تفسير: أقم الصلاة لدلوك الشمس
تفسير: أقم الصلاة لدلوك الشمس، اختلف حوله الكثير من الأئمة والمشايخ والعلماء والدارسون أيضًا، خاصة وأن اللغة العربية بحر واسع في معانيه.
حيث استشهد كل عالم في تفسيره على معنى لغوي محدد لكلمات الآية وفق موقف حدث مع المصطفى صلوات الله عليه أو مع أحد المسلمين الأوائل والتابعين أيضًا، يمكنك التعرف على التفسير الدقيق لتلك الآية وموضعها بالقرآن الكريم فقط من خلال متابعة موقعنا.
محتويات المقال
تفسير: أقم الصلاة لدلوك الشمس
قال الله تعالى في كتابه العزيز: «أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل.
وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا» 78 سورة الإسراء.
في هذه الآية الكريمة يأمر الله عز وجل نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بإقامة الصلوات بأكملها في أوقاتها.
منذ ميلان الشمس من المشرق إلى الأفق الغربي بعد الزوال وحتى دخول الليل، ثم صلاة الفجر.
هذا ويمكنك تفسير: أقم الصلاة لدلوك الشمس بما يشير إليه العلماء هنا بأنها صلاة الظهر والعصر.
وعن غسق الليل فهو دخول ظلمة الليل ويُقصد من ذلك صلاتي المغرب والعشاء.
كما يقصد هنا أيضًا بقرآن الفجر صلاة الفجر والقرآن المقروء فيها وسميت صلاة الفجر هنا بقرآن بدلًا من صلاة.
لأنه يُصرح فيها الإطالة بقراءة القرآن حتى يرتوي قلبك ويفيض راحة وسكينة.
التفسير الميسر
- يأمر الله بإقامة الصلاة بشكل كامل في أوقاتها، بدءًا من زوال الشمس عند الظهيرة (تتضمن صلاة الظهر والعصر) حتى ظلمة الليل (تشمل صلاة المغرب والعشاء). كما يُحث على إطالة القراءة في صلاة الفجر، لأن هذه الصلاة يحضرها ملائكة الليل والنهار.
المختصر في التفسير
- الآية تأمر بإقامة الصلاة كاملة في أوقاتها من زوال الشمس، وهذا يشمل الظهر والعصر، حتى ظلمة الليل (المغرب والعشاء). وأيضًا، تشير إلى أهمية صلاة الفجر وإطالة القراءة فيها، لأنها تحضرها ملائكة الليل والنهار.
تفسير الجلالين
- “أقم الصلاة لدلوك الشمس” يعني من وقت زوال الشمس (وقت الظهر) حتى غسق الليل (الذي يُشير إلى المغرب والعشاء). “وقرآن الفجر” هو صلاة الفجر، وسُميت بهذا الاسم لأنها تتطلب القراءة فيها، ويشهدها ملائكة الليل والنهار.
تفسير السعدي
- تفسير وتحليل: يأمر الله نبيه بإقامة الصلاة بشكل كامل في أوقاتها. “لدلوك الشمس” يعني ميلها إلى الأفق الغربي، ويدخل فيه صلاة الظهر والعصر، “إلى غسق الليل” يشير إلى ظلمة الليل (المغرب والعشاء).
- “وقرآن الفجر” يُشير إلى صلاة الفجر، التي تتميز بإطالة القراءة فيها، وتحضرها ملائكة الليل والنهار. يُبرز أيضًا أهمية أوقات الصلاة الخمسة.
تفسير البغوي
- مضمون الآية: الآية تتحدث عن أهمية إقامة الصلاة من زوال الشمس، حيث يُعتبر زوال الشمس هو وقت الظهر. ذكر الاختلاف حول معنى “الدلوك”، فبعضهم رأى أنه غروب الشمس، بينما الأغلب يراه زوالها.
- الآية تشمل أوقات الصلاة الخمسة، حيث يتم تناول الظهر والعصر والمغرب والعشاء، مع التأكيد على أهمية صلاة الفجر وقراءة القرآن فيها.
التفسير الوسيط
- يأمر الله نبيه بإقامة الصلاة من وقت زوال الشمس إلى غسق الليل، حيث يُشار إلى الزوال كميل الشمس عن كبد السماء. “غسق الليل” يعني بداية ظلمته. تُعتبر هذه الآية توجيهًا للصلاة في أوقاتها المحددة، مع الإشارة إلى أهمية صلاة الفجر وفضيلة القراءة فيها.
تفسير ابن كثير
- يأمر الله نبيه بإقامة الصلاة في أوقاتها، حيث يُعتبر “الدلوك” هو زوال الشمس، مما يدخل فيه أوقات الصلوات الخمس. الآية تشمل الظهر والعصر (من زوال الشمس) والمغرب والعشاء (إلى غسق الليل)، و”قرآن الفجر” يُشير إلى صلاة الفجر التي تحضرها الملائكة.
تفسير القرطبي
- الآية تأمر النبي بالمحافظة على الصلاة وذكر الأوقات الخمسة. يختلف العلماء في معنى “الدلوك”، حيث يراه بعضهم زوال الشمس وآخرون يرونه غروبها. ومع ذلك، يُعتبر تفسير الزوال الأكثر شيوعًا، حيث تشمل الآية كل أوقات الصلوات المكتوبة، وتبرز فضل صلاة الفجر.
شاهد أيضًا: فضل سورة الإسراء
رأي العلماء حول تفسير تلك الآية
اختلف العلماء حول تفسير: أقم الصلاة لدلوك الشمس بشكل خاص، كما دعم كل فريق رأيه بموقف محدد تم إسناده للتأكيد على رأيه حول ذلك الأمر ومن ذلك:
الرأي الأول
يرى أن دلوك الشمس هو ميل الشمس إلى الزوال واقترابها من ذلك.
ويُقصد بها صلوات الظهر والعصر، واستشهد أصحاب ذلك الرأي بما رُوي عن جابر أنه قال: طعم عندي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
ثم خرجوا حين زالت الشمس، فقال صلى الله عليه وسلم: «هذا حين دلكت الشمس».
الرأي الثاني
يرى أن دلوك الشمس هو غروبها؛ فقد روى بن جرير عن بن مسعود رضي الله عنه.
أنه كان يقسم على ذلك؛ فقد أخرج أن أبا عبيدة بن عبد الله كتب إلى عقبة بن عبد الغافر أن عبد الله بن مسعود كان إذا غربت الشمس صلى المغرب، ويفطر إن كان صائمًا.
هذا وقد اتجه الكثير من العلماء أن الرأي الأول هو الرأي الراجح.
والذي يشير إلى أن دلوك الشمس هو ميلها إلى الزوال.
أيًا كان المعنى المقصود فقد أشارت الآية في المجمل إلى وقت الظهر إلى العشاء ومن بعدها وقت الفجر.
ما يحتويه تفسير: أقم الصلاة لدلوك الشمس من قضايا إيمانية
تشير هذه الآية الكريمة إلى نقاط أساسية حول الصلاة ومواقيتها، والتي تعد أقوى ركائز العقيدة الإسلامية؛ حيث تتحدث بكل دقة عما يلي:
- تم خلالها ذكر الأوقات الخمسة لصلوات الفرائض التي أمرنا بها الله عز وجل.
- كما تشير تلك الآية إلى ضرورة الالتزام بموعد الصلاة كشرط أساسي لوجوب الصلاة وصحتها.
- كما يُستنبط أيضًا من مقصد تلك الآية إمكانية الجمع بين الصلوات المذكورة فيما بين فرائض صلاة الظهر وصلاة العصر، وكذلك فرائض صلاة المغرب مع العشاء وذلك للعذر القوي.
- كذلك قد تم خلالها ذكر فضل قراءة القرآن في صلاة الفجر عن سائر الصلوات الأخرى.
إعراب الآية الكريم أقم الصلاة لدلوك الشمس
يمكنك أيضًا التعرف على (تفسير: أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا) من خلال الموقع الإعرابي لكلماتها، وهي كالتالي:
- أقم: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل عبارة عن ضمير مستتر تقديره أنت، وهذا الأمر موجه إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- الصلاة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- لدلوك: اللام حرف جر، دلوك اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة.
- الشمس: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
- إلى: حرف جر.
- غسق: اسم كجرور بإلى وعلامة جره الكسرة.
- الليل: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
- وقرآن: الواو حرف عطف، قرآن اسم منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- الفجر: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
- إن: حرف توكيد ناصب لما بعده.
- قرآن: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- الفجر: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
- كان: فعل ماض ناقص، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
- مشهودًا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
اقرأ أيضًا: فوائد سورة الحشر الروحانية
فضل سورة الإسراء
تعتبر سورة الإسراء من السور المكية، وقد نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة بعد رحلة الإسراء والمعراج.
لذا سميت بهذا الاسم، كما سميت بسورة بني إسرائيل، وهي السورة السابعة عشر في المصحف الشريف، وبعد التعرف على تفسير: أقم الصلاة لدلوك الشمس.
يمكنك التعرف أيضًا على فضل سورة الإسراء بأكملها وإليكم ذلك:
- روى عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل».
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء.
- إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي» رواه البخاري عن بن مسعود رضي الله عنهما.
- عن العرباض بن سارية رضي الله عنه، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات.
- ويقول: فيها آية خير من ألف آية» رواه الترمذي وصححه الألباني
- تحدثت تلك السورة عن الوالدين وضرورة برهم وطاعتهم، ذلك الأمر الذي يرقق قلوبنا إلى التقرب منهم.
- وبالتالي ينال المسلم رضا الله ورسوله نتيجة ذلك.
- حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: «من قرأ سورة بني إسرائيل، فرقّ قلبه عند ذكر الوالدين كان له قنطار في الجنة».
- وبالتالي ينال المسلم رضا الله ورسوله نتيجة ذلك.
- كما تحدثت أيضًا سورة الإسراء عن أكثر من صفة مذمومة في الإنسان وحذرت منها.
- ألا وهي الإسراف وكذلك البخل، على أن يكون الإنفاق في سبيل الله عز وجل هو أفضل اتجاه تنفق فيه أموالك، ومن ذلك الفقراء والمساكين والمحتاجين.
سبب نزول سورة الإسراء
نزلت سورة الإسراء بعد رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث شكك المشركين في صدق المصطفى صلوات الله عليه فيما رواه الرسول صلى الله عليه وسلم عما صار معه في تلك الرحلة.
وقد ضاق صدر النبي الكريم بما يقولون من أكاذيب وافتراءات عنه، ولعل ذلك ما جعل البعض يذكر أن هذا كان سبب نزول تلك السورة.
هذا وقد بدأت السورة بالتسبيح فهي بذلك من السور المسبحات، كما تحدثت في بدايتها عن تلك الرحلة وما صار فيها من أحداث مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما تحدثت بعد ذلك عن بني إسرائيل ورفضهم اتباع موسى عليه السلام، وعاقبة هؤلاء القوم وما حل بهم من عذاب أيضًا، وربما ذلك ما دفع البعض يطلق عليها اسم سورة بني إسرائيل.
شاهد من هنا: فضل سورة البقرة في علاج الوسواس
التفسير الإجمالي لآية: “أقم الصلاة لدلوك الشمس”
آية “أقم الصلاة لدلوك الشمس” (سورة الإسراء، الآية 78) تشير إلى أهمية إقامة الصلاة في أوقاتها، خصوصًا في وقت دلوك الشمس، وهو الوقت الذي تتجه فيه الشمس نحو الغروب. تأكيد الآية على أداء الصلاة في هذا الوقت يمثل دعوة للمسلمين للالتزام بالعبادة وتحديد أوقات الصلاة في حياتهم اليومية.
التفسير التحليلي للآية
- “أقم الصلاة”:
- هذا الأمر يدل على وجوب الصلاة وأهمية أدائها في وقتها. “أقم” تعني الالتزام والقيام بالفعل، مما يشير إلى الفعل المستمر وليس مجرد أداء الصلاة بشكل عرضي.
- “لدلوك الشمس”:
- “الدلوك” هو الميل أو التغير. هنا تشير إلى الوقت الذي تبدأ فيه الشمس بالميل نحو الغروب، ويُقصد به وقت الظهر حتى ما بعد العصر. هذا يشمل الصلوات الخمس المفروضة في الإسلام، ويؤكد على أهمية تلبية الفروض في أوقاتها المحددة.
- التوقيت:
- الوقت هنا يربط بين العبادة والوقت، مما يبرز أهمية استغلال الوقت في العبادات والواجبات. فالوقت في الإسلام يُعتبر نعمة ويجب استثماره في الطاعات.
ما ترشدنا إليه آية: أقم الصلاة لدلوك الشمس
- أهمية الصلاة:
- تبرز الآية أهمية الصلاة كركيزة في حياة المسلم، وضرورة المحافظة عليها في أوقاتها.
- التزام الفرد بالعبادة:
- تدعو الآية المسلمين إلى الالتزام الشخصي بالعبادة، مما يعكس علاقة الفرد بربه.
- استغلال الوقت:
- تذكّرنا الآية بأن الوقت محدود ويجب استغلاله في الأعمال الصالحة، مما يساهم في تحقيق التقوى والرضا من الله.
- الترتيب والتنظيم:
- تدل على أهمية تنظيم الحياة وفقًا لوقت الصلاة، مما يُعزز من شعور المسلم بالانضباط والجدية في العبادة.