تفسير ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم
تفسير ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، هو موضوعنا اليوم عبر موقع مقال maqall.net، فالقرآن الكريم يحتوي على عدد كبير جدا من السور، وكل سورة تحتوي على عدد كبير من الآيات القرآنية.
وهذه الآية موجهة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان ربنا عز وجل يرسل لرسوله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي بالآيات القرآنية، حتى يتعلم الرسول صلى الله عليه وسلم ويعلم أمته.
محتويات المقال
تفسير ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم
- بسم الله الرحمن الرحيم {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهود وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهمْ قلْ إِنَّ هدَى اللَّهِ هوَ الْهدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِير(ٍ120) سورة البقرة.
- سورة البقرة من أعظم سور القرآن الكريم، فهي سورة مكية.
- نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في مكة، وتعتبر هي قلب القرآن الكريم.
- بالإضافة إلي أنها تضم تفسير لمعظم الجوانب الحياتية وهذا يؤكد فضل سورة البقرة، وأهميتها البالغة.
- فجميع سور القرآن الكريم عظيمة، والقرآن الكريم شامل وكامل وحفظه الله وجمعه.
- وقد قام المفسرين بتفسير قول الله “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى”.
اقرأ أيضا: تفسير: فلا اقسم بمواقع النجوم
للأمام (الطبري)
- يقول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أمام النبيين وخاتمهم ليست اليهود يا محمد ولا النصارى راضية عنك أبدًا.
- فدع طلب ما يرضيهم عليك ويوافقهم بك، واسعى من أجل طلب رضا ربك فقط.
- بالإضافة إلى أنه ليس رضا النصارى واليهود في دعائك لهم إلى ما بعثك به اللَّه من الحق.
- فإن ما تدعوهم إليه من الإسلام لهو السبيل إلى الاتفاق فيه معك على الألفة والحب والدين القيم والقيم النبيلة.
- ولا سبيل لك لإرضائهم باتباع دينهم وملتهم وعقيدتهم، فاليهودِية ضد النصرانية.
- كذلك النصرانية ضد اليهودية، ولا يوجد شيء تجتمع عليه النصرانية واليهودية في شيء واحد أو في حال واحدة.
- وأيضا اليهود والنصارى لا يجتمعان أيهما أبدا مع الآخر مهما فعلت يا محمد صلى الله عليه وسلم.
- ولن يجتمعان على الرضا بك، إلا أن تصبح أنت الآخر أما يهوديا أو نصرانيا.
- كذلك يقول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أنه عز وجل يعلم أن هذا لا يكون من المصطفى صلى الله عليه وسلم أبدا.
- لأنه شخص واحد، ولن يجتمع أبدا فيك دينان في حال واحدة.
- كما أنه إذا لم يكن إلى اجتماعهما فيك في نفس الوقت الواحد سبيل، لم يكن لك إلى إرضاء النصارى واليهود سبيل أيضا.
- وطالما لم يكن لك إلى ذلك سبيل وأبته نفسك فالزم يا محمد صلى الله عليه وسلم هدى اللَّه الذي جمع الخلق للألفة عليه، واجعله سبيل لك، فإن هدى الله هو الهدى.
لابن جرير
- وقد فسر المفسر الكبير ابْن جرير الآية القرآنية ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهود وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهمْ﴾
- موضحا أنه لَيْسَتِ الْيَهود يَا محَمَّد صلى الله عليه وسلم وَلَا النَّصَارَى رَاضِيَةٍ عَنْكَ أَبَدًا، فَدَعْ طَلَبَ مَا يرْضِيهِمْ وَيوَافِقهمْ.
- وَأَقْبِلْ عَلَى طَلَبِ رِضَا اللَّهِ، فِي دعَائِهِمْ إِلَى مَا بَعَثَكَ اللَّه بِهِ مِنَ الْحَق.
- وأيضا َقَوْله تَعَالَى ﴿قلْ إِنَّ هدَى اللَّهِ هوَ الْهدَى﴾
- وهنا يخاطب الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويقول له (رب العزة ):
- “يَا محَمَّد إِنَّ هدَى اللَّهِ الذِي بَعَثَت بِهِ هوَ الْهدَى”، أي هوَ الدِّين الْمسْتَقِيم الحق الصَّحِيح الشَّامِل الكامل.
- كما قَالَ قَتَادَة عن قَوْلِ الله تعالي ﴿قلْ إِنَّ هدَى اللَّهِ هوَ الْهدَى﴾
- قَالَ إنها خصومَةٌ عَلَّمها اللَّه لمحَمَّدًا ﷺ وصحابته، من أجل أن يخَاصِمونَ بِهَا أَهْلَ الضَّلَالَةِ.
- وكذلك قد قَالَ قَتَادَة وَبَلَغَنَا أَنَّ الرَسولَ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقول:
- َلا تَزَال طَائِفَةٌ مِنْ أمَّتِي يَقْتَتِلونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، لَا يَضرّهمْ مَنْ خَالَفَهمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْر اللَّهِ.
كما يمكنكم التعرف على: تفسير وسبب نزول: لا إكراه في الدين
تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي
- قال الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسيره، لقد كان اليهود يدخلون على الرسول صلى الله عليه وسلم مدخل لؤم ومكر وكيد.
- فيقولون له هادنا الى كتابنا، أي قل لنا ما في التوراة حتى نعرف إذا كنا نتبعك ونتبع دينك أم لا.
- أيضا يريد الله جل وعلا أن يقطع على المشركين واليهود أي سبيل من سبل الكيد والمكر بالرسول صلى الله عليه وسلم.
- بأنه لا اليهود ولا النصارى يتبعونك ولكن هم يريدون أن تتبع أنت ملتهم أيضا.
- كما أن محمدا صلى الله عليه وسلم يريد أن يكونوا معه وهم أيضا يطمعون أن يكون هو معهم.
- فقد قال الله جل وعلا {وَلَنْ ترضي عَنكَ اليهود وَلاَ النصارى حتى تَتَّبِعَ مِلَّتَهمْ}.
- ومن الواضح هنا تكرار النفي وهذا من أجل أن نفهم أن رضا اليهود ليس له علاقة برضا النصارى.
- وكذلك إذا قال الله عز وجل ولن ترضى عنك اليهود والنصارى بدون ذكر حرف لا لكان المعنى من ذلك أنهم مجتمعين على رضا واحد فقط.
- وأيضا الدليل على ذلك قول الله تعالى:
- (وقالَتِ اليهود لَيْسَتِ النصارى على شَيْءٍ وَقَالَتِ النصارى لَيْسَتِ اليهود على شيء) [البقرة 113].
- فلا يصح القول فلن ترضى عنك اليهود والنصارى، والله عز وجل سبحانه وتعالى يقول لن ترضى عنك اليهود ولن ترضى عنك النصارى.
- أيضا لو أنك صادفت رضا اليهود فلن تصادف رضى النصارى عنك.
- وإنك إن صادفت رضا النصارى عليك فلن تصادف رضى اليهود عنك.
- أيضا يقول الله سبحانه وتعالى {حتى تَتَّبِعَ مِلَّتَهمْ}.
- والملة هنا هي الدين، والسبب في تسميتها بالملة هو أنك تميل إليها حتى وإن كانت باطلا.
- كما يقول الله سبحانه وتعالى:
- (ولاَ أَنتمْ عَابِدونَ مَآ أَعْبد وَلاَ أنا عَابِدٌ مَّا عَبَدتّمْ وَلاَ أَنتمْ عَابِدونَ مَآ أَعْبد لَكمْ دِينكمْ وَلِيَ دِين) سورة الكافرون.
كما يمكنكم الاطلاع على: تفسير: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
تفسير الجلالين:
“لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملَّتهم. قل: إن هدى الله هو الهدى، ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم، ما لك من الله من وليٍّ ولا نصير.”
تفسير السعدي:
الله يخبر نبيه أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنه إلا إذا اتبع دينهم. ويأمره أن يرد عليهم بأن الإسلام هو الطريق الصحيح، وأنه إذا اتبع أهواءهم بعد ما جاءه من العلم، فلن يجد من الله حماية أو مساعدة.
تفسير البغوي:
الآية تشير إلى أن اليهود والنصارى كانوا يطمعون في أن يتبع النبي دينهم، وعندما تحول القبلة من قبلتهم إلى الكعبة، فقدوا الأمل في أن يتبعهم. لذا، أنزل الله هذه الآية لتوضح أن رضاهم مستحيل إلا بالتحول عن الإسلام.
التفسير الوسيط:
الآية توضح أن أهل الكتاب لن يرضوا عن النبي محمد إلا إذا تبع ملتهم. ومع ذلك، يجب أن يتبع النبي صلى الله عليه وسلم هدى الله الذي هو الهدى الحق، وألا يتبع أهواءهم، لأن ذلك سيجلب عليه عدم الحماية من الله.
تفسير ابن كثير:
الآية توضح أن اليهود والنصارى لن يرضوا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا إذا اتبعوا دينهم، وأمر النبي بأن يرد عليهم بأن هدى الله هو الهدى الحقيقي، وأنه إذا اتبع أهواءهم بعد ما جاءه من العلم، فلن يجد من الله وليًّا أو نصيرًا.
تفسير القرطبي:
الآية تبين أن أهل الكتاب لا يرضون عن النبي إلا إذا تبع ملتهم. وتوضح أن ما يطلبونه ليس له علاقة بالإيمان بل هو مجرد مسعى لإقناع النبي بترك الإسلام. وينبه القرآن إلى أنه إذا اتبع النبي أهواءهم بعد أن جاءه من العلم، فلن يجد من الله حماية أو دعم.