: اسم سيدنا محمد كامل

السيدة خديجة أول المؤمنين بالرسول

عندما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غار حراء يرجف فؤاده دخل على خديجة بنت خويلد.

فقال: (زملوني، زملوني أي (قوموا بتغطيتي)، فزملوه، حتى ذهب عنه الروع.

فقالت خديجة: ماذا حدث؟  فقال: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة كلا والله لا يخزيك الله ابداً.

إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتكرم الضيف، وتعين على نوائب الخلق.

فانطلقت خديجة، حتى أتت به ورقة بن نوفل ابن عم خديجة، وكان امرؤ تنصر في الجاهلية.

وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله له أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي.

فقالت له خديجة: يا ابن عم أسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟

فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأي، فقال له ورقة:

(هذا الناموس الذي نزل على موسى، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أما يخرجوني؟ قال: نعم، لم يأتي رجل قال بمثل ما جئت به؛ إلا عودي.

وإن يدركني يومك لأنصرنك نصراً مؤزراً)، ثم لم يلبس ورقة أن توفي، وفتر الوحي.

ثلاث سنوات من الدعوة السرية للرسول

قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول الوحي؛ بالدعوة إلى الله سبحانه لقومه.

ولكنهم كانوا مشركين لا دين لهم إلا عبادة الأصنام والاوثان.

وكانوا يعبدونها مثل ما ألفوا من آبائهم، لا لاقتناعهم بها، وكانت لا أخلاق لهم، وكانت تأخذهم العزة بالإثم.

ولا سبيل لهم في حل المشاكل إلا بالسيف، وكانوا مع ذلك متصدرين للزعامة الدينية في جزيرة العرب.

ومحتلين مركزها الرئيسي، فقد كان من الحكمة في بداية الأمر، أن تكون الدعوة في بدء عمرها سرية.

وذلك حتى لا يفاجأ أهل مكة بما يهيجهم.

السابقون الأولون رضوان الله عليهم

قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله الواحد الأحد، فبدء بأقرب الناس إليه من أهل بيته وكذلك أصدقائه، فدعاهم إلى الإسلام.

ودعا إليه كل من رأى فيه الخير ممن يعرفهم ويعرفونه، ويعرفهم بحب الحق والخير، ويعرفونه بتحقيق الصدق والصلاح.

فكان في مقدمتهم زوجة النبي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، خير نساء العالمين، ومولاة زيد ابن حارثه.

وابن عمه علي بن أبي طالب، وكان هناك صبيان يعيشون في كفالة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وصديقه الحميم أبو بكر الصديق، فأسلم كل هؤلاء في أول يوم للدعوى إلى الاسلام.

وقد كان رجلاً محبباً سهلاً على خلق، ومعروف في قومه، وكان رجال قومه   يأتونه، ويعرفونه؛ لعلمه، وتجارته، وحسن مجالسته.

فأصبح يدعو بمن يثق فيهم من قومه، فأسلم بدعوته عثمان بن عفان، والزبير بن العوام.

وعبد الرحمن بن عوف، وسعد ابن أبي وقاص، وطلحه ابن عبد الله.

فكل هؤلاء النفر الذين سبقوا الناس للإسلام هم الرعيل الأول، وطليعة الإسلام.

والجدير بالذكر أن ستة من المبشرين بالجنة في ميزان حسنات أبي بكر الصديق.

ثم تلاها ولاء أبو عبيدة عامر بن الجراح من بني الحارث، وأبو سلمه بن عبد الله الأسد المخزومي، وامرأته أم سلمه.

والأرقم ابن أبي الأرقم المخزومي، وعثمان بن مظعون، واخوات قدامه أبو عبد الله.

وعبيده بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، وسعيد بن زيد، وامرأته، فاطمة بنت الخطاب، أخت عمر بن الخطاب.

وخباب ابن الأرض، وجعفر بن أبي طالب، وامرأته أسماء بنت عميس، وخالد بن سعيد بن العاص وامرأته أمينة بنت خلف.

ثم أخوه عمرو، وحاطب أبن الحارث الجمحي، وامرأته فاطمة، وأخوه الخطابة بن الحارث، وامرأته فكيهة، وأخوه، عمرو بن الحارث.

والمطلب أبن أظهر الزهري، وامرأته، ونعيم بن عبد الله النحام وافخاذ قريش.

 دعوة الرسول جهراً

عندما أصبحت الجماعة من المؤمنين تقوم على الأخوة والتعاون، وتتحمل عبء تبلغ الرسالة، وتمكينها.

نزل الوحي يكلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعلان دعوته، ومجابهة الباطل بالحسنى.

وأول ما نزل بهذا الصدد قوله تعالى:( وأنذر عشيرتك الأقربين) الشعراء الآية 214.

وتشتمل هذه السورة على ذكر المكذبين للرسل؛ من قوم نوح، وعاد، وثمود، وإبراهيم، ولوط، وأصحاب الأيكة.

ليعلم الذين سيقومون بالتجريب، عاقبة أمرهم، وما سيلقونه من مؤاخذة الله إن استمروا عليه.

وليعرف المؤمنون أن حسن العاقبة لهم، وليس للمكذبين.

اعتداءات قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم

صَعب على قريش بسبب غرستها وكبريائها ما كان يدعو إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

على الرغم من معرفته عندهم بحسن الخلق والأمانة والصدق، ولكنهم كانوا يؤذونه ويسخرون منه ويستهزؤون به.

وعلى الرغم من ذلك أنتشرت دعوته وسدد الله كلماته، وفتح الله القلوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم للاعتداءات، فكانت تأتيه السخرية، والاستهزاء، والتشويه، والتشويش.

وكان من الطبيعي أن يكون أولهم، وفي مقدمتهم، وعلى راسهم، أبو لهب.

إذ إنه كان أحد رؤوس بني هاشم، فلم يكن يخشى ما يخفيه الآخرون.

وكان عدوه اللدود للإسلام من أهله، فقد ناصب العداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم الأول.

كان أبو لهب قد تزوج ولديه، عتبه وعتيبة من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم.

وكان ذلك قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلما كانت بعثه، أمر أبا لهب ولديه بتطليقهما بعنف وشدة حتى تم طلاقهما.

ولما مات عبد الله الابن الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أستبشر أبو لهب.

وذهب للمشركين يبشرهم بأن محمد سار أبتراً، فنزل قول الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر}.

الرسول وبيعة العقبة الأولى والثانية

أسلم ستة نفر من أهل يثرب في موسم الحج سنه 11 من النبوة، ووعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبلاغ رسالته في قومه.

وكان من أثر ذلك أن جاءه في الموسم التالي لموسم الحج سنه 12 من النبوة 12 رجل.

ثم لقيهم رسول الله عند العقبة بمنا فبايعوه.

وروى البخاري عن بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم.

ولا تأتو ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفي منكم فأجره على الله.

وما أصابك من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا، فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيء ستره الله.

فأمره الى الله إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه) قال: فبايعنه.

مصعب بن عمير سفير البيعة الأولى

وبعد أن تمت البيعة، وانتهى موسم الحج، بعث النبي مع هؤلاء المبايعين أول سفير إلى يثرب.

ليعلم المسلمين فيها شرائع الإسلام، ويفقههم في الدين، ويقوم بنشر الإسلام بين الذين لم يزالوا على الشرك.

واختار لهذه المهمة شاب من شباب المسلمين من السابقين الأولين، وهو مصعب بن عمير رضي الله عنه وأرضاه.

بيعة العقبة الثانية

في موسم الحج في السنة 13 من النبوة، حضر لأداء مناسك الحج بضع وسبعون نفساً من المسلمين، من أهل يثرب.

وجاؤا ضمن حجاج قومهم من المشركين، وقد تساءل هؤلاء المسلمون فيما بينهم، وهم لم يزالوا في يثرب.

حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف، ويطرد في جبال مكة ويخاف؟

وبعد ذلك بعد اكتمال مجلسهم، بدأت المحادثات، لإبرام التحالف الديني والعسكري.

وهنا كان أول المتكلمين هو العباس بن عبد المطلب، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يتكلم بصراحة.

وبين لهم خطورة المسؤولية التي ستلقى على كواهلهم؛ نتيجة هذا التحالف.

وقال جابر (من الستة الذين بايعوه في بيعة العقبة الأولى) قل لنا يا رسول الله على ما نبايعك؟

قال على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في اليسر، وفي العسر.

وعلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعلى نصرة الله، وألا تأخذكم في الله لومة لائم.

وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم، وتمنعوني كما تمنعون منه أنفسكم، وأزواجكم، وابنائكم.

ولكم الجنة، ثم قال البراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يا رسول الله:

(إن بيننا وبين الرجال حبالاً، وإنا قاطعوها (اليهود)، فإن نحن فعلنا ذلك وأظهرك الله أترجع إلى قومك وتدعنا).

قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: (بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم).

اقرأ أيضا: سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

الفرق بين النبي والرسول

من حيث التعريف:

• النبي: هو شخص يبعثه الله تعالى لتبليغ دينه وتوجيه الناس ضمن إطار أمته. النبي يلتزم بتعاليم الدين الذي سبق وأُنزل على نبي قبله، ويقوم بتفسير وتطبيق الأحكام الدينية على الأفراد والجماعات في زمانه.
• الرسول: هو نبي يُبعث برسالة جديدة أو شريعة جديدة من الله تعالى لم يُسبق بها. الرسول يتلقى وحيًا جديدًا ويُرسَل لإصلاح الدين وتغيير بعض الأحكام أو إرسال رسالة إلى أناس أو أمة جديدة.

من حيث الوحي:

• النبي: قد يتلقى وحيًا ولكن ضمن حدود الدين السابق، أو يكون مهمته تكميلية في تفسير وتطبيق الدين الموجود.
• الرسول: يتلقى وحيًا جديدًا يشمل قوانين وأحكامًا جديدة، ويُرسَل لتغيير الدين السابق أو تقديم شريعة جديدة.

من حيث التشريع:

• النبي: يتبع الشريعة القائمة، ويعمل على توضيحها وتعليمها دون إضافة أو تعديل كبير.
• الرسول: يُسند إليه تقديم شريعة جديدة أو تعديل شامل في التشريع، ويكون مكلفًا بإعلان الأحكام الجديدة.

من حيث الرسالة:

• النبي: غالبًا ما يكون في إطار أمة أو قوم معينين، ويقوم بالدعوة والتوجيه في حدود هذه الأمة.
• الرسول: يُرسَل برسالة عامة إلى أمة أو قوم أو حتى البشرية جمعاء، وقد يكون له تأثير أوسع.

• عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فُضِّلْتُ على الأنبياء بست: أعطيتُ جوامع الكلم، ونُصِرْتُ بالرعب، وأُحِلَّت لي الغنائم، وجُعِلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأُرْسِلْتُ إلى الخَلق كافة، وخُتِمَ بي النبيون) رواه البخاري.
• عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي) رواه مسلم.
• عن أنس بن مالك رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي، قال: فشق ذلك على الناس، فقال: ولكن المبشرات، قالوا: يا رسول الله وما المبشرات؟، قال: رؤيا المسلم، وهي جزء من أجزاء النبوة) رواه الترمذي وصححه الألباني.
• عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتًا فأحْسَنه وأجمله، إلا موضِع لَبِنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويَعجَبون له، ويقولون: هلا وُضِعتْ هذه اللبنة! قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين) رواه البخاري.

أسئلة شائعة حول الرسول خاتم الأنبياء