تجربتي مع الباقيات الصالحات

تُعد الباقيات الصالحات من أكثر الأمور التي تساعد المسلم في حياته وتمده بكثير من الحسنات، كما أنها تساعده في تكفير كثير من الذنوب، وتُسهل له طريقه إلى الجنة، فإن الباقيات الصالحات هامة جدًا بالنسبة لكل مسلم، ويجب عليه التعرف على ما تفعله، فتابعوا معي.

تجربتي مع الباقيات الصالحات

• لقد قررتُ أن أحكي لكم اليوم عن تجربتي الشخصية مع الباقيات الصالحات حيث أنها من شأنها أن تُجدد الأمل في قلوب الأشخاص الفاقدين له، ففي بداية تجربتي كنت قد تزوجت من الرجل الذي طالما حلمتُ به وأحببته وكنت سعيدة للغاية والحياة مستقرة وجميلة.
• حيث أنني في بداية حياتي الزوجية لم أكن أعاني من المشاكل التي عادة ما يعاني منها الأزواج في بداية حياتهم، ولكن مع الوقت شعرتُ بتأخر الحمل ورغبة زوجي في أن يكون أبًا لأبناء، فهذا الشيء كنا نفتقده في حياتنا كثيرًا بالرغم من حبنا الكبير.
• فانتظرت حتى أكملت سنة على زواجي، ولكن كل هذه المدة لم يحدث حمل، فبدأت أشعر بالقلق وقررت أنا وزوجي أن نذهب إلى طبيبة نساء وبعد إجراء بعض الفحوصات، صُدمت لأن الطبيبة أخبرتني أنني عقيمة ولا يمكن أبدًا أن أنجب أطفال.
• شعرتُ بالإحباط كثيرًا كما أنني مللتُ الحياة وفقدتُ الأمل فيها، ولم أكن أعرف لماذا أنا موجودة على قيد الحياة فقد حرمتُ زوجي من أبسط حقوقه، وهي أن يكون أبًا لأطفال، وبعد إجراء هذه الفحوصات بفترة قصيرة نشبت الخلافات بيني وبين زوجي.
• وكان أساس هذه الخلافات هو أنني لم أكن أستطيع إنجاب الأطفال، فبدأت حالتي النفسية تسوء أكثر فأكثر وأصبحت منغلقة جدًا على نفسي، وابتعدت عن جميع الناس وأصبحت بمفردي وكل يوم استمر في البكاء طوال الليل.
•  ولكن قرأتُ على الإنترنت عن تأثير وفوائد الباقيات الصالحات وتأثيرها الكبير على المسلمين، فبدأتُ أشعر في هذه اللحظة أن هناك أملًا قد أنار حياتي، فوجدت طريقي إلى الله سبحانه وتعالى.
•  وبدأت أدعو الله عز وجل بأن أستطيع إنجاب الأطفال مثل أي امرأة أخرى، وأكون أمًا، فبدأتُ في تجربتي أن أداوم على قدر استطاعتي على الأعمال الصالحة، كما أنني ابتعدت كل البعد عن أي شيء سيء يغضب الله تعالى، وأصبحت أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر في كل ليلة بالإضافة إلى الاستغفار.
• كما أنني كنتُ أقيم الصلاة في معادها الصحيح، فلم أشعر باليأس مرة أخرى، وداومتُ على كل هذه الأشياء لفترة ليست بالقليلة، ولكن في يومًا ما شعرتُ ببعض الإجهاد، فذهبت إلى الطبيبة المعالجة.
• وبعد إجراء بعض الفحوصات والتحاليل صدمتني الطبيبة بأنني حامل، كان لذلك الخبر وقع جميل على قلبي وعلى قلب زوجي، لم أعرف كيف أشكر الله عز وجل على تحقيق أمنيتي وتحقيق المعجزات في حالتي.
• فكانت تجربتي الحالية مع الباقيات الصالحات أكثر من رائعة وأنصحكم بتجربتها لإزالة اليأس من قلوبكم، فهي بإمكانها أن تُحقق لكم المعجزات وتحقق ما تتمنوه بل وأكثر.

اقرأ أيضا: ما هي الباقيات الصالحات؟

فضل الباقيات الصالحات

يستجيب الله عز وجل لدعاء عباده

• إذا كان المسلم يدعو ربه وهو متيقن بالإجابة فالله عز وجل سيحقق له ما يتمنى، وللباقيات الصالحات فضل كبير في استجابة الدعاء، ونستدل هنا بالحديث النبوي الشريف:
• عن أنس ، قال : جاء أعرابي إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : يا رسول الله علمني خيرا، فأخذ النبي – صلى الله عليه وسلم – بيده، فقال: قل سبحان الله ، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، قال: فعقد الأعرابي على يده، ثم مضى فتفكر ثم رجع، فتبسم النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال: تفكر البائس.
  • فجاء فقال: يا رسول الله، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، هذه لله ، فما لي؟ فقال النبي – صلى الله عليه وسلم: يا أعرابي، إذا قلت سبحان الله، قال الله: صدقت، وإذا قلت: الحمد لله، قال الله: صدقت، وإذا قلت: لا إله إلا الله، قال الله: صدقت، وإذا قلت: الله أكبر، قال الله: صدقت، فإذا قلت: اللهم اغفر لي، قال الله: فعلت، فإذا قلت: اللهم ارحمني، قال الله: فعلت ، وإذا قلت: اللهم ارزقني، قال الله: قد فعلت.
  • قال: فعقد الأعرابي على سبع في يده، ثم ولى.

الباقيات الصالحات تزيد من حسنات المسلم

• عندما يستمر الشخص المسلم في ذكر الله طوال اليوم، ويعتاد لسانه على قول ذلك فإن الباقيات الصالحات تُساعده على زيادة حسناته وتُثقل ميزان الحسنات عند الله سبحانه وتعالى، ونستدل هنا بالحديث النبوي الشريف:
• عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن – تملأ – ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها) رواه مسلم.

الباقيات الصالحات تسهل طريق المسلم إلى الجنة وتنجيه من عذاب القبر

• الباقيات الصالحات تُساعد المسلم على النجاة من العذاب في اليوم العظيم، كما أنها من الأعمال التي تيسر على المسلم طريقه إلى الجنة، ونستدل هنا بالحديث النبوي الشريف:
• (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خذُوا جُنَّتَكُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟.
  • قَالَ: لَا، وَلَكِنْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ قَوْلُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ عند الحاكم: مُنْجِيَاتٍ وَمُقَدَّمَاتٍ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ).

الباقيات الصالحات أحب الذكر لله عز وجل

• إن الباقيات الصالحات هي أحب الأقوال والأذكار لله عز وجل؛ ولذلك يجب على كل مسلم أن يهتم بها ويتقرب من ربه عز وجل بهما، فلها فضل كبير جدًا وعظيم عند الله تعالى.
• كما أنني عرفتُ من واقع تجربتي الخاصة مع الباقيات الصالحات أن لها العديد من الأفضال الأخرى فمثلًا أن المداومة على ذكر الباقيات الصالحات تُساعد المسلم على تكفير ذنوبه، وكسب مزيد من الحسنات.
• إن الباقيات الصالحات تتسبب في غرس شجرة للمسلم في الجنة ونستدل من ذلك بالحديث النبوي الشريف: جاء في سنن الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقيتُ إبراهيم ليلة أسري بي.
  • فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
  • وحسنه الشيخ الألباني.
  • وفي رواية الطبري: وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
• كما أن الباقيات الصالحات هم أفضل ذكر كما جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أفضل الذكر لا إله إلاّ الله وأفضل الدعاء الحمد لله” [رواه الترمذي وابن ماجه].

كما أدعوك للتعرف على: أهم 11 معلومة عن فضل الباقيات الصالحات

ما هي الباقيات الصالحات؟

• من واقع تجربتي الحالية مع الباقيات الصالحات فقد عرفتُ أن أغلب العلماء يقولون أن الباقيات الصالحات هم جميع الأعمال التي يفعلها المسلم سواء كانت قولًا أو فعلًا ويبتغي بها رضا الله عز وجل.
• يرى السلفيون أن الباقيات الصالحات هم الـ 5 صلوات، ولكن جمهور العلماء يقولون أنها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، واستدلوا من ذلك بالأحاديث.
• حيث جاءت أحاديث مرفوعة تدل عن ذلك وهي عن كلًا من أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة وعن النعمان بن بشير، وعن أبي الدرداء، وعن عائشة رضي الله عنها.
• ونجد من هنا أن هناك عدد من الآراء المختلفة فنجد أيضًا رأي آخر يرى أن المقصود بهم هو أن يقول الإنسان كلام حسن وذكر طيب، بينما يوجد رأي آخر يرى أنها عبارة عن جميع الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلم أن يقوم بها.

• وبذلك فإن هناك 4 أقول في هذه المسألة، ومن ذكروا تلك الآراء هم الطبري وابن كثير وابن الجوزي وابن تيمية والأئمة الأربعة، وهكذا نجد أنه لا مجال للتناقض بين كل جميع الأقوال.

ترديد الباقيات الصالحات 100 مرة

• في تجربتي الخاصة مع الباقيات الصالحات، وجدتُ أشخاص يخبروني أن أقوم بترديدها 100 مرة، حيث أنها لها الكثير من الأفضل، ولكنني كنت متخوفة من الأمر وغير مقتنعة.
• فعند سؤالي للشيخ قال لي أن هذا كلام غير موجود في الأحاديث النبوية أو في القرآن فلا يوجد نص في الدين الإسلامي يخبرنا بترديد الباقيات الصالحات لمئة مرة أو لأي عدد كان.
• ولكن حثنا الإسلام والكثير من الأحاديث النبوية على أن نقوم بتكرار ذكر الله وأن نستغفر كثيرًا، حيث أن لذلك فضل كبير للمسلم ويزيد بها من حسناته ويكفر بها من سيئاته.
• فالباقيات الصالحات تُعد من أكثر الأذكار المحببة لدى الله عز وجل، ونستدل على ذلك بالآية 46 من سورة الكهف: “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا”.

كما يمكنكم الاطلاع على: فضائل التسبيح والتهليل

أسئلة شائعة حول تجربة الباقيات الصالحات