تفسير آية (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثوراً)

تفسير آية (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثوراً)، أنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة في سورة الفرقان مخاطباً الكافرين أن جميع أعمالكم يوم القيامة هي هباءً منثوراً.

وقد كرر رب العزة هذا المعنى في أكثر من موضع من القرآن الكريم، وهذا لا يخص الكافرين فقط الذين لا يؤمنون بالله بالكلية، بل يشمل جميع من يدينون بغير دين الله، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن تفسير الآية الكريمة {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثوراً}.

سبب نزول الآية

  • قال سبحانه: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا (22) وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (23) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24).
  • ويخاطب رب العزة الكافرين المتكبرين الذين لا يخافون عقاب ربهم.
    • وتجاوزوا في الكفر، والاستكبار أيضا، واستكبروا بطلبهم أن يروا ربهم سبحانه وتعالى.
    • أو ينزل عليهم الملائكة، وتجاوزوا كل حد للكفر والاستكبار.
  • فتقول لهم الملائكة حجراً محجوراً أي محرماً عليكم البشر اليوم.
    • فكان جميع عملهم يوم القيامة هباءً منثوراً.
  • وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً، والهباء هو الذي في هيئة الغبار.
  • إذا دخل هذا الغبار في ضوء الشمس في كوة يحسبه الناظر غباراً وهو ليس بشيء.
  • كذلك لا يستطيع أن يقبض عليه بيديه، ولا يرى ذلك في الظل.
    • ومنثوراً أي ماءً مهراقاً، ويقال ما تذروه الرياح من حطام أوراق الشجر وغيره.

تابع أيضا: تفسير سورة الفرقان مكتوبة كاملة

من أسرار الآية الكريمة

  • فتح الله على علماء الأمة؛ والذين يهتمون بالرقية الشرعية، ومحاربة السحر، والساحرين، بسر من أسرار هذه الآية الكريمة.
  • فقد علموا أن هذه الآية مع آيات أخرى هي من الآيات المبطلات للسحر بإذن الله.
  • فعند قراءة هذه الآية وتكرارها على المسحور مع آيات أخرى سيرد ذكرها، وكذلك اليقين والدعاء.
  • بالإضافة إلى التوسل إلى الله، فقد وجِد أن أثر السحر عليه يقل كثيراً.
  • وعند مداومة القراءة مع اليقين فإن السحر يبطل بإذن الله.

استخدام الآية لإبطال السحر

بسم الله الرحمن الرحيم

  • {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً}.
  • {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين}.
  • {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون}.
  • {إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى}.
  • {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}.
  • {آية الكرسي وتقرأ كثيراً وتكرر}.
  • {وأتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة
    • فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون}.
  • الصمد.
  • الزلزلة.
  • 11 الهمزة
  • 12 المعوذتين
  • ويفضل أن تقرأ هذه الآيات من المصاب نفسه على نفسه، وهو أفضل مع اليقين والتوسل إلى الله، والدعاء والعلم واليقين.
  • وأن يستقر في القلب، أن شفاءه من عند الله، وأن يستقر في القلب قوله تعالى:
    • (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله).

قد يهمك: فضل سورة الأعلى

رد كيد الأعداء بتلك الآية

  • كذلك تنفع هذه الآية الكريمة {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً، لرد كيد أعداءك من الإنس أو الجن.
  • فتلاوة هذه الآية الكريمة مع اليقين، وتوجيه النية، إلى إبطال كل كيد يكيده أعدائك، يرد كيد أعدائك عليهم.
  • ويجعل الله لك بها فرج عظيم، فلا تخشى كيد كائد والله معك هذا والله أعلم.

قد يهمك: من صفات المؤمنين في سورة الفرقان

التفسير الإجمالي للآية

الآية “وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً” تشير إلى يوم القيامة، حيث سيعرض الله على الكفار أعمالهم التي قاموا بها في الدنيا، لكن هذه الأعمال ستصبح بلا قيمة كالغبار المتناثر. يُظهر هذا المعنى أن الأعمال التي لا تصدر عن إيمان وإخلاص لله لا تُقبل ولا تُجدي نفعًا.

التفسير التحليلي للآية

  • الاستعداد للحساب: “وقدمنا” يُظهر أن الله سبحانه وتعالى سيعرض الأعمال أمام العباد، مما يدل على عظمة الموقف.
  • أهمية الإيمان والإخلاص: الآية تشير إلى أن الأعمال التي يقوم بها الإنسان لن تنفعه إذا كانت بدون إيمان أو إخلاص. الأعمال الصالحة التي لا تُقبل عند الله لا تساوي شيئًا.
  • تشبيه الهباء: “هباءً منثوراً” يُستخدم كتشبيه يدل على عدم وجود قيمة لتلك الأعمال، كما أن الغبار يتفرق ولا يُجمع، مما يعني أن الأعمال لم تكن ذات جدوى.
  • دعوة للتأمل: الآية تدعو المسلمين للتأمل في أعمالهم ونواياهم، والتأكد من أن أعمالهم خالصة لله.

تفسير الآية الكريمة

التفسير الميسر

تفسير الآية هنا يعني أن الله سيحضر أمام الكفار الأعمال التي قاموا بها، لكنه سيجعلها بلا قيمة وكأنها غبار خفيف لا يُرى إلا في ضوء الشمس. وهذا يعني أن الأعمال لا تفيد في الآخرة ما لم تتوافر فيها شروط مثل الإيمان والإخلاص.

المختصر في التفسير

الآية تشير إلى أن الله سيأخذ في الاعتبار الأعمال التي قام بها الكفار من الخير، لكنه سيجعلها باطلة كالغبار، لأنه لم يكن هناك إخلاص في تلك الأعمال.

تفسير الجلالين

تشير الآية إلى أن الله ينظر إلى الأعمال التي قام بها الكفار، ولكنه يجعلها بلا قيمة مثل الغبار الذي يُرى في ضوء الشمس، لأنهم لم يعملوا لوجه الله.

تفسير السعدي

توضح الآية أن الله سيأخذ أعمال الكفار التي ظنوا أنها جيدة ويجعلها باطلة. الأعمال التي لا تصدر عن إيمان وإخلاص لا تُقبل عند الله.

تفسير البغوي

تُعبر الآية عن أن الله سيفقد الأعمال التي قام بها الكفار قيمتها، مما يجعلها بلا ثواب. “الهباء” هنا يعني ما يُرى من الغبار في ضوء الشمس، مما يدل على تفاهة الأعمال الكافرة.

التفسير الوسيط

يُبين التفسير أن الله سيعتبر أعمال الكفار من الإحسان والإنفاق في الخير باطلة، مثل الهباء الذي يتفرق ولا يُجنى منه شيء، لأنهم لم يخلصوا النية لله.

تفسير ابن كثير

تشير الآية إلى أن الأعمال التي قام بها الكفار لن تنفعهم، لأنها لم تكن خالصة لله. فالأعمال التي تفتقد الإخلاص أو المتابعة لا يُقبل منها شيء، وتُشبه بالهباء المنثور.

تفسير القرطبي

تُشير الآية إلى أن الله سيأخذ في الاعتبار الأعمال التي قام بها المجرمون، لكن سيفقدها قيمتها بسبب الكفر، مما يجعلها بلا نفع كالغبار.

المستفاد من الآية

  • الإخلاص شرط أساسي: يُظهر المعنى أن الإخلاص في النية هو شرط أساسي لقبول الأعمال، وأن الأعمال الطيبة دون إيمان لن تفيد.
  • عظم يوم القيامة: تُبرز الآية عظمة يوم القيامة ووجوب الاستعداد له، حيث سيكون هناك حساب دقيق.
  • تحذير من الكفر: الآية تحذر من خطر الكفر وتبعاته، حيث إن الأعمال الحسنة ستصبح بلا قيمة إذا لم تُؤدَّ بنية صادقة.
  • أهمية التوجه إلى الله: تدعو الآية إلى ضرورة التوجه إلى الله وطلب المغفرة، والعمل بجدية على تحسين النوايا والأفعال لتحقيق القبول.
  • الدعوة للتفكر في الأعمال: تُشجع المسلمين على مراجعة أعمالهم والتأكد من خلوص النية في كل ما يقومون به.

معاني مفردات الآية

وقدمنا:

  • تعني أتى أو جاء. في هذا السياق، تشير إلى أن الله سيأتي بالأعمال التي قام بها الناس يوم القيامة.

ما:

  • اسم موصول يُستخدم للإشارة إلى الأشياء أو الأعمال التي تم ذكرها.

عملوا:

  • تشير إلى الأفعال أو الأعمال التي قام بها الناس، سواء كانت خيرًا أو شرًا.

من:

  • حرف جر يُستخدم لتحديد المصدر أو الصنف، هنا يُستخدم لتحديد نوع الأعمال.

عمل:

  • يُشير إلى الأفعال التي قام بها الإنسان، وقد تشمل الأعمال الصالحة أو السيئة.

فجعلناه:

  • تعني حولنا أو صيرنا، تشير إلى فعل الله في جعل الأعمال بلا قيمة.

هباءً:

  • يعني الغبار أو الشيء الخفيف غير المتماسك. يُستخدم هنا لتصوير الأعمال التي فقدت قيمتها.

منثوراً:

  • يعني متفرقًا أو مُبعثرًا، ويشير إلى أن الهباء (الغبار) لا يمكن جمعه أو حصره.

أسئلة شائعة حول تفسير الآية

ما هو السياق الذي نزلت فيه الآية؟

الآية تتحدث عن يوم القيامة، حيث يُحاسب الله العباد على أعمالهم. وهي جزء من سياق يوضح عاقبة الكافرين وأعمالهم في الدنيا.

ما المقصود بالهباء المنثور؟

الهباء هو الغبار الخفيف الذي يتناثر في ضوء الشمس. يُستخدم كتشبيه للدلالة على أن الأعمال التي لا تنفع بسبب الكفر والإخلاص لا يمكن جمعها أو الاستفادة منها.

هل تشمل الآية الأعمال الصالحة فقط؟

تُشير الآية إلى جميع الأعمال التي قام بها الكفار، سواء كانت صالحة أو غير صالحة، لكنها تؤكد على أن الأعمال لا تُقبل إلا إذا كانت صادرة عن إيمان وإخلاص.

ما هي الدروس المستفادة من الآية؟

أهمية الإخلاص في الأعمال، عظمة يوم القيامة، وجوب مراجعة النوايا والأفعال قبل القيام بها.

كيف يمكن أن تؤثر هذه الآية على سلوك المسلم؟

تذكّر المسلم بضرورة أن تكون أعماله خالصة لله، وأن يسعى لتحقيق رضا الله من خلال النية الصادقة في كل ما يقوم به.

مقالات ذات صلة