هل يجوز حلق اللحية

هل يجوز حلق اللحية، لحية الرجل جزء من رجولته وشخصيته، ولها العديد من المميزات في إطلاقها، ودارت العديد من الآراء والأقاويل حول جواز إطلاق اللحية من عدمه، ونتطرق للعديد من هذه الآراء في هذا الموضوع، ونتحدث على هل يجوز حلق اللحية.

ما هي اللحية؟

تعتبر اللحية بتعريفها وفق لغتنا العربية هي الشعر الذي ينبت على الذقن والخدين، واتفق الفقهاء في المذاهب الأربعة والعلماء والباحثين على تعريف اللحية في أنها نفس التعريف السابق، ولكن كل بصورته وطريقته:

  • فتعريف اللحية في الحنفية هي الشعر النابت على الخدين وعلى الذقن ما يجمعها مع الخدين.
  • وعرفه المالكية على أنه الشعر النابت على الخدين.
  • أما الشافعية فعرفته بانه الشعر النابت على الذقن وما يجمعه الخدين.
  • والحنابلة اللحية عندهم تعرف على أنها الشعر النابت على العظم الذي يغطي الأسنان.

هل يجوز حلق اللحية؟

جاء جواز حلق اللحية من إطلاقها في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:

(خالفوا المشركين وفروا اللحى وأخفوا الشوارب).

وهذا الحديث متفق عليه وهو أمر واضح وصريح من نبينا الكريم بإطلاق اللحية، فهي سنة عنه صلى الله عليه وسلم.

ويضاف إلى إطلاق اللحية وجوازها أنها تعطي لصاحبها الوقار والشكل الحميل، وذلك دلالة على إن أغلب الصحابة والتابعين كانوا على مذهب إطلاق اللحية.

ومن الجائز أن يقوم الإنسان بتهذيب الحية وتجميلها ليصبح شكلها جميل ونظيف، وإذا كان في إطلاق اللحية مشاكل أمنية أو عائلة أو إنها عائق في الوظيفة والعمل ففي هذه الحالة يجب استشارة الفقهاء وأهم العلم.

شاهد أيضا: ما هو حكم إزالة شعر الجسم للرجال؟

ما هو حكم حلق اللحية في المذاهب الأربعة؟

تعددت أحكام وآراء حلق اللحية في المذاهب الأربعة والتي يمكن أن نذكرهم في الآتي:

  • المذهب الشافعي: أقر هذا المذهب بكره حلق اللحية بالنسبة للرجل ولكن للمرأة فيجب عليها إزالة شعر اللحية إن نبت لديها.
  • المذهب الحنفي: أقر هذا المذهب بتحريم حلق اللحية، وأن السنة ان يتم إطلاق اللحية بمقدار قبضة اليد.
    • ولا يجوز تقصيرها أو الأخذ منها لتصبح أقل من القدر المحدد لها.
  • المذهب المالكي: حرم الإمام مالك حلق اللحية عند الرجل ولكن أجاز أن يتم تهذيبها.
    • والأخذ منها بهدف يجعل المظهر جيد وعدم إساءة المنظر للرجل.
  • المذهب الحنبلي: أعفى اللحية من التخفيف أو الحلق أو الأخذ منها وحلم حلقها تحريمًا تامًا.

ما هو حكم تخفيف اللحية

بعض الرجال يقوم بإطلاق اللحية ولكنه يقوم بتهذيبها وتخفيفها ويسعى الكثير منهم بمعرفة حكم تخفيف اللحية وتهذيبها؟

جاءت آراء الحكماء والعلماء في رأيين لهما أهمية كبيرة في مسألة تخفيف اللحية وهما:

  • الرأي الأول وهو أن يجوز تخفيف اللحية إذا زادت عن قبضة اليد كما جاء المذهب الحنبلي.

وأنه يجوز تخفيف اللحية بما يعطي مظهر جيد للرجل وأنها لا تسيء له في شكلها أو تقلل من شأنه.

  • الرأي الثاني: هو أنه لا يجوز الأخذ من اللحية نهائيًا وعدم تخفيفها واكتفى بإطلاق اللحية وخف الشارب.
    • وهذا مأخوذ عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • ولتخفيف اللحية وإطلاقها في وقتنا الحاضر قد يكون له مشاكل متعلقة بالقانون.
    • أو بالعمل أو بالشخص نفسه هل لديه مرض أو خلافه يمنع إطلاقها.
  • ويأتي مشروعية هذا الأمر في وقتنا الحاضر إلى أخذ رأي الفقهاء والعارفين بأمور الدين.

كيف يمكن غسيل اللحية في الوضوء

من الأمور التي تشغل بال الرجال الذين يملكون لحية طويلة أو كثيفة وهو كيف يمكن الوضوء وغسيل اللحية في الوضوء، بأجمع العلماء على أنه يتم تخليل اللحية في الوضوء أثناء غسيل الوجه.

أي إدخال الأصابع بين شعر اللحية لوصول الماء إليها كاملة، وجاءت آراء المذاهب الأربعة فيما يلي:

  • الشافعية: أفاد هذا المذهب انه يجب عند الوضوء أن يتم غسيل اللحية كاملة الظاهر منها والباطن.
    • وبالأخص يتم غسيل اللحية الكثيفة بهذه الطريقة وبدون ذلك لا يصح الوضوء.
  • الحنفية: قال علماء المذهب الحنفي انه بالنسبة للحية الكثيفة يمكن المسح عليها من الخارج.
    • وليس من الضروري إدخال الماء لداخلها.
    • أما اللحية الخفيفة فيجب على المسلم أن يقوم بإيصال الماء إلى كامل اللحية وحتى يصل الماء للوجه.
  • المالكية: وذهب أتباع مذهب المالكية إلى انه لا يوجد وجوب لإدخال الماء داخل اللحية سواء كثيفة أو خفيفة.
    • ويجب عليه الاهتمام بنظافتها فقط.
  • الحنابلة: ذهب أتباع مذهب الحنابلة على أنه يجب على لرجل صاحب اللحية.
    • أن يقوم بتخليل أصابعه بداخل اللحية بالماء من الأسفل إلى الأعلى.
    • أو يتم تخليل الأصابع من الجانب إلى الداخل وذلك حتى يصل الماء إلى البشرة.

اخترن لك: ما هو حكم إزالة الشعر بين الحاجبين؟

ما هو حكم تخفيف الشارب أو حلقه

  • بعض الرجال يقومون بإطلاق اللحية وتخفيف الشارب أسوة برسولنا الكريم وأمرًا لما قام به.
  • والبعض الأخر يقوم بحلق الشارب نهائيًا ليظهر الجلد وهذا مكروه في اغلب المذاهب وعند مختلف الآثمة.
  • ومن السنة أن نقوم بتخفيف الشارب وليس حلقه، والبعض الأخر أجاز حلقه نهائيًا.
    • وتعتبر اللحية والشار من المجملات لشكل الرجل.
  • ويأتي الكثير من الأشخاص بمشكلة كبيرة وهي حلقهم للشارب أو خفه.
    • ولكن كما ذكرنا أنه لا يوجد ضرر من ذلك إذا كان لغرض حماية الجلد مثلا.

هل يجوز تزيين اللحية وصبغها

لا شك أن اللحية تعتبر من علامات الجمال للرجل وهي تعطي له الوقار والثقة بالنفس، وأنها من علامات الرجولة أيضًا وذلك يكون حسب خفتها وكثافتها.

ونأتي لمعرفة أن اغلب الرجال إذا ظهر عليهم الشيب أو الشعر الأبيض في اللحية فيقومون بصبغ هذه اللحية بالعديد من المكونات.

  • وصبغ للحية يكون بأكثر من لون وطريقة، ويتم استخدام بعض المكونات الطبيعية.
    • مثل الحناء أو مستخلصات الألوان الطبيعية.
  • وهو الذي لا يوجد فيه المكروه أو الشيء الغير مستحب للرجل ويجل منه المظهر الجيد له.
  • ولا يفضل صبغ اللحية باللون الأسود وهذا ماء جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • (أتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثعامة بياضًا، غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد).

إزالة اللحية بسبب التأذى منها

  • وتعتبر اللحية وما ذكرناها من سابق هي من علامات الرجولة والمنزلة العالية، ولكن إذا وصلنا لمرحلة الضرر منها ومن وجودها على الوجه فيجب في هذه الحالة القيام بحلقها والتخلص منها.
  • ولا يجادل الفقهاء في هذا الأمر ولا مشروعيته، حيث أننا نسير بمبدأ لا ضرر ولا ضرار.
  • وترك اللحية في هذا الحال يكون له ضرر كبير على الرجل ويمكن أن يكون هذا الضرر من الشيء المكروه بفعله.
  • ويكون هذا الأمر غير مستحب فيه ترك اللحية حيث يكون بمثابة تعذيب لصاحب هذه اللحية.
  • ويوجد حالة أن الشخص يكون به مرض نفسي وليس عضوي.
    • ويكون الأجدى له أن لا يترك لحيته دون إزالتها أو حلقها.
  • حيث أن تركها يعطي أثر سيء في نفس المريض وقد يضر بنفسيته.
    • وتركه لها يكون ضرر كبير ولا يجوز أن يقوم بفعله.
  • وخلاصة القول بأن بالرغم من أن اللحية من الأمور التي سن عليها نبينا الكريم بتركها وتنظيفها وتهذيبها.
  • إلا إنه إذا كان هناك ضرر من تركها يكون هذا الأمر وجاب النفاذ لحلقها أو تخفيفها.

قد يهمك: حكم قص الشعر وبيعه

الجدل الدائر حول جواز حلق اللحية أو تركها هو جدل محسوم وفق المذاهب الأربعة ووفق السنة النبوية.

وما تم سرده في السطور السابقة هو تفصيل لآراء المذاهب المختلفة وكل مذهب بما له وما عليه.

مقالات ذات صلة