هل يجوز التحدث مع فتاة في الهاتف؟
هل يجوز التحدث مع فتاة في الهاتف؟ حددت لنا الشريعة الإسلامية ضوابط للحديث بين الرجل والمرأة، وأباحته بشروط حتى لا يُطلق العنان للغرائز ويكون لها ضابط شرعي يحكمها، إذ إننا حالياً نرى ما يحدث من اختلاط بين كلا الطرفين.
وتعدد الطرق التي تسهل الحديث بين الرجل والمرأة، من وسائل التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها، إلى الهواتف، وفى مقالنا هذا سنتحدث عن جواز التحدث مع الفتاة في الهاتف من عدمه.
محتويات المقال
رأي الشرع عن التحدث في الهاتف مع فتاة
- لم يحرم الشرع الحديث بين الطرفين؛ إذا كان محتوى الحديث لا يحوي كلاماً محرماً يتضمن فاحشة، أو به إثارة للغرائز.
- ولكن التحريم هنا يأتي عندما يحتوي الحديث على ما يغضب الله من كلام محرم، أو يدعو لإثارة الفتنة بين الطرفين.
- أما إن كان كلاماً لغرض الاستفسار، أو الاطمئنان على صحة أحدهم أو كصلة رحم فلا ضير في ذلك.
- ولكن أحيانًا قد يكون الكلام ف حد ذاته؛ سبب في تعلق أحدهما بالأخر وإذا لم يكلل هذا الموضوع برباط رسمي.
- فيكون وقتها سبباً في ألم شديد، وحزن يتملك، أو سبباً لفعل ما يأثم عليه كلاهما.
- فمثلاً إذا كان الحديث مع فتاة وتواجدت صلة القرابة كأن يكون زوج أختها، أو من أبناء عمومتها، أو أخوالها، خالاتها.
- ويكون الحديث في نطاق ضيق للسؤال فقط، أو لرد السلام أو ما شابه ذلك دون التعمق أو الانفتاح المبالغ فيه.
- بعبارة أخرى أن تكون هناك حدوداً فذلك جائز ولا يأثم عليه أي من الطرفين.
- فكثيرًا ما نرى في وقتنا الحالي مما يقال بين الشباب والفتيات؛ منها المباح وغير المباح بدعوى الصداقة أو القرابة.
- وذلك بالطبع غير جائز؛ إذ لا توجد صداقة بين رجل وامرأة أجنبيين عن بعضهما.
فيقول الله تعالى:
- (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم).
- وكذلك الحديث بالهاتف غير جائز بين الطرفين؛ إلا في حدود الاستفسار أو السلام فقط.
- دون التطرق لمواضيع شخصيه، أو الاستفاضة في الحديث بدون داع.
- فيقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) “سورة الأحزاب ” (آية ٣٢).
- ومن جهة أخرى إذا تحدثنا عن الحديث مع الخطيبة في الهاتف؛ فلم يحرم الشرع التحدث مع الخطيبة في الهاتف.
- ولكن بشروط ألا وهي؛ أن يكون حديثاً مشروعاً، وفي موضوعات مفيدة تهم الطرفين دون التطرق لأحاديث محرمة.
- إذ أن على الخاطبين خشية الله عز وجل في حديثهم.
اقرأ أيضا: الكلمات التي يحب الرجل سماعه من حبيبته طوال الوقت
شروط الحديث بين الرجل والمرأة كما حددها الإسلام
- حدد الإسلام شروط وضوابط لحديث النساء والرجال، للمحافظة على الأعراض، وتحقيق العفاف، ومنع الرذيلة والفساد.
- فأمر الإسلام المرأة والرجل بالمحافظة على حدود الله، وعدم الانسياق وراء الشيطان.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش.
والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه).
- ومن هنا كانت تلك الشروط التي حددها الله لحديث الرجل والمرأة:
- أولاً: أن تقتصر المرأة في الحديث، وجعله على قدر، وفي أضيق الحدود وألا يتم التطرق إلى مواضيع شخصية.
- أو كلام محرم، أو يخدش الحياء، أو يكون فيه إثارة للغرائز.
فيقول الله تعالى:
(وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
- ثانياً: عدم الخضوع بالقول، فيقول الله عز وجل: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض).
- إذ أن الشخص مريض القلب والضمير؛ لا يستطيع الصبر على أقل سبب يكون فيه دعوة للحرام.
- ولو كان حتى ذلك مجرد صوت فيه نبرة ضعف ولين، فلا تقوم المرأة بتحسين صوتها، أو المزاح والتميع.
- فإن ذلك مصدر للشر؛ إذ أن ذلك من شأنه إثارة شهوات الرجال، والوقوع في المحظور.
- لذلك الحذر كل الحذر من الوقوع في أفخاخ الشيطان.
فإن لم يكن هناك ضرورة للحديث فالامتناع أفضل وأوجب، أما إن دعت الضرورة؛ فوجب علينا الالتزام بالضوابط الشرعية.
فيقول تعالى:
(وقلن قولاً معروفاً).
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون اتقوا الدنيا، واتقوا النساء)رواه مسلم وفي الصحيحين.
وعلاوة على ذلك، نذكر عن أسامة بن زيد، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما تركت بعدي فتنه؛ أضر على الرجال من النساء).
شاهد أيضا: علامات انسحاب الرجل من الحب
كفارة الحديث مع فتاة في المحرمات عبر الهاتف
- كفارة الحديث في المحرمات سواء عبر الهاتف أو غيره هي الندم على الفعل ثم التوبة.
- والعودة إلى المولى عز وجل، بالإضافة إلى البعد عن تلك المعصية، والعزم على عدم العودة إليها مرة أخرى.
- فإن أصر على تلك المعصية ولم يتوقف؛ فقد يطمس على قلبه فيضيع دنياه ويخسر آخرته.
اخترنا لك أيضا: اتيكيت الكلام الجذاب بين الرجل والمرأة
وفي ختام حديثنا في هذا المقال عن التحدث بين الرجل والمرأة عبر الهاتف وهل يجوز أم لا، وأيضاً رأي الشرع في الحديث بين الرجل والمرأة عبر الهاتف.
وكذلك شروط الحديث بين الرجل والمرأة كما حددها الإسلام، بالإضافة إلى كفارة الحديث في المحرمات مع فتاة عبر الهاتف.
فنرجو أن نكون قد قدمنا محتوى هادف ومفيد، ونتمنى منكم نشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة