فليقل خيرا أو ليصمت
فليقل خيرا أو ليصمت، موقع مقال maqall.net يستعرض لكم اليوم كافة التفاصيل عنه، حيث أنه من خلال ما ورد عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام قوله فليقل خيرا أو ليصمت.
ويشير قوله لذلك أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام كان يأمر الناس بقول الخير، وأما إذا كان القول غير خير فيأمر الناس بالصمت.
محتويات المقال
فليقل خيرا أو ليصمت
وردت هذه المقولة في حديث شريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه» (رواه البخاري، ومسلم).
كم يمكنك التعرف على: الأخلاق الحسنة في الإسلام
منزلة الحديث الشريف فليقل خيرا أو ليصمت
- يعد هذا الحديث الشريف حديث عظيم وقيل إنه يتمثل فيه نصف الإسلام لأنه تتمثل فيه آداب الخير.
- وذلك لأن الأحكام منها ما يتعلق بالحق العباد ومنها ما يتعلق بالخير وحقوق الله عز وجل.
- فقال الحافظ ابن حجر رحمة الله عليه أن القول أما أن يكون خيرا أو يؤول للخير، وأما أن يكون شرا أو يؤول للشر.
- فإذا كان القول خير أو يؤول للخير فيكون مطلوبا ويأذن به، أما إذا كان شرا أو يؤول للشر ففي هذه الحالة يأمر بالصمت.
- أما ابن حجر الهيتمي رحمة الله عليه فقال إن هذا الحديث يصح أنه يقال عنه بأنه نصف الإسلام.
- وذلك لأنه يبين قواعد وأحكام اللسان والذي يعد من أكثر الجوارح الذي يؤذي بها الإنسان غيره وهو غير مدرك ذلك.
ما معنى “فليقل خيرًا أو ليَصْمُت” في الحديث؟
- معني فليقل خيرا أو ليصمت الذي وردت في الحديث الشريف أن المؤمن إذا جلس في مكان فيه نميمة فعليه أن يأمر بالمعروف أو ينهي عن المنكر.
- كذلك أيضا أما أن يقول قولا خير أو يصمت عما سواه، فقال تعالى:
- [وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر]ِ [التوبة:71].
- ومن خلال قول الله عز وجل: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
- [آل عمران:110].
- ففي هذه الآية الكريمة قدم الله عز وجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن الإيمان وذلك دليل على عظمة الأمر.
- لذلك فيجب على المسلم أن يحفظ لسانه وأن يقتصر كلامه على الخير وعلى الكلام الذي يكون نافع له ولغيره، ويكف عن الكلام في الشر.
- لأن كل ما يقوله الإنسان من خير أو شر فيكتب له ويحاسبه الله عز وجل عليه فقال تعالى:
- (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
- كما ذكر الله عز وجل وقال: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ).
اقرأ من هنا عن: ما هي الحكمة والموعظة الحسنة؟
شرح حديث فليقل خيرا أو ليصمت
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر» فليفعل كذا وكذا فيدل ذلك على أن هذه الخصال تعتبر من خصال الإيمان.
- ومن المعروف أن أعمال الإيمان تتعلق بحقوق الله من ناحية كأداء الواجبات والبعد عن المحرمات، ويتمثل ذلك في قول الخير أو الصمت.
- أيضا ومن ناحية أخرى تتعلق أعمال الإيمان بحقوق عباد الله، ويتمثل ذلك فيما ورد بالحديث عن إكرام الجار، وإكرام الضيف.
- ومن خلال قول النبي في هذا الحديث الشريف فنجد أن المؤمن يؤمر بثلاثة أشياء:
الأمر الأول: هو قول الخير والصمت عن غيره
- وقال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام:
- «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم».
- ومن خلال ما رواه عمر رضي الله عنه فقال: من كان كلامه كثيرا، فيكثر سقطه.
- ومن كثر سقطه، فتكثر ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه، فتكون النار أولى به.
- كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث شريف وقال:
- «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه».
الأمر الثاني: إكرام الجار وعدم إيذائه
- أمر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام الناس في هذا الحديث بإكرام الجار والإحسان إليه.
- كما أمرنا الله عز وجل بالإحسان إلى الجار.
- فقال تعالى:
- {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا} سورة النساء الآية.
- ويتمثل الإحسان إلى الجار في عدة أشياء منها مواساة الجار في إحزانه وعند الحاجة.
- ونستدل على ذلك من خلال الحديث الشريف فقال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: «لا يشبع المؤمن دون جاره».
- ومنها أن يصبر الجار على أذى جاره، ولا يرد له الأذى بالأذى، لذلك ليس على الجار أن يكف الأذى فقط ولكن عليه أن يحتمل الأذى.
الأمر الثالث: إكرام الضيف
- والمقصود بإكرام الضيف هو إحسان ضيافته، ونجد أن هناك فرق بين جائزة الضيف والضيافة.
- فجائزة الضيف هي يوم وليلة فقط، أما الضيافة فتكون ثلاثة أيام وإذا كان أكثر من ذلك فيعتبر صدقة.
- وقال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: «لا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه».
الفوائد من حديث فليقل خيرا أو ليصمت
- يؤكد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أنه يجب إكرام الجار والإحسان إليه واحتمال الأذى منه وعدم رد الإساءة بالإساءة.
- أكد أيضا صلى الله عليه وسلم على وجوب إكرام الضيف، وأن إقامة الضيف ينبغي ألا تزيد عن 3 أيام.
- كما أكد على أن إكرام الضيف وإكرام الجار يدل ذلك على كمال الإسلام.
- كما أنه أمرنا بالتحلي بالأخلاق الحميدة، وأن هذه الصفات تتفرع من الإيمان.
- كذلك أيضا حذرنا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام من آفات اللسان.
كما يمكنك التعرف على: أحاديث الرسول عن الاخلاق الحسنة
فليقل خيرا أو ليصمت فعلى كل مسلم أن يحفظ لسانه لأن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام حذرنا من آفات اللسان.
وأن من يكثر في الكلام فمن الممكن أن يخطئ، لذلك فإذا كان الكلام خيرا فعلى المؤمن أن يتكلم وإذا كان بغير ذلك فعليه بالصمت.