تفسير سورة الفلق والناس

الكثير منا على علم بأهمية قراءة المعوذتان وهما سورة الفلق وسورة الناس، ولكن بعضنا لا يعلم معاني آياتهما والتي منها نستنتج مقدار فضلها وعظمته، ولهذا فإن موقع مقال maqall.net يقدم لكم تفسير سورة الفلق والناس.

سورة الفلق

تفسير سورة الفلق بتفسير الميسر

  • يبدأ تفسير السورة بالآية الأولى: “قل أعوذ برب الفلق”: أي: قل – أيها الرسول –: أعوذ وأعتصم برب الفلق، وهو الصبح.
  • أما عن الآية الثانية: “من شر ما خلق” فتعني: من شر كل المخلوقات كلها وأذاها.
  • كما أن الآية الثالثة في السورة وهي: “ومن شر غاسق إذا وقب”: فهي تعني: الاستعاذة من شر الليل.
    • وهذا الليل به ظلمة شديدة إذا دخل وتغلغل، كما تعني الاستعاذة من شر المؤذيات كلها.
  • كما أن الآية الرابعة وهي: “ومن شر النفاثات في العقد”، فتعني: من شر الساحرات اللاتي يقمن بالنفخ فيما يعقدن من العقد، بمعنى: السحر.
  • أما الآية الأخيرة: “من شر حاسد إذا حسد”، فتعني: ومن شر حاسد مبغض للناس.
    • الذي يريد أن يحسد الناس على ما وهبهم الله من النعم، والذي يرغب في زوال هذه النعم عنهم، ويريد دومًا إحلال الأذى بهم.

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: فضل سورة الفلق

معاني أيات سورة الفلق بتفسير الجلالين

  • في هذا التفسير الآية (1) وهي: “قل أعوذ برب الفلق” تعني: رب الصبح.
  • كما أن تفسير الآية (2) وهي: “من شر ما خلق” تعني: من أي حيوان مكلف كان أو غير مكلف ومن الجماد مثل السم وغيره.
  • كذلك الآية (3): “ومن شر غاسق إذا وقب” معناها: أي إذا غاب القمر أو إذا أظلم الليل.
  • كما أن الآية رقم (4): “ومن شر النفاثات في العقد” تفسَّر بـ: أي من شر السواحر اللاتي تقمن بالنفث في العقد اللاتي تقمن بعقدهن في الخيط.
    • فتنفخ فيها بشيء تقوله من غير ريق وقال الزمخشري معه كنبات لبيد المذكور.
  • والآية الأخيرة “ومن شر حاسد إذا حسد” فتعني: أظهر حسده وعمل بمقتضاه مثل لبيد المذكور من اليهود الحاسدين للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

مضمون سورة الفلق

سورة الفلق هي سورة مكية تتكون من خمس آيات، وتتمحور حول الاستعاذة بالله تعالى من مختلف أنواع الشرور. مضمون السورة يمكن تلخيصه في النقاط التالية:

  • طلب الحماية من الله:
    • تبدأ السورة بطلب الحماية واللجوء إلى الله، رب الفلق (الصبح)، الذي يملك القدرة على كشف كل ظلمة وشر.
  • الاستعاذة من الشرور العامة:
    • تطلب السورة الحماية من كل شر خلقه الله، سواء كان معروفًا أو غير معروف، مرئيًا أو غير مرئي.
  • الاستعاذة من شر الظلام عند دخوله:
    • تشير إلى شر الليل عندما يغشاه الظلام، وما يمكن أن يحمله من مخاطر ومفاسد.
  • الاستعاذة من شر السحرة:
    • تذكر الحماية من شر النفاثات في العقد، وهي إشارة إلى السحرة الذين ينفثون في العقد لإلقاء السحر والأذى.
  • الاستعاذة من شر الحسد:
    • تختتم السورة بطلب الحماية من شر الحاسد عندما يحسد، مشيرة إلى الأذى الناتج عن الحسد والبغض.

الدروس المسفادة من سورة الفلق

سورة الفلق تحتوي على العديد من الدروس المستفادة التي يمكن تلخيصها كالتالي:

  • أهمية الاستعاذة بالله:
    • تعلمنا السورة ضرورة اللجوء إلى الله وطلب الحماية منه من كل أنواع الشرور.
  • الإيمان بقدرة الله على الحماية:
    • تذكرنا السورة بأن الله هو القادر على حمايتنا من كل شر، وهو الملاذ الآمن الذي يجب أن نلجأ إليه.
  • الحذر من شرور المخلوقات:
    • تدعو السورة إلى الوعي بالشرور التي يمكن أن تصيب الإنسان من المخلوقات المختلفة، سواء كانت هذه الشرور مادية أو معنوية.
  • التحصن من الظلام:
    • تشير السورة إلى الخطر الذي يمكن أن يأتي مع دخول الظلام، وتعلمنا ضرورة التحصن والدعاء في مثل هذه الأوقات.
  • الحذر من السحر وأهله:
    • تذكر السورة شر النفاثات في العقد، مما يحثنا على الحذر من السحر وأثره السلبي، واللجوء إلى الله للتخلص من تأثيره.
  • الحذر من الحسد:
    • تنبهنا السورة إلى خطورة الحسد وما يمكن أن يسببه من أذى، وتعلمنا أن نستعيذ بالله من شر الحاسدين.
  • الاعتماد على الله في كل الأمور:
    • تعلمنا السورة أن نضع ثقتنا واعتمادنا الكامل على الله في مواجهة أي شر أو خطر.
  • الدعاء كوسيلة للحماية:
    • تبرز السورة أهمية الدعاء كوسيلة فعالة للحماية من الأذى والشرور.

سورة الناس

تفسير سورة الناس بتفسير الميسر

  • يقول الميسر في تفسير الآية الأولى وهي: “قل أعوذ برب الناس” أنها تعني: قل – أيها الرسول – أعوذ وأعتصم برب الناس.
    • وهو القادر وحده عز وجل على أن يرد شر الوسواس.
  • أما الآية الثانية: “ملك الناس” فتعني: ملك الناس جميعهم والمتصرف في جميع شؤونهم والغني عنهم.
  • كذلك الآية الثالثة: “إله الناس” فهي تعني: إله الناس الذي لا معبود بحق غيره.
  • كما أن الآية الرابعة: “من شر الوسواس الخناس” أي: من أذى الشيطان الذي يوسوس عند الغفلة، ويختفي عند ذكر الله.
  • وتفسير الآية الخامسة: “الذي يوسوس في صدور الناس” فتعني: الذي يقوم ببث الشكوك والشر في صدور الناس.
  • أما عن الآية الأخيرة وهي: “من الجنة والناس” فتفسيرها: من شياطين الجن والإنس.

تفسير سورة الناس بتفسير الجلالين

  • في هذا التفسير نرى الآية رقم (1) وهي: “قل أعوذ برب الناس” تعني: مالكهم وخالقهم خصوا بالذكر تشريفا لهم.
    • وهي مناسبة للاستعاذة من شرور الوسواس الذي يوسوس في صدورهم.
  • أما الآيتين رقم (2) ورقم (3) وهما: “ملك الناس* إله الناس” فمعناهما: صفتان.
    • أو بدلان أو عطفا بيان وقد تم إظهار المضاف إليه بهما من أجل الزيادة للبيان.
  • كما أن الآية رقم (4) وهي: “من شر الوسواس الخناس” فمعناها: بأن الشيطان قد سمي بالحدث وذلك لكثرة ملابسته له والخناس لأنه يخنس ويتأخر عن القلب كلما ذكر الله.
  • كذلك الآية رقم (5) وهي: “الذي يوسوس في صدور الناس”: فمناها بأن هذه هي حالة قلوبهم لو غفلوا عن ذكر الله تعالي.
  • كذلك في الآية الأخيرة وهي: “من الجنة والناس” التفسير التالي: تدل على أن ذلك بيان للشيطان الذي يوسوس.
    • أنه جني وإنسي، أي: أن الاستعاذة هنا من السيئين سواء كانوا من الإنس أو الجن.

كما يمكنك التعرف على: تفسير سورة قل أعوذ برب الفلق

مضمون سورة الناس

سورة الناس تُعنى بطلب الحماية من شرور مختلفة من خلال الاستعاذة بالله. يمكن تلخيص مضمونها كالتالي:

  • التوحيد والاعتراف بربوبية الله:
    • تبدأ السورة بالتوجه إلى الله بصفاته كرب الناس، ملك الناس، وإله الناس، مما يعزز التوحيد والاعتراف بقدرة الله المطلقة.
  • طلب الحماية من شرور معينة:
    • تركز السورة على الاستعاذة بالله من شر الوسواس الخناس، وهو الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس ويحاول إغوائهم بعيدًا عن الصراط المستقيم.
  • شمولية الوسوسة:
    • تشير السورة إلى أن وسوسة الشيطان لا تقتصر على البشر فقط، بل تمتد إلى الجن أيضًا، مما يبرز الحاجة المستمرة لطلب الحماية من الله.

الدروس المستفادة من سورة الناس

من سورة الناس، يمكن استخلاص العديد من الدروس المستفادة بشكل ملخص:

  • أهمية التوحيد:
    • التأكيد على توحيد الله بأسمائه وصفاته: رب الناس، ملك الناس، وإله الناس، مما يذكرنا بأهمية اللجوء إلى الله وحده في كل الأحوال.
  • الاستعاذة بالله:
    • تعليم المسلم اللجوء إلى الله وطلب حمايته من الشرور، خاصة من وسوسة الشيطان الذي يحاول إغواء الناس.
  • حقيقة وجود الشيطان:
    • الاعتراف بوجود الشيطان ووسوسته، مما يدفع المؤمنين إلى أخذ الحيطة والحذر من تأثيراته والبحث عن الحماية الإلهية.
  • الشمولية في طلب الحماية:
    • الدعوة إلى طلب الحماية من الله ضد جميع أنواع الشرور، سواء كانت من البشر أو الجن، مما يظهر شمولية استعاذة المؤمن.
  • الاعتماد على الله:
    • التأكيد على أن الله هو الملجأ الأخير والوحيد ضد جميع أنواع الشرور، مما يعزز الاعتماد الكامل على الله في حياة المؤمن.
  • الوعي بالوسوسة الداخلية:
    • التوعية بأن الشر يمكن أن يكون داخليًا من خلال الوساوس، مما يدفع المؤمن إلى مراقبة نفسه وأفعاله باستمرار وطلب العون من الله.

سبب نزول سورتي الفلق والناس

عند البحث عن تفسير سورة الفلق والناس، علينا أيضًا ألا نتجاهل أسباب نزول كل من السورتين، وأسباب النزول تتلخص في الآتي:

السحر الذي أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

  • فقد ذكر في سيرة رسول الله النبوية بأن هناك رجلا يهوديا يسمى اللبيد بن الأعصم.
  • حيث قام ذلك اليهودي بعمل سحر ليصيب به رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.
  • كما أن هذه الإصابة كانت عن طريق أسنان المشط الذي يستخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • وقد قام أيضًا بمساعدة اللبيد في ذلك الأمر خادم يهودي كان يخدم رسول الله.
  • كذلك فإنه بعد أن قام بذلك السحر ألقاه في بئر لبني ذروان.
  • حيث إن ذلك السحر جعل رسول الله يمرض لستة أشهر إلى أن أوحى الله عز وجل لرسوله الكريم أن يتحصن من ذلك السحر وأن يفك عقده.

التحصين والترقي من الحسد

  • إن الحسد والسحر وغيرهما من مختلف الشرور التي قد تصيب الإنسان، وقد تكون مؤثرة على مرضه وحياته.
  • ولقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالتحصين والرقية من خلال هاتين السورتين مع الاستعانة ببعض الأدعية والأذكار.
  • كما نجد في السيرة النبوية بأن جبريل عليه السلام قد جاءه النبي بعد أن نزلت هذه الآيات.
    • وأمره الرسول بالرقية ليتحصن من كل الشرور والسحر والحسد.
  • كذلك نجد نصيحة النبي عليه الصلاة والسلام لجبريل عندما كان يرقيه وقال: “باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حاسد وعين الله يشفيك”.
    • حيث أزاد النبي على جبريل، وقال له أن يقرأ سورتي الفلق والناس، وهما المعوذتين.
    • كما أنه قال صلى الله عليه وسلم عنهما: “أما والله فقد شفاني الله، وأكره أن أثير على أحد من الناس شرا”.

فضل سورة الفلق والناس

  • إن من أعظم أسباب نزول السورتين هو الفضائل العديدة التي تحتوي عليها هاتين السورتين.
  • كما أن كل من يقرأهما يحصل على الكثير من الأجر والثواب عند الله تعالى.
  • فإن من فضائل قراءة المعوذتين أن فيهما حماية للإنسان من كل شر ومن السحر والحسد ونحو ذلك.
  • كما أنه يجب على الإنسان المداومة على قراءتهما صباحا ومساء حصول البركة والتحصين في الحياة.

ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: فضل سورة الناس

أسئلة شائعة حول تفسير سورة الفلق والناس

ما هي سورة الفلق وسورة الناس؟

سورة الفلق وسورة الناس هما السورتان الثانية عشر والثالثة عشر من القرآن الكريم على التوالي.

ما هي فضل سورة الفلق وسورة الناس؟

لهما فضل عظيم في الإسلام؛ فهما معروفتان بالتوجيه للحماية من الشرور والسحر والحسد.

ما هي الأحاديث التي تتعلق بفضل سورة الفلق وسورة الناس؟

من الأحاديث المشهورة: (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس)، التي ينصح بقراءتهما للحماية من الشرور.

ما هو مضمون سورة الفلق وسورة الناس بشكل موجز؟

سورة الفلق: تدعو إلى الاستعانة بالله من كل شرور الخلق، وتفسر الشرور التي تظهر في الليل. سورة الناس: تدعو إلى الاستعانة بالله من شرور الناس والجن.

ما هي الدروس المستفادة من سورة الفلق وسورة الناس؟

الاعتماد على الله في حماية النفس من كل أذى. التوجه لله وطلب الحماية من الشرور المختلفة التي قد تؤثر على الإنسان. التذكير بأن الحماية الحقيقية تأتي من الله وحده.

ما هي الفوائد الروحية والدنيوية لقراءة سورة الفلق وسورة الناس؟

الحماية من الأذى والشرور. تقوية الإيمان بالله والاعتماد عليه في كل شئ. تهيئة النفس للنجاة والسلامة في الدنيا والآخرة.

كيف يمكن للمسلمين استخدام سورة الفلق وسورة الناس في حياتهم اليومية؟

قراءتهما في الصلوات الخمس للحماية. قراءتهما قبل النوم للحفظ والحماية من الأحلام السيئة. تعليمهما للأطفال والأسرة كجزء من التعليم الديني والروحي.

مقالات ذات صلة