تفسير آية قال ربك هو علي هين
تفسير آية قال ربك هو علي هين، إن لله تعالى المثل الأعلى في البلاغة والفصاحة، ويتمثل ذلك في آيات القرآن الكريم، فلكل آية معنى وسبب لنزولها، وسوف نعرض في هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net أقوال المفسرين حول تفسير قوله تعالى:( هوَ عَلَيَّ هَيِّنٞ).
محتويات المقال
مواضع ذكر (قال ربك هو علي هين)
بالنظر لكتاب الله عز وجل نجد أن الأية الكريمة قد ذكرت في موضعين بسورة مريم، هذان الموضعان هما آية رقم9،آية رقم21، وهما كما يلي:
- قوله تعالى: ﴿ قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبّكَ هوَ عَلَيَّ هَيِّنٞ وَقَدۡ خَلَقۡتكَ مِن قَبۡل وَلَمۡ تَك شَيۡـٔٗا ﴾، آية 9من سورة مريم.
- وقوله تعالى (قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبّكِ هوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَه آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْراً مَقْضِيّاً)آية 21من سورة مريم أيضا.
اقرأ أيضا: تفسير آية الطيبون للطيبات
تفسير آية (قال ربك هو علي هين)
تفسير آية قال ربك هو علي هين في الوسيط
- جاءت الآية الكريمة ردا على سؤال زكريا عليه السلام حينما قال: (رَبِّ أَنَّى يَكون لِي غلامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْت مِنْ الْكِبَرِ عِتِيّاً).
- ثم تكررت ردا على سؤال السيدة مريم حينما قالت: ( أَنَّى يَكون لِي غلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكنْ بَغِيّاً).
- فالآية خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: الأمر كذلك.
- والمعنى: أن الله تعالى يجيب على زكريا ومريم بأن الأمر ليس كما قلتما.
- وهذه الأسباب التي تظنان أنها مانع من حدوث ما بشرتكما به.
- فإن هذا المانع لا يمكنه أن يقف بيننا وبين أن ننفذ إرادتنا في منحكما هذين الغلامين.
- فإن قدرتنا لا يتمكن أي شيء من تعجيزها، ولا هي خاضعة لما تجري به العادات.
فرده تعالى على زكريا يعني أن أمر وجود الولد منك ومن زوجتك هذه لا من غيرها هو أمر بالنسبية لي سهل ميسر. - ثم بين لزكريا ما هو أعظم مما سأل عنه فقال: (وَقَدْ خَلَقْتكَ مِنْ قَبْل وَلَمْ تَك شَيْئاً)،أي:
- لا تكن متعجبا يا زكريا من أن يرزقك الله بغلام وأنت وزوجك بتلك الحالة.
- فإني أنا الله الذي قد خلقتك من العدم، ومن يقدر على الإيجاد من العدم، فهو يقدر أيضا على أن يرزقك بهذا الغلام الذي بشرتك بقدومه.
- فنجد أن الآية الكريمة قد تسلسلت بصورة منطقية تبرهن على كمال قدرة الله تعالى، وذلك يجعل قلب زكريا عليه السلام يطمئن أكثر.
- ورد أيضا على مريم بنفس الإجابة عندما تعجبت من أن يكون لها ولد دون أن تتزوج.
- ودون أن يمسسها أي بشر، ثم أكمل بعدها بأن ابنها سيكون آية من الله لبني إسرائيل.
تفسير آية قال ربك هو علي هين للإمام القرطبي
- معنى هذه الأية قال ربك والكاف في محل رفع، بمعنى الأمر كما قيل لك: هو علي هين، بمعنى: خلقه علي هين .
- وقد خلقتك من قبل: أي من قبل أن أقوم بخلق يحيى.
- ولم تك شيئا: أي كما قام الله تعالى بإيجادك عد العدم ولم تك شيئا موجودا ، فهو القادر على أن يخلق يحيى في رحم أمه على الرغم من أنها عاقر.
كما أدعوك للتعرف على: تفسير آية (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثوراً)
تفسير آية قال ربك هو علي هين للإمام الطبري
- يقول الإمام يمكنني أن أقول في تفسير قوله تعالى:(قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبّكَ هوَ عَلَيَّ هَيِّنٞ):
- أن الله تعالى يقول لزكريا عليه السلام ليجيب على سؤاله(كذلك):
- أي إن الأمر كما ذكرت من أن امرأتك عاقر وأنك قد كبرت في السن وصرت شيخا عجوزا.
- لكن الله قد خلق يحيى على هين، فقوله تعالى:(هوَ عَلَيَّ هَيِّنٞ): كناية عن طريقة خلق الله تعالى ليحيى عليه السلام.
- فإن تفسير هذه الآية الكريمة هو أن القيام بخلق هذا الغلام الذي بشرتك به رغم كبر سنك.
- وبالرغم من أن زوجتك عاقر ليس أكثر عجبا من قيامي بخلقك من العدم.
- فكما قمت بخلقك من عدم يسهل علي أيضا أن أخلق هذا الغلام الذي قمت بتبشيرك به، حيث أقوم بوضعه في رحم أمه وأعطيها القوة في فترة حملها حتى تلده.
تأويل آية (قال ربك هو علي هين) لابن كثير
- إن هذه الآية قد جاءت ردا من الله تعالى على تعجب زكريا عليه السلام عندما بشره الله بيحيى عليه السلام ففرح زكريا فرحا شديدا عندما أجابه الله على سؤاله بهذه الإجابة الوافية.
- فقد كان سؤال زكريا عليه السلام عن كيفية خلق الله لهذا الغلام الذي بشره به رغم كبره في السن.
- ورغم أن زوجته لا تنجب، فما الوجه الذي قد يجعل قدوم هذا الولد ممكنا رغم كل ذلك.
- فزوجة سيدنا زكريا لم تكن تنجب في بداية عمرها، فكيف ستلد بعد أن كبرت في السن وكبر هو أيضا وأصبح شيخا عجوزا؟
- فكان رد الله عليه بهذه الأية الكريمة أن الله لا يصعب عليه شيء، ثم أكمل تعالى الإجابة في قوله تعالى:
- (وَقَدْ خَلَقْتكَ مِنْ قَبْل وَلَمْ تَك شَيْئاً): أي كما قمت بخلقك من عدم وكان ذلك أمرا يسيرا علي.
- فسوف أخلق هذا الغلام أيضا بمنتهى السهولة واليسر.
تفسير الجلالين لقوله (قال ربك هو علي هين)
- معنى(قال): أي الأمر، (كذلك): أي من قام بخلق غلام منكما.
- (قَالَ رَبّكَ هوَ عَلَيَّ هَيِّنٞ): أي قام ربك برد قوتك عليك، وقام بفتق رحم امرأتك لتتمكن من الحمل والولادة.
- (وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا): أي لم تكن شيئا قبل أن أخلقك، وذلك لإظهار الله هذه القدرة العظيمة.
- فقد ألهمه السؤال لتكون الإجابة عليه بما يدل عليها، ولأن نفس زكريا عليه السلام كانت تتوق إلى سرعة المبشر به.
كما يمكنكم الاطلاع على: تفسير آية (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون)
سورة مريم
سورة مريم هي السورة رقم 19 في القرآن الكريم، وتتكون من 98 آية. تمتد سورة مريم من الآية 1 إلى الآية 98 في المصحف الشريف. وتعتبر سورة مريم واحدة من السور المكية، أي أنها نزلت في مكة المكرمة قبل هجرة النبي محمد ﷺ إلى المدينة المنورة.
السورة تأخذ اسمها من الشخصية الإسلامية مريم، والتي تُعرَف في الإسلام بأنها أم عيسى (عليهما السلام). وتتناول السورة عدة موضوعات مهمة، منها:
- ذكر النبي يحيى وميلاده: تبدأ السورة بذكر قصة النبي يحيى (عليه السلام) وميلاده، وكيف أعلنت البشارة لوالدته مريم بقدومه.
- ذكر مريم وميلاد عيسى (عليهما السلام): تتناول السورة قصة مريم وولادتها لعيسى (عليه السلام) وكيف أُتهمت بالزنا وكيف دافعت عن نفسها بوحي الله.
- توحيد الله ونبذ الشرك: تؤكد السورة على توحيد الله وتنبذ الشرك والإشراك بالله.
- تأكيد قدرة الله على الخلق والبعث: تُظهِر السورة قدرة الله على الخلق والبعث، وتؤكد على القيامة والحساب يوم الدين.
- التحذير من عقاب الله للكافرين ووعده بالجنة للمؤمنين: تحذر السورة من عقاب الله للكافرين ووعده بالجنة للمؤمنين الذين يتقون الله ويعملون الصالحات.