تعامل الرسول مع أهل بيته
يسأل الكثيرون عن كيفية معاملات النبي صلى الله عليه وسلم ليتعلموا منه ويحاولوا أن يقلدوه في أفعاله، فهو صلى الله عليه وسلم قدوة لجميع المسلمين في كل شيء.
ولذلك سوف نتحدث في هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net عن تعامل الرسول مع أهل بيته.
محتويات المقال
تعامُل النبيّ عليه الصلاة والسلام مع أبنائه
كان النبي عليه الصلاة والسلام يهتم بأبنائه ويعتني بهم، ولذلك نجد كتب السيرة النبوية مليئة بمواقف كثيرة مؤكدة لذلك، ومن ذلك ما يلي:
كثرة الاعتناء بهم
- ورد حديث عن عائشة رضي الله عنها تبين فيه كيفية تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع ابنته فاطمة، واحترامه لها، وإكرامه إياها، حيث قالت: (كانت إذا دخَلَتْ عليه قام إليها، فأخَذَ بيدِها وقبَّلَها وأَجْلَسَها في مجلسِه، وكان إذا دخَلَ عليها قامت إليه، فأَخَذَتْ بيدِه فقَبَّلَتْه وأَجَلَسَتْه في مجلسِها).
- ومن الأدلة على شدة عنايته ببناته واهتمامه بهم ما جاء عن بعض الصحابة، أنه حينما توفي أولاده وبعض بناته في حياته قام بالوقوف على القبر وعيناه تدمعان.
- بالإضافة إلى أنه كان صلى الله عليه وسلم مهتما بشؤون بناته، ويقوم بحل مشاكلهن مع أزواجهن ويعتني بهن أشد الاعتناء، كما كان يقوم بنصحهن أيضا.
- مثال ذلك: أن ابنته فاطمة جاءته يوما شاكية مما تقاسيه من جهد العمل، فطلبت منه إحضار خادم لها، فقال لها ولزوجها: (ألا أدُلُّكُما علَى ما هو خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ؟ إذا أوَيْتُما إلى فِراشِكُما، أوْ أخَذْتُما مَضاجِعَكُما، فَكَبِّرا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، واحْمَدا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَهذا خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ).
الاهتمام بشئونهم
- والجدير بالذكر أن هذا الاهتمام وتلك الرعاية المباركة كانت نهجا أصيلا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن متمثلة في مواقف عابرة أو مفتعلة.
- حيث أنه في ذلك يعد قدوة لجميع المسلمين الذين يفضلون الذكور على الإناث، حيث أننا إن نظرنا إلى معاملة النبي لبناته بالرحمة والحكمة نجد ذلك ظاهرا في كثير من مواقف حياته، ومنها ما يلي:
- كما كان يهتم بهن عندما يشعرن بالمرض، ومثال ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفّان رضي الله عنه أن يظل عند زوجته رقية ابنة رسول الله، حيث يتولى رعايتها والاهتمام بها عندما أراد أن يتوجه إلى معركة بدر لأنها كانت مريضة وقت المعركة.
- قيامه بدعوتهن إلى الإسلام بالرحمة والحسنى، حيث ورد في الحديث أن الله تعالى لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجهر بالدعوة قام بالنداء على الناس وكان من ضمنهم ابنته فاطمة.
- حيث قال لها حينئذ: (ويَا فَاطِمَةُ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي ما شِئْتِ مِن مَالِي لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا).
- محاولته الدائمة صلى الله عليه وسلم لأن يدخل الفرح إلى قلوبهن، بالإضافة إلى ائتمانه إياهن على أسراره، وقيامه لهن وحسن استقباله لهن.
- بالإضافة إلى أنه كان يقوم بالإسراع إلى تزويجهن بعد بلوغهن وتحققه من رجاحة عقولهن ومتانة دينهن، وأمره لهن بالحجاب والقيام بلبس الساتر من الثياب.
- كما كان يسارع أيضا في حل الخلافات الطارئة بين بناته وأزواجهن، حيث كان يتدخل ليصلح بينهما.
- كما كان حريصا عليه السلام على أن يتابع أخبارهن واهتمامهن بأمر الآخرة، ويقوم بنصحهن بالحذر من أن يركن إلى الدنيا ومتاعها الزائل.
- كما كان يحرص أيضا على أن يدخل الفرح إلى قلوبهن، ومثال ذلك جبره خاطر ابنته زينب بفداء زوجها أبي العاص بن الربيع عندما كان من أسرى بدر، ثم اشترط عليه إرسال ابنته زينب إليه في المدينة.
- ومن مواقف حرصه على إسعاد بناته أنه عليه الصلاة والسلام أقام العقيقة عن الحسن والحسين ابنا ابنته فاطمة.
- بل إنه كان يحرص على الاهتمام بهن حتى بعد وفاتهن، حيث كان يقوم بتوجيه أم عطية الأنصارية ومن معها في غسل ابنته زينب، وأمر بثوب لها ليتم وضعه على جسدها.
اقرأ أيضا: تعامل الرسول مع المنافقين في العمل
تعامُل النبيّ عليه الصلاة والسلام مع زوجاته
توجد في كتب السيرة النبوية كثيرا من المواقف التي تبين تعامل النبي عليه الصلاة والسلام مع زوجاته، حيث كان لهن نعم الزوج من خلال معاملته الحسنة لهن، ومن هذه المواقف ما يلي:
مساعدتهنّ في الأعمال المنزلية
- كان يساعدهن في أعمال المنزل، كما كان صلى الله عليه وسلم مهتما بخدمة نفسه، إلى جانب مساعدته لهن.
- قالت عنه زوجته عائشة رضي الله عنها: (كان يخصِفُ نعلَهُ، ويعملُ ما يعملُ الرَّجلُ في بيتِهِ، وكان يصنع طعامه بنفسه، وينجز أيّ شيء يعرض له من عمل البيت).
- كما سألت أحد النساء السيدة عائشة عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم في البيت، فقالت: (كان بَشَرًا مِن البَشَرِ؛ يَفْلي ثَوبَه، ويَحلُبُ شاتَه، ويَخدُمُ نَفْسَه، إذ كان النبيّ مثالاً للتواضع؛ فيخدم نفسه، ويخدم أهله، وإذا سمع الأذان، خرج إلى الصلاة).
كان يعطف عليهن
- كما كان يعطف عليهن ويؤانسهن في الليل، ويوصلهن إلى حجراتهن، ويخفف الأعباء والمشقة عنهن.
- بالإضافة إلى مساعدته لهن عندما كن يصعدن على الدابة، ومثال ذلك أن زوجته صفية رضي الله عنها جاءته يوما وهو مُعتكف في المسجد، فتبادلا الحديث إلى بعضهما.
- فعندما أرادت أن تنصرف قام معها النبي صلى الله عليه وسلم وأوصلها إلى بيتها، وذلك من رحمته بزوجاته.
تحمله وصبره عليهن
- بالإضافة إلى قيامه صلى الله عليه وسلم الليل وسهره مع زوجاته وتحدثه معهن أيضا، كما كان يتحمل ويصبر عليهن عندما تقع منهن أمور تدل على الغيرة.
- كما كان يصبر على مناقشتهن إياه على الرغم من أن هذه التصرفات كانت غير مقبولة لدى أهل قريش.
- لكن النبي عليه الصلاة والسلام كان يريد تعليم الناس أن هذا يعد من الأخلاق العالية للرجل، حيث ظهر صبر النبي في عدة صور يدل عليها ما يلي:
- عندما أنكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على زوجته أن ترد كلامه إليه، فقالت له: (فو اللهِ إنَّ أزواجَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لَيراجِعْنه، وتهجره إحداهنَّ اليومَ إلى اللَّيلِ).
صبره على سؤالهن النفقة الزائدة
- صبره على سؤالهن إياه النفقة الزائدة مما ليس عنده، حيث كان يقوم بتحملهن في ذلك ويصبر على الأمور التي قد تقوم بتعكير صفو الحياة الزوجية.
- ومن ذلك جلوس وحيدا لا يأذن لأحد بالدخول إليه إلا لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولما قاما بسؤاله عن سبب سكوته، قام بإخبارهما أنه بسبب سؤال زوجاته النفقة مما ليس عنده.
صبره عليهن في أسئلتهن الشرعية
- صبره على سؤالهن له في مسائل شرعية، حيث كان النبيّ صلى الله عليه وسلم هو أعلم الناس بدين الله، ولذلك كن يكثرن من سؤاله صلى الله عليه وسلم ويقمن بجداله في بعض المسائل الشرعية.
- حيث كان هو بدوره يقوم بمعاملتهن بلطف ولين.
- ومما يدل على ذلك حديث النبي عليه الصلاة والسلام مع حفصة رضي الله عنها في قصة أصحاب الشجرة عندما قال: (لا يَدْخُلُ النَّارَ، إنْ شاءَ اللَّهُ، مِن أصْحابِ الشَّجَرَةِ أحَدٌ، الَّذِينَ بايَعُوا تَحْتَها قالَتْ: بَلَى، يا رَسولَ اللهِ، فانْتَهَرَها)، فقالَتْ حَفْصَةُ: (وَإنْ مِنكُم إلَّا وارِدُها)، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: قدْ قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: (ثمَّ ننَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ونَذَر الظّالِمِينَ فيها جِثِيًّا).
- صبره على ما قد يتم وقوعه منهن من تصرفات مختلفة، كفعل إحداهن أمرا دون أن يعلمه، حيث كان يصبر عليها ويرحمها ولا يعنفها.
إسعادهن
كان النبي الكريم يحرص على إسعاد زوجاته وإدخال السرور عليهم، وفيما يلي سنذكر ما قالته السيدة عائشة عنه: ( لقَدْ رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَوْمًا علَى بَابِ حُجْرَتي والحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ في المَسْجِدِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْتُرُنِي برِدَائِهِ، أنْظُرُ إلى لَعِبِهِمْ).
مشاورتهن
كان النبي دائم مشاورة زوجاته والأخر بالآراء الخاصة بهن وكان يهتم بها، فيمكن أن يأخذ رأيهن في الامور المختلفة سواء كانت دينية أو خاةص بالدولة.
التلطف معهن
كان النبي دائم التلطف مع زوجاته، فكان مناديًا لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بترخيم اسمها، وكان يبلغها بالأنباء المفرحة، ويتعامل معها بلطف، فتقول السيدة عائشة: (كُنْتُ أشْرَبُ وأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَيَضَعُ فَاهُ علَى مَوْضِعِ فِيَّ، فَيَشْرَبُ، وأَتَعَرَّقُ العَرْقَ وأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَيَضَعُ فَاهُ علَى مَوْضِعِ فِيَّ).
معاملتهن بالمودة والرحمة
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل مع زوجاته بكل مودة ورحمة، وكان يظهر لهن الرقة والحنان في تعامله اليومي معهن.
عدله مع نسائه
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل مع زوجاته بالعدل والإنصاف، ولم يميز بينهن في التعامل أو في منح الحقوق، وكان يتناولهن بالعدل والإنصاف في كل الأمور.
وفاؤه لهنّ
كان الرسول صلى الله عليه وسلم مخلصًا لزوجاته، وكان يظل مخلصًا وموفيًا بوعده وموعده مع كل زوجته، وكان يقدم لهن الدعم والرعاية اللازمة.
كما يمكنكم التعرف على: قصص عن الرسول وزوجاته
تعامل النبي عليه الصلاة والسلام مع أحفاده
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بمعامل الناس جميعهم بالرحمة واللطف، وبالأخص أحفاده، حيث يظهر اهتمامه بهم في كثير من المواقف والصور، ومن ذلك ما يلي:
- كان يقوم بالصلاة بالناس ذات يوم فجاءته أمامة بنت ابنته، فقام بحملها بين يديه، وعندما كان يسجد يضعها على الأرض.
- كان ذات يوم يصلي فجاء إليه الحسن والحسين، فقاما بالركوب على ظهره وهو ساجد، فقام بالإطالة في سجوده إلى أن ذهبا.
- كان ذات يوم يقوم بالخطب في الناس، فإذا به يرى الحسن والحسين يلبسان ثوبين جديدين، فنزل عن المنبر ووضعهما بين يديه، وقال قول الله: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادكُمْ فِتْنَةٌ).
- تسميته لهم بأحسن الأسماء وتقبيله إياهم وقيامه بحملهم على ظهره.
- حبه الكثير لهم وملاعبتهم وضحكه معهم، ورقيته لم في حال مرض أحدهم.
- بالإضافة إلى أنه كان يجلس بعضهم على الدابة.
كما يمكنكم الاطلاع على: قصص الصحابة مع الرسول