هل يجوز الطلاق في رمضان

يعتبر الطلاق من شرائع الله في الأرض، وهو وسيلة يلجأ لها الإنسان في أخر حل يمكن به إزالة خلاف ما بين الزوجين.

وللطلاق أحكام وقوانين شرعها لنا الله تعالى وسنها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ونجيب في هذا الموضوع عن سؤال هام وهو هل يجوز الطلاق في رمضان؟

مفهوم الطلاق

يعتبر الطلاق في الإسلام هو شريعة الله تعالى كوسيلة هامة في حل المشاكل الزوجية عندما تقف جميع الحلول أمام الأزواج.

وأعطى الإسلام كافة الصلاحيات والقواعد والقوانين التي تحكم هذه الشريعة، والطلاق له الكثير من الأحكام.

وأعطى الله تعالى فرصة ورخصة للرجال في تطليق نسائهم للعديد من الأسباب والضوابط الشرعية.

وأيضًا أعطى فرصة للرجوع عن الطلاق ورد الزوجة في طلقتين ولا تصلح في الثالثة حيث أنها تكون بغير رجعة، ولا تحل له حتى تنكح زوجًا أخر.

والأصل في عقد الزواج انه عقد دائم وليس مؤقت، ويتم فض هذا العقد على اختلاف الأهواء والأمزجة والأخلاق والقيم والعادات والتقاليد.

ويكون هذا الطلاق علاج أخير وحل أمثل في حالة استحالة المعاشرة الزوجية، وذلك بعد محاولة الإصلاح بين الزوجين من تدخل الأطراف الأخرى.

واتفق الفقهاء على مشروعية الطلاق رجوعًا إلى كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هل يجوز الطلاق في رمضان

يجوز الرجل أن يطلق زوجته أثناء الصيام في رمضان، وينفذ حكم الطلاق على أن الطلاق يقع سواء في الصيام أو في غيره.

ولم يستدل على نص شرعي يدل على النهي عن الطلاق في الصيام أو في رمضان، وهو من الأمور التي أحلها الله تعالى لعباده المسلمين.

وذلك للفض بين الأزواج في حالة المنازعات وحالة استحالة المعيشة، وعدم قبول الصلح بين الزوجين.

ويعتبر الطلاق أبغض الحلال عند الله تعالى والله يبغضه ويكره بالرغم من مشروعيته.

ويجب على الزوج أن يكون طلاقه لزوجته بناء على سبب مقنع وسبب يعتد به، أو يكون باتفاق الطرفين.

اقرأ أيضًا: أنواع الطلاق في الإسلام

بعض الأحكام الشرعية للطلاق

توجد العديد من الأحكام الشرعية التي تخص الطلاق ونعرض منها الآتي:

وجوب الطلاق

يوجب الطلاق في كل من الحالات الأتية:

• من حلف اليمين وامتنع عن الطلاق.
• يقع الطلاق في حالات النزاع والشقاق والنزاع الذي يحكم به الحكمان بالطلاق.
• استحالة الحياة الزوجية بين الزوجين.
• هجر الزوج زوجته مدة تزيد عن أربعة اشهر وامتناعه عن معاشرتها الشرعية.
• إصرار الزوجة على الطلاق بسبب أنها لا تطيق العيشة فيها.
• تحريم الطلاق:
• يتم تحريك الطلاق في الأوقات غير المشروعة، مثل طلاق المرأة في وقت الحيض أو النفاس.
• يتم تحريم الطلاق أن يتم في الثلاث طلقات في وقت واحد، حيث انه يتم تسميته بطلاق البدعة.
• كراهية الطلاق: يكره الطلاق إذا كان بدون سبب أو حاجة ملحة له أو عدم الضرورة لذلك.

يكره الطلاق إذا حدث بدون مقاصد مشروعة وبدون الحفاظ على مصالح الزوجين.

ويكره الطلاق إذا كان بقصد ظلم الرجل لزوجته.

ما هي شروط وقوع الطلاق

لابد أن يكون الطلاق عن طريق توافر الأركان واكتمالها ونذكر شروط الطلاق في الآتي:

• الأهلية: وهو يجب أن يكون الشخص عاقل وبالغ، حيث أن الطلاق لا يكون نافذ إذا كان المطلق مجنونًا.
• ويجب أن يتوفر هذا الشرط في كل من الزوج أو وليه أو النائب عنه لهم أهلية في إيقاع الطلاق.
• عنصر النية: وهو من شروط وقوع الطلاق حيث أنه يجب على الرجل إذا قام بالطلاق أن يكون اللفظ خارج دون أي ضغوط عليه، ويجب أن تكون نيته فعلًا هي الطلاق.
• قيام العقد: وهو الشرط الثلاث للطلاق الصحيح، وهو توفر شرطين في عقد الطلاق وهو قيام العقد في الحال سواء كان عقد نكاح أو عدة، والثاني قيام حل جواز العقد.

قد يهمك: ما هي شروط الطلاق في المحاكم السعودية؟

ما هو الطلاق الرجعي والبائن والفرق بنيهم

يقسم الطلاق في حالة الرجعة إلى قسمين أساسيين وهما الطلاق الرجعي والطلاق البائن.

• ويكون الطلاق الرجعي هو ما يمكن الزوج من إرجاع زوجته إلى عصمته في فترة العدة وذلك دون اشتراط رضائها ودون الحاجة إلى مهر أو عقد جديدين.

ويجب أن يكون في الطلاق الرجعي أن الزوجة متعلقة بزوجها وفي حالة وفاة أي من الإثنين فإنه يرث من الآخر.

ويجوز للمرأة في هذه الفترة أن تتزين لوجها وتحثه على رجوعها له ولا يحل للمرأة الخطبة في أيام العدة.

وعند رجوع الزوجة إلى الزوج في فترة عدة الطلاق الرجعي تكون بدون أي اشتراطات وتصح بأي شيء.

• الطلاق البائن وهو الذي أيضًا يقسم إلى طلاق بائن بينونة صغرى، وبينونة كبرى.

فإن الطلاق البائن البينونة الصغرى فإنه يشار إليه بأنه الطلاق الذي لا يملك فيه الزوج رجعة لزوجته إلا بعقد ومهر جديدين.

ويكون ذلك في حالة انتهاء عدة طلاقها ويريد الزوج أن يعود لها مرة أخرى، ويعتبر بأنه مثل الزواج جديد.

وقد يطلق على الطلاق قبل الدخول بالزوجة أيضًا طلاق بينونة صغرى، وقد يقع الطلاق بينهما عن طريق الخلع.

أما النوع الثاني: فيكون الطلاق الذي لا يملك فيه الزوج او يستطيع إرجاع زوجته لا في فترة عدتها أو بعد انتهائها.

ويكون ذلك جائز إذا نكحت زوجًا أخر بعقد زواج صحيح وشرعي ودخل بها الزوج وقام بها بالخلوة الشرعية.

ويكون إرجاع الزوجة في هذه الحالة بموت زوجها الجديد أو بطلاقها منه وق انتهت عدتها.

ما هي عدة المطلقة؟

تعتبر عدة المرأة المطلقة من الأمور التي جاءت بالكثير من الحالات والأنواع وفصلها كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتعرف عدة المرأة بانها المدة التي لا يسمح لها بالزواج من غير طليقها إلا بع انقضاء هذه العدة.

وتختلف عدة المرأة باختلاف حالاتها حيث أن كل حالة من حالتها لها عدة مختلفة عن الأخرى.

• فعدة الحائض هي ثلاث قروء أو ثلاث حيضات وذلك لقول الله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ).

وهذا يتماشى مع مبدأ الحنفية والحنابلة حيث يقصد ليهم القرء بمعنى الحيض، أما الشافعية والمالكية فيقصد بالقرء لديهم هو الطهر، أي أن عدة الحائض ثلاث طهور.

• عدة المرأة إذا كانت صغيرة أو انتهى حيضها ووصلت لسن اليأس هي ثلاث أشهر.
• وعدة المرأة الحامل تكون بوضع الحمل، أي فور ولادتها تنتهي عدتها سواء كان المولود حيًا أم ميتًا.
• وعدة المرأة التي لم يختلي بها زوجها خلوة شرعية هي ليس لها عدة، أما إذا اختلى بها خلوة شرعية ودخل بها تكون فتجب العدة عليها كما شرحنا حالتها في السابق.

شاهد أيضًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق

الحكمة في عدة المطلقة

جاءت حكمة الله تعالى في جعل هناك عدة للمطلقة وجاء ذلك في الآتي:

• الهدف الأول هو براءة الرجم من الحمل، وهذا ما يحافظ على عدم اختلاط الأنساب.
• إحساس الزوج بمكانة الزوجة في هذا الوقت مما يعطي فرصة للرجوع مرة أخرى لبعضهم البعض.
• أن يكون هناك فرصة للإصلاح بين الزوجين وهو ما يكون فائدة كبيرة إذا كان هناك بينهم أولاد حفاظًا على حقهم في الحياة مع والديهم.
• إعطاء المرأة فرصة للحياة بدون التفكير في الزواج وهذا يجعلها تصحح من مفاهيمها والرجوع عن خطأها إذا كان في هذا الطلاق خطأ.

هل يؤثر الصيام على أعصاب الصائم؟

• الصيام قد يؤثر على الأعصاب والمزاج لبعض الأشخاص، خاصة إذا كانوا معتادين على تناول الكافيين أو النيكوتين أو يعانون من مشكلات صحية معينة.
• الامتناع عن الطعام والشراب لفترة طويلة قد يؤدي إلى التوتر والعصبية، خاصة في الأيام الأولى من رمضان، لكن معظم الناس يتكيفون مع ذلك بعد فترة قصيرة.

الطلاق كسائر المعاملات

• الطلاق يُعتبر معاملة شرعية في الإسلام، ويُعامل كغيره من العقود والعهود، مع مراعاة الأحكام والآداب الشرعية.
• الطلاق هو أحد الحقوق التي منحها الله للزوجين، ولكن يجب أن يُمارس بحكمة وبعد استنفاد وسائل الإصلاح.

ضرورة تأخير الطلاق لبعد رمضان

• يُفضل العديد من العلماء تأجيل الطلاق إلى ما بعد رمضان، وذلك لتجنب القرارات المتسرعة التي قد تكون نتيجة لضغوط الصيام.
• كما أن رمضان يُعد شهر العبادة والسكينة، ويُفضل فيه تعزيز الروابط الزوجية بدلًا من إنهائها.

الطلاق والخلع قرار شخصي

• الطلاق والخلع هما قرارات شخصية يتخذها الزوجان بناءً على وضعهما الخاص.
• الإسلام يجيز للزوجين الطلاق أو الخلع إذا تعذر استمرار الحياة الزوجية بشكل سليم، ولكن يُفضل اللجوء إلى الإصلاح قبل اتخاذ هذه الخطوات.

إجماع العلماء والأئمة على أن طلاق رمضان يقع

• العلماء أجمعوا على أن الطلاق في رمضان يقع، أي أنه صحيح ومعتبر شرعًا إذا توافرت شروطه.
• رمضان ليس له تأثير على صحة وقوع الطلاق من الناحية الشرعية، رغم أنه يُفضل عدم الإقدام على الطلاق في هذا الشهر إن أمكن لتجنب التسرع.

فلسطين تمنع وقوع الطلاق في رمضان

• بعض الدول، ومنها فلسطين، قد تتخذ إجراءات خاصة خلال رمضان، مثل منع الطلاق في هذا الشهر بهدف حماية الأسر من القرارات المتسرعة التي قد تكون ناتجة عن التوتر أو العصبية المصاحبة للصيام.
• هذه القرارات تُعتبر من السياسات الوقائية وليست حكمًا شرعيًا بعدم وقوع الطلاق.

أسئلة شائعة حول الطلاق في رمضان