تفسير: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا
تفسير: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا، آية كريمة ورد ذكرها في سورة الحج، فقد كلف الله نبيه إبراهيم، بأن ينادي على الناس ويدعوهم للحج في بيت الله الحرام بعد الانتهاء من بنائه فلما أراد الله ذلك وكلف به نبيه، وما هي فوائد الحج وما تفسير الآية، ذلك ما سيتم توضيحه.
محتويات المقال
تفسير: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا
(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، ما هو تفسير تلك الآية الكريمة، ذلك ما سيتم توضيحه فيما يلي:
- أبلغ الله النبي إبراهيم عليه السلام، بأن يبلغ الناس بمدي أهمية الحج وثماره للناس.
- وإنه فرض عليهم، فيجب تلبية النداء، وطمئنه إنه بمجرد أن يقوم بالنداء، سيهرع.
- له الناس سائرين شوقاً على أقدامهم، أو سيصلون لبيت الله الحرام على ناقة هزيلة.
- إذا كانوا قادمين من مسافة بعيدة طويلة، فسيأتي مختلف الناس من مختلف الأماكن.
- وذكر في شرح تلك الآية، أن نبي الله إبراهيم تعجب وسأل الله كيف سينادي الناس.
- بصوته فقط فلن يسمعوا، فقال له الله عز وجل، قم أنت بالنداء وسنبلغهم نحن.
- وبالفعل نفذ إبراهيم كلام الله تعالي، وصعد وقام بالنداء، يا أيها الناس، إن ربكم قد.
- اتخذ بيتاَ فحجوه، وتواضعت الجبال حتى عم الصوت ووصل لأنحاء الأرض.
- وسمعه الأرحام، والأصلاب، والحجر، والشجر، ورددوا جميعاً، لبيك الله لبيك.
- أما تفسير باقي الآية الكريمة أختلف فيه العلماء وهي، (يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ).
- وذلك بسبب تقديم الله تعالي للمشي على الركوب، ظن الفقهاء بذلك إن تلك رغبة الله.
- في طريقة القيام بالحج، فالتقديم هنا يشير لرفعة شأن الحج ماشياً على الحج راكباً.
- ولكن رأي الفريق المعارض من الفقهاء عكس ذلك، فكيف سيكون الحج سائراً.
- أفضل من الحج راكباً، وقد حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب.
شاهد أيضًا: تفسير: ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله
تفسير الوسيط
تم تفسير تلك الآية الكريمة في العديد من كتب التفسيرات ولكبار علماء التفاسير، وسيتم ذكر معاني مفرداتها، وتفسيرها من خلال التفسير الوسيط، فيما يلي:
- طلب الله تعالي من نبيه، أن يأذن الناس بالحج لبيته الحرام، في قوله تعالي.
- (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).
- ورجالا هنا بمعني سائرين على أرجلهم، أما الضامر، فهو البعير الهزيل النحيف.
- من سفره الطويل، والفعل منه هو ضمر، أما في قوله، (يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).
- هي جمع بدلالة المعني، وصفة من كلمة كل، ومعنى كلمة الفج الحرفي هو.
- الفجوة بين جبلين في طريق واسع، ولكن جاءت هنا بمعني الطريق بشكل عام.
- والعميق يقصد به البعيد، ومجمل تفسير الآية بعد تفسير معانيها الفردية.
- أبلغ يا إبراهيم الناس بالحج وفريضته، وسيأتون لك سائرين على أرجلهم مسرعين.
- أو يأتون لك على الدواب الهزيلة النحيفة راكبين من كل الأماكن البعيدة.
تفسير ابن كثير
الإمام عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير، أشهر وأهم من كتب في كتب التفسيرات الدينية، ولذلك سيتم تقدير تفسيره لتلك الآية في سورة الحج كما يلي:
- يقول تعالي، (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ)، قم بالنداء على الناس وأدعوهم للحج.
- في بيت الله الحرام الذي انتهينا من بنائه، سأله نبي الله إبراهيم عليه السلام.
- كيف يصل صوتي الناس لا يصلهم، فقال له، ناد وعلينا البلاغ، فصعد مقامه.
- ونادي وبلغ الصوت الأرض جميعا عندما تواضعت وانحنت له الجبال لتصل.
- ندائه لكل ما في الكون حتى الحجر، وأصبحوا يرددون، لبيك الله لبيك.
- وذكر ابن كثير إن تلك الرواية مضمونها أخذ من، عن ابن عباس، وعكرمة.
- وسعيد بن جبير، ومجاهد، والعديد من السلف، والله على ذلك أعلم.
- أما المقصود في قوله، يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ، فيها علل العلماء فائدة الحج.
- سائراً وميزوها عن الركوب في الحج، وذلك فقط، لان الله تعالي قدمها في ذكره.
- واعتبروا إنها دليل قوة وعزيمة لمن يحج كذلك، ولكن تم الاختلاف ورأي الأكثرون.
- أن الركوب في الحج أفضل، وذلك قدوة برسول الله صلي الله عليه وسلم.
- فهو قد حج وهو في كامل شدته وهو راكباً، أما قوله تعالي، (يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).
- بمعني سيأتون من كل طريق بعيد، وأكد على ذلك في سورة الأنبياء في قوله تعالي.
- (وجعلنا فيها فجاجا سبلا)، وذكر ذلك عن مجاهد والسدي وقتادة والثوري وغيرهم.
- وتلك الآية تأييداً لدعوة نبي الله إبراهيم عندما قال في سورة إبراهيم الآية أل 37.
- (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم)، وبالفعل ذلك ما يتم الآن، فلا يوجد مسلم.
- على الأرض لا يشتاق، ويريد بشدة أن يطوف ويزور الكعبة من مختلف الأماكن البعيدة.
شاهد أيضًا: تفسير: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا
التفسير الميسر:
- الله يأمر إبراهيم عليه السلام بأن يُعلن في الناس بوجوب الحج. سيأتونه بأشكال مختلفة: بعضهم مشاةً على أرجلهم، وبعضهم على الإبل الضامرة (الإبل التي خف لحمها بسبب السفر الطويل). الغاية من الحج هي تحصيل منافع دنيوية وأخروية، كمغفرة الذنوب، الأجر، التجارة، وذكر الله عند ذبح الأنعام في الأيام المخصصة. الله يأمرهم أيضًا بأن يأكلوا من الأضاحي ويطعموا الفقراء.
المختصر في التفسير:
- يأمر الله إبراهيم عليه السلام بدعوة الناس إلى الحج. استجاب الناس من مختلف الأنحاء، مشاةً أو ركبانًا على الإبل التي أنهكتها الأسفار الطويلة، قاصدين البيت الحرام.
تفسير الجلالين:
- نادى إبراهيم عليه السلام الناس من على جبل أبي قبيس بأن الله أمرهم بالحج إلى البيت الحرام، فسمع نداءه كل من كان سيحج، وردوا “لبيك اللهم لبيك”. سيأتون مشاةً أو على الإبل الضعيفة التي أنهكتها الأسفار الطويلة.
تفسير السعدي:
- الله يأمر إبراهيم عليه السلام بأن يدعو الناس إلى الحج، وسيأتون مشاةً أو على الإبل الضامرة، من أماكن بعيدة. إبراهيم ومحمد عليهما السلام قاما بهذه الدعوة، واستجاب الناس من كل أنحاء الأرض.
تفسير البغوي:
- الله أمر إبراهيم أن يدعو الناس للحج، فتساءل إبراهيم كيف سيبلغ صوته الجميع؟ فأجابه الله أن عليه الأذان، وعلى الله التبليغ. فصعد إبراهيم جبلًا ونداءه سمعه من كتب الله لهم الحج من صلب آبائهم، وردوا “لبيك اللهم لبيك”. هذا التفسير يذكر أيضًا حديثًا عن أن النبي صلى الله عليه وسلم كرر دعوة الناس للحج في حجة الوداع.
تفسير القرطبي:
- إبراهيم عليه السلام بعد أن أتم بناء البيت الحرام، نادى في الناس بالحج، وأجاب نداءه كل من سيحج في المستقبل من أصلاب الرجال وأرحام النساء. وأتت الناس من جميع الأنحاء، مشاةً أو على الإبل الضامرة، قاصدين البيت الحرام.
سورة الحج آية وأذن في الناس
هي سورة مدنية، ماعدا الآيات أل 52 وأل 55 تم نزولهم بين مكة والمدينة، ولا تتحدث فقط عن الحج، سيتم تناول المعلومات عنها فيما يلي:
- عدد آيات تلك السورة الكريمة، ثمانية وسبعون آية، تلي سورة النور في نزولها.
- تم تسميتها بالحج بسبب، الآية السابعة والعشرون بها، وهي دعوة نبي الله.
- إبراهيم عليه السلام، للناس بالحج، وفرضيته وأهميته وفوائده وذلك بعد أن.
- تم الانتهاء من بيت الله الحرام، بالإضافة للحج تم ذكر العديد من الأمور بها.
- كيوم القيامة والبعث وعذاب المشركين بالله، ومراحل خلق الإنسان.
- والجهاد ضد الكفار وجواز الحرب ضدهم، وتم فرض الحج بها كعبادة.
- يقال إن لتلك السورة أهمية كبيرة للزواج، فلو تم قراءتها 7 مرات وتم الدعوة.
- بما يريده الشخص، فسيسهل الله دعوته، وسوف يرزق ذلك الشخص بالخير.
- وذكر أن السجدتان فيها، تيسر من أمر الدعاء والله يجيبه بإذنه تعالي.
- وقيل أيضاً، إنها تفيد في الزواج من شخص بعينه، وذلك إذا تم قراءتها.
- لمدة ثلاث أيام في فترة المغرب، فيسهل الله أمر المطلقة والعزباء.
- ويجب أيضاً للاستجابة وتيسير الدعاء، على الفتاة أو الشاب أن يقضي.
- ركعتين بنية القضاء، وبعد أن يسلم وينتهي من صلاته، وهو في اتجاه القبلة.
- يقوم بالصلاة على النبي ثلاث مرات، ويقرأ سورة طه قبل نومه ثلاث مرات وسورة.
- الحج ثلاث مرات، ويقوم بدعاء الاستغفار، وإذا كانت نيته خالصة، سيستجيب له الله.
فوائد قوله تعالى من سورة الحج وأذن في الناس
لتلك الآية العديد من الفوائد، وفى تفسيراتها نري الكثير مما يستقيده المسلم ويجب أن يأخذ به ويطبقه، وسيتم ذكر أهم تلك الفوائد والعظة فيما يلي:
- الأخذ بالأسباب، فقد كلف الله إبراهيم عليه السلام بمناداة الناس للحج.
- بالرغم من قدرته على فعل ذلك بسهولة، وظن إبراهيم إن صوته لن يصل.
- ولكن عندما توكل على الله وترك ظنه بعدم قدرته وضعفه، وصل صوته للجميع.
- ذكر الحج في الآية بكل الطرق، المشي أو الركوب، وترك لعباده الاختيار المهم.
- هو الوصول والقيام بالحج وإخلاص النية لذلك، فكلاهما بأجر وثواب للمسلم.
- إذا صدقت الرغبة والحنين للحج، فلن يمنعه مشقة طريق، أو وسيلة سفر ضعيفة.
- طلب الله من الناس الحج لفوائده العديدة، فهو يعتبر جهاد في سبيل الله.
- وإذا قبل حج المسلم، فسينال المسلم الجنة، وسيتم غفر كل ذنوبه والحج مبروراً.
- وذلك في قوله تعالي، (مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ).
- من فوائد الحج، منع الفقر على المسلم، وذلك عند إكثار المسلم من الحج والعمرة.
شاهد أيضًا: تفسير: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه