حياة الإمام الشافعي
حياة الإمام الشافعي، الإمام الشافعي هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة وصاحب المذهب الشافعي للفقه الإسلامي ومؤسس علم الأصول.
وكان الإمام رحمه الله رجلاً حذرًا جدًا له مكانة وكرامة وكان صاحب رؤية صادقًا حسن السيرة مشهورًا بكرمه ورغبة شديدة في العلم متحريًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان يجادل في علم الفقه مع علمه بالعديد من أسراره لكنه لم يصل إلى مرتبة الاجتهاد إلا بعد أن وصل إلى الهدف في مختلف علوم التفسير، وأوجه القراءات والأحاديث في الرواية ودرايةً باللغة فقد كان شاعرًا مجيدًا له قصائد كثيرة الحكمة وكان على دراية بالأصول والكلام والطب والنجوم والفراسة.
محتويات المقال
نشأة الإمام الشافعي
- نشأ الإمام الشافعي في أسرة فقيرة بعد وفاة والده في صغره فانتقلت والدته من غزة إلى مكة حفاظًا على نسبه الشريف، وتربيته بين أهله وقومه.
- أرادت والدته أن يكون لسانه مستقيمًا فاختارت إرساله إلى الصحراء لتعلم اللغة العربية وبلاغتها فلازم قبيلة هذيل في حلهم وترحالهم حتى حفظ شعرهم وحسنت لغته حتى أصبح حجة في اللغةَ.
- كما أن نصحه بعضهم بسبب نسبه الجليل وجودة قريحته أن يتعلم الفقه فعمل بهذه النصيحة ولما عاد الإمام الشافعي من البادية تفرغ لتعلم الفقه وأذن له بإصدار الفتاوى وهو دون العشرين.
- كما أن حفظ موطأ الإمام مالك وانتقل إلى المدينة وقدمها له وبقي معه حتى مات، وقد قال مالك في الشافعي: (يا محمدٌ اتق الله، واجتنب المعاصي، فإنه سيكون لك شأن من الشأن، إن الله قد ألقى على قلبك نورًا، فلا تطفئه بالمعصية).
اقرأ أيضا: رحلة الإمام الشافعي إلى بغداد
رحلات الإمام الشافعي
- بعد وفاة الإمام مالك خرج الشافعي مع أحد الولاة ليعمل واليًا بنجران وكان عادلاً ولم يحابي أحدًا، عندما كان في نجران كان هناك حاكم ظالم.
- وكان الشافعي ينهيه من ظلمه، فما كان من هذا الوالي إلا أنه أبلغ الشافعي بالقتل فأرسل إلى الخليفة أن الشافعي يستعد لثورة مع العلوية عليه.
- لما وصل الشافعي إلى الخليفة (هارون الرشيد) ببغداد كان في مجلسه محمد بن الحسن الشيباني، وسأله عن الشافعي فقال محمد بن الحسن عن الشافعي أنه كثير العلم وأنه لا علاقة له بما اتهم به، فأطلقه.
- بعد هذه الحادثة ترك الشافعي القضاء وتفرغ للعلم وفي بغداد التقى محمد بن الحسن (إمام المذهب الحنفي).
- وتعلم من مناقشته ومناظرته، فجمع في الشافعي علم مذهب أهل الحديث (المالكية) وأهل الرأي (الحنفية).
- بعد ذلك عاد الشافعي إلى مكة ومكث فيها 9 سنوات يدرس الفقه ويلتقي العلماء ويتحاور بينهم ويناقشهم.
- ومن هناك خرج إلى بغداد بطريقة جديدة في الفقه جمعت مدارس أهل الحديث وأهل الرأي مما جعل العلماء والفقهاء يلتقون به ويتعلمون من علمه وبعد سنتين من إقامته في بغداد خرج إلى مصر.
- كما أن وصل الشافعي إلى مصر ونزل عند أعمامه من الأزد ومكث هناك حتى مات، وظهر له فيها فقهًا جديدًا يختلف عن فقهه في بغداد نتيجة اختلاف الأعراف بين بلدين.
حياة الإمام الشافعي العلمية
حيث إن تميز الإمام الشافعي في العديد من المجالات العلمية منها ما يلي:
أصول الفقه أجمع العلماء
- أن الإمام الشافعي هو أول من كتب في أصول الفقه ورسالته الأصولية هي أول رسالة أصولية تصلنا.
- لذا فإن مذهب الإمام الشافعي يقوم على أخذ الكتاب والسنة وجعل السنة منهجاً لشرح القرآن الكريم وأخذ الإمام الشافعي حديث الآحاد بشرط أن يكون الراوي مؤتمنًا وعادلاً.
- أما الحديث المرسل فقد وضع له شروط خاصة وأهمها أن يكون الراوي من كبار المتابعين.
مذهب الإمام الشافعي
- كانت أصول مذهب الإمام الشافعي من الكتاب والسنة ثم أقوال الصحابة ويختار منها أقرب الكتاب والسنة.
- فإن لم يجدها أخذ أقوال الخلفاء الراشدين ثم بعد ذلك أخذ القياس ولم يتخذ الإمام الشافعي العمل بالرضا والمصلحة العامة وعمل أهل المدينة.
- كما أن المذهب الشافعي هو الوسط بين مذهبي الحديث وأهل الرأي.
فتاوى الإمام الشافعي
- اختلفت فتاوى الشافعي في بغداد عن فتاوى بعد انتقاله إلى مصر مما أدى إلى ظهور المذهب القديم والجديد.
- سبب هذا الاختلاف يعود لاختلاف أحوال أهل مصر عن أهل العراق.
- فراعى الإمام الشافعي اختلاف المكان والزمان وسبب نضجه العلمي والفقهي.
- لذلك عمل على إملاء وتعليم كتابه الجديد لطلابه ليحمل اسم المذهب الشافعي الجديد.
شيوخ الإمام الشافعي
حصل الإمام الشافعي على علم من عدة مشايخ، أهمهم ما يلي:
مسلم بن خالد الزنجي المكي
- أحد مشايخ الإمام الشافعي ورد عليه عدد من النصوص بطرق مختلفة ذكرها الفاكهي في كتابه.
إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي
- كان من مشايخ الإمام الشافعي في صغره من أهل المدينة، وهو من علماء الحديث له كتاب الموطأ لكن أهل الحديث نكروا.
إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري
- كان من شيوخ الإمام الشافعي، وهو من كبار العلماء الذين اقتدوا بهم، وله كتاب في السير في الأخبار والأحداث.
تلاميذ الإمام الشافعي
حمل علم الشافعي وتولى رعايته عدد من طلابه ومنهم ما يلي:
أبو بكر الحميدي المكي
- يعتبر من تلاميذ الإمام الشافعي بمكة، وكان مالكه طالباً على يد بعض مشايخ الإمام الشافعي وعرف بـ مفتي أهل مكة وروى عنه البخاري.
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المطلبي
- كان من تلاميذ ابن عم الإمام الشافعي بمكة، وأخذ على عاتقه نشر المذهب الشافعي وروى عنه ابن ماجه.
أبو الوليد موسى بن أبي الجارود المكي
- قد روى أحاديث كثيرة عن الإمام الشافعي بمكة، وكان مفتيًا فيها وروى عنه الإمام الترمذي.
مؤلفات الإمام الشافعي
الإمام الشافعي – رحمه الله – صاحب المذهب الشافعي تعددت مؤلفاته ونذكرها على النحو التالي:
أشهر كتاب للإمام الشافعي هو كتاب الأم
- يعتبر جوهر المذهب الشافعي، ويتكون الكتاب من ثمانية أجزاء، ويحتوي الكتاب على جملة من العلوم الشرعية الصحيحة من الفقه والأحاديث والمبادئ الدينية والحقوق العامة والقانون والاستنباط والاجتهاد.
الرسالة
- هو كتاب في علم الأصول يتحدث فيه عن أصول الفقه، وقول القرآن في السنة والحجة والمنسوخ والناسخ.
صفات الإمام الشافعي ومناقبه
حيث إن اتسم الإمام الشافعي بمجموعة من الصفات، ونذكر بعضها على النحو التالي:
- كان من المصلين الورعين والمتواضعين فقد ورد أنه كان يختم القرآن الكريم في صلاته في شهر رمضان ستين مرة.
- فصيحاً ومعلماً باللغة، فقد ورد أنه أفصح الناس وعلمهم اللغة وبلاغته وعلم الفصاحة.
- كان فقيهاً مطلعاً على أحوال الدنيا والدين.
- كان صاحب مروءة وفطنة، لذلك كان يترفع عن كل ما كان يتسبب في إحراج الناس، وكل ما يُذهب فطنة الإنسان من الإسراف في الطعام.
- قيل عنه جوادا عادلًا وكريمًا رغم أنه نشأ في أسرة فقيرة لكن عطاؤه كان مثل نبع لا ينضب.
كما أدعوك للتعرف على: تاريخ وفاة الإمام الشافعي
حكم الإمام الشافعي ومواعظه
- تميز الإمام الشافعي -رحمه الله عليه- بحكمة عقله وبلاغة لسانه هذا بسبب جذوره الراسخة في عالم العلم من نسبة الرفيع.
- أصدر الإمام الشافعي الكثير من الأحكام والمواعظ الذي تؤكد على أهمية العلوم الشرعية واللغة وأنها أبواب للوصول إلى أعلى المستويات في الأخلاق الحميدة والمروءة.
- كما أن حنان الفؤاد لا يكون إلا بتعلم اللغة وقوة الحجة فقط بتعلم الفقه وعلومه، ولا ترتفع قيمة الإنسان إلا بتمسكه بالقرآن والسنة والفقه واللغة العربية ونحوها.
مرض الإمام الشافعي ووفاته
- في حياة الإمام الشافعي عانى الإمام – رحمه الله – من البواسير وكان قد بلغ درجة متقدمة من الألم والضيق بسبب النزيف الذي كان يملأ ثوبه.
- كما أن كان يطلب من طلابه الدعاء له باستمرار للتخفيف من معاناته من شدة آلامه.
- توفي الإمام الشافعي -رحمه الله عليه- في مصر ليلة يوم الجمعة سنة 204 للهجرة وكان عمره 54 سنة.
كما يمكنكم الاطلاع على: صفات الإمام الشافعي