رب المشرقين ورب المغربين

رب المشرقين ورب المغربين، هي آية من آيات القرآن الكريم ذكرت في سورة الرحمن عروس القرآن، ويرغب الكثيرين في معرفة التفسير الصحيح لها من قبل كبار مفسري القرآن الكريم كما أنزل على رسولنا الكريم صلوات الله عليه وتسليمه.

لذا سوف نلقي الضوء على التفسير الصحيح لآية رب المشرقين ورب المغربين من خلال هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net.

معنى آية رب المشرقين ورب المغربين

قال الله سبحانه وتعالى في سورة الرحمن (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ)، والتي يقصد بها هنا ما يلي:

  • المقصود أن الشمس كوكب له مشرق ومغرب يختلفان عن بعضهما البعض في موسم الصيف عنه في الشتاء.
  • الشمس تتحرك نحو الجهة الشمالية في موسم الشتاء، أما في فصل الصيف تتجه في تحركها نحو الجنوب.
  • ومن ثم يختلف كل من المشرق والمغرب للشمس في فصل الشتاء عنه في فصل الصيف.
  • فقد ذكر الله سبحانه وتعالى المشرقين والمغربين في صيغة ثنائية وليست مفردة لإيضاح الفرق بين الفصلين.
  • تجلت عظمة الله سبحانه وتعالى في الكون وما تحدث فيه من ظواهر كونية، فلا يمكن لأحد غيره التحكم فيها.

تفسير ابن عثيمين

  • فسر الآية ابن عثيمين بأن قدرة الخالق تفوق قدرة المخلوق، وألا يمكن لأحد أن يجعل الشمس تشرق بشكل آخر.

تفسير ابن جرير الطبري

يقول أن لله المشرق الذي تطلع فيه الشمس مشرقة منه يوميًا، والمغرب الذي تقوم فيه الشمس بالغروب يوميًا، وتفسيرها أن الله تعالى يملك ما بين المشرق والمغرب.

تفسير السمعاني

لقد محى ما قاله السمعاني من لبس في شأن الآيات الكريمة التي ورد فيها لفظ المشرق والمغرب، حيث ذكر الله اللفظين في أكثر من آية في عدد من السور، كما يلي:

  • قال تعالى: (لا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ)،[4]، وقوله -تعالى-: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ).
  • أما القول (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)؛ المقصود بها الجهة، أي أن للمشرق جهة واحدة وللمغرب أيضا جهة واحدة.
  • وجاء في معنى (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ)، المشرقين هما فصل الشتاء والصيف والمغربين أيضا.
  • وقد جاء في قوله تعالى: (وَرب الْمَشَارِق)، أي تعدد المشارق اليومية للشمس لكل يوم مشرق يختلف عما قبله.
    • أيضا نفس الأمر للمغارب التي تختلف في كل يوم عن الذي قبله، فكل يوم يختلف مغربه عما قبله.

كما أدعوك للتعرف على: تفسير آية الطيبون للطيبات

تفسير العز بن عبد السلام

فسر العز رحمه الله (رب المشرق) أي رب العالمين، لأنهم بين المشرق والمغرب، أو موضع شروق الشمس غروبها؛ ويرغب في أن يستوي بين الليل والنهار، أو وجه الليل والنهار.

تفسير الشعراوي

جاء تفسير الشيخ الشعراوي للآية الكريمة (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ)، كما يلي:

  • شروق الشمس في مكان ما على وجه الأرض يقابله غروب لها في مكان آخر عليها أيضا والعكس صحيح.
  • الوقت الذي يعد لدينا شروق هو عند الآخرين وقت للغروب، ومن هنا أتى أن الشمس تمتلك مشرقين ومغربين.
  • وفي سورة الصافات ذكر لفظ المشرق والمغرب جمعًا حيث أن الشمس لا تشرق على الأرض وحدها.
    • بل تشرق على مختلف الكواكب الأخرى التي تمتلكها المجموعة الشمسية، بالإضافة إلى النجوم والأقمار.
  • المشرق والمغرب على الأرض يختلف عن ذلك الذي على أي من كواكب المجموعة الشمسية وعلى سطح القمر.
  • طالما أن هناك دوران للأرض حول الشمس سيظل هناك اختلاف بين المشرق والمغرب في مكان عن الآخر.

تفسير الدكتور يحيي المحجري

لقد ذكر الكثير من العلماء تفسير مغارب الأرض ومشارقها في القرآن الكريم ومنهم الدكتور يحيى المحجري، حيث أكد على أن تفسير قدماء العلماء هو تفسير صحيح تمامًا، حيث ذكر:

  • أن الاختلاف الواضح ما بين المغارب والمشارق أمر علمي يحدث بسبب دوران الأرض حول الشمس دورة كاملة كل عام.
    • أي كل ثلاثمائة وخمسة وستون يومًا تقريبًا، بما يعني اختلاف مشرق ومغرب الشمس.
    • على أن يختلفا كل يوم عن اليوم السابق له، ومن ثم تعددت المشارق والمغارب تبعًا لعدد أيام السنة كاملة.
    • ويصبح الأمر أكثر وضوحًا في فصلي الصيف والشتاء حيث وضوح التباين ما بين المشرق والمغرب.

تفسير ابن كثير

تعني مشرقي الفصل الصيفي والشتوي، ومغربي الفصل الصيفي والشتوي، وفي قوله تعالى: “لا أقسم برب المشارب والغارب، وذلك لان مخارج الشمس مختلفة وتحركها يوميًا، أما في قوله تعالى: رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلًا، فالمقصود هنا هو نوع المشارق والمغارب.

تفسير الشنقيطي

في قوله تعالى: “ولله المشرق والمغرب” المقصود هنا هو نوع المشرق والمغرب، وفيه صدقه بكل مطلع من طلوع الشمس، والتي عددها 63، ولكل مطلع من مغرب الشمس وهي نفس العدد، والمراد من المشرقين والمغربين؛ مشرق الفصل الشتوي والصيفي، وغرب الفصل الشتوي والصيفي، لأنهما الطرفان، وخطوط العرض ثلاث ولهذا عرفت بالمشارق والمغارب.

لماذا ذكر الله المغرب والمشرق مفرد وجمع؟

لقد تكرر ذكر المشرق والمغرب في القرآن الكريم بأكثر من صيغة، بخلاف ذكرها مثنى، وهي الصيغة المفردة وأخرى جمع دون وجود تعارض واضح فيما بينهما، كما يلي:

  • لقد ذكر الشنقيطي قول الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، [4].
    • كما ذكر أيضا أن الشمس لها ثلاثمائة وخمسة وستون مغرب ومشرق تبعًا لعدد أيام العام.
    • حيث تشرق الشمس بشكل يومي وتغرب من مكان لا يتكرر إلا في نفس اليوم من العام الذي يليه.
  • أما ابن كثير فقد ذكر أن القصد من الآية، هو جنس المشرق والمغرب.
    • (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ)، فقد ذكر أن المقصود بها اختلاف مشارق الشمس وانتقالها.

كما نقدم لكم من هنا: رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ فما تفسير هذه الآية

خلاصة القول حول آية رب المشرقين ورب المغربين

بعد أن تعرفنا على العديد من التفسيرات العلمية لكبار علماء الإسلام، وجدنا أن هناك خلاصة لتلك التفسيرات تجمع بين آيات القرآن الكريم التي ذكر فيها المشرق والمغرب، كما يلي:

  • ذكر المشرق والمغرب بصيغة المفرد في الآيات الكريمة تعني مشرق الشمس من الشرق ومغربها من الغرب.
  • أما المقصود بالمشارق والمغارب أن شروق الشمس أي المكان الذي تبزغ منه وأيضا النجوم والقمر.
  • كما هو الأمر عند الغروب، تغرب الشمس من مكان محدد تغيب من خلاله عن الكون باختلاف الأيام.
  • كل ما يدور في الكون بإرادة وعلم الله سبحانه وتعالى وليس للإنسان أي دخل فيه، وأي تفسيرات هي اجتهادات.

واقرأ أيضا في هذا الموضوع: تفسير آية (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثوراً)

أسئلة شائعة حول رب المشرقين ورب المغربين

ما هو المقصود بتعبير (رب المشرقين ورب المغربين)؟

هذا التعبير يأتي في سورة الرحمن (الآية 17)، وهو إشارة إلى الله الذي يحكم ويسيطر على كل شيء من الشرق إلى الغرب، ممتدًا بسيطرته وسلطانه في كل مكان وزمان.

لماذا استخدمت الآية تعبير (المشرقين والمغربين)؟

يأتي هذا التعبير لتوضيح أن الله هو رب كل شيء، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ممتدًا في السماوات والأرض بقدرته ورحمته.

ما الذي يعنيه الإشارة إلى (المشرقين) و(المغربين)؟

المشرقان يشير إلى الاتجاه الشرقي، بينما المغربان يشير إلى الاتجاه الغربي، وهما يمثلان أقصى نقطتين في الاتجاهين الشرقي والغربي.

ما هو الدرس الذي يمكن استخلاصه من هذه الآية؟

الآية تذكر المؤمنين بقدرة الله العظيمة وسلطانه الشامل على كل شيء، وتشجعهم على توجيه عبادتهم وطاعتهم إلى الله الذي يمتد سلطانه في كل مكان.

هل هناك أمثلة في القرآن الكريم على الإشارة إلى المشرقين والمغربين؟

نعم، في القرآن الكريم هناك العديد من الآيات التي تشير إلى مفهوم الشرق والغرب، مثل في سورة البقرة (الآية 115) وسورة الفجر (الآية 18).

مقالات ذات صلة