هل يجوز المسح على الحذاء؟
هل يجوز المسح على الحذاء؟ كثير من الناس يكونوا في أعمالهم ويرغبون في أداء الصلاة ومنهم من يرتدي حذاؤه بصعوبة ويود أن يمسح عليه فقط أثناء الوضوء.
والسؤال المهم هنا هل يجوز المسح على الحذاء أثناء الوضوء وتأدية الصلاة؟
تابعونا في هذا المقال وسوف نعرض لحضراتكم آراء علماء الدين والأئمة الأربعة حول أمر المسح على الحذاء.
محتويات المقال
المسح على الحذاء
- في حالة الرغبة في المسح على الحذاء هناك رأيين وحالتين للحذاء.
- فإما أن يكون الحذاء يغطي مكان الفرض وإما أن يكون لا يغطي مكان الفرض.
- فإن كان الحذاء المراد المسح عليه يغطي القدم والكعبين ويرتفع عن القدم.
- ففي هذه الحالة يمكن للشخص أن يمسح على الحذاء أثناء الوضوء ويأخذ هذا الحذاء نفس حكم الخف قديمًا.
- أما في حالة أن يكون الحذاء لا يغطي القدم بأكملها والكعبين ولا يقوم بتغطية الفرض.
- ففي هذه الحالة لا يجوز للشخص أن يمسح على الحذاء ولا ينطبق عليه الشروط الشرعية التي حددها الإسلام.
شاهد أيضا: كيفية الوضوء والصلاة الصحيحة للنساء
الأحذية التي لا تغطي الفرض
- إن الشخص عندما يرتدي الأحذية التي لا تقوم بتغطية الفرض فإنها قد تظهر الكعبين أو أجزاء من القدم.
- فهناك حالتان لذلك الأمر فإذا كان الشخص يرتدي جورب فمن الممكن أن يقوم بالمسح عليه.
- وذلك بشرط أن يغطي الجورب الفرض بأكمله ولا يظهر شيء من القدم.
- حيث إنه في هذه الحالة يعامل الحذاء والجورب معاملة حذاء واحد ولكن له طبقتان طبقة داخلية وطبقة خارجية.
- وفي حالة وجود طبقة داخلية وطبقة خارجية للحذاء فيكون المسح في هذه الحالة على الطبقة الخارجية فقط.
- مهما كانت هذه الطبقة الخارجية سواءً كانت هذه الطبقة عبارة عن جورب آخر أو حذاء.
- ومن أهم الشروط الواجب توافرها في ارتداء الجورب لكي يجوز المسح عليه.
- أن يتوضأ الشخص ثم يقوم بالوضوء ثم يرتدي الجورب أو الحذاء مباشرةً.
- فلابد من ارتداء الجورب أو الحذاء على طهارة ووضوء.
- والدليل على ذلك أنه عندما أراد المغيرة أن يخلع خفي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين”.
حكم خلع الحذاء العلوي
- هناك بعض الأمور التي تترتب على خلع الحذاء الأعلى بعد القيام بالمسح عليه.
- فقد اتفق جمهور علماء الدين والفقه أنه في هذه الحالة تظل القدم طاهرة ولا يجب الوضوء مرة أخرى.
- والدليل على ذلك أن البيهقي والطحاوي قد رووا في إسناد صحيح أن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قد فعل ذلك.
- حيث قال أبي ظبسان أنه ذات يوم رأى علي ابن أبي طالب يطلب ماء ليتوضأ للصلاة.
- وقام بالمسح على حذاؤه ثم أقبل ليدخل المسجد فخلع نعليه ثم دخل المسجد ليصلي.
- وبالفعل دخل المسجد وصلى دون أن يتوضأ مرة أخرى أو يغسل قدميه مرة أخرى.
- ومن جهة أخرى فإذا توضأ الشخص ومسح على جوربه الداخلي فيمكنه ألا يمسح على الحذاء الخارجي أيضًا.
- وهذا القول قد استقر عليه واتفق عليه جمهور علماء الدين.
- والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم “أدخلتهما طاهرتين”.
- وفي هذه الحالة فيمكنه خلع الحذاء الخارجي والمسح على الجورب الداخلي فقط.
- وذلك بشرط أن يكون قد لبس هذا الجورب على طهارة ووضوء.
قد يهمك: كيفية الوضوء للصلاة بالترتيب
حكم المسح على الخمار
- هناك اختلاف بين العلماء حول المسح على الخمار إذا قامت المرأة بارتدائه ولفه حول عنقها وحلقها.
- اتجه معظم علماء الدين إلى أنه لا يجوز المسح على الخمار للمرأة.
- وقد استندوا في ذلك على قول الله تعالى في كتابه العزيز “وامسحوا برؤوسكم” صدق الله العظيم.
- ونتيجة لذلك فقد اتفق العلماء على أنه لا يجوز المسح على شيء آخر غير الرأس.
- ومن ناحية أخرى فلم يجد العلماء مشقة في خلع المرأة لخمارها لكي تمسح على رأسها أثناء الوضوء.
- وعلى الرغم من ذلك فإن علماء الحنابلة كان لهم رأي مخالف لذلك.
- حيث إنهم وجدوا أنه روي عن أم سلمة زوجة النبي رضي الله عنها أنها كانت تمسح على خمارها أحيانًا أثناء الوضوء.
- وقد روى ذلك عنها ابن شيبة وابن المنذر وقد أقر الحنابلة هذا الرأي ما دام الخمار مدار حول الحلق والعنق.
- ولكن من الجدير بالذكر أنه من الأولى ألا تمسح المرأة على خمارها أثناء الوضوء.
- ويتم ذلك في حالات خاصة وللضرورة القصوى مثل أن يكون ذلك بسبب البرد أو بسبب الخوف من كشف شعرها أمام الأغراب والأجانب.
- وعندما سئل الإمام ابن تيمية عن المسح إن خافت المرأة من البرد ونحوه مسحت على خمارها فإن أم سلمة كانت تمسح على خمارها وينبغي أن تمسح مع ذلك بعض شعرها وأما إذا لم يكن بها حاجة إلى ذلك ففيه نزاع بين العلماء. (الفتاوى 21/218).
تنبيهات هامة حول المسح على الحذاء أو الخمار
- إن مدة المسح تختلف على حسب حالة الشخص الذي يقوم بالمسح إذا كان مسافر أو مقيم.
- حيث إن المقيم يمكنه أن يمسح على الحذاء أو الجورب لمدة يوم واحد بليلة.
- ويختلف الأمر بالنسبة للمسافر فهو يمكنه أن يمسح على الجورب أو الحذاء لمدة ثلاث أيام بلياليهم.
- والدليل على ذلك قول علي رضي الله عنه كما جاء في صحيح الإمام مسلم (1/159): “جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويومًا وليلة للمقيم”.
- حيث تبدأ مدة المسح من أول مسح قام بها الشخص لتجديد الوضوء.
- ومن الجدير بالذكر أنه عندما تنتهي مدة المسح والشخص طاهر ومحتفظ بوضوئه فلا ينقض ذلك الوضوء.
- أما في حالة أن تنتهي مدة المسح ويريد الشخص أن يجدد وضوءه فلا يجوز له أن يمسح.
- ومن الضروري ليصبح المسح صحيح أن يكون الشخص قد ارتدى الجورب أو الحذاء وقدميه طاهرتين بعد الوضوء.
- والدليل على ذلك ما تم ذكره في الصحيحـــين وغـيرهما عـن المغيرة بن شعبـة رضي الله عنه أنه ذات ليلة كان مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي أثناء السير ذكر وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح برأسه ثم هوى المغيرة لكي ينزع خفي النبي فقال صلى الله عليه وسلم:
- “دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ومسح عليهما” (البخاري 1 / 213 مسلم 1 / 158).
- ومن المعروف أن الضرورات تبيح المحذورات فإن كل أمر يعتبر ممنوع من الممكن فعله إذا كان الأمر ضرورة قصوى.
- فإذا اضطر الشخص إلى الوضوء بالمسح على الحذاء فلا شيء في ذلك.
- وإذا اضطرت المرأة إلى المسح على الخمار فلا شيء في ذلك.
- ومن الممكن أيضًا الصلاة بالحذاء إذا لزم الأمر واضطر الشخص إلى ذلك.
- ففي كل الأحوال ندعو الله أن يتقبل الله منا صالح الأعمال ويرزقنا التوفيق.
- كما ندعو الله أن يقدرنا على إقامة الصلاة وجميع شعائر الله وفرائضه.
اخترنا لك أيضا: خطوات الوضوء الصحيح بالتفصيل
وفي النهاية نكون قد ذكرنا حكم المسح على الحذاء كما ذكرنا حكم المسح على الخمار.
وأوضحنا بالتفصيل رأي علماء الدين والأئمة الأربعة في هذا الأمر.
نرجو من الله أن نكون أفدناكم وأضفنا إلى معلوماتكم ورفعنا عنكم الحرج حول هذا السؤال.
كما نرجو من الجميع نشر المقال ليفك اللغز والاختلاط في الأمر الموجود عند معظم الناس.