تفسير: فلا اقسم بمواقع النجوم

تفسير: فلا اقسم بمواقع النجوم، يعتبر خير دليل على الإعجاز العلمي واللغوي الذي يميز القرآن الكريم، حيث أهم ما يميز هذه الآية ما هو إلا وجود دليل آخر على عظمة القرآن وأن الدين الإسلامي هو الدين الحق.

حيث يرجع تعظيم الله سبحانه وتعالى للقسم بمواقع النجوم إلى أن مواقعها متغيرة ومختلفة في الفضاء، وليس هذا فقط فتفسير هذه الآية مليء بالإعجاز والمفاجآت التي سنتعرف عليها معا خلال مقال اليوم.

تفسير سورة الواقعة آية 75: فلا اقسم بمواقع النجوم

يحتوي تفسير الآية الكريمة التي ذكرت في سورة الواقعة على الكثير من الدلائل التي تشير إلى صحة القرآن الكريم وبلاغته، وإعجازه العلمي، وفيما يلي نعرض لكم تفسير الآية الكريمة بالتفصيل:

  • عادةً يكون القسم في القرآن الكريم بسبب رغبة الله عز وجل في التأكد بمدى عظمة الشيء الذي يقسم به.
    • وبهذا فهو يؤكد عظمته التي لا تحتاج إلى دليل، لأنه خالق كل شيء ومالكه.
  • ظهرت خلال آيات هذه السورة الكريمة مكانة القرآن الكريم.
    • حيث قال الله سبحانه وتعالى الآيات التالية (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إلا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، خلال الآيات السابقة يؤكد الله سبحانه وتعالى للمؤمنين مدى أهمية القرآن الكريم.
    • وذلك من خلال التأكيد على أنه كتاب كريم وصحيح وكامل نزل بسبب من عند الله عز وجل.
    • وليس من صنع البشر، أو ناتج سحر كما يدعي القوم الكافرين.
  • يضم هذا الكاتب العظيم كل ما يحتاج إليه البشر ليمارسون حياتهم بشكل طبيعي وفق تعاليم الإسلام والشريعة.
    • فيوجد بها النواهي والأوامر، ونصائح وقواعد.
  • يحمل هذا الكتاب البليغ جميع أساسيات وأصول الشريعة الإسلامية والعقيدة الإيمانية الصحيحة.
    • أمور أخرى غيبية، وكذلك يوجد بها الأفعال والأخلاق المحمودة.
  • يضم القرآن وجميع سور العديد من القصص التي تحمل مواعظ حسنة.
    • كذلك يذكر قصص كل من الأولين، والأنبياء، والرسل.
    • وذلك حتى تكون خير عبرة وموعظة للمسلمين والمؤمنين.
  • شمل القرآن الكريم كذلك عدة أدلة على الإعجاز العلمي الذي تمكن البشر من اكتشافه فيما بعد ليكون خير دليل على وحدانية الإيمان بالله.
    • والتصديق في مدى عظمة الكون الذي خلقه، وحكمته من خلقه لكل شيء كما هو.
  • لكن لا يزال العديد من أسرار وخبايا ومعجزات هذا الكتاب في علم الغيب.
  • ولم تتمكن البشرية من كشفها بعد.

تفسير الميسر:

الله يقسم بمساقط النجوم في السماء، وإنه لقسم عظيم لو تدركون قدره.

تفسير الجلالين:

“لا” زائدة للتأكيد، والمعنى: أقسم بمواقع النجوم وغروبها.

تفسير السعدي:

الله يقسم بالنجوم ومواقعها، أي مساقطها عند غروبها، وما يحدث في تلك الأوقات من دلائل عظمة الله.

تفسير البغوي:

“لا” يمكن أن تكون زائدة للتأكيد أو لرد زعم الكفار بأن القرآن سحر. ويُفهم من “مواقع النجوم” أنها أماكن النجوم عند الغروب أو منازلها.

التفسير الوسيط:

“لا” هنا تأكيد للقسم، ويشير إلى أن الله يقسم بمواقع النجوم لدلالتها على عظمة الخالق وقدرته.

تفسير ابن كثير:

يُفهم من الآية أن الله يقسم بمواقع النجوم، والتي قد تُفهم على أنها نجوم السماء أو نزول القرآن نجوماً.

شاهد أيضًا: فضل قراءة سورة الناس 100 مرة

معلومات عن سورة الواقعة قوله تعالى لا اقسم بمواقع النجوم

تقع الآية الخاصة بالقسم بمواقع النجوم في سورة الواقعة، وتحتل هذه السورة رقم الـ 56 ضمن ترتيب سور القرآن الكريم، أهم ما يميز هذه السورة أنها مكية، وفيما يلي نتعرف أكثر عنها وعن تفسير: فلا اقسم بمواقع النجوم:

  • نزل الوحي بسورة الواقعة قبل سبع سنوات من هجرة الرسول الكريم ومعلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
  • عدد آيات هذه السورة يصل إلى 96 آية، تتحدث السورة بشكل مختصر عن مواضيع متنوعة متعلقة بالآخرة.
    • والإيمان والوحدانية بالله الواحد الأحد، وقدرته التي لا تقارن بأي شخص أو شيء في التحكم في هذا الكون.
    • وقدرته المذهلة في تحديد الأقدار التي يجب أن تواجه الناس في الدنيا، والآخرة أيضاً بناءً على أعمالهم.
  • السبب وراء تسمية السورة بهذا الاسم هو بدايتها.
    • حيث تبدأ بالآية الكريمة التي تقول (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ).
  • تعتبر الواقعة واحدة من الأسماء العديد ليوم القيامة التي ذكرت في القرآن الكريم.
  • تضمنت السورة العديد من المعاني القوية والعظيمة.
    • أول هذه المعاني مدى أهمية القسم في القرآن الكريم.
    • ذكر في بداية الآية قسم عظيم من الله عز وجل للمسلمين والمؤمنين.
  • ضمت هذه السورة بعض الآيات الكريمة التي تظهر جمال وعظمة القرآن الكريم مثل (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ، فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ، تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ، وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ، فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ، وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ، فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ).

اقرأ أيضًا: سورة تريح القلب وتزيل الخوف

البلاغة وراء القسم بمواقع النجوم وليس بالنجوم نفسها

يوجد بلاغة ظاهرة وراء اختيار الله عز وجل للقسم بمواقع النجوم وليس بكونها نجوم في حد ذاتها، ويسحق هذا السبب البلاغي للتأمل والتفكر، وفيما يلي نعرضه لكم:

  • النجوم تعتبر أحد أهم مخلوقات الله عز وجل.
    • ولكن بالرغم من ذلك لم يقسم بها الله سبحانه وتعالى مباشرةً، بل أقسم بمواقعها.
  • فسر العلماء أن القسم العظيم بمواقع النجوم وأماكنها كان بسبب أن مواقع النجوم تختلف وتتغير.
  • كان حرف الفاء الذي بدأ بهذه الآية ما هو إلا حرف عطف، يشير إلى الترتيب، ويفيد التعقيب، والبدء.
    • ومن المرجح أن يكون السبب وراء استخدام هذا الحرف للبدء.
  • بينما كان السبب وراء استخدام حرف الهجاء وأداة النفي (لا) مختلف على حسب آراء العديد من المفسرين والفقهاء.
    • ومنهم البصريون الذين ذهبوا إلى أن هذا الحرف ما هو إلا حرف زائد لا يؤثر على المعنى.
  • بينما ذهب البعض الآخر خاصةً الكوفيون إلى أن هذا الحرف دليل على النفي والنهي ويؤثر على المعنى.
  • لكن الرأي الغالب هو أنه يعتبر نفي جاء لثبات ضلال وكذب وتلفيق الكافرين الذين قاموا بادعاء أن القرآن الكريم ما هو إلا ناتج سحر وكلام مفترى.
    • لذا أقسم الله بهذا القسم العظيم ليوضح مدى أهمية القرآن الكريم.

فلا أقسم بمواقع النجوم الإعجاز العلمي

يظهر إعجاز واضح وباين في القسم العظيم الواقع في سورة الواقعة، حيث يعرض هذا القسم حقيقة أن الكون لم يكن معروف فيه شيء قبل ظهور القرآن الكريم، وفيما يلي نوضح الإعجاز العلمي للقسم بمواقع النجوم:

  • وقع القسم المراد شرحها في الآية الخامسة والسبعين في سورة الواقعة.
    • حيث قال الله عز وجل (فلا اقسم بمواقع النجوم)، وفي الآية التالية يقول (وانه لقسم لو تعلمون عظيم).
  • العلماء بعد أن عرفوا القليل فقط عن حركة النجوم ومواقعها في السماء عرفوا مدى عظمة هذا القسم الذي صدر عن خالق الكون.
  • حيث يوضح هذا القسم للبشر سواء المؤمنين أو الكافرين واحدة من عجائب الكون.
    • وأحد بدائع خلقه.
  • يكمن الإعجاز في حقيقة أن المسافات الواقعة بين النجوم تعتبر كبيرة وهائلة للغاية.
    • بالإضافة إلى النجوم حركاتها كثيرة وسريعة للغاية لدرجة أن البشر لا يمكن لهم أن يشاهدوا هذه الحركات.
  • يؤثر على حركة النجوم وسرعتها، والمسافات التي تتحركها العديد من العوامل مثل كتلة كل نجم.
    • والجاذبية، وسرعة الدوران، والعديد من العوامل الفيزيائية المعقدة.

شاهد من هنا: قضاء الحاجة بسرعة رهيبة بسورة الفيل

أسئلة شائعة حول تفسير الآية

ما معنى (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ)؟

الله تعالى يقسم بمواقع النجوم، أي أماكن سقوطها عند غروبها، أو قد يُفهم على أنه قسم بمنازلها ومغاربها. يهدف هذا القسم إلى تأكيد عظمة الله وقدرته على خلق الكون.

لماذا يأتي القسم في القرآن بعبارة (فَلَا أُقْسِمُ)؟

(لا) في هذا السياق تُستخدم للتأكيد أو لتقدير القسم. يُفهم منها أن الله يقسم بما شاء من خلقه، وهذا القسم يضيف قوة للتأكيد على موضوع الآية.

هل (لا) هنا زائدة أم لها معنى؟

هناك آراء متعددة؛ بعض المفسرين يرون أن (لا) زائدة للتأكيد، بينما يرى آخرون أنها تستخدم لرد زعم الكفار بأن القرآن سحر أو كهانة، ثم يُستأنف القسم.

ماذا تعني (مواقع النجوم) في الآية؟

مواقع النجوم قد تعني أماكن سقوط النجوم عند الغروب، أو منازلها ومغاربها. بعض المفسرين يرون أنها تشير إلى نزول القرآن نجماً نجماً.

كيف يرتبط قسم مواقع النجوم بفهم عظمة الله؟

القسم بمواقع النجوم يُظهر نظام الكون وعظمة خلق الله، حيث يُشير إلى دقة وتنسيق النجوم وعدم اختلاطها. هذا يُعزز الفهم بأن الله هو الخالق الحكيم القادر.

ما الفرق بين تفسيرات المفسرين حول (مواقع النجوم)؟

تفسيرات المفسرين تتنوع؛ فبعضهم يرى أنها تشير إلى نجوم السماء ومغاربها، بينما يرى آخرون أنها تشير إلى نزول القرآن أو النجوم يوم القيامة.

مقالات ذات صلة