نماذج من الإيثار والتضحية
إن الإسلام جاء يحمل معه الخير العظيم فدعا الناس إلى الأخلاق الحميدة، ولنا في رسول الله أسوة حسنة في جميع هذه الصفات الحسنة التي منها العطاء والتضحية، وسوف نعرض في هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net نماذج من الإيثار والتضحية.
محتويات المقال
تعريف الإيثار والتضحية
- الإيثار: هو أن يقدم الشخص غيرِه على نفسه، فهو أعلى درجات السخاء والعطاء، كما أنه أكثر أنواع الجود والكرم كمالا ومنزلة عظيمة.
- التضحية هي: أن يبذل الإنسان نفسه أو وقته أو ماله لهدف أعظم، مع عقد النية في أن يحتسب الثواب من الله عز وجل.
كما أدعوك للتعرف على: موضوع تعبير عن الإيثار
نماذج من الإيثار والتضحية في حياة الصحابة
إيثار لا حدود له
- إن الأنصار في المدينة قاموا بتقديم أعظم مثال في الإيثار والتضحية، حيث أنه لما جاء المهاجرون من مكة وهم لا يمتلكون شيئا، حيث أنهم قاموا بترك أموالهم وأرزاقهم ومصالحهم خلفهم، فقاسمهم الأنصار كل أملاكهم من مال وعمل وغيرها.
- فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((لما قدم المهاجرون المدينة نزلوا على الأنصار في دورهم، فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا مثل قوم نزلنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أبذل في كثير منهم، لقد أشركونا في المهنأ وكفونا المؤنة.
- ولقد خشينا أن يكونوا ذهبوا بالأجر كلِّه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلَّا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم به عليهم)).
- كما أن عبد الرحمن بن عوف عندما جاء المدينة قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري وكان سعد متزوج من امرأتين فعرض عليه أن يقوم بمناصفته أهله وماله، فقال له عبد الرحمن بن عوف بارك الله لك في أهلك ومالك أنا أريد فقط أن تقوموا بتعريفي بمكان السوق.
إيثارٌ وتضحية حتى بالحياة
- بالإضافة إلى الإيثار والتضحية بالحياة في غزوة اليرموك، حيث أنه قد سقط بساحة المسلمين العديد من الجرحى وكانوا في شدة العطش، حيث كان في يد أحدهم شربة ماء، فنظر إلى من بجانبه فقال سأعطيها إليه، ثم أخذ كل منهم يعطي الماء للآخر حتى ماتوا جميعا دون أن يقوم أحد بالشرب منها.
تضحية في الدفاع عن الرسول-عليه الصلاة والسلام-
- كما نجد أن الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- قد قام بالاستماتة في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد.
- حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أصابه الكثير من الجراح، فشوهد طلحة ويده كلها قد قطعت إلى أشلاء لأنه كان يقوم بالدفاع بها عن رسول الله.
إيثارٌ وتضحية في الأرض والعرض
- بالإضافة إلى ما فعله أبو طلحة الأنصاري، حيث أنه كان من أثرياء المدينة وكان عنده أرض تسمي بيرحاء وكان يفضلها أكثر من جميع ممتلكاته.
- فلما نزلت الآية الكريمة (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقام بالتبرع بها صدقة لله وقال فدائي لرسول الله.
فدائيٌ لرسول الله -صلى الله عليهِ وسلّم-
- كما نجد أن عليا رضي الله عنه قام بالتضحية بنفسه فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة، حيث أنه قد قام بالمبيت في فراش النبي عندما أراد المشركون قتله.
- كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أميرا للمؤمنين وتم طعنه في الحرب، فأمر ابنه عبد الله أن يذهب إلى أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فيقول لها أنه يبلغها السلام، ثم يوصيها أن يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر.
- فردت عائشة قائلة كنت أريد هذا المكان لنفسي، لكنني سوف أوثر عمرا اليوم على نفسي.
- فلما عاد ابن عمر قال له أبوه: (ما لديك؟)، فأعلمه أنها سمحت له بأن يحقق هذه الرغبة، فقال: ((ما كان شيء أهمَّ إليَّ من ذلك المضجع، فإذا قُبِضت فاحملوني، ثمَّ سلِّموا، ثمَّ قل: يستأذن عمر بن الخطَّاب، فإن أذنت لي فادفنوني، وإلَّا فردُّوني إلى مقابر المسلمين)).
- كما أن عائشة قد جاء إليها مسكين يسألها وهي صائمة ولم يكن في بيتها إلا رغيف واحد فقالت لمولاة لها أن تعطي الرغيف للسائل.
- فقالت الخادمة لا يوجد لديك ما تقومين بالإفطار عليه غير هذا الرغيف، فقالت عائشة قلت لك أن تعطيه إياه.
- فلما جاء المساء قام أهل بيت بإهداء شاة وكفنها، فقالت عائشة لجاريتها (كلي من هذا، فهذا خير من قرصك).
كما يمكنكم الاطلاع على: مفهوم القيم الاجتماعية في علم الاجتماع
اختبار عمر لإيثار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
- قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بوضع أربعمائة دينار في صرة، ثم قال للغلام: ((اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجرَّاح، ثمَّ تلكَّأ ساعة في البيت حتى تنظر ماذا يصنع بها)).
- فقام الغلام بالذهاب بالصرة إليه وقال له: يقول لك أمير المؤمنين: (اجعل هذه في بعض حاجتك)، فرد أبو عبيدة قائلا: (وصله الله ورحمه)، ثم قال أبو عبيدة تعالي يا جارية قومي بالذهاب بهذه الدراهم السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى نفذت الدراهم.
- ثم قام الغلام بالرجوع إلى عمر، فأخبره بما حدث فوجد أن عمرا قد قام بإعداد صرة مثلها لمعاذ بن جبل، وقال له: قم بالذهاب بهذا إلى معاذ بن جبل، وانتظر في البيت ساعة حتى ترى ماذا يصنع.
- فذهب الغلام بالصرة إليه وقال: يقول لك أمير المؤمنين: (اجعل هذه في بعض حاجتك)، فرد معاذ قائلا: (رحمه الله ووصله).
- ثم نادى معاذ على جارية في بيته وقال لها قومي بالذهاب إلى بيت فلان بكذا وبيت فلان بكذا، فلما امرأة معاذ الموقف قالت له: ونحن والله مساكين فأعطنا، فلم يكن باقيا في الخرقة إلا ديناران فأعطاهما إليها، ثم قام الغلام بالرجوع إلى عمر فأخبره، ففرح عمر وقال: (إنهم إخوة بعضهم من بعض).
أحاديث وآيات تتحدث عن نماذج من الإيثار والتضحية
- عن أبي هريرة رضي الله عنه ((أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلَّا الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن يضمُّ- أو يضيف- هذا؟ فقال رجل مِن الأنصار: أنا. فانطلق به إلى امرأته، فقال:
- أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: ما عندنا إلَّا قوت صبياني. فقال: هيِّئي طعامك، وأصبحي سراجك، ونوِّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء. فهيَّأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونوَّمت صبيانها، ثمَّ قامت كأنَّها تصلح سراجها فأطفأته.
- فجعلا يريانه أنَّهما يأكلان، فباتا طاويين، فلمَّا أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ضحك الله اللَّيلة- أو عجب مِن فعالكما)).
- قال ابن عمر رضي الله عنه: ((أهدي لرجل مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة، فقال: إنَّ أخي فلانًا وعياله أحوج إلى هذا منَّا، فبعث به إليهم، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها أهل سبعة أبيات حتى رجعت إلى الأوَّل)).
- كما قال الله تعالى في الأنصار: ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)). {سورة الحشر:9}.
اقرأ أيضا: الفرق بين الحب والمحبة