هل يجوز الصيد في الأشهر الحرم؟

في السنة أربعة أشهر هجرية، حرم الله فيها عدة أمور، وتلك الأشهر هي، ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب.

وكان قديماً يمنع فيها القتال، فهي أشهر سلم ثم جاء الإسلام، فهل منع الصيد أيضاً في تلك الأشهر الحرم، سنتعرف على ذلك بالتفصيل.

حكم الصيد في الأشهر الحرم للمحرم

لم يحرم الله الصيد في أي وقت بل أحله، وجعله مباح، فلما أرتبط الصيد بالتحريم، سيتم ذكر أسباب ذلك وأدلة تحليل الصيد فيما يلي:

• أجمع العلماء والفقهاء على جواز الصيد في تلك الأشهر الحرم ولم يتم تحريمه.
• إلا في حالة واحدة، إذا كان الشخص في حج أو عمرة، محرماً.
• وذلك في قوله تعالي (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
•  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ).
• لا يحل الصيد، إذا كان الصيد بهدف التسلية وبه كراهة، وذلك في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-، (ومن اتبع الصيد غفل).
• حرم الصيد أيضاً، في حالة كان في الحرم أو مكة أو المدينة، وذلك استشهادً بقوله.
• (إِنَّ اللهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي وَلَمْ تَحْلِلْ لِي قَطُّ إِلَّا سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا وَلَا يُعْضَدُ شَوْكُهَا وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهَا وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ).
• فرد عليه العباس بن عبد المطلب، إلا الإذخر يا رسول الله فإنه لا بد منه للقين والبيوت.
• فسكت رسول الله ثم قال، (إلا الإذخر، فإنه حلال)، والإذخر نبات أخضر طيب الريحة.

شاهد أيضًا: هل يجوز الوضوء بماء البحر

حكم الصيد في الأشهر الحرم لغير المحرم

صيد البحر هو كل الكائنات التي تحيا في البحر، كالأسماك، فهل في صيدها في تلك الأشهر حرمانيه أيضا، سيتم الإجابة عن ذلك فيما يلي:

• أحل الله صيد الأسماك في العقيدة الإسلامية، وأحل لغير المحرم الصيد في البحر.
• فقد قال الله تعالى، (أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة).
• واستندوا أيضاً في حديثهم، على جواز الصيد لغير المحرم في البحر في الأشهر الحرم.
• قوله تعالى، (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات
• والأرض منها أربعة حرم)، أي حلل الصيد في جميع الأماكن ماعدا الحرم المكي، للمحرم.

هل يجوز الصيد بهدف المتعة والقتل؟

لا يجوز ذلك طوال العام، وليس في الأشهر الحرم فقط، ومن أسباب ذلك ما يلي:

• لا يجوز القتل بهدف المتعة فقط أو التعذيب، فيجب أن يكون هناك نية حلال.
• ولا يكون الصيد حلال إلا إذا كان، نية الصيد الذكاة وأكل لحم الذبيحة للتغذية.
• ويكون الصيد حراماً، إذا كان لحبسه أو تعذيبه أو فقط للمتعة في القيام بالقتل.
• لذلك فالصيد الحلال للحيوانات المأكولة له نيتان، الذكاة أو التعليم فقط لا غير.

ما هي الحكمة من تحليل الصيد؟

تم تحليل الصيد، لاحتياج الإنسان له ولأسباب عدة، سيتم تناولها كالاتي:

• تلبية احتياج الإنسان للغذاء، وتلك المأكولات مرتفعة الثمن إذا تم شرائها.
• فإذا كان شرائها صعب على الإنسان، فلا مانع من صيدها وإباحة ذلك.
• ولكن بشروط يجب اتباعها حتى يتم جواز الصيد ويكون حلال.
• توافر نية الصيد للنفع والغذاء، وليس فقط من أجل المتعة والتسلية.
• أن يكون الصائد عاقلاً ليس بمجنون أو غائب عن الوعي، وبالغ ومن أهل الكتاب.
• يصطاد بواسطة شيء حاد كي يصيب هدفه، كالسهم أو السكين القاسي.
• ذكر اسم الله عز وجل، قبل بداية الصيد، (ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه).
• صيد الطيور الجارحة، وذلك لقول الله تعالي، (وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْه).

شاهد أيضًا: هل يجوز استخدام الذكر الصناعي؟

ما هو حكم الصيد بالبندقية؟

يحل ذلك إذا كان الصيد حمام أو عصافير، أو من الطيور التي يحل صيدها بالأسلحة، ولتوضيح ذلك تفصيلي، مرفق فيما يلي:

• يحل الصيد بالبندقية، إذا كان من الطيور التي يحل صيدها بتلك الطريقة.
• ولا يوجد مشكلة إذا تم صيدها بالبندقية، ورأيتها ميته فهي بذلك تكون حلال لك.
• وإذا رأيتها حية، وجب عليك تكملة عملية الذبح.
• لكن إذا قمت بصيد أرانب أو ظباء أو غيرهما، وقمت بصيدها بالبندقية ولم تمت.
• ولم تستطع أن تكمل عملية ذبحها، وكنت لم تسمى الله لا تحل لك تلك الصيدة.
• وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك في قوله، (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه).
• لذلك يجب عليك، إذا وجدتها حية، أن تقوم بذكر أسم الله والتسمية عند إطلاق السهم.
• وتأييداً لذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل).
• كما قال الله تعالى، (إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله عليه فكل) صدق الله العظيم.

ما هي الأشهر الحرم؟

هي الأشهر، محرم، ذو القعدة، ذو الحجة، رجب، التي حُرم فيها القتال، برغبة من الله عز وجل إلا بسبب مرفق فيما يلي:

• كانت تلك الأشهر محرمة، وفيها يتم وقف الغزوات ولا تحل إلا إذا كانت الغزوة.
• قامت للدفاع عن النفس، لم يتم تحريم ذلك فيها.
• قال تعالي، (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ فَاقتُلُوا المُشرِكينَ حَيثُ وَجَدتُموهُم وَخُذوهُم وَاحصُروهُم وَاقعُدوا لَهُم كُلَّ مَرصَدٍ فَإِن تابوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلّوا سَبيلَهُم إِنَّ اللَّـهَ غَفورٌ رَحيمٌ).
• وذكر عنها الكثير أهمها، إنها شهور الأمن والأمان والعهد على المشركين.
• كما إنه في تلك الشهور، يجب الامتناع عن المعاصي، فذنبها شديد وعظيم.
• مقارنة بباقي الشهور فذنبها أشد إثم، كما أن ثوابها أيضا أعظم وأجرها أفضل.

شاهد أيضًا: هل يجوز التبرع بالأعضاء

مكانة الأشهر الحرم للمسلم وفضلها

تلك الأشهر تحظى مكانة خاصة عند المسلمين، لما لها من فضل وثواب عظيم، وسيتم توضيح مكانتها وفضلها في العقيدة الإسلامية، فيما يلي:

• فضلها الله عز وجل، حينما منع فيها القتال والظلم ووصفها بأنها شهور العهد والأمان.
• جعل الله فيها الذنب أشد وأعظم، والإثم فيها قبيح وأكثر وزراً مقارنة بباقي الشهور.
• كما فضل فيها فعل العمل الصالح، وعظم ثوابه وضاعف حسناته لمنزلتها عند الله.
• وقيل فيها، (فعظموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل)، وقال قتادة، (الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها).
• وفى تلك الأشهر يوم النحر، الذي وصفه رسولنا الكريم بأنه أعظم الأيام عند الله تعالى.
• يتم في تلك الأشهر، الحج في ذو الحجة، وبها أفضل عشر أيام أقسم الله بها في القراّن.
• حينما قال في كتابه تعالى، (والفجر وليال عشر).
• تلك الأيام بها أيضا يوم عرفة أفضل الأيام، الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.
• (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار، من يوم عرفة، وأنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول، ما أراد هؤلاء؟ ).

معنى قوله تعالى: وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا

قوله تعالى: “وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا” يعني أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب تحريم صيد الحيوانات البرية (كالغزلان والطيور وغيرها) على المسلمين الذين في حالة الإحرام، سواء كانوا في الحج أو العمرة.

هذا التحريم يأتي في إطار تأكيد أهمية الحفاظ على أمن وسلامة البيئة التي يُعقد فيها مناسك الحج، ولتأكيد الاحترام والتعظيم لبيت الله الحرام، وللتذكير بأن المسلمين في هذه الحالة يُركزون على العبادة وليس على صيد الحيوانات.

كفارة الصيد في الأشهر الحرم

الكفارة عن قتل الصيد في الأشهر الحرم أو في حالة الإحرام تكون كالتالي:

• إذا قُتل الصيد عمدًا:
  • يجب على القاتل دفع كفارة مثل:
    • ذبح مثل ما قُتل: مثلاً، إذا قتل غزالاً، يجب ذبح غزال.
    • إطعام مساكين: أو ما يعادل ثمن الصيد إذا لم يمكن ذبحه.
    • صيام: يمكن أن يكون بدلاً من الإطعام إذا لم يستطع تقديم الصيد.
• إذا قُتل الصيد خطأً:
  • يُعفى عن الكفارة، لكن يُنصح بالتوبة والاستغفار.
• في حالة الإحرام:
  • الكفارة تشمل ما ذُكر أعلاه، حيث يُعتبر القتل أثناء الإحرام أمرًا محرمًا ويترتب عليه كفارة.

أسئلة شائعة حول حكم الصيد في الأشهر الحرم