معنى إبراء الذمة في الإسلام
يعتبر مفهوم إبراء الذمة في الإسلام هو عهد يلتزم به الإنسان مع الآخرين وعند نقض هذا العهد يستوجب عليه الذم لذلك سمى ذلك في الإسلام ذمة.
ويعني أيضاً هو تخلص الإنسان من المسئولية والعهد، والذمة هي الالتزام والمسئولية وبها يكون الإنسان صالحاً للحكم والشرعية.
محتويات المقال
معني إبراء الذمة في الإسلام
معني براءة الذمة في الفقه الإسلامي
- قال بعض الفقهاء بأن الذمة صفة لكي يصبح الإنسان أهلا للإلزام فهي تعتبر وصف الذي يجعل الشخص كفوء لماله وما عليه.
- مثل إذا اشترى شخص أي شيء يريده وكان كفوء لكي يستنفع بهذا الشيء فيكون كفوء لدفع ثمن هذا الشيء.
- وقال بعض أخر بأن الذمة ذاتية وأنه يولد الإنسان بها تكون صالحه ليعرف ما له وما عليه بخلاف باقي الخلائق مثل الحيوانات.
- لأن الذمة لها علاقة بالعقل لأن له دخل فيها وأن الذمة التي تنشأ مع العهد يترتب عليها بعد ذلك تثبت له أهليته بالواجب فالأهلية والذمة مرتبطين بالإنسان فقط.
- وقد جاء في القران الكريم آيات كريمة على براءة ذمة الإنسان من المسئولية ولكن أذا وصل علمه ومعرفته بكل القواعد القانونية والشرعية التي واجبة التنفيذ أو التي تثبت براءة ذمته من مسئوليته الجنائية.
- حتى بعد ارتكاب الجريمة أذا لم تكون مكتوبة في نص الجريمة والعقاب.
- وقد جاء أيضاً في السنة النبوية والتي أخرج منها الفقهاء الإسلاميين حكم براءة الإنسان الحكم الأصلي لبراءة الذمة عند الإنسان والتي تكون قاعدة أساسية في الأثبات.
- والعقل السليم أيضاً لان يجب أن تدرك العقول كل ما حدث وأن أذا تم مطالبة الإنسان بالالتزامات ومصادرة.
- كلها أمور حديثة لم تكن موجودة أصلا وينتج عن هذا بأن ذمة الإنسان لا تمتلك أي التزام إذا قال أي إنسان غير ذلك عليه أثباته بالدليل الواضح.
اقرأ أيضا: مفهوم الإفلاس في الفقه الإسلامي
الأصل في براءة الذمة في الفقه القانوني
- يوجد توافق بين الفقه الإسلامي والقانوني في تطبيق قاعدة براءة الذمة ويكون الأصل في براءة الذمة يحدث في الحقوق الشخصية مثل ما أذا قال شخص لأخر أنه عليه دين فيجب إثبات ذلك.
- وإذا أقرض شخص قرض لشخص أخر يجب عليه إثبات عقد القرض، وأيضاً عيوب الإرادة.
- ويجب أن تكون إرادة كل شخص خالية من العيوب وسليمة وأن كل من يدعي أنه معيوب بالإكراه أو الاستغلال فعليه أن يثبت ذلك، وأما أذا كان الالتزام يقام على الدلائل مع تحقيق نتيجة يستلزم أثبات هذا الالتزام منه.
- ويجب على الأخر تحقيق نتيجة هذا الالتزام ونتج عن ذلك تطابق وتوافق الفقه الإسلامي مع الفقه القانوني ولذلك لأن أصل ذلك هي التواصل بواقع الناس من القواعد الأساسية.
إبراء الذمة في العبادات
فرض الله سبحانه وتعالى على الإنسان أفعالاً وأفولا وهي العبادات وعندما يبلغ الإنسان سن معين يصبح ملزماً بها ولكن قبل أن يبلغ الإنسان هذا السن ليس له ذمة فيما يتعلق بهذه العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على جميع خلقه.
وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في أحاديثه الشريفة، وأن هذه العبادات والفرائض لها وقت معين مفروضة على الإنسان يجب عليه فعلها في هذه الأوقات مثل:
- الصلاة التي يجب تقضيها عند دخول الوقت فإذا دخل وقت الصلاة المفروضة تعلقت ذمة الإنسان بتقضيه هذه الصلاة وأنها تكون لها شروط وأركان.
- يجب على المسلم أن يفعلها حتى تبرأ ذمته من هذه العبادات فأن قام الإنسان المؤمن بتأدية العبادة في وقتها مع تحقيق شروطها وجميع أركانها تبرأ ذمته أمام الله.
- أما بالنسبة للثواب والعقاب فمن الممكن عندما يؤدي الشخص فرض عليه مثل أداء الصلاة مع تحقيق كل شروطها وأركانها ولم يفهم منها شيئاً فتبرأ ذمته منها ولكن لا يثاب عليها عند الله.
- وأيضاً كمن نام طول اليوم في رمضان ولم يقوم بالفرائض مثل الصلاة المفروضة على الإنسان فإنه تبرأ ذمته من الصيام ولمن لا يثاب عليه عند الله سبحانه وتعالى.
- وتبقي ذمته متعلقة بفرض الصلاة عليه وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل هذا في الأحاديث الشريفة.
إبراء الذمة في المعاملات
- تتعلق حقوق الآخرين في ذمة الإنسان المسلم وتختلف الحقوق فمنها حقوق مالية مثل الدين والنفقة وتوزع الميراث.
- أو حقوق معنوية مثل الحضانة والتربية ولكن تبقي ذمة المسلم متعلقة بهذه الحقوق سواء المالية أو المعنوية.
- ويكون مسئول أمام الله سبحانه وتعالي وأمام الناس المتعلقة بهذه الذمة حتى تبرأ ذمته أما الله والناس ويؤديها كاملة، وتعني كلمه إبراء الذمة في المعاملات هو تبرئة شخص له حق عند شخصً أخر.
- ويكون بذلك أسترد حقة من الشخص الأخر، وإذا سامح شخص بدين له لشخص أخر تجوز في هذه الحالة سقط حقاً له في ذمة الأخر.
- وقد برأت ذمته من ذمة الأخر وأيضاً تنطبق هذه الحالة إذا سامح شخص بحقة في الميراث أو أعطى هبه لشخص أو سامح في ثمن سلعه باعها لشخص أخر فتصبح ذلك صدقة أو أعانة منه لشخص أخر.
- والحقوق المعنوية تتعلق تعلق شديداً بينة وبين ربه ويجب أن يتقي ربه في أداء هذه الحقوق وذلك لاحتوائها على كثير من التفاصيل التي لا يعلم بها إلا صاحب الذمة فلابد أن يتقي الله في هذه الحقوق.
- ويفعلها كما أمره الله سبحانه وتعالى دون أن تنقص ولا تتغير حتى يكون برئ أمام الله سبحانه وتعالى من أداء هذه الحقوق الاجتماعية أمام الآخرين.
أبراء الذمة على المسلم في الحج
- يجب على المسلم الذي ينوي الحج أن يبرئ ذمته أمام الله سبحانه وتعالى من جميع الحقوق الواردة عليه وأن يتخلص منها أمام الله وأمام نفسه.
- لأن هذا واجب شرعي للعبد أتجاه الله عز وجل ويجب على المسلم الذي يذهب إلى الحج أن يبدأ ويتوب من جميع المعاصي والذنوب.
- ويخرج من مظالم الخلق ويجب أن يرد كل الديون عليه ويبرأ ذمته منها ويجب أن يرد الودائع ويجب أن يكتب وصيته ويجب أن يوكل من يقضي ديونه ويترك لأهله ما يلزمهم من المال حتي يرجع بأذن الله سبحانه وتعالي.
- وأن يوصي أهله وأصحابه بتقوى الله عز وجل واجتناب ما نهى الله عنه وأتباع ما أمر الله سبحانه وتعالى والتوبة النصوحة.
- وحقيقه التوبة هي الإقلاع عن جميع الذنوب والندم عليها وعدم الرجوع إليها مرة أخرى ويجب أن يرد المظالم من مال.
- أو عرض فيجب على الشخص الذاهب للحج أن يبرئ ذمته من جميع حقوق العباد قبل سفرة للحج.
- أيضا يجب أبراء الذمة على المرأة المفتري عليها من قبل زوجها فإذا تزوجت أمراه من رجل وانفصلت عنه وذهبت إلى بيت أبيها من غير طلاق.
- فيجب على الزوج أن يبرئ ذمته منها أمام الله عز وجل وأن يعطي الحقوق إليها المادية والمعنوية وأن يتقي الله عز وجل فيها ولا يظلمها أبداً حتى يطلقها وأن طلقها يجب أن يعطي لها كل حقوقها من نفقة وكل شيء.
- ومن نعم الله عز وجل على عبادة أنه أرسل إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لإقامة الحجة علينا وإبراء الذمة من العهد والأمانة الملقاة إلى عاتقه صلى الله عليه وسلم من ربه.
- وبذلك بالدعوة إلى الحق وأخرجانا من الظلمات إلى النور وإقامة الحجة وإبراء الذمة.
كما يمكنكم التعرف على: مقدمة عن الزكاة في الإسلام
أنواع الإبراء
- يتقسم الإبراء إلى نوعين إبراء إسقاط وإبراء استيفاء ويكون إبراء الإسقاط كالتبراء من الدين أو أسقط عنك الدين أو تصدقت به عليك وهذا ما يسمى أبراء الإسقاط لأنه يكون قد عبر عما يدل به من ترك دينه وأسقطه عن مدينه سوء بالنسبة لكل الدين أو جزء منه.
- ويكون إبراء الاستيفاء بسبب وفائه مثل استوفيت ديني من قبل فلان ويكون نتيجة عدم جواز المطالبة بالدين مرة أخرى وإبراء الإسقاط.
- يكون يخص الديون لأن القول في ذلك يكون صريحاً في إسقاطه ولكن لا الممتلكات لأن القول وحدة لا يكفي في إسقاط الممتلكات
- وأن إبراء الاستيفاء يكون في الدين والعين إذا أقر بالوفاء ونتيجة ذلك تكون في الدين والعين وذلك بتركها إلى المالك وقال فقهاء الحنفية أن الديون تقضي بأمثالها.
- وينتج عن ذلك انشغال ذمة المدين والدائن بعد الوفاء بالدين فذمة المدين تكون مشغولة بالدين ولكن لا يطالب به وذمة الأخر مشغولة بما أعطى في دينة فأما إذا أبراء الدائن في دينه يعتبر إبراء إسقاط.
كما يمكنكم الاطلاع على: الحياة الاجتماعية في الإسلام
كيفية إبراء الذمة من ظلم الغير
إذا ظلمت أحد في يومًا ما وترغب في إبراء الذمة من ذلك الظلم فعليك أن ترجع إليه حقه، فإذا كنت ظلمته في ماله فعليك إرجاعه له، أما إذا كنت ظلمته بأن قمت بسبه فعليك أن تذهب إليه وتطلب منه أن يسامحك.
أسئلة شائعة حول إبراء الذمة في الإسلام
ما معنى إبراء الذمة في الإسلام؟
إبراء الذمة هو تحرير النفس من أي مسؤولية أو التزام ديني، سواء كان ذلك بالتوبة والاستغفار من الذنوب أو بتصفية الحقوق المالية المترتبة على الشخص.
متى يكون إبراء الذمة واجبًا؟
يكون إبراء الذمة واجبًا عندما يكون الشخص مدينًا بحقوق مالية لشخص آخر، أو عندما يقع في الذنوب والمعاصي التي تستوجب التوبة والاستغفار.
كيف يتم إبراء الذمة في الإسلام؟
إبراء الذمة يتم من خلال تسديد الحقوق المالية إذا كانت مترتبة، ومن خلال التوبة والاستغفار إذا كان الأمر يتعلق بالذنوب والمعاصي.
هل يمكن أن يكون إبراء الذمة بالتوبة فقط؟
نعم، في العديد من الحالات يمكن أن يكون إبراء الذمة بالتوبة والاستغفار فقط إذا كان الأمر يتعلق بالذنوب والمعاصي التي لا تنطوي على حقوق مالية للآخرين.
ما هي أهمية إبراء الذمة في الإسلام؟
إبراء الذمة يعتبر من الأمور المهمة في الإسلام، حيث يساهم في تطهير النفس وتحقيق السلام الداخلي، ويمهد الطريق لقبول الدعاء والبركة في الحياة.