تفسير: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم

تفسير: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم، هو خير طريق لمعرفة ما المقصود من قول الله تعالى، حيث لا توجد آية في القرآن الكريم لا تحمل حكمة ولا هدف من ورائها.

لذا يجب على المسلمين في كل زمان ومكان أن يبحثوا عن التفسير الذي يظهر حكمة الله عز وجل ويبين كيف تمكن من توصيل أوامره ونواهيه إلى عباده من خلال كتاب بليغ مثل القرآن الكريم.

تفسير: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم

قبل التعمق في تفسير هذه الآية يجب أن نعلم أن جميع آيات القرآن الكريم تعتبر منهج، ودليل يوضح للعباد كيف يمكنهم الفوز بكل من الدنيا والأخرة.

وذلك لأن هذه الآيات ترشد العباد ليعرفوا ما هو الصالح لهم ما هو غير الصالح، وفيما يلي نعرض التفسير:

  • أن آية الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم تحمل شعور بالأمان لا يوصف.
    • وتساهم في توفير سبيل للطمأنينة والراحة خاصةً عندما نرى تكملة الآية الكريمة.
    • وهي (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
  • قد يفهم البعض هذه الآية بشكل سطحي أي يعتقدوا أن هناك ذكر معين من شأنه أن يجلب الطمأنينة.
    • ويزيد الشعور بالأمان، لكن هذا غير صحيح.
    • حيث يوجد ارتباط وثيق بين كل من ذكر الله بشكل عام والتفكير فيه وبين الشعور بالراحة، والطمأنينة.
  • لذا وحتى نتمكن من الوصول إلى المعنى الصحيح يجب علينا أن نتعمق أكثر في تدبر هذه الآية.
    • ومن خلال التعمق لفهم معانيها.
  • حيث تقع هذه الآية في سورة الرعد المليئة بالحكم.
    • حيث نرى حكمة الله عز وجل في أكثر من آية في هذه السورة مثل قوله -تعالى- في سورة الرعد: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
    • و(أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ).
    • وغيرها من الآيات المليئة بالحكمة والإعجاز اللغوي.

شاهد أيضًا: فضل سورة النحل

تفسير سورة الرعد قوله تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم

تعدَدت أقوال أهل العلم والتفسير فيما يخص تفسير: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم، حيث رأى البعض أن المقصود بذكر الله في موضع هذه الآية المقصود هو الذكر الشفاهي فقط.

بينما ذهب البعض الآخر إلى أن المقصود به هو ذكر الله على الدوام في القلب، والعقل، وفيما يلي نعرض التفسير:

  • بالرجوع إلى تفسير: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم، نجد أن المقصود من الآية أن الذين تشبعت قلوبهم بالإيمان تتميز قلوبهم بالطيبة.
    • والسكينة والهدوء بفضل قربهم من الله عز وجل.
    • حيث ينعم عليهم ربهم بالطمأنينة، والسكينة والراحة فور ذكره.
  • لذا يجب على المسلمين والمؤمنين أن يرضوا به مولى ونصير.
    • وذلك لأنه يستحق ذلك فسبحانه وتعالى خير وكيل وصاحب.
  • لكن ذكر الله ليس مقتصر على ذكر الأفواه فقط، بل الذكر أعمق وأشمل من هذا بكثير.
    • حيث تعتبر حمد الله على النعم الموجود في حياتنا من خلال الشعور بالرضا ذكر له.
    • التحمس لعبادة الله في الأرض لنكون خير خلفاء له طمعاً في الوعود الذي قطعه لعباده المؤمنين وثوابه لهم ذكر له وهكذا.
  • كذلك ذهب بعض الفقهاء إلى أن المراد بذكر الله هو قراءة وفهم وتدبر وحفظ القرآن الكريم.
    • حيث قال الضحاك خلال تفسيره لهذه الآية أن المؤمنين تنعم قلوبهم بذكر الله من خلال القرآن الكريم.

تفسيرات أخرى للآية الكريمة الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم

كثرة التفسيرات التي تناولت الآية الثامنة والعشرين في سورة الرعد، وذلك لأن هذه تعتبر من أشهر آيات القرآن الكريم.

لذا وبعد أن عرضنا لكم أشهر التفاسير التي تناولت معاني وطرق فهم هذه الآية نلقي نظرة على بعض التفسيرات غير المعروفة فيما يلي:

  • ذهب سفيان بن عيينة إلى إن المراد بذكر الله خلال هذه الآيات الإيمان بأمر الله وقضائه.
    • في حين أن قال قتادة إن المقصود بأن المؤمنين عادةً تمتلئ قلوبهم بذكر ربّهم لهذا يلجؤون إليه على الدوام.
  • ذهب بعض المفسرين إلى أن المقصود هنا بالتحديد هم أصحاب الرسول.
    • ومعلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم.
  • كذلك فسر السدي الآية على أن المقصود هنا بذكر الله هو الحلفان بالله.
    • بمعنى أن المؤمن إذا حلف خصمه بالله سوف تسكن الطمأنينة قلبه، ويهدئ.
  • أخيراً من التفسيرات المتداولة أن ذكر الله المقصود به ذكر قدرة الله ورحمته.
    • ودلائل تشمل وحدانية عبادته، وطاعته.

اقرأ أيضًا: سور لتسهيل الولادة وفتح الرحم

التفسير اللغوي لآية: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم

أن القرآن الكريم كتاب إعجاز لغوي بامتياز حيث في كل سورة أو آية لم يتم اختيار أي كلمة أو زمن أو حرف عبثاً، لذا نتعرف فيما يلي عن رأى أهل اللغة في تفسير: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم:

  • قال أهل اللغة وعلمائها أن اختيار الفعل تطمئن في صيغة المضارع يحمل دلالة على الاستمرار والتجدد.
    • أي سوف تكون قلوبهم مطمئنة على الدوام طالما كانوا يذكرون الله عز وجل.
  • لذا فإنّ المؤمنين إذا شعروا بالخوف أو سكن قلوبهم الاضطراب والتقلّب.
    • كل ما عليهم فعله هو ذكر الله، وتردد ذكره على ألسنتهم من خلال تلاوة القرآن الكريم.
    • والتسبيح بحمده، واستغفاره، وتكبيره وتوحيده.
    • وإذا لم يقوموا هم بذكره لسبب أو لأخر يكفي أن يستمعوا إلى شخص آخر وهو يذكره من خلال تلاوة القرآن الكريم.
  • كذلك تمكن الله عز وجل من توضيح العلاقة الوثيقة بين الطمأنينة وذكر الله بذكاء لغوي شديد.
    • حيث بالنظر إلى قوله -تعالى-: (أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
    • نلاحظ أن هناك تقدم للجار على المجرور “بذكر الله” على الفعل.
    • وهذا التقدم والتغيير يفيد الاختصاص، بمعنى أن القلوب لا تطمئن بأي شيء سوى ذكر الله عز وجل.
  • كذلك نجد الإعجاز واضح في اختيار كلمة القلوب لتكون معرفة بأل التعريف.
    • حيث هذا يفيد التعميم، والاستغراق، بمعنى أن كل القلوب وأي قلب لا يمكن أن يشعر بالطمأنينة والهدوء إلا بذكر الله.
    • وهذا بدوره يفسر لماذا تكون القلوب الخاوية من ذكر الله عادةً تكون قلقة وفزعة على الدوام.

الذكر الذي يجلب الطمأنينة

كما ذكرنا لا يوجد ذكر معين من شأنه هو وحده أن يجلب الطمأنينة لعباد الله، حيث لم يرد ذكر مخصوص ولا في القرآن الكريم، ولا في السنة النبوية الشريفة.

لكن يمكن أن نعرض لكم فيما يلي بعض الأذكار الهامة التي بالتأكيد سوف تساهم في تحسين حالتك المزاجية، وتزيد من شعور الطمأنينة لديك:

  • الاستغفار يزيد من الشعور بالرضا والطمأنينة.
  • الصلاة على النبي ومعلم الناس الخير محمد عليه الصلاة والسلام.
  • حمد الله على كل كبيرة وصغيرة.
  • الدعاء التالي (اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي.
    • اللهم استرْ عورتي وآمنْ روعاتي، اللهم احفظْني مِن بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ مِن تحتي).
  • (لا إلهَ إلَّا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمُ.
    • لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ السمواتِ السبعِ وربُّ الأرضِ، وربُّ العرشِ الكريمُ).
  • دعاء (لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ).
    • حيث تبين أن هذا الدعاء يساهم في تفريج الكرب.

شاهد من هنا: تجربتي مع سوره عبس

التفسير الإجمالي للآية

تتحدث الآية عن المؤمنين الذين يجدون الطمأنينة والسكون في قلوبهم من خلال ذكر الله. تُشير إلى أهمية الذكر في حياة المؤمن وأنه هو المصدر الرئيسي للسكينة والراحة النفسية.

التفسير التحليلي للآية

  • “الذين آمنوا”: تشير إلى المؤمنين الحقيقيين الذين يصدقون بالله ويؤمنون برسالته.
  • “وتطمئن قلوبهم”: تعكس الحالة النفسية للمؤمنين، حيث أن إيمانهم يمنحهم الطمأنينة والسكون.
  • “بذكر الله”: يُظهر دور الذكر في تحقيق الطمأنينة، مما يعني أن تذكر الله والتقرب إليه هو السبيل لراحة القلب.
  • “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”: تأكيد على الفكرة الأساسية، حيث تُعتبر الطمأنينة مرتبطة بشكل وثيق بذكر الله، مما يعزز أهمية هذه العبادة.

ما ترشدنا إليه آية: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم

  • أهمية الإيمان: الإيمان بالله هو أساس السكينة والطمأنينة في القلوب.
  • دور الذكر: يُظهر الذكر تأثيره الإيجابي على النفس، وأنه وسيلة للحصول على الطمأنينة.
  • حاجة الإنسان إلى الطمأنينة: تذكر أن الإنسان في حاجة دائمة للسكينة، وأن السبيل إليها هو القرب من الله.
  • الارتباط بين الإيمان والراحة النفسية: تُبرز الآية العلاقة الوثيقة بين الإيمان وراحة القلب، مما يشجع على تعزيز الإيمان والذكر في الحياة اليومية.

معاني مفردات آية: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم

  • الذين: اسم موصول يشير إلى جماعة معينة، هنا يُشير إلى المؤمنين.
  • آمنوا: من الإيمان، وهو التصديق الجازم بوجود الله وبالرسالات والكتب السماوية.
  • وتطمئن: فعل مضارع يدل على الاستمرار، يعني الاستقرار والسكينة.
  • قلوبهم: جمع “قلب”، ويشير إلى مراكز المشاعر والأحاسيس، ويُعتبر رمزاً للحياة الروحية.
  • بذكر الله: “ذكر” يعني التذكير والتسبيح، والإشارة إلى أسماء الله وصفاته، والعبادة، والتقرب إليه.
  • ألا: أداة استفتاح تفيد التأكيد، وهي تأتي لتبرز الفكرة.
  • تطمئن: تعني تسكن وتستقر، وتدل على تحقيق الراحة النفسية.
  • القلوب: تشير هنا أيضاً إلى مركز الإيمان والمشاعر.

أسئلة شائعة حول تفسير الآية

ما هو المقصود بـ (الذين آمنوا)؟

يُشير إلى الأشخاص الذين يصدقون بالله ويدينون بالإسلام ويعملون بتعاليمه.

كيف يكون ذكر الله سبباً لطمأنينة القلوب؟

ذكر الله يُحسن العلاقة مع الخالق، ويُعزز الثقة والسكينة، مما يساعد على تخفيف القلق والتوتر.

ما هي أنواع ذكر الله؟

تشمل التسبيح، التهليل، الاستغفار، قراءة القرآن، والدعاء.

هل يمكن أن يشعر المؤمن بالقلق رغم ذكر الله؟

نعم، فمشاعر القلق قد تحدث نتيجة ضغوط الحياة، لكن ذكر الله يُساعد في العودة إلى الطمأنينة.

ما الفرق بين الوجل والطمأنينة في قلوب المؤمنين؟

الوجل يكون عند ذكر وعيد الله، بينما الطمأنينة تأتي من ذكر وعد الله ورحمته.

مقالات ذات صلة