هل يجوز تفسير فويل للمصلين مقطوعه عن سياق الآية؟
هل يجوز تفسير فويل للمصلين مقطوعه عن سياق الآية؟ والتي لا يصح تقطيعها وتجزئيها عن بعضها البعض، حيث أن القيام بذلك يؤدي إلى تغيير سياق المعنى، تابعوا موقع مقال.
محتويات المقال
التعريف بسورة الماعون
بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ
«أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فذلك الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ على طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)».
- سورة الماعون هي واحدة من السور المكيَّة، كما أنَّها واحدة من سور المفصل، وهي السور التي يفصل فيها بالبسملة، وهي السور القصيرة في القرآن الكريم.
- يقدر عدد آيات سورة الماعون بسبع آيات، كما أنَّ ترتيبها في المصحف العُثماني الشريف هو السابع بعد المائة (107).
- هذا وتقع سورة الماعون في الجزء الثلاثين، والحزب الستين.
اقرأ أيضًا: فضل صيام عشر ذي الحجه في الإسلام
تفسير قوله- تعالى-: «فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ»، مقطوعًا عن سياق السورة وحكمه
- لا يجوز تفسير قوله- تعالى-: «فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ»، [الماعون: 4]، مقطوعًا عن سياق الآية، وترك الآيات الباقية التي تعقبها.
- حيث أن هذا سيؤدي إلى جعل الآية تشتمل على معنى آخر غير الذي أراده الله- عز وجل- فيها.
- والدليل على ذلك، أنَّه في حالة ما إذا قمت باقتطاع هذه الآية عن سياق السورة، وقمت بتفسيرها بمفردها مقتطعة هكذا.
- فستلاحظ أنَّ الله- عز وجل- يتوعد للمُصلِّين على وجه العُموم بالعذاب الشديد، وأنه لا يوجد هناك فئة مخصوصة ومحددة بهذا التوعد.
- وبناءً على ذلك، فإن جميع هؤلاء المُصلِّين سيدخلون في هذا الويل، وهذا خاطئٌ تمامًا ومنافيًا للمعنى المراد بها إذا ما تم تفسيرها وهي في سياق السورة، وموصولةٌ بما بعدها.
- ومِنْ أجل هذا، فإن الواجب علينا أنْ نقوم بتفسير الآيات في سياق سورها، كما هي كاملة، وبدون تقطيع.
تابع أيضًا: فضل العشرة من ذي الحجة وثوابها
تفسير قوله- تعالى-: «فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ»
- عند تفسير قوله- عز وجل-: «فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ»، [الماعون: 4]، يجب أن نصلها بما بعدها من الآيات.
- وذلك حتى نحصل على المعنى المراد منها، فعند النظر إلى ما يعقبها مِنْ آيات سنلاحظ أنَّ الله- عز وجل- خصَّ فئةً مِنَ المُصلِّين وليس جميع المُصلِّين.
- وهم: «الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ • الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ • وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ»، [الماعون: 5-7].
- فالمقصود بالويل: هو العذاب الشديد، والمقصود بالسهو: هو التهاون والتساهل في الصلاة، وليس المراد منه ترك الصَّلاة.
- وقد كان وعيد الله- عز وجل- للمُصلِّين لمن هم يغفلون عن أداء الصلاة ويتهاونون في أمرها، حيث توعد لهم بالعذاب الشديد يوم القيامة (نسأل الله- عز وجل- السلامة).
اخترنا لك: ترتيب الخلفاء الراشدين بعد الرسول
في نهاية مقال هل يجوز تفسير فويل للمصلين مقطوعه عن سياق الآية؟ نكون بذلك قد أوضحنا عدم جواز تفسير هذه الآية بشكل منفصل عن سياق السورة، مؤكدين على أنَّ القرآن الكريم يجب أن يؤخذ كجملةٍ واحدةٍ دون قصٍ أو لصقٍ.