هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة؟
هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة؟ موقع maqall.net يقدمه لكم، وما هو حكم المني والكذب الذي يصيب الثياب من حيث الطهارة والنجاسة، إلى غير ذلك من الأحكام الفقهية التي تتعلق بالطهارة في الصلاة نذكرها لكم بأمر الله.
محتويات المقال
الفرق بين المني والمذي من حيث الطهارة
- المني هو الماء الذي يخرج من الرجل أو المرأة عند وصولهم لذروة الشهوة، ويكون ثخينا أبيض عند الرجال ورقيقة أصفر عند النساء.
- كما أنه لا يشترط لنزوله حدوث جماع كامل أو اتصال مباشر بين الزوجين، وقد ورد ذكره في كتاب الله في قوله تعالى “ألم يكن نطفة من مني يمنى”.
- أما عن حكمه فالمني طاهر في ذاته أي أنه لا يسبب نجاسة لأي شيء يصل إليه بحسب أقوال بعض العلماء.
- إلا أنه يوجب الغسل على الرجل أو المرأة حتى وإن خرج منهما بغير إدخال، فإن خروج المني من موجبات الغسل لأنه حدث أكبر.
- وعليه فإن خرج مني رجل ووصل ذلك الماء إلى ثيابه فإن الثياب تكون طاهرة غير نجسة كما قال بعض علماء الدين.
- على الجانب الآخر فإنه قد يخرج من الإنسان ماء آخر بشهوة لكنه لا يكون منيا.
- إنما ذلك الماء يسمى المذي ذلك الماء الشفاف الرقيق الذي يخرج عند التفكير في الشهوة أو عند الملاعبة بغير جماع.
- ويجب الإشارة أن المذي لا حدث بعده فتور أو استرخاء حيث أنه يسبق خروج الشهوة كاملة.
- بالإضافة إلى أن المذي يعد نجسا في نفسه لكنه لا يتطلب الاغتسال للقيام بالعبادات التي تستوجب الطهارة مثل الصلاة وقراءة القرآن.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: ما هي النجاسات التي تبطل الصلاة؟
مسببات النجاسة التي يجب إزالتها من الملابس
- بعد أن توقفنا على الفرق بين المني والمذي وما الذي يوجب الغسل منهما سوف نتعرف على مسببات النجاسة.
- ذلك لأنه من الضروري أن يكون الإنسان على وعي بالأشياء التي تتسبب في نجاسة الثياب أو الفراش لمعرفة هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة.
- لقد أشرنا مسبقًا أن المني طاهر ولا يجب غسل ما يلحق به من ثياب أو نحوها.
- ويدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكن أن يصل إلى ثوبه شيئًا من المني بعد الجماع.
- فكان النبي يقوم بفركه من الملابس بعد أن يجف ولا يقوم بغسله، ثم يصلي بعد أن يغتسل وهو مرتديًا نفس الثوب الذي أصابته الجنابة.
- أما المذي فهو يعد من النجاسات، وعليه فإنه إذا لحق ذلك المذي ثياب الشخص فعليه غسلها وتطهيرها إذا أراد الإنسان الصلاة بتلك الملابس.
- والدليل على ذلك رواية قد صححها البخاري أن علياً رضي الله عنه قال عن نفسه كنت رجلا يكثر خروج المذي مني فبعثت للنبي أسأل في ذلك.
- فقال له النبي صلوات الله عليه وسلامه ” توضأ واغسل ذكرك” والواضح من الحديث الشريف هو نجاسة المذي ووجوب التطهر منه.
- ويوجد من المياه التي تخرج من الإنسان ما يسمى بالودي وهو ينزل في عقب التبول أو رفع أشياء ثقيلة.
- وهو في ذاته نجس لابد أن يقوم الشخص بالتطهر منه لكنه لا يتسبب في جنابة صاحبه.
- أما عن الإفرازات التي تخرج من مهبل المرأة والتي تعتاد عليها النساء فهي طاهرة لا يشترط غسلها من الملابس إلا أنها تستوجب الوضوء للصلاة.
هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة؟
كثيرًا ما يتساءل بعض الناس هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة، وفيما يلي تفصيل جواب ذلك بحسب ما ورد عن العلماء.
- يجب قبل معرفة هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة التوقف على نقطة غاية في الأهمية والخطورة.
- وهي أن الإنسان أثناء الجماع لا يمكنه أن يفرق بين الماء الذي أصاب ثوبه إن كان منيا أم مذيا.
- ذلك لأن المذي يخرج من الإنسان دون شعور منه في غالبية الأوقات، وبهذا يكون احتمال اختلاط المذي بالمني على الملابس هو احتمال كبير.
- وعلى ذلك فإن الإنسان ينبغي أن يتأكد الإنسان من طهارة ملابسه قبل ارتدائها في صلاتها لأن ذلك الأقرب إلى الصواب.
- ولقد ورد في تلك المسألة أقوال خلافية بين الفقهاء، وذلك ما سنتوقف عليه في السطور التالية.
حكم الصلاة بملابس الجنابة عند الأئمة
- رد العديد من علماء الدين ومنهم علماء الأزهر الفضلاء على هذا السؤال الذي يخص جانبا هاما في حياة الإنسان اليومية.
- وإنهم في ذلك قاموا بالتفريق بين الماء الذي وصل للملابس في حالة الجنابة إن كان رطبًا أم يابسًا.
- فإن كان ذلك الماء لا يزال رطبًا فإنه يستحب غسله أخذًا بدفع الشبهة وتحقيق الصواب.
- أما إن كان ذلك الماء الذي هو مني جافًا ففي هذه الحالة يمكن الاكتفاء بفركه المكان الذي أصابه من الملابس ثم الصلاة به لما ورد عن حديث عائشة.
- حيث قالت أمنا عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقوم بفرك المني الذي لحق بثوب النبي.
- ثم يقوم النبي بارتدائه والصلاة وهو يلبسه.
- إلى جانب ما سبق فإنه ورد أن مذهب الإمام مالك وأبو حنيفة يحكمون بنجاسة المني.
- وبالتالي فإن غسل الملابس إذا أصابها المني أثناء الجماع هو واجب لابد القيام به قبل الصلاة.
- كذلك فإنهم يقولون بأن من يصلي بالملابس التي كان مرتديا لها أثناء الجنابة فإن صلاته بذلك تكون باطلة.
- وعليه أن يقوم بإزالة موضع النجاسة ذلك ثم إعادة صلاته مرة أخرى بثياب مطهرة.
- وعلى هذا نقول إن فريق من العلماء اتفقوا على طهارة المني وهم لا يقولون بوجوب غسل الثياب قبل الصلاة لما ذكر من حديث أم المؤمنين عائشة.
- وفريق آخر يقول بنجاسة المني وهم بذلك يجمعون على وجوب طهارة الثياب منه.
- ولذلك فإن من الأفضل أن يحتاط الإنسان ويقوم بغسل ثياب الجنابة قبل الصلاة بها.
- وإن تعذر عليه ذلك فيمكنه أن يأخذ بالحكم الأخف.
- أما إن كان غسل الثياب ليس فيه أي صورة من صور المشقة فإنه يستحب غسلها.
- خاصة إذا لم يستطع الإنسان التفرقة بين المني والمذي خلال الجنابة.
ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: هل يجوز الصلاة على جنابة في البرد؟
حكم الصلاة على فراش غير طاهر
- واسترسالا لتوضيح هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة، سوف نناقش مسألة متعلقة وهي الصلاة على مكان غير طاهر.
- ينبغي أولًا الإشارة إلى أن كل الأحكام الفقهية التي يشترك فيها الرجال والنساء تكون لهم سواء دون تفرقة بينهم.
- أما عن الصلاة في مكان غير طاهر فهي لا تصح، ذلك لأن من الشروط الأساسية لصحة الصلاة هي الطهارة.
- وتلك الطهارة تشمل بالتأكيد المصلي وما يرتديه وكذلك المكان الذي سيتوجه إلى الله من خلاله.
- وقد يدل على ذلك المعنى قوله عز من قائل “وثيابك فطهر”، تلك الآية الكريمة تدل وضوحًا على وجوب طهارة الثوب قبل الصلاة.
- وعليه فإنه يلحق بالملابس ويدخل في حكمها المكان الذي يصلي فيها الإنسان مثل الأرض أو سجادة الصلاة ونحوهما إذ لابد أن يقوم بتطهيره.
حكم الصلاة في ملابس الاحتلام
- يحدث أن يفيق الإنسان من نومه فيجد نفسه قد احتلم وابتلت ثيابه، فيتساءل هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة بعد الاحتلام؟
- يمكن أن ينطبق على الاحتلام ما ينطبق على الجماع من حيث طهارة الثياب.
- أو عدم طهارتها في حالة وصول ماء الشهوة إليها.
- وبالتالي نقول إنه يجوز الصلاة في الملابس التي قد احتلم فيها الإنسان أثناء نومه في حالة كانت جافة.
- أما إن كانت الملابس مازالت رطبة، ففي هذه الحالة ينبغي على الإنسان غسلها.
- هذا وإن كان ما تميل له النفس أن تطهير الثياب من الجنابة سواء إثر جماع أو احتلام.
- أو أي طريقة لنزول المني هو من الأمور المستحبة عند العلماء.
حكم ارتداء ملابس خارجية طاهرة فوق ملابس الجنابة الداخلية
- نظرًا لأن أكثر ما يمكن أن يصيبه المني من الثياب هي الثياب الداخلية.
- فمن الوارد أن يقوم الإنسان بارتداء نفس الملابس الداخلية وتغيير الخارجية فقط.
- القول الذي يفتى به في تلك المسألة هو غالبية طهارة المني وبالتالي فإنه يجوز ارتداء الملابس الداخلية التي كان يرتديها أثناء الجنابة.
- لكن إذا أراد الإنسان الصلاة فإنه يستحسن أن يقوم بغسل المكان الذي أصيب بالجنابة من الثياب أو الفراش.
- ذلك لأن تلك الأماكن يكون حكمها حكم الشك، أي أنه يكون مشكوك في طهارتها.
- كذلك يمكن أن يأخذ الشخص برأي الحنابلة والشافعية الذين اتفقوا على طهارة المني، وبالتالي طهارة الثياب إن أصابها.
- أيضا يمكنه أن يأخذ برأي المالكية والحنفية الذين يقولون بأن المني نجس في نفسه وبالتالي لا يجوز الصلاة في ثياب الجنابة.
اقرأ من هنا عن: هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية بعد الدورة؟
وختاماً نقول إن من يريد معرفة هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة يمكنه أن ينتفع بالخلاف بين الفقهاء في آرائهم التي تخص تلك المسألة، إلا أنه يفضل أن يتأكد من طهارته الخاصة وكذلك طهارة ملابسه قبل الصلاة استشعارًا بعظمة الله عز وجل.