هل يجوز لعن الكافر
هل يجوز لعن الكافر، موقع مقال دوت كوم maqall.net يحدثكم اليوم عنه، فمن المعلوم في ديننا الإسلامي الحنيف أن لعن المسلم من أشد المحرمات بل من الكبائر؛ فماذا عن الكافر؟، هل من الجائز أن نقوم بلعن الكافر؟
محتويات المقال
المقصود باللعن في اللغة
- يعرف صاحب لسان العرب اللعن بأنه الإبعاد والطرد من الخير.
- ويقول بعض أهل العلم باللغة أن اللعن هو الطرد والإبعاد إن كان من الله.
- أما إن كان من الخلق فيقصد به السب والدعاء عليهم.
اقرأ أيضا: هل يجوز قول الله يرحمه للمسيحي؟
المقصود باللعن في اصطلاح أهل العلم بالشريعة
- يعرف علماء الشريعة اللعن على أنه الطرد والبعد عن رحمة الله، فهو عندهم ليس بالأمر الهين بل بعد عن رحمة الله.
- يقول الراغب الأصفهاني عن تعريف اللعن هو الطرد والإبعاد على سبيل السخط.
- وذلك من الله في الآخرة عقوبة، وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه.
- ويقول عن اللعن من الإنسان لغيره من البشر؛ ومن الإنسان دعاء على غيره.
لعن المسلم
- معلوم أن لعن المسلم محرم وذلك باتفاق أهل العلم؛ ففي الحديث المتفق عليه يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لعن المسلم كقتله.
- ومعلوم أن قتل المسلم من كبائر الذنوب ومن الموبقات، فلما كان لعن المسلم كقتله دل على عِظَم هذا الفعل.
- وللمسلم حقوق كثيرة على أخيه المسلم علمها من علم وجهلها من جهل، فيجب مراعاة ذلك خصوصا في آفات اللسان.
هل يجوز لعن الكافر
- ولما كان لعن المسلم كبيرة من الكبائر وجب البحث في هل يجوز لعن الكافر أم لا.
- وهل له نفس الحق الذي للمسلم في عدم اللعن أم لا.
- وفي هذه النقطة يقسم أهل العلم حكم لعن الكافر إلى حالات عديدة يختلف حكم اللعن في كل حالة منها.
حالات لعن الكافر
- الحالة الأولى: في لعن الكافر هو أن يكون اللعن للكفار كلهم لا يختص بشخص واحد بعينه.
- فلا يحدد اللاعن شخصا بل يلعن الكفار عموما.
- كذلك الحالة الثانية: أن يخص شخصا كافرا بعينه ولكن هذا الشخص قد مات على الكفر ومعلوم أن من مات على الكفر مخلد في النار.
- الحالة الثالثة: أن يخص شخصا كافرا بعينه لكنه ما زال على قيد الحياة.
وهنا يجب أن نفصل في كل حالة من هذه الحالات لنعلم هل يجوز لعن الكافر الحي، وهل يجوز لعن الكافر الميت على كفره.
لعن الكافر بشكل عام دون تحديد
- يرى أهل العلم أنه يجوز لعن الكافر على سبيل العموم بالاتفاق ولا خلاف بينهم في ذلك.
- لكن الخلاف في كون الجواز على الوجوب أم الإباحة.
- وقد نص على جواز لعن الكافرين عموما علماء المذاهب الأربعة من الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة.
- وقد دلت أدلة كثيرة على جواز ذلك من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
لا يفوتك قراءة: هل يجوز الترحم على الكافر
الأدلة على جواز لعن الكافر عموما
- الدليل الأول: هو قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة:
- ” إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”.
- ففي هذه الآية ذكر الله عز وجل أن الناس أجمعين يلعنون الذين كفروا فدل ذلك على جواز لعن الكافر عموما.
- الدليل الثاني: هو حديث أمنا عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
- ” لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ”.
- أيضا الدليل الثالث: هو قول أبي هريرة رضي الله عنه عن تقريب صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو للمؤمنين، ويلعن الكافرين.
- الدليل الرابع: هو قول داوود بن الحصين أنه سمع من الأعرج قوله “ما أدركت الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان”.
- ويقصد الأعرج بقوله “الناس” صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم.
- الدليل الخامس: وهو إجماع أهل العلم على جواز لعن الكافر عموما، حيث يذكر القرطبي أنه لا خلاف في جواز لعن الكفرة.
- كما ينقل علماء آخرين الإجماع على ذلك مثل ابن الملقن، وسبب جواز لعنهم أنهم جاحدين للحق ومعادون لأهله.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: من أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية
لعن الكافر المعين الذي مات على الكفر
- لعن الكافر المعين الذي مات على الكفر لا يخلو من حالين؛ الأولى أن يكون هناك نص بلعن هذا المعين أو موته على الكفر.
- والحالة الثانية ألا يوجد نص من الكتاب أو السنة.
- فالملعونون بالنص مثل إبليس، والوارد موته على الكفر مثل فرعون وأبي لهب وغيرهم.
- وهؤلاء يجوز لعنهم بالاتفاق كما ذكره ابن المفلح في كتاب الآداب الشرعية حيث يقول:
- “يجوز لعن من ورد النص بلعنه”.
- أما الحالة الثانية إن لم يوجد نص من الكتاب ولا من السنة؛ فهذا أيضا جائز إن تين موت هذا الشخص على كفره.
لعن الكافر الحي
- اختلف أهل العلم في لعن الكافر الحي على قولين؛ قول بأنه لا يجوز ومحرم، وقول بجواز لعن الكافر الحي.
- ولكل طرف منهم أدلته سواء على التحريم أو على الجواز ويرجح أهل العلم بين هذه الأقوال.
أدلة القائلين بأنه لا يجوز لعن الكافر الحي
- الدليل الأول قوله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”.
- فقال أهل العلم أن الله عز وجل اشترط كونهم ماتوا وهم كفار فدل ذلك على عدم جواز لعن من لم يمت على الكفر.
- الدليل الثاني رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن قول النبي صلى الله عليه وسلم:
- ” للَّهُمَّ العَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا، لِأَحْيَاءٍ مِنَ العَرَبِ”.
- وكان الحكم كذلك حَتَّى أَنزل الله عز وجل قوله “لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ” فدل ذلك على أنه كان جائزا ثم حُرِّم.
- الدليل الثالث قول العلماء بأن من يلعن كافرا يحكم عليه بأنه مطرود من رحمة الله.
- وهذا غير معلوم لأننا لا ندري ماذا ستكون خاتمته.
ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: الفرق بين الكافر والمشرك بالمصادر
أدلة القائلين بأنه يجوز لعن الكافر الحي
- الدليل الأول: قوله الله تعالى:
- “فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ”.
- فدلت الآية على جواز لعن الكافر المعين الحي حيث أن هؤلاء الكاذبين هم كفار أحياء معاندون.
- الدليل الثاني: قوله الله تعالى في سورة النور “وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ”.
- فالآية في لعن المسلم الفاسق فدل ذلك من خلال دلالة قياس الأولى أن لعن الكافر المعين جائز.
- الدليل الثالث: حديث عائشة رضي الله عنها عندما جاء مجموعة من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له السام عليكم.
- فقامت أمنا عائشة بالرد عليهم لما عرفت مقصدهم وقالت بل عليكم السام واللعنة فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق.
- ووجه الاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهها عن لعنهم وهم معينون وإنما وجهها لما هو أفضل وهو الرفق.
- الدليل الرابع: حديث جابر رضي الله عنه عن الحمار الذي مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو موسوم.
- فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لعن الله الذي وسمه” والذي وسمه شخص معين.
- وبالتالي فهذه الأدلة في مجملها تدل على جواز لعن الكافر المعين الحي وذلك اعتبارا بحالة الظاهر لنا من الكفر.
يمكنك التعرف على المزيد عبر: أصغر سورة في القران
وبهذا نكون علمنا هل يجوز لعن الكافر أم لا سواء كان بشكل عام أو كان هذا الكافر حيا أو ميتا والله تعالى أعلم.