عفا الله عما سلف
عفا الله عما سلف هي عبارة تعني أن الله قد غفر جميع الذنوب والخطايا التي فعلها شخص ما في الماضي، ولم يحاسبه على ذلك، بشرط أن يتوب ويعود إلى الطريق الصحيح، ويحرص على عدم الوقوع في نفس الأخطاء مرة أخرى، وهذا المفهوم يندرج تحت مبدأ الرحمة والمغفرة الذي يميز الإسلام.
محتويات المقال
أين ذكرت جملة عفا الله عما سلف في القرآن الكريم؟
ذكرت العبارة في الآية 95 من سورة المائدة حيث تقول: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامِ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ”.
هذه الآية تحث المؤمنين على عدم قتل الصيد أثناء الإحرام، وذلك لأنها فترة من العبادة والتقرب إلى الله، ويمكن أن يؤدي قتل الصيد في هذه الفترة إلى إفسادها.
وتحدد الآية أيضًا العقوبة لمن يقتل الصيد في فترة الإحرام، وهي مثل ما قتل من النعم، وهذا يعني أنه يجب عليه دفع فدية لذلك، ولم تذهب ضحية بلا فائدة، ويحكم بها على أهلها.
وإذا لم يتمكن المرتكب من دفع الفدية، فيمكن له أن يقوم بصيام لتعويض الخطأ الذي ارتكبه، ولكن لا يجب أن يترتب على هذا الصيام أي أذى آخر للشخص، فالغرض منه هو التكفير عن الخطأ.
كما أن الآية تحذر الناس من معاودة هذا الخطأ، وتذكرهم بأن الله عزيز وأنه لن يترك أي خطأ دون العقاب عليه، ويتوجب على الناس اتباع الأحكام والشرائع التي وضعها الله تعالى لهم.
اقرأ أيضا: كم مرة ذكر الصيام في القرآن الكريم؟
معنى عفا الله عما سلف
عبارة “عفا الله عما سلف” تعني أن الله تعالى قد غفر للمؤمنين خطاياهم السابقة، وأنه يتوجب عليهم التوبة والاستغفار للحفاظ على نقاء قلوبهم والابتعاد عن المعاصي المشابهة.
ويوضح الجزء الثاني من الآية أنه إذا عاد الشخص وارتكب خطأً مماثلاً، فإن الله سينتقم منه ويعاقبه على ذلك، ونذكر أن الله هو العزيز الحكيم، وأن حكمه سيصل كما يتوقعه الجميع في الوقت الملائم والمحدد.
كما أدعوك للتعرف على: الفرق بين العفو والصفح
شروط التوبة التي تعين على العفو عمّا سلف
- بين الله عز وجل في القرآن الكريم أن التوبة وقوبلها أمر غاية في السهولة، لأنه سبحانه وتعالى يقل التوبة عن عباده ويظهر ذلك في قوله تعالى: “وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى).
- ومن هذه الأية نستطيع التعرف على شروط التوبة، وهي التوبة نفسها والإيمان بالله والعمل الصالح ثم عدم تكرار الذنب من جديد.
- يجب على المرء حتى يقبل الله توبته ويغفر له أن يقوم بإصلاح مفسدته التي فعلها خلال وقت الضلال، فإذا كان يظلم الناس فيجب عليه ان يرد المظلمة، فيقول الله تعالى في كتابه: “فمن تاب من بعد ظُلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم”.
كما يمكنكم الاطلاع على: اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا واغفر لنا
أسئلة شائعة حول عفا الله عما سلف
سؤال: ما هي الآية في القرآن الكريم التي ذكرت فيها العبارة (عفا الله عما سلف)؟
الجواب: الآية هي الآية رقم 95 من سورة المائدة.
سؤال: ما هو سياق ذكر العبارة (عفا الله عما سلف) في القرآن الكريم؟
الجواب: تم ذكر هذه العبارة في سياق تناول الحكم الشرعي بخصوص عقوبة قتل الصيد خلال فترة الإحرام، وكذلك التذكير بالتوبة والاستغفار والحذر من العودة للخطأ.
سؤال: ما هي الفائدة من تناول قاعدة (عفا الله عما سلف) في السياق الشرعي؟
الجواب: تعكس هذه القاعدة رحمة الله وغفرانه للمؤمنين، وتحث على الاستغفار والتوبة للحفاظ على القلوب نقية، وتحذر من عواقب العودة للخطأ.
سؤال: ما هي الشروط التي تعين على العفو عما سلف وفقًا للفقه الإسلامي؟
الجواب: الشروط تشمل التوبة الصادقة، الإيمان بالله، العمل الصالح، وعدم تكرار الذنب مرة أخرى.