تفسير: والله يدعو إلى دار السلام
تفسير: والله يدعو إلى دار السلام من حيث المعنى والموضع يعد من أدق التفاسير التي تم شرحها عبر العديد من العلماء والفقهاء أيضًا.
هذا وتجد في كافة كلمات القرآن الكريم وحروفه مقصد وهدف قد أراده الله عز وجل سواء كان لهداية عباده أو لوعيد المشركين بما سيحل بهم من أهوال وغير ذلك من أهداف.
يمكنك التعرف على تفسير تلك الكلمات ومعناها وما يدور حولها من عِبر فقط من خلال متابعة موقعنا.
محتويات المقال
تفسير: والله يدعو إلى دار السلام
جاءت تلك الكلمات في الآية رقم 25 من سورة يونس، وقد ذكر الله عز وجل في الآية السابقة لها وصف الدنيا وما يجمعه الإنسان فيها من خيرات بأمر الله.
ثم بقدرة الله أيضًا يتم فناء كل ذلك، ثم تم ذكر دعوة الله تعالى العامة لجميع خلقه إلى دار السلام.
وهنا يتجلى تفسير: والله يدعو إلى دار السلام في قول الحسن وقتادة أن السلام هي أحد أسماء الله عز وجل.
وبذلك فرب العالمين يدعو عباده إلى داره هو أي الجنة، هذا وقد سميت بدار السلام لأنه كل من دخلها قد سلم من كل شر وضرر.
كما تم استكمال الآية بقوله تعالى: «ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم» والتي تمنحنا دلالة هامة على تأكيد الله عز وجل بأن الدعوة لدخول الجنة متاحة لكافة خلقه.
ولكن الهداية بيد الله عز وجل وحده، فهو يهدي من أراد هدايته فقط في طريق الحق والهدى.
شاهد أيضًا: فضل سورة النساء
تفسير الوسيط
- معنى دار السلام: تشير إلى الجنة، حيث يسلم أهلها من كل ألم وآفة. سُمّيت بهذا الاسم لأنها دار السلام، أو لتحية أهلها بالسلام، أو لتعظيم الله.
- دعوة الله: الله يدعو الناس إلى الإيمان الذي يُوصلهم إلى الجنة، بينما الشيطان يدعوهم إلى إيثار متاع الدنيا.
- الهداية: الله يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم، وهو الدين الحق الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
تفسير القرطبي
- دعوة الله: الله يدعو إلى دار السلام (الجنة)، مُشيرًا إلى أهمية الطاعة لله وليس جمع متاع الدنيا.
- السلام: الجنة سُمّيت دار السلام لأن من يدخلها يسلم من الآفات. السلام أيضًا من أسماء الله.
- الهداية: الله يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم، والذي يُفسر بأنه كتاب الله، الإسلام، الحق، أو الرسول محمد وصحابته.
- رد على القدرية: الآية توضح أن الهداية خاصة بمن يشاء الله، مما يتعارض مع فكر القدرية الذي يقول إن الله هدى الجميع.
إعراب والله يدعو إلى دار السلام
كما تجد في إعراب تلك الكلمات ما يمنحنا دلالة على معطيات ذلك المعنى وتفسير كلماته، لذا بعد التعرف على تفسير: والله يدعو إلى دار السلام، يمكنك أيضًا معرفة إعراب تلك الكلمات كالتالي:
- و: الواو هنا واو استئنافية.
- الله: لفظ الجلالة، مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- يدعو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو ويقصد به الله، والجملة الفعلية من فعل وفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.
- إلى: حرف جر مبني لا إعراب له.
- دار: اسم مجرور بإلى وعلامة جره الكسرة.
- السلام: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
- و: حرف عطف مبني لا إعراب له.
- يهدي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، يعود على لفظ الجلالة الله.
- من: اسم موصول مبني على السكون، في محل نصب مفعول به للفاعل يهدي.
- يشاء: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، يعود على لفظ الجلالة الله.
- إلى: حرف جر مبني لا إعراب له.
- صراط: اسم مجرور بإلى وعلامة جره الكسرة
- مستقيم: نعت مجرور وعلامة جره الكسرة.
المعنى اللغوي لكلمات والله يدعو إلى دار السلام
إلى جانب تفسير: والله يدعو إلى دار السلام وإعرابه، يمكنك التطرق أيضًا إلى المعنى اللغوي لتلك الكلمات، وهي كالتالي:
- والله يدعو إلى: أي أن المولى عز وجل يفتح أبواب الدعوة إلى دار السلام.
- دار: وتحمل تلك الكلمة أكثر من معنى ومن ذلك:
- دار يقصد بها البناء ذات الساحة التي تتوسطه.
- كما يقصد بها دائرة حياة الناس.
- السلام: تشير كلمة السلام هنا إلى أكثر من معنى:
- المصالحة والسلمية.
- نوع من أنواع الشجر.
- اسم من أسماء الله الحسنى.
- وتأتي دار السلام معًا لتحقق الإشارة إلى جنة الله عز وجل.
- وقيل سميت بدار السلام لكونها منبع السّلم، كما اتجه آخرون لذكر الجنة بدار السلام لأن تحية أهلها فيها السلام.
- كما قيل أن سبب ذكر ذلك الاسم أنها ذكرت باسم من أسماء الله الحسنى لأنها داره عز وجل.
والله يدعو إلى دار السلام في سورة يونس
بعد التعرف على تفسير: والله يدعو إلى دار السلام في سورة يوسف، يمكنك التعرف على موضع تلك السورة ضمن سور القرآن الكريم ومن ذلك:
- سورة يونس هي سورة مكية.
- تحتوي تلك السورة على العديد من قصص الأنبياء، والتي من أبرزها قصة سيدنا يونس عليه السلام، كما تحوي العديد من العبر والعظات لكافة الخلق.
- نزلت بعد سورة الإسراء وقبل سورة هود.
- توجد في المصحف برقم السورة العاشرة.
- تقع في الجزء الحادي عشر.
- عدد آياتها مائة وتسع آية.
اقرأ أيضًا: فضل سورة الرحمن
المضمون العام لسورة يونس
من المؤكد أن لآيات القرآن الكريم مضمون وفحوى مقصود، فهو تنزيل رب العالمين، وبعد التعرف على تفسير: والله يدعو إلى دار السلام، يمكنك أيضًا معرفة هدف تلك الكلمات وهي كالتالي:
- التأمل في ملكوت المولى عز وجل، وخلقه للكون وما به من معجزات.
- رسوخ العقيدة في نفوس المسلمين وتوحيد الله عز وجل.
- العظة من السابقين الذين أخذهم عذاب الله سبحانه وتعالى.
- تذكير بأن الدنيا دار الفناء، ولا داعي الاكتراث بها.
- تأكيد على أن الآخرة هي دار الحق والسلام، ويجب أن نفعل ما في وسعنا من أجل الفوز بجنة الرحمن.
سبب نزول سورة يونس
لكل سورة من سور القرآن الكريم سبب وهدف في نزولها على المصطفى صلوات الله عليه، ولعل أبرز أسباب نزول تلك السورة ما يلي:
- عندما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم إتمام رسالته والدعوة إلى الإسلام بقوة وصراحة.
- فقد عانى من الكفار ومما لحقوا به من مكائد واستهزاء.
- وصف الدنيا بالفناء واللهو، وأن الآخرة هي دار البقاء السلمي لمن يتبع الدعوة المحمدية.
- حيث جاء بها ترهيب المشركين مما سوف يحل لهم من عذاب جراء ذلك الاستهزاء.
- سميت بسورة يونس لأنها ذكرت في إحدى القصص التي تحملها اسم سيدنا يونس عليه السلام.
فضل سورة يونس لابن الباز
لسورة يونس العديد من الفضائل والنتائج التي تعود بالنفع على المسلم، وهي في ذلك مثلها مثل باقي السور والآيات القرآنية أيضًا، ومن أبرز تلك الفضائل ما يلي:
- ذكر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم أنها من السبع الطوال.
- وقال صلى الله عليه وسلم:« إنها من سبع فترات طويلة.
- والمثابرة على قراءتها بزيد أجر العبد ويرفع مكانته.
- قال العلامة بن الباز أن قراءة سورة يونس لها فضل كبير على زيادة تقوى وورع المسلم.
- كما ذكر بن الباز أن قراءة هذه السورة يؤدي إلى زوال الهم والغم والرضا بما كتبه الله.
- تساعدك على التدبر في خلق الله والتأمل في فضل الله على المسلمين في الدنيا والآخرة.
- مليئة بالقصص والعظات التي تساعد على العظة مما حل بمن كفر بالله ورفض عبادته.
- تؤكد تلك السورة على نقطة في غاية الأهمية، ألا وهي أن عبادة الله عز وجل تعد من أجل الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها.
- خاصة إذا كانت خالية من الرياء والتبجيل في الشخص الذي يعبد الله جل جلاله.
شاهد من هنا: فضل سورة الذاريات
التفسير الإجمالي لآية: “وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ”
تشير الآية إلى دعوة الله للناس إلى الجنة، التي هي دار السلام، حيث يسلم أهلها من كل آفة وألم. كما تُبرز الفارق بين دعوة الله التي تدعو إلى الطاعة والإيمان، والدعوات الأخرى التي تشجع على إيثار متاع الحياة الدنيا.
التفسير التحليلي لآية: “وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ”
- دعوة الله: تشير إلى رغبة الله في أن يدخل عباده الجنة، حيث يتمتعون بالسلام والسكينة.
- دار السلام: يُعبر عنها بأنها المكان الذي ينجو فيه الناس من جميع المآسي، ويُعتبر مصدر الأمان.
- الهداية: يشير إلى قدرة الله على هداية من يشاء إلى الصراط المستقيم، الذي هو الدين الحق المفضي إلى رضوان الله.
- الفارق مع دعوات الشيطان: تُقارن دعوة الله بدعوة الشيطان التي تُغري الناس بمتاع الحياة الدنيا.
ما ترشدنا إليه آية: “وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ”
- ضرورة الإيمان: تدعو الآية إلى أهمية الإيمان والطاعة لله للوصول إلى الجنة.
- تحذير من الغفلة: تُحذر من الانغماس في زينة الدنيا على حساب الآخرة.
- عظم رحمة الله: تُظهر رحمة الله في دعوته للناس للعودة إليه وطلب النجاة.
- أهمية السعي للطاعة: تشجع على السعي نحو الأعمال الصالحة التي تُدخل الإنسان الجنة.