تفسير: إنما أمره إذا أراد شيئا

تفسير: إنما أمره إذا أراد شيئا، موقع مقال maqall.net يقدم لكم هذا الموضوع، حيث أنه لا يحصل التوكل على الله إلا باليقين بأنه لا يملك تصريف الأمور سواه وفي تفسير: إنما أمره إذا أراد شيئا فوائد عظيمة تزيد من اليقين في الله عز وجل.

تفسير سورة يس قوله تعالى إنما أمره إذا أراد شيئا

  • “إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كن فَيَكُونُ” هي آية من أعظم الآيات في سورة يس.
    • وهي الآية الثانية والثمانون من السورة.
  • وموقع الآية في نهاية السورة وختامها والذي جاء في معرض الحديث عن قدرة الله عز وجل بعد محاجة الكفار الجاحدين.

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: تفسير: الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات

آيات متشابهة مع إنما أمره إذا أراد شيئا

  • هناك آيات أخرى في القرآن الكريم مشابهة لقوله تعالى “إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كن فَيَكُونُ”.
    • ولكن مع اختلاف في بعض الألفاظ.
  • فنجد في سورة البقرة 117 قوله تعالى “بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كن فَيَكُونُ”.
  • كما نجد في سورة آل عمران 47 في قصة مريم عليها السلام “كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ”.
  • كذلك في النحل 40 “إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ”.
  • ومريم 35 “إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ”.
  • وكذا في غافر 68 “هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيمِيتُ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ”.

سبب نزول إنما أمره إذا أراد شيئا

  • جاء في كتاب الدر المنثور للإمام السيوطي رحمه الله أنها نزلت في رجل يسمى العاص بن وائل.
  • فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء العاص بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم حائل.
    • ففته بيده، فقال يا محمد، أيحيي الله هذا بعد ما أرى؟ قال نعم، يبعث الله هذا.
    • ثم يميتك، ثم يحييك، ثم يدخلك نار جهنم.
    • فنزلت الآيات من آخر يس، أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مّبِينٌ.
    • إلى آخر السورة والتي منها قوله إنما أمره إذا أراد شيئا.

مناسبة إنما أمره إذا أراد شيئا لما قبلها

  • جاءت الآيات السابقة لهذه الآية في الكلام عن البعث وتقريره للرد على المنكرين الجاحدين الذين أنكروه.
  • فحدثهم الله عز وجل بضرب الأمثال تارة وبقياس الغائب على الشاهد تارة وتنوعت الأساليب والطرق في الآيات.
  • وكل ذلك لمحاجتهم ودحض شبهتهم بأن البعث مستحيل أو غير معقول ثم جاءت:
    • “إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون”.
  • فكانت كالختام للمحاجة التي أثبتها الله بالتفصيل ثم جاء الإجمال بقدرة الله على كل شيء وأمره النافذ مهما صعب الأمر.
  • فالأمور تصعب على البشر ولا تصعب على رب البشر سبحانه وتعالى فهو مدبر الأمر لا يدبره سواه.
  • فجاءت الآية مناسبة جدا لسياقها وكأن الله عز وجل يقول لهؤلاء الجاحدين مهما أتيتم له من شبه في الخلق والبعث.
  • فالله سبحانه له الأمر كله لا يعجزه شيء وسيبعثكم ويدخلكم النار لتروا بأم أعينكم ما أنكرتموه وجحدتموه.

ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: تفسير: وتوكل على الحي الذي لا يموت

مناسبة إنما أمره إذا أراد شيئا لما بعدها

  • ثم قال الله عز وجل “فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ ترْجَعُونَ” فجاء التسبيح لله عز وجل.
  • والتسبيح هو تنزيه الله وتقديسه عن الباطل الذي افتراه هؤلاء، فجاء التسبيح مناسبا للسياق.
  • فكما أثبت الله عز وجل وقرر قدرته وأمره النافذ، جاء بتنزيه نفسه سبحانه ليتعلم العبد ما ينبغي لله.
  • فالله عز وجل يجب إثبات الكمال المطلق له ولكن ذلك لا يكفي فلا بد من نفي كل باطل عنه وتنزيهه سبحانه.
  • ثم جاء ذكر العلة التي تجعل العبد يعبده ولا يجادل في العبادة.
    • وهي أنه الذي بيده كل شيء وأن المرجع والمآل إليه يوم القيامة.
  • فجاء بتقرير نفاذ أمره وقدرته ثم جاء بتسبيحه ثم أكد تقرير قدرته مرة أخرى فختمت السورة بهذا النظم الرائع.

فوائد من تفسير: إنما أمره إذا أراد شيئا

  • نجد في تفسير: إنما أمره إذا أراد شيئا جملة من الفوائد العظيمة، ففيها يتجلى عدد من أسماء الله الحسنى.
  • فمن ذلك اسم الله القدير فهو سبحانه ذو القدرة البالغة الذي لا يعجزه شيء مهما بلغت قوته.
  • ومن ذلك اسم الله القوي، واسم الله المتين اللذان ينفيان عن الله التعب أو الوهن والضعف فهو القوي الذي لا يضعف أبدا.
  • وهو المتين الذي لا يمسه التعب ولا اللغوب أبدا كما في قوله تعالى “وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ” ق 38.
  • ولما تتعرف على هذه الأسماء لله تعالى يزيد اليقين في قلبك بأن ما ترجو وتريد بيده وحده فتدعوه بيقين تام ولا تدعو غيره.
  • كما نجد من الفوائد أيضا في تفسير: إنما أمره إذا أراد شيئا أن لله الإرادة التامة فلا يقع شيء في كونه إلا بإرادته.
  • وإرادته سبحانه تنقسم إلى قسمين؛ إرادة كونية وهي المقصودة في الآية.
  • وهي التي يقصد بها أنه لا يحدث شيء في الكون إلا بإرادة الله سبحانه.
  • فكل كائن وكل إنسان لا يتعدى كونه يحقق إرادة الله الكونية بأفعاله وهذه الإرادة هي التي يطلق عليها المشيئة.
  • أما القسم الثاني من أقسام إرادة الله تعالى فهو الإرادة الشرعية وهي بمعنى المحبة.
    • وتعني الأوامر الشرعية التي يحب الله أن تفعل في الكون.
  • وهذه الإرادة من وافقها سعد في الدارين الدنيا والآخرة.
    • ومن خالفها فقد جنى على نفسه وسيحاسبه الله عز وجل بقدر تقصيره فيها.

وقفات تدبرية مع تفسير: إنما أمره إذا أراد شيئا

الوقفة الأولى

  • الوقفة التدبرية الأولى مع قوله تعالى “إنما” وإنما في اللغة تفيد الحصر أي أن الله عز وجل إذا أراد شيئا فلا يعدو كونه يقول كن.
  • حتى أن بعض أهل العلم قالوا بل أمره بين الكاف والنون أي حتى لا يصل لقول حرف النون فيكون الأمر نفذ سبحانه.

الوقفة الثانية

  • مع قوله “أمره” ففيه تشبيه للأشياء الحادثة بعباد مأمورين منتظرين للأمر حتى يباشروا العمل.
  • والوقفة التدبرية الثالثة مع قوله “كن” حيث أن المنكرين والمعاندين توهموا أن الله عز وجل يخلق ويصنع كالصانعين منهم.
  • فأنكروا البعث لما رأوا انعدام المواد التي يصنع منها البشر فأخبرهم الله عز وجل في هذه الآية بأنه لا يحتاج ذلك.
  • بل ينزه عنه سبحانه وتعالى فهو لا يباشر الصنع بيده ولا بآلة من الآلات ولكنه يأمر فقط فيكون ما أمر واقعا.
  • وأجزاء الإنسان لو تناثرت في بقاع الأرض سيجمعها الله عز وجل بكلمة وهذا لازم قدرته التي لا مثيل لها سبحانه.

اقرأ من هنا عن: تفسير: وعجلت إليك ربي لترضى

تفسير: إنما أمره إذا أراد شيئا

  • معنى قوله: “إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون” أي أن الله سبحانه إذا أمر بأمر فلا يعيده ولا يكرره فليس بحاجة لذلك سبحانه.
  • فهو ذو الأمر النافذ وذو العزة والجبروت سبحانه والأمر كله عليه يسير، وقد جاء هذا المعنى عن قتادة في تفسير هذه الآية.
  • فقال: “ليس من كلام العرب شيء هو أخف من ذلك، ولا أهون، فأمر الله كذلك”.
  • كما جاء في آية أخرى عن البعث “وَهوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثمَّ يعِيدُهُ وَهوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ” الروم 27.
  • وقد جاء معنى الآية في حديث قدسي حيث أن الله يقول: “يا عبادي، كلكم مذنب إلا من عافيت.
    • فاستغفروني أغفر لكم وكلكم فقير إلا من أغنيت، إني جواد ماجد واجد أفعل ما أشاء، عطائي كلام، وعذابي كلام، إذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون” سنن الترمذي 2495.
  • وكلمة شيئا جاءت نكرة كما أنها جاءت في أسلوب شرط، والنكرة بهذا السياق تفيد العموم فلا شيء يعجزه سبحانه.
  • وقوله: “كن فيكون” جاءت “يكون” في المضارع للدلالة على استمرار نفوذ الأمر إلى أبد الآبدين.
  • فهو سبحانه الأول والآخر وأمره لم يزل نافذا ولن ينتهي نفاذ أمره سبحانه وتعالى.

التفسير الميسر:

  • إنما أمره سبحانه وتعالى أنه إذا أراد شيئًا أن يقول له: “كن” فيكون، ويتضمن ذلك الإحياء والإماتة، والبعث والنشور.

المختصر في التفسير:

  • إنما أمر الله سبحانه وتعالى أنه إذا أراد إيجاد شيء، أن يقول له: “كن”، فيكون ذلك الشيء الذي يريده، ومن ذلك الإحياء والإماتة والبعث.

تفسير الجلالين:

  • “إنما أمره” أي شأنه “إذا أراد شيئًا” أي خلق شيء “أن يقول له كن فيكونُ”، بمعنى أنه يكون، وفي قراءة بالنصب عطفًا على “يقول”.

تفسير السعدي:

  • إعادته للأموات جزء من آثار خلقه، فقال: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا} نكرة في سياق الشرط، فتعم كل شيء. {أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} أي: في الحال ومن غير تمانع.

تفسير البغوي:

  • مضمون الآية: “إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون”.

التفسير الوسيط:

  • أكد سبحانه شمول قدرته لكل شيء، فقال: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. أي: إنما شأنه سبحانه في إيجاد الشيء أنه إذا أراد إحداثه، أن يقول له: “كن”، فيكون، وهذا يحدث على الفور ودون تكرار.

تفسير ابن كثير:

  • إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له “كن” فيكون، بمعنى أنه يأمر بالشيء أمرًا واحدًا، ولا يحتاج إلى تكرار. وقد ورد عن الإمام أحمد حديثًا يوضح ذلك، حيث قال: “إن الله يقول: يا عبادي، كلكم مذنب إلا من عافيت، فاستغفروني أغفر لكم… فإنما أقول له كن فيكون”.

تفسير القرطبي:

  • قوله تعالى: إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له “كن فيكون”. وقد قرأ الكسائي “فيكون” بالنصب عطفًا على “يقول”، مما يدل على أن الله لا يحتاج إلى تعب أو معالجة في خلق شيء.

التفسير الإجمالي للآية

الآية تشير إلى قدرة الله المطلقة في خلق الأشياء، حيث يكفيه أن يأمر بشيء فيكون في الحال. فكل ما يحتاجه الله لإحداث شيء هو قوله “كن” ليحدث على الفور، مما يدل على عظمة قدرته وسرعة استجابته.

التفسير التحليلي للآية

  • في الآية، يُبيّن الله سبحانه وتعالى أن أمره إذا أراد شيئًا يكون سريعًا وبسيطًا، إذ لا يحتاج إلى وسائط أو عمليات طويلة. فالفعل الإلهي يتضمن الإحياء والإماتة، مما يعكس السيطرة المطلقة لله على الخلق والمصير.
  • استخدم المفسرون أسلوب التحليل اللغوي والبلاغي لإيضاح كيف أن “كن” هو تعبير مختصر ولكنه شامل عن الإرادة الإلهية، ويظهر قدرة الله على خلق كل ما هو موجود.

ما ترشدنا إليه آية: إنما أمره إذا أراد شيئا

الآية تذكّرنا بعظمة الله وقدرته اللامحدودة، حيث تُعزز الإيمان بأن كل ما يحدث في هذا الكون هو بإرادة الله وحده. كما أنها تبرز أهمية الاعتماد على الله في كل الأمور، وأنه لا شيء خارج عن إرادته.

معاني مفردات آية: إنما أمره إذا أراد شيئا

  • أمره: شأنه أو إرادته.
  • إذا أراد شيئًا: عند إرادته لخلق شيء معين.
  • أن يقول له: أن يأمره.
  • كن: كلمة تفيد الوجود.
  • فيكون: يصبح موجودًا.

إعراب آية: إنما أمره إذا أراد شيئا

  • إنما: حرف مشبه بالفعل.
  • أمره: اسم إنما مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • إذا: ظرف زمان مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
  • أراد: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره “هو”.
  • شيئًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • أن: حرف مصدري.
  • يقول: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره “هو”.
  • له: جار ومجرور متعلقان بـ”يقول”.
  • كن: فعل أمر مبني على السكون.
  • فيكون: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره “هو”.

أسئلة شائعة حول تفسير الآية

ما هو معنى (إنما أمره) في الآية؟

تعني (إنما أمره) أن الشأن أو الإرادة الإلهية، مما يوضح أن كل ما يحدث في الكون هو نتيجة لأمر الله.

كيف تعبر الآية عن قدرة الله؟

الآية تعبر عن قدرة الله المطلقة حيث أنه بمجرد أن يأمر بشيء (كن)، يحدث ذلك الشيء على الفور دون الحاجة لوسائل أو زمن.

ما هي دلالة (كن فيكون) في الآية؟

تعبر هذه العبارة عن سرعة وفاعلية أمر الله، حيث يُظهر أنه لا يحتاج إلى زمن أو جهد لإحداث ما يريد.

هل تشمل الآية جميع الأمور التي تحدث في الكون؟

نعم، الآية تشمل كل شيء يُراد من الله، من الإحياء والإماتة إلى جميع أحداث الحياة.

مقالات ذات صلة