تفسير: وأذن في الناس بالحج
تفسير: وأذن في الناس بالحج، موقع مقال دوت كوم maqall.net يحدثكم اليوم عنه،الحج من أعظم الشعائر الدينية الإسلامية، وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم مكافئًا للجهاد في سبيل الله فما معنى الأذان به وما تفسير: وأذن في الناس بالحج؟
محتويات المقال
سورة الحج قوله تعالى وأذن في الناس بالحج
- قال الله سبحانه وتعالى “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”
- وتقع هذه الآية في الجزء 17 من القرآن الكريم في سورة اسمها ينبئك بموضوعها وهي سورة الحج.
- وتقع هذه الآية رقم 27 من سورة الحج وتوجد في منتصف السورة تقريبًا.
اقرأ أيضا: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها تفسير ابن كثير
سبب نزول آية: وأذن في الناس بالحج
- ترجع قصة هذه الآية إلى عهد سيدنا إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام لما أمره الله عز وجل برفع قواعد البيت.
- حيث قال تعالى “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” البقرة 127.
- ولما رفع قواعد البيت العتيق وأتم بناءه جاءه الأمر من الله تعالى بمناداة الناس ليحجوا.
- حيث جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال “لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قيل له أذّن في الناس بالحج، قال يا ربي وما يبلغ صوتي؟ قال الله سبحانه وتعالى أذّن وعليّ البلاغ” ذكره ابن حجر في المطالب العلية.
- وفي هذا الأثر أهمية الأخذ بالأسباب وإن كانت ضعيفة فالعبد يأخذ بالأسباب المتاحة والله سبحانه كفيل بتيسير كل الأمور.
- كما تتجلى هذه الأهمية أكثر في تفسير: وأذن في الناس بالحج وعلاقتها بما قبلها وما بعدها.
مناسبة وأذن في الناس بالحج لما قبلها
- سبقت هذه الآية بقوله تعالى “وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ” الحج 26.
- وهذه الآية تحكي بداية القصة بأمر إبراهيم بمعونة إسماعيل أن يضعوا قواعد البيت.
- ثم جاء التسلسل الطبيعي فبعد وضع القواعد والبناء جاء التطهير والتنظيف ثم جاء وقت النداء ودعوة الناس لهذا المكان المبارك.
- وذلك ليؤدوا فريضة من أجلّ الفرائض وأعظمها عند الله تعالى وهي الحج.
كما يمكنكم التعرف على: تفسير: ولسوف يعطيك ربك فترضى
مناسبة الآية لما بعدها
- جاءت تكملة الآية بعد الأمر بالأذان بقوله “يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ” الحج 27.
- حيث جاءت التكملة في معرض جواب الطلب “يأتوك” أي أذن يا إبراهيم فبمجرد أذانك سيأتون بأمر الله.
- وقوله “رجالًا” أي على أرجلهم يمشون وذلك فيمن لا يملك دابة توصله وقد كان الناس في القديم يحجون على أقدامهم.
- وقوله “على كل ضامر” أي كما أن بعض الناس سيلبون النداء ماشين على أرجلهم فهناك من يملك دابة توصله.
- وفي ذلك تسلية لنبي الله إبراهيم أن نداءه سيستجاب من الجميع بشرا وشجرا وحجرا فمن البشر الماشي ومنهم الراكب.
فوائد من تفسير: وأذن في الناس بالحج
الفائدة الأولى
- أن من يلبي أمر الله يجد الثمرة سريعا فلما قال تعالى “وأذن” فاستجاب إبراهيم عليه السلام.
- جاءته الثمرة “يأتوك” فلم يقل سيأتوك أو ثم يأتوك بل يأتوك بدون فصل دليلا على سرعة الاستجابة.
الفائدة الثانية
- أن من يأخذ بالأسباب يوفقه الله، فلا يبارك الله للمتواكلين أما التوكل فمقرون باستنفاذ الأسباب المتاحة.
الفائدة الثالثة
- عظم عبادة الحج عند الله فقد أمر إبراهيم عليه السلام بنداء أهل الأرض جميعا لأداء هذه العبادة.
الفائدة الرابعة
- من قوله “في الناس” أن الداعية إلى الله لابد أن يتواجد وسط الناس وليس في ارتفاع عنهم.
- بل يحيا حياتهم ويكون قدوة لهم في حياته الدينية والدنيوية كذلك فإذا أمرهم بأمر وجدوه أول الفاعلين.
- وإن نهاهم عن فعل وجدوه أول المنتهين المتجنبين وذلك يؤدي لتأثيره الكبير عليهم واستجابتهم لدعوته.
الفائدة الخامسة
- أهمية استنفاذ الطرق في الوصول للخير فلتلبية أوامر الله قد نضطر للسير في طريق شاق.
- لكن مشقة الطريق تهون بتذكر لذة النهاية في جنة النعيم إن شاء الله تعالى.
الفائدة السادسة
- حب الخير للغير فإذا سمع الإنسان مناديا لشيء صالح فلا يبخل على أخيه فينتفع وينفع.
- فالدال على خير كالفاعل له والإنسان أحوج لحسنة تنجيه يوم القيامة من الأهوال والعذاب.
كما يمكنكم الاطلاع على: تفسير: ونزعنا ما في صدورهم من غل
تفسير: وأذن في الناس بالحج
- قوله تعالى “وأذن” علمنا أن المأمور هو نبي الله إبراهيم عليه السلام والأمر هنا له بالنداء على أهل الأرض جميعا.
- ومعلوم أن معنى الأذان في اللغة العربية راجع إلى النداء والمناداة وهذا يختلف عن الأذان في الشريعة الإسلامية.
- والذي يقصد به النداء للصلوات المكتوبات بألفاظ مخصوصة، فكان الأذان هنا بمعنى النداء.
- وقد يتساءل القارئ لتفسير: وأذن في الناس بالحج كيف سينادي إبراهيم عليه السلام على أهل الأرض جميعا.
- حيث أنه ليس هناك مكبرات ولا بث وقتها لكن المقصد هو مجرد تنفيذ الأمر دون عنت ومشقة.
- فهو اختبار لنبي الله إبراهيم بالطاعة لربه سبحانه كما اختبره بذبح ابنه إسماعيل من قبل.
- فمتى ما استجاب للأمر ونفذه جعله الله بقدرته النافذة حاصلا ومؤثرا لا بذاته وإنما بقدر الله.
- وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وغير واحد من السلف أن إبراهيم عليه السلام قام من مقامه، ونادى في الناس قائلاً يا أيها الناس! إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجُّوه.
- فيقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع من في الأرحام والأصلاب، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة لبيك اللهم لبيك.
- وقوله تعالى “في الناس” هم أهل الأرض جميعا كما ذكرنا، وذلك أن (أل) التعريف في كلمة الناس هي للعموم.
- وقوله تعالى “بالحج” أي نادهم يا إبراهيم ليؤدوا فريضة الله عليهم وهي الحج أداء لبعض حقه وشكرا على فيض نعمائه سبحانه.
التفسير الميسر:
- أذن إبراهيم في الناس بوجوب الحج عليهم. سيأتون إليك مشاة وركبانا على كل ضامر من الإبل، من كل طريق بعيد.
- سيحضرون لمنافع لهم مثل مغفرة الذنوب وثواب الطاعة. عليهم أن يذكروا اسم الله عند ذبح القرابين في أيام معينة (عاشوراء وثلاثة أيام بعده) ويُستحب لهم أن يأكلوا منها ويُطعموا الفقراء.
المختصر في التفسير:
- المعنى: نادى إبراهيم في الناس داعيًا إياهم للحج، وسيأتون إليك مشاة أو ركبانًا على كل بعير مهزول، عبر طرق بعيدة.
تفسير الجلالين:
- المعنى: أذن إبراهيم في الناس بالحج على جبل أبي قبيس، مشيرا إلى أن الله أمرهم بذلك. سيأتون إليك مشاة وركبانا على كل بعير مهزول من كل طريق بعيد.
تفسير السعدي:
- المعنى: أذن إبراهيم في الناس بالحج وأعلمهم بفضيلته. سيأتون إليك مشاة وركبانا على دوابهم المهزولة، من كل بلد بعيد.
تفسير البغوي:
- المعنى: أذن إبراهيم في الناس، قال إنه صعد على جبل ونادى بالحج. سيأتي إليك الناس مشاة وركبانا، وتأتيهم الإبل من كل طريق بعيد.
التفسير الوسيط:
- المعنى: أمر الله إبراهيم بالأذان للحج، وسيأتي الناس مشاة وراكبين على دوابهم المهزولة من كل مكان بعيد. الصوت بلغ أرجاء الأرض واستجاب له كل من كتب الله له الحج.
تفسير ابن كثير:
- المعنى: أذن إبراهيم في الناس بالحج، فقال إن ربكم بنى بيتًا فحجوه. أجابه كل من سمع صوته من الناس والأشياء، وسيأتون مشاة وراكبين من كل الطرق البعيدة.
تفسير القرطبي:
- المعنى: أذن إبراهيم بالحج عندما فرغ من بناء البيت. سيأتي الناس مشاة وركبانا. الخطاب قد يكون لإبراهيم أو للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن هناك روايات مختلفة عن هذا الأذان.
التفسير الإجمالي للآية
الآية 27 من سورة الحج تتحدث عن أذان إبراهيم عليه السلام في الناس للحج، حيث أمره الله أن يدعو الناس للحج إلى البيت الحرام. وستكون استجابة الناس متنوعة، إذ سيأتون مشاة أو على ظهور الدواب من كل مكان بعيد. وتظهر الآية مكانة الحج كعبادة عظيمة وركيزة من ركائز الإسلام.
التفسير التحليلي للآية
- أذان إبراهيم: تشير الآية إلى دعوة إبراهيم للحج، وهو ما يعتبر من أعظم المناسك الإسلامية. الأذان هنا لا يقتصر على الصوت، بل يحمل دلالات معاني عظيمة تشمل الإخلاص والعبادة.
- استجابة الناس: تعكس الآية كيفية استجابة المؤمنين لهذه الدعوة. الحج ليس مقتصرًا على الثراء أو القدرة الجسدية، بل يشمل جميع الناس الذين يأتون من مختلف الأرجاء.
- الصورة الشاملة للحج: الآية تبرز جانبًا من جوانب الحج، وهي الأهمية الروحية والجسدية في تلبية النداء الإلهي. الحج يحقق تجمعًا عالميًا للمسلمين، ويعزز من معاني الوحدة والمساواة.
- السياق التاريخي: الآية تدل على أهمية المكان (مكة) والزمان (أيام الحج)، حيث يُظهر التاريخ الإسلامي عظمة هذه الشعيرة.
ما ترشدنا إليه آية: وأذن في الناس بالحج
- دعوة الناس لعبادة الله: يجب على كل مسلم أن يستجيب لنداء الله في عبادة الحج إذا كان قادرًا.
- أهمية الحج: الحج هو من شعائر الله العظيمة، ويعكس معاني الإيمان والتقوى.
- الاستعداد للحج: يجب على المسلم الاستعداد للحج جسديًا وماليًا، والإجابة على دعوة الله بأفضل صورة.
معاني مفردات آية: وأذن في الناس بالحج
- أذن: دعى أو نادى.
- الناس: جميع بني آدم من المؤمنين.
- بالحج: السفر إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك معينة.
- مشاة: على الأقدام.
- ركبانا: على ظهر الدواب أو الوسائل الأخرى.
- دواب: الحيوانات التي تُستخدم في الركوب (مثل الإبل والخيول).
- ضامرة: ضعيفة أو هزيلة.
- من كل فج عميق: من كل مكان بعيد أو طريق شاق.