بحث عن الزكاة في رمضان
الزكاة هي ركن من أركان الإسلام، وتعد الركن الثالث بعد الصلاة، فالزكاة فرض على كل مسلم قادر بالغ، وهي مجلبة للطهر في الأموال، فيقول الله تعالى في كتابه العزيز:
(وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير)؛ لذلك في مقالنا هذا سنتناول بحث عن الزكاة في رمضان.
محتويات المقال
زكاة الفطر
- جعل الله الزكاة نجاة للمزكي، بمعنى أوضح؛ هي تطهير لماله وبدنه، أما بالنسبة للفقير والمسكين فهي حق.
- لذلك جعل الله وجوب الزكاة على كل مسلم، وخصها في رمضان باسم زكاة الفطر.
- لأنها مرتبطة بفطر المسلم بعد صيامه شهر رمضان، وهي مطهرة للمسلم الصائم من كل ما يقترفه من ذنوب وخطايا.
- والجدير بالذكر أن زكاة الفطر فرضاً واجباً، فهي معلقة في رقبته، وإن تأخر في إخراجها فعليه الوفاء بها.
- وإلا فإنها لن تسقط عنه وسيحاسب عليها لأنها ديناً عليه.
للتعرف على المزيد: الصلاة في رمضان
حكم زكاة الفطر
زكاة الفطر هي صدقة مفروضة على كل مسلم في نهاية شهر رمضان أو عيد الفطر، وهي واجبة على الصائم وغير الصائم على حد سواء. وتُعتبر زكاة الفطر تطهيرًا للصائم من اللغو والرفث ومساعدة للمحتاجين على الاحتفال بعيد الفطر.
على من تجب زكاة الفطر
- زكاة الفطر تجب على كل رجل مسلم أو امرأة مسلمة، بغض النظر عن عمره سواء كان طفلاً أم بالغاً.
- أو كان حراً أي غير مملوك أو عبداً مملوكاً.
- والجدير بالذكر أن الشخص مسئول عن إخراج الزكاة عن نفسه وعمن يعولهم.
- فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
- (فرض رسول الله صلى الله عليه زكاة الفطر؛ طهره للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين.
- ومن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات).
مقدار زكاة الفطر
- وزكاة الفطر هي كل ما زاد عن قوت يوم الشخص أو من ينفق عليهم.
- وتقدر بصاع من شعير أو من رز أو تمر أو أي حبوب تؤكل.
- فقد أوجب بعض العلماء الزكاة استناداً إلى قول المولى عز وجل من (أوسط ما تطعمون اهليكم).
- بمعنى أن زكاة الفطر يجوز إخراجها من كل ثمار يتم الإطعام به، وهذا هو أبلغ الأقوال في مقدار الزكاة.
- كذلك فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه فرض الزكاة مقدار صاعاً من الطعام).
وقت إخراج زكاة الفطر
- أما فيما يتعلق بوقت إخراجها فمسموح بإخراجها من أول في رمضان حتى قبل صلاة عيد الفطر.
- أما إن تم إخراجها بعد صلاة عيد فطر فلا تعد زكاة حينها، وإنما تعد صدقة.
- فقد قال تعالى (قد أفلح من تزكى). كذلك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت خروج الزكاة:
- (أن الزكاة يمكن أن تخرج قبل صلاة العيد).
- لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بذلك.
نرشح لك أيضا: انشاء عن شهر رمضان المبارك
لمن تُعطى زكاة الفطر (المصارف)
- أما من تجب عليهم الزكاة أو كما يقال أهم مصارف الزكاة فقد قال الله جل وعلا في كتابه الكريم:
- (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب، والغارمين وفي سبيل لله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم).
- فقد وجبت الزكاة للفقراء والمساكين وذوي الحاجة، لأن هنا زكاة الفطر جاءت لإدخال البهجة على الفقراء والمساكين وسد احتياجاتهم عند العيد.
- فحينها لا يكون في قلوبهم غصة، وتُسد حاجتهم، ويشعرون بالفرحة، فهي تخفيف عن قلوبهم ومواساة لهم.
شروط وجوب زكاة الفطر في رمضان
- أولاً: ينبغي على من يخرج زكاة الفطر أن يكون قادراً على إخراجها.
- ثانياً: أن يكون الوقت هو وقت إخراج زكاة الفطر، بمعنى دخول الوقت.
- ويقصد هنا من أول يوم في رمضان إلى ما قبل صلاة الفطر.
- ثالثاً: أن تتواجد النية لإخراج زكاة الفطر.
- رابعاً لم يشترط على الشخص أن يكون شخصاً بالغاً أو شخصاً عاقلاً لإخراج زكاة الفطر.
- وإنما هي وجبت على كل مسلم ومسلمة.
- أيضا لا ينبغي على المسلم أن يؤخر الزكاة؛ لكي يقوم بإخراجها في رمضان.
- فإن بلغت نصابها، ينبغي عليه إخراج الزكاة في وقتها حتى وإن كانت قبل رمضان.
- أما إن قام صاحب الزكاة بالتمهل لكي يخرجها في رمضان.
- وذلك لكي ينول أجر الوقت الذي أخرجت فيه، وهو شهر رمضان،
- فعندها هو آثم، بل قد نال غضب الله.
- وذلك لقيامه بتأخير زكاة الفطر، لأن الله يحب تعجيل إخراج الزكاة ما إن بلغت نصابها.
- أما من أراد أن يخرج الزكاة في رمضان قبل أن تبلغ الحول فهو جائز.
- فإذا بَلغ مَالك النصاب فينبغي أن تعجلها وتخرجها.
- وبالأخص إن كان ذلك يفيد الفقراء والمحتاجين والمساكين.
لتعجيل الزكاة بعض الشروط منها ما يلي:
- وهو أن يكون مال الشخص المزكي قد بلغ النصاب.
- أن يكون الشخص المزكي الذي عجل بإخراج الزكاة قد أخرجها بتعجيل عن عام واحد.
- إذ إنه لا ينبغي القيام بتعجيل الزكاة عن عامين أو أكثر، وإنما هو عام واحد فقط.
- كذلك فعلى الشخص المزكي أي مالك النصاب أن يكون شخصا أهلا ً لإخراج الزكاة إلى نهاية العام.
- وأن يكون حياً يرزق، وأن يبقى له الذي سوف يزكي به نصاباً.
- أيضاً أن يكون من أخرجت له الزكاة شخصاً مستحقاً عندنا تبلغ زكاة المزكي النصاب، أو عندما تبلغ الحول.
- ولكن إن مات الشخص المستحق الذي أخذ من تلك الزكاة التي عجل صاحبها بإخراجها.
- وكان موته قبل حلول الحول، فعندها لا تحسب على إنها زكاة.
- كذلك إن كان الشخص المستحق للزكاة قد رزقه الله بميراث، أو مال معين، أو هبة.
- فأصبح لا يستحق الزكاة لأنه قد أغناه الله وخرج من الفقر.
- فحينها لا يصبح من ذوي الحق، أي خرج من مصارف الزكاة الثمانية.
- وإذ استغنى الشخص الذي أخذ الزكاة من قبل عن أخذ الزكاة أخرى.
- لأنه قد أصبح غنياً بسبب تلك الزكاة التي قام بأخذها من قبل، فعندها تعد زكاة صحيحة.
- إذ أن المغزى من إعطاء الزكاة للمحتاج والمسكين والفقير هو العمل على إغناؤه.
- ولكن إذا سقطت تلك الشروط، فعندها المال الذي تم إخراجه كزكاة يعد صدقة محبوبة عند الله.
- وللمزكي أجره كاملاً عليها بأمر الله.
- لكنها لا تعد من الزكاة.
شاهد أيضا: الفرق بين الزكاة والصدقة
أصناف زكاة الفطر
- زكاة الفطر يجب أن تكون من قوت البلد التي سيتم إخراجها فيه، ففي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (كنا نعطيها زمن الرسول صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من زبيب، أو صاعاً من أقط) [متفق عليه].
- ولذلك يجب إخراج الزكاة من الطعام الغالب في المدينة، فإذا كان الطعام الغالب في المدينة أرز فيتم إخراجها أرز وهكذا.
واختلفت المذاهب في نوعية إخراج زكاة الفطر، وذلك على النحو التالي:
- المذهب الحنفي يرى أنه يجب إخراجها زبيب أو قمح أو شعير أو تمر.
- المذهب الشافعي والمالكي يرى أنه يجب إخراجها قمح وشعير وسلت ودخن وتمر وزبيب ولبن اليابس.
- أما المذهب الحنبلي يرى أنه يجب إخراجها قمح وشعير وتمر وزبيب ولبن يابس وفي حالة لم يتوفر أي منها يجب إخراجها حبوب أو ثمار متعارف عليها من أهل البلدة.