هل يجوز الصلاة في الظلام
هل يجوز الصلاة في الظلام، يشغل ذلك السؤال بال الكثير، ويبحث عنه المسلمون لربط الظلام بالهدوء، ورغبتهم في الصلاة بذهن خاشع.
لا يرغبون في النظر إلى ما يليهم عن الصلاة فيريدون أن تكون صلاتهم في الظلام مباحة، لذلك سنوضح لك هل يجوز ذلك أم لا.
محتويات المقال
هل يجوز الصلاة في الظلام
أفتى العلماء بجواز ذلك، لأن الصلاة في الظلام في الأصل مباحة، وليس فيها كراهة أو حب و دللوا على ذلك بعدة أشياء، سيتم عرضها فيما يلي:
- حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، (فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فجعلت أطلبه بيدي فوقعت يدي على قدميه وهما منصوبتان وهو ساجد يقول: أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك).
- روى ذلك الحديث عنها مالك والترمذي والنسائي، وهو حديث صحيح.
- ذلك الحديث بالأخص يؤكد صحة الصلاة في الظلام فقد قام بها رسولنا الكريم.
- دلل آخرين على صحة رأيهم، على أن زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت المساجد لا يوجد بها مصابيح.
- استناداً لحديث السيدة عائشة -رضي الله عنها- (والبيوت يومئذ ليست فيها مصابيح).
- أجازت دار الإفتاء أيضا الصلاة في الظلام، وجواز الصلاة إذا تمت شروطها وأركانها صحيحة، والنور ليس أحد تلك الأركان.
- إذا استطاع المسلم تحديد مكان القبلة والاتجاه لها، فليصلي كما يشاء نور وظلام.
- لذلك تجوز الصلاة في الظلام بالفعل ويكفي فعل الرسول لذلك لنتيقن من صحتها.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بالمكياج
دلائل الفريق الذي يرى الصلاة في الظلام مكروهة
قام البعض بسؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، على سبب أو صحة ما يقال على كراهية الصلاة في الظلام، وكان رده كالتالي:
- أفاد بعدم معرفته صحة ذلك الكلام، وأكد على خلو المساجد زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، من المصابيح بالفعل.
- استناداً لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها، (والبيوت يومئذ ليست فيها مصابيح).
- لكن من الوارد ارتباط تلك المقولة بخوف البعض من الظلام وتسببها في تشتيتهم.
- ومن أسس الصلاة، تأديتها بخشوع وتركيز ولا يفضل أن نكون ملهيين خلالها.
- لذلك إذا كان الظلام مصدر قلق وخوف للبعض ويساهم في تشتيت عقل المصلي.
- فمن الطبيعي ألا تستوفي الصلاة شروطها، بالعكس ربما قد تصبح مكروهة.
- ويفضل في تلك الحالة بالطبع، الصلاة في النور وليس الظلام.
- قال الشيخ عبد الكريم الخضير، عن جواز الصلاة في الظلام.
- الصلاة إذا أتمت بشروطها وأركانها وواجباتها صحيحة، والنور ليس بشرط ولا ركن ولا واجب، اللهم إلا إن كان الظلام مصدر خوف يشوش على المصلي ويذهب خشوعه فإنه تكره الصلاة فيه حينئذ، والله أعلم.
- يجب التأكيد على أن شروط الصلاة، لا تشمل النور أو الظلام، والظلام ليس أحد.
- أركانها لاكتمال وجوب الصلاة، وكل ذلك يؤكد على صحة وجواز الصلاة في الظلام.
ما هي شروط وجوب الصلاة
هناك عدة شروط إذا فقد أحدها تبطل الصلاة، وهي تسعة شروط، ثلاثة منها هي شروط الوجوب وهي عامة، وسيتم توضيحها فيما يلي:
- الشروط العامة الوجوب هي، الإسلام، البلوغ أو التمييز، العقل.
- الإسلام، الصلاة واجب على كل مسلم ومسلمة بمجرد دخولهم الإسلام.
- البلوغ أو التمييز، هو شرط أساسي لوجوب الصلاة، إذا فبمجرد البلوغ يجب علينا الصلاة، استنادا لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف.
- مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر.
- العقل، من شروط الصلاة ووجوبها، فقد رفعها الرسول الكريم عن فاقد العقل.
- في حديثه الشريف (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل)، وضم الناسي لذلك في حديث أخر بشرط تعويضها.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بعد شرب الخمر بيوم
ما هي شروط صحة الصلاة
الشروط المتبقية من شروط تقبل الله تعالى للصلاة، هي ستة شروط خاصة لتكون الصلاة صحيحة، ومرفق تلك الشروط فيما يلي:
- الشروط الخاصة صحة الصلاة، دخول الوقت، النية، استقبال القبلة، ستر العورة.
- الطهارة من الحدثين وهي طهارة البدن والثوب، طهارة المكان.
- دخول الوقت، وهي الصلاة في الموعد الأكيد، فلا تجوز قبل أو بعد ذلك حسب الظن.
- النية، هي من شروط جواز الصلاة، فلا تقبل أو تصح بدون الإخلاص والنية للعبادة.
- استقبال القبلة، من شروط صحة الصلاة، بعض الأحيان يجوز التغاضي عنه.
- إذا كان في سفر أو هناك خوف من عدو أو حيوان مفترس أو مرض يسببه عجز.
- ستر العورة، من شروط الصحة أيضا، فقال تعالى (يا بنى اّدم خدوا زينتكم عند كل مسجد) ويقصد هنا الملابس، وقال (لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار).
- الطهارة، وهي طهارة الملبس والجسم والمكان، وهي شرط لقبول الصلاة وصحتها.
- طهارة الحدثين، الحدث الأصغر هو مانع شرعي لحق بجسم الإنسان وينتهي بالوضوء.
- الحدث الأكبر، هو الحيض والنفاس والجنابة، ويجب أن ينتهي بالغسل، أي يتيح التطهر بالماء ولكن إذا تعذر لسبب ما متاح التيمم.
- والصلاة دون الاغتسال أو الوضوء ومع وجود الحدث لا تكون صحيحة.
- طهارة البدن والثوب، وجوب طهارة الملابس والجسم لوجوب الصلاة وصحتها.
- طهارة المكان، والطهارة هنا في المكان يقصد بها أن يكون طاهر من كل أماكن النجاسة.
- وتواجد الحيوانات وأماكن معيشتها، نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
ما هي مكروهات الصلاة
المكروه هو الإخلال بإتقان الصلاة دون إبطالها، وفيها لا يعاقب من يفعلها، وهي ما يأتي:
- الالتفات إلى اليمين واليسار بكثرة ودون وجود داعي لذلك.
- رفع البصر للسماء، اختلف عليها العلماء منهم من شجعها ومنهم من رفضها.
- غلق العينين خلال الصلاة، دون سبب لذلك.
- مدافعة الأخبثين، أي الصلاة وهو حاقن، يريد الذهاب لقضاء حاجته.
- استقبال النار، تنكيس السور، الصلاة وهو ناعس أو نائم، التثاؤب بكثرة.
- تغطية الفم في الصلاة، أو التلثم، وذلك ما نهاه الرسول الكريم في الصلاة.
- العلو بالبسملة أو الجهر بها.
- إرسال اليدين، فالثابت هو وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة.
- العبث باللحية، وكل ما يرافق ذلك وفيه تشتيت لفكر المصلي.
- التخصر في الصلاة، أي وضع اليد على الخاصرة في الصلاة بدون عذر أو سبب به مرض.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بعد الاستحمام بدون وضوء
ما هي مبطلات الصلاة
عديدة، فالحنفية على سبيل المثال أعدوا ثمانية وستين سبباً، والمالكية ذكروا ثلاثين والحنابلة ستة وثلاثين، أما الشافعية فاكتفوا بسبعة وعشرين، ومرفق أمثلة من تلك المبطلات فيما يلي:
- ترك شرط من شروط الصلاة، وتلك الشروط التي ذكرناها وجوبا وصحة من قبل.
- ترك ركن عمداً في الصلاة، لذلك تكون صلاته باطلة، ولكن في حالة السهو يجب تداركه.
- الكلام أثناء الصلاة يبطلها، فقال تعالى (وقوموا لله قانتين).
- خروج الريح، يفسد الصلاة ويجب في تلك الحالة إعادة الوضوء وإعادة الصلاة.
- الضحك خلال الصلاة، يفسدها ويجب إعادتها، ولكن التبسم لا يبطلها.
- الحركة الكثيرة، القيام بأي أعمال بها تشتيت سواء لك أو المصليين يبطل الصلاة.
- الأكل أو الشرب عمداً يبطل الصلاة أيضا.
- كشف العورة عن عند يبطل الصلاة، ولكن إذا كان بسبب لا إرادي كالهواء فإنه لا يبطل الصلاة وعلى حسب ما رأي أيضا من العورة.
- تغيير مكان القبلة عن عمد، من شروط صحة الصلاة اتجاه القبلة أو استقبالها، فإذا قام المسلم بتغيير المكان عن عمد ودون سبب فإنها باطلة.
مكروهات الصلاة
هناك بعض الأمور التي تُكره في الصلاة، ويُفضل تجنبها لأنها قد تؤثر على خشوع المصلي أو تنقص من كمال صلاته، منها:
- الالتفات دون حاجة: الالتفات يمينًا أو يسارًا دون ضرورة يُعتبر مكروهًا.
- العبث بالحركة: كالتفحص المستمر للثياب أو الشعر أو اللحية.
- الصلاة مع حبس البول أو الغائط: أي الصلاة عند الحاجة إلى قضاء الحاجة.
- الصلاة أمام صورة أو نار مشتعلة: لأن ذلك قد يشتت الانتباه.
- التثاؤب والتململ: يُفضل للمصلي أن يقاوم التثاؤب قدر الإمكان.
- التنفس بصوت عالي أو التهامس: يُفضل أن يكون الهدوء والخشوع هما السائدان في الصلاة.
- الصلاة في مكان مزدحم أو غير نظيف: ما لم يكن هناك ضرورة.
- الصلاة في حال النعاس الشديد: يُكره الصلاة مع شدة النعاس حتى لا يؤدي ذلك إلى فقدان التركيز.
شروط صحة الصلاة
لصحة الصلاة يجب توفر عدد من الشروط، منها:
- الطهارة: من الحدثين الأكبر (الجنابة) والأصغر (الوضوء).
- ستر العورة: يجب أن يستر المصلي عورته بما يشترط شرعًا، سواء كان ذكرًا أو أنثى.
- استقبال القبلة: يجب على المصلي التوجه نحو القبلة.
- دخول وقت الصلاة: لا تصح الصلاة قبل دخول وقتها.
- النية: يجب أن تكون النية حاضرة قبل الشروع في الصلاة.
- ترك الكلام والأفعال غير المتعلقة بالصلاة: مثل الأكل والشرب.
هل تجوز الصلاة في الظلام؟
نعم، تجوز الصلاة في الظلام، ولا يوجد ما يمنع شرعًا من الصلاة في مكان مظلم أو في وقت لا تستطيع فيه رؤية يديك. المهم هو توفر الشروط الأخرى للصلاة مثل الطهارة واستقبال القبلة وغيرها.
حكم الصلاة في الظلام حتى إنك لا تكاد ترى يديك؟
الصلاة في الظلام جائزة تمامًا، سواء كان الظلام شديدًا أو خفيفًا، طالما توفرت شروط صحة الصلاة. ليس هناك نص شرعي يمنع الصلاة في الظلام، والظلام لا يؤثر على صحة الصلاة. المهم هو الخشوع والتركيز في الصلاة بغض النظر عن الإضاءة.