مظاهر الحياة الفكرية عند العرب قبل الإسلام
عاش العرب قبل الإسلام حياة البداوة، وهي الحياة التي تعتمد على التنقل من مكان لآخر من أجل البحث عن الطعام والماء.
ولا يخفى على أحد أن هذه الحياة البسيطة كانت هي السبب في صفاء ذهن العرب وبلاغتهم، ولذلك سنتعرف خلال هذا المقال عبر موقع maqall.net على مظاهر الحياة الفكرية عند العرب قبل الإسلام.
محتويات المقال
مظاهر الحياة الفكرية عند العرب قبل الإسلام
تنقسم الحياة الفكرية إلى العديد من المظاهر التي تبرز براعة الجانب الفكري عند العرب، وعبر السطور التالية سنذكر لكم مظاهر الحياة الفكرية عند العرب قبل الإسلام:
الشعر والفصاحة والبلاغة
اشتهر العرب قديماً بقرضهم الشعر، حيث كانت أشهر كتابتهم هي المعلقات وهي عبارة عن بعض القصائد الطويلة التي يتم تعليقها على جدار الكعبة المشرفة.
كما تنوعت الأغراض الشعرية التي قاموا العرب بالكتابة فيها مثل الغزل والمدح والهجاء والرثاء، كما اشتهر العرب أيضاً بفن الخطابة.
العلوم
على الرغم من عدم توافر أي مخطوطة تدل على شيوع العلوم لدى العرب في العصر الجاهلي إلا أن هناك بعض الدلائل التي تدل على اشتهار العرب ببعض العلوم، ومنها:
- علم الفلك: حيث كان يطلق عليها العرب اسم الأنوار، وكانوا يستخدموها في الاستدلال على الطرق البحرية والبرية.
- كما أنهم كانوا يعبدون بعض الكواكب التي كانت تظهر في أوقات معينة مثل كوكب الزهرة، حيث أنهم صنعوا صنم لكوكب الزهرة وأطلقوا عليه العزى.
- علم الرياضيات: شاع عند العرب علم الرياضيات، حيث أنهم كانوا يعملون في التجارة، كما زار فيثاغو شبه الجزيرة العربية قديماً ليتعلم من أهلها الحكمة.
- علم الطب: كانوا العرب مشهورين بالطب ومن أبرز الأطباء في ذلك الوقت هم الحارث بن كلدة وابن أبي رمثة التميمي والشفاء بنت عمرو وضماد والنضر بن الحارث وابن حزيم.
- علم البيطرة: من أبرز الأطباء البيطرين في ذلك الوقت العاص بن وائل.
- علم الهندسة: حيث اشتهر العرب بإقامة السدود مثل بناء سد مأرب، كما أنهم أقاموا العديد من القنوات المائية.
شاهد أيضا: تاريخ الفلاسفة المسلمين في الشرق والغرب
الديانات
قبل ظهور الدين الإسلامي كان العرب قد تخلوا عن تعاليم أنبياء الله مثل ديانة النبي إبراهيم عليه السلام، كما انتشرت بينهم العديد من الديانات، ومنها:
- قام بعضهم بعبادة الأوثان.
- والبعض الآخر تدين بالمسيحية أو اليهودية.
- الجدير بالذكر أن الكعبة المشرفة كام حولها 360 صنم، وكان هناك صنم لكل قبيلة تتقرب إليه وتعبده.
- كان هناك بعض الأصنام المشهورة والتي تم ذكرها في القرآن الكريم مثل العزى واللات ومناة.
- كان العرب قديماً يؤمنون بوجود إله واحد فقط وهو الله عز وجل، ولكنهم كانوا يظنون أن الأصنام تساعد الله سبحانه وتعالى في الأرض وتقوم بتنفيذ أوامره المقدسة ورغباته.
النثر
يعني الكلام الخالي من القافية والوزن ويستطيع الكاتب من خلاله التعبير عن المعاني والأفكار التي يفكر فيها وتختلج صدره بدون قافية أو وزن مقيد.
وأهم ما يحتوي عليه النثر في العصر الجاهلي الروايات والقصص التي يتم تناقلها من جيل إلى آخر، كما يميل النثر أحياناً إلى الأساطير والخيال الذي كان منتشر في ذلك الحين.
والقصص نوعين وهما القصص الخيالية والقصص الواقعية، والقاص هو الشخص الذي يروي القصة، وأهم ما يريد الباغي الوصول إليه هو اندماج القارئ في القصة وجعله يعيش في أحداثها.
اقرأ أيضا: كتب عن الحياة الاجتماعية في العصر العباسي
نمط الحياة الجاهلية عند العرب
كان العرب قد احتقروا الزراعة والصناعة، ولم يقم بذلك إلا الفقراء من العبيد والحضر واليهود، وإليكم أشكال وأنماط المعيشة الجاهلية في التالي:
- قال ابن خلدون أن الزراعة كانت مهنة المستضعفين لأنها كانت تورث لصاحبها المهانة والمزلة.
- ولقد قامت حياة العرب بشكل عام على الرعي واعتمدت على الماء والكلأ،حيث صور القرآن الكريم أهمية وجود الماء في حياة العرب في قوله تعالى {وَجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ}.
- امتهن العرب التجارة، فقد كانت قوافلهم التجارية تتجه ناحية اليمن والشام حاملة السلع سواء كانت من منتجات بلادهم أو كانت من منتجات الهند وأفريقيا، فكانت النفائس كالعطور والعاج والعبيد والتبر والحجارة الكريمة.
- خضعت بوادي وحواضر الحجاز ومنها مكة لنظام حكم شبه سياسي، وقد حكمها العمالقة ثم جاء بعدهم بنو جرهم القحطانية واستطاع قصي بن كلاب من رئاستهم ولما كبر ولى ابنه عليهم.
- ولكن بني عبد المناف لم يقبلوا ذلك وشبت الحرب بينهم، ثم تداعوا الصلح بشرط إعطاء بنو عبد مناف الرفادة والسقاية وأن تكون الندوة والحجابة واللواء لبني عبد الدار، وبقى هذا الحكم حتى ظهر الدين الإسلامي.
أشهر صفات العرب في العصر الجاهلي
تميز العرب بالعديد من الصفات التي تنبع من فطرتهم فبعضها حميد والبعض الآخر صفات ذميمة، وسنذكر لكم أبرز صفات العرب في ما يلي:
- اشتهروا بالكرم، فقد كان حاتم الطائي يضرب به الأمثال في الجود والكرم والوفاء وحماية الجار وإغاثة الملهوف والشجاعة والوفاء.
- كانت القوة هي الصفة والمثل الأعلى لهم، وذلك لأن الصحراء لم تكن رحيمة ولا سخية بهم، فمن لم يبدأ بالعدوان يتم الاعتداء عليه، وكانت المكانة الأولى للظالم.
- كان لهم صفات ذميمة مثل السلب والغزو والنهب، وقد قاموا بتسمية الحروب التي نشأت بينهم ومنها حرب البسوس التي قامت بين تغلب وبكر.
شاهد من هنا: مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي