هل يجوز تبادل الزوجة؟
هل يجوز تبادل الزوجة؟ موقع مقال maqall.net يستعرض لكم اليوم هل يجوز تبادل الزوجة، وما هو التحليل الشرعي والنفسي لمن يحرض امرأته على مثل تلك الفعلة الشنيعة التي تخالف الفطرة الإنسانية التي فطر المولى سبحانه الناس عليها، سواء كانوا موحدين بالله أم غير ذلك.
محتويات المقال
هل يجوز تبادل الزوجة؟
- أولًا وقبل كل شيء يجب أن نشير إلى أن تلك القضية التي نناقشها وهي هل يجوز تبادل الزوجات ليست بالقضية المستحدثة.
- إنما هي من القضايا القديمة، ولكنها لم تكن معلنة حتى وقت قريب في كثير من الدول حول العالم.
- إلا في كندا وأميركا، فإنها كانت معلنة فيهما.
- حيث قامت تلك الدولتين بافتتاح نوادي مرخصة خصيصًا ليتم فيها تبادل الزوجات، بغرض تحقيق المتعة والتجديد والعياذ بالله.
- وفي الآونة الأخيرة تخلى بعض المسلمين في الدول الإسلامية وفي مصر أيضاً عن كل صفات الإنسانية والنخوة.
- وقاموا بلبس ثوب الغرب وقلدوهم.
- فقام البعض بتبادل زوجاتهم مع أشخاص آخرين مدعين بذلك التحرر والدعوة للحرية.
- وكذلك بغرض تغيير روتين الحياة الزوجية لكن الحرية منهم براء إلى يوم الدين.
- لكن انتشار الفعل لا يعني بالضرورة أنه فعل حق وصواب، فإن تبادل الرجل زوجته مع رجل آخر هو أحط درجات الخسة وانعدام الدين.
- ذلك الدين الذي يدعو إلى غيرة الرجل على أهل بيته، وكف المرأة نفسها عن عيون كل أجنبي عنها حتى لا يفتتن بها.
- لذلك فإن من يدعو إلى فعل تلك الجريمة الشنعاء أو يفعلها بنفسه، هو مخالف لشرع الله تعالى وسنته في كونه.
وللمزيد من الإفادة نقدم لكم من هنا: هل يجوز رؤية عورة الزوجة على النت
حكم الشرع في تبادل الزوجة
- لا يجوز بأي حال من الأحوال ولا لأي غرض من الأغراض للزوجين، أن يقوما بمثل هذا السلوك المنحرف.
- بل إن الأمر يرقى من مرحلة عدم الجواز إلى مرحلة التحريم، وذلك لأنه يدعو إلى الفحشاء والفجور.
- وعليه فقد صرح علماء الدين المعاصرين في الجواب على هل يجوز تبادل الزوجة.
- أن من يقوم بذلك ما هو إلا آثم مرتكب لمعصية من أكبر المعاصي.
- كما فرق بعض العلماء بين من يرتكب تلك المعصية وهو يجهل بحكمها الشرعي، وبين من يرتكبها وهو عالم بحكمها ومصِّر عليها.
- فقالوا بأنه من يجهل الحكم الشرعي، هو مذنب عاصي عليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى عن ذنوبه، وبالطبع الحكم يشمل الرجل والمرأة.
- أما من يعاود فعل هذه المعصية وهو يعلم مدى خطورتها، وما هو حكمها في الشرع، فإنه ديوث حرام عليه رائحة الجنة إلا أن يتوب.
- كذلك وردت آراء تقول بكفر ذلك الشخص كفرا صريحا، ذلك لأنه كفر بحدود الله عز وجل وتهاون بها وسعى في نشر الرذيلة والفساد.
- فإنه ينبغي على كل من سولت له نفسه أن يسارع بالتوبة والأوبة إلى الله تعالى، ليبرئ ذمته من ذلك الجرم الذي تأنف منه نفوس العقلاء.
- بالإضافة إلى ذلك فقد أوجب بعض العلماء عقوبة حد الزنا على من يقومون بتبادل زوجاتهم، ذلك لأنه زنا صريح ومتعمد.
- ومن المعروف أن حد الزنا على المحصنين أي المتزوجين هو أن يتم رجمهم حتى يموتوا لكي يكونوا عبرة لأمثالهم.
- ولقد استدل علماء الدين الإسلامي على أقوالهم بما ورد في الآية الكريمة:
- “ولا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا”.
هل يحل للمرأة أن تطيع زوجها في أمر تبادل الزوجة؟
- لقد أمرت الشريعة الإسلامية المرأة أمرًا صريحاً أن تطيع زوجها وتحسن معاشرته.
- كما إنها لا يحل لها أن تقدم على أمر دون علمه أو رضاه، حتى وإن كان تطوعا منها بطاعة لله كأن تصوم مثلا صيام تطوع.
- إلا أن تلك الطاعة مقيدة بالحدود التي وضعها الحق سبحانه لعباده، فلا يجوز للرجل أن يدعو زوجته إلى فعل المحرمات.
- كما أنه لا يحل لها بأي حال أن تطيعه في رغباته التي تخالف الشرع.
- فإنه لا طاعة لمخلوق من مخلوقات الله مهما كانت مكانته، في معصية الحق جل وعلا.
- فإن المرأة إن رضخت لزوجها ورضيت أن يبدلها مع رجل لا يحل لها، تكون بذلك شريكة له في الإثم حتى ولو لم تكن راضية بذلك الأمر.
- ذلك لأنه لا توجد أي ذريعة للمرأة في قبول مثل ذلك الأمر غير الآدمي.
- ولا معنى أن تقول المرأة بأن زوجها يجبرها على ذلك.
- حيث أنها تستطيع أن تطلق نفسها من مثل ذلك الحيوان المتجرد من كل معاني الرجولة والإيمان.
- ويمكن أن تقبل المرأة تلك المهانة حتى لا يطلقها زوجها مخافة أن تصاب بالفقر أو أن يشرد أبناؤها.
- لكننا يجب أن ننبهها إلى أنها إذا تركت تلك المعيشة إرضاء لله، سوف يبدلها الله خيراً منها، فإنه هو الرزاق الرحيم.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: هل مداعبة الزوجة يبطل الصيام؟
أقوال العلماء في قضية تبادل الزوجات
- لم يتطرق الفقهاء القدامى لتبادل الزوجات، وذلك لأنهم لم يعاصروا هذا الانحراف السلوكي.
- ذلك لا يعني أنه لا يوجد في الشريعة ما يدل على تحريم ذلك الأمر.
- على العكس فإن الدين الإسلامي دين متجدد صالح لكل زمان ومكان.
- وعليه فإنه قد ذكرت بعض الآراء لعلماء الإسلام في العصر الحديث، حيث أجابوا واستفاضوا في جواب هل يجوز تبادل الزوجة، وإليكم بعضها.
رأي رئيس لجنة الفتوى الأسبق الشيخ عبد الحميد الأطرش
- قال الشيخ الأطرش أن من يرضى بأن يفعل غيره من الرجال الفحش مع أهل بيته فإنه ديوث.
- كما أضاف الشيخ واصفًا هؤلاء الأشخاص بأنهم أمثال الخنازير، إذ أنهم يفقدون الشعور بالغيرة على عرضهم وأهل بيتهم.
- أما بالنسبة للمرأة فإنها غير معذورة وليس لها حجة عند الله إذا قبلت وأطاعت زوجها فيما لا يرضي المولى سبحانه وتعالى.
- كذلك فقد طالب الشيخ عبد الحميد بتطبيق كافة سبل العقاب المناسبة لردع مثل هؤلاء العصاة عن أفعالهم النكراء.
- وأضاف فضيلته أن الطريق إلى الله مفتوح دائمًا ولا يتطلب سوى توبة صادقة لا يعود المرء بعدها لذنبه أبدًا.
- وإذا أصر الأزواج على التبادل، فإنهم جميعًا رجالًا ونساء ملعونون من رحمة الله وحرام عليهم رائحة الجنة.
رأي الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى سابقاً
- يقول الشيخ أن من يقبل بتبادل زوجته مع جهله للحكم الشرعي، فإنه يعد زانيا ومرتكبا لكبيرة من كبائر المعاصي.
- أما ذلك الذي يفعل ذلك وهو على علم بخطورة وحرمة ما يفعله.
- فإن ذلك الشخص يكون مرتدًا عن الدين الإسلامي وبذلك يكون كافرًا.
- واسترسل الشيخ موضحاً أن ولاية الرجل على المرأة مقتصرة على ما شرعه الله عز وجل.
- وليس هناك في الدين ما يمكن الرجل من إجبار المرأة على فعل ما لا تريد فعله.
الشيخ شوقي عبد اللطيف الوزير الأسبق بوزارة الأوقاف
- ويوجد أيضاً آراء للشيخ شوقي عبد اللطيف تخص مسألة تبادل الزوجات، حيث يقول الشيخ أنه من أكبر المحرمات.
- ذلك لما ينتج عنها من أضرار مجتمعية وصحية كثيرة.
- حيث أنه يكون سببًا لانتشار الأمراض وأنواع العدوى المختلفة.
- كذلك فهو يتسبب بشكل مباشر في اختلاط أنساب الناس، وبالتالي ذهاب الحقوق إلى غير أهلها.
ولمزيد من المعلومات اقرأ من هنا: هل يجوز للعاقد رؤية ثدي زوجته
ختاما فإنه يوجد من المعاصي صورًا يزينها الشيطان للإنسان ليهوى به في النار، لكن إذا كان الأمر متعلقًا بمسألة هل يجوز تبادل الزوجة.
فإننا نقول إن كل نفس بشرية ذات فطرة قويمة تأبى أن تقترب من تلك الأمور المشينة والمدنسة.